الدين الإسلامي
الدين الإسلاميّ هو دينُ الفطرة، فليسَ في دينِ الله عزَّ وجلّ ما يصعب على الناس فهمُه، وهوَ يصل إلى عُقول الفلاسفة العُلماء ويصل كذلك إلى عُقول الأطفال وأصحاب القُدرات البسيطة، وهذا دليلٌ على أنَّ دينَ الله عزّ وجلّ دينٌ شاملٌ عام ليسَ لفئةٍ دونَ أخرى وليس لشعبٍ دونَ آخر.
من أعظم مُقتضيات هذا الدين هوَ الإيمان بالله عزَّ وجلّ وبرسولهِ مُحمّد عليهِ الصلاةِ والسلام، وهوَ آخرُ الأنبياء ورسالتهُ خاتمةُ الرسالات، ولهذا الدين الإسلاميّ العظيم عُلومٌ أصيلة تُبيّن عظمةَ هذا الدّين وتؤصّل لمفاهيمه وتشرحُ أحكامهُ، ومن أبرزُ عُلوم الدين الإسلاميّ هوَ علم العقيدة الإسلاميّة، فما المقصود بالعقيدة الإسلاميّة.
العقيدة الإسلاميّة
أصل كلمة اعتقاد من عَقَدَ أي ربطَ بشدّة وإحكام، والربط الشديد والمُحكم صِفةٌ لقوّة الأمر ومتانته وصلابته، ومن هُنا جاءت كلمةُ العقيدة والتي تعني في الاصطلاح الشرعيّ ما يعقد عليهِ المرء قلبه وهوَ الإيمان الجازم والتصديق التام والمُطلق بدينِ الله عزّ وجلّ وبوحدانية الله سُبحانهُ وتعالى، فيكونُ هذا في قلبك كعُقدة الحبل الوثيقة التي لا تنفصل عُراها ولا تنقطع، والاعتقاد هوَ جزمكَ بالشيء وإيمانك بهِ دونَ غيره، والعقيدة الإسلاميّة تقتضي الإيمان بإلهٍ واحد صحيح هوَ الله لا شريكَ له ولا ولد؛ فنحنُ كمسلمين نُثبت لله ما أثبتهُ لذاتِه، وننفي عنهُ ما نفاهُ عن ذاتهِ جلّ جلاله.
مبادىء العقيدة الإسلاميّة
تقتضي العقيدة الإسلاميّة اليقين بعدّة أمور هيَ مدار الدين وأصله؛ حيث إنَّ المُسلم يعتقد بالله ربّاً وبنبيّه مُحمّد عليهِ الصلاةُ والسلام وبالأنبياء الكرام والكُتب السماوية، وهذهِ هي أركانُ الإيمان التي ينبغي علينا الإيمان بها والاعتقاد الجازم بها.
والعقيدة الصافية التي يجب علينا أن نتمثّلها واقعاً فينا هي ما كانَ عليهِ رسولُ الله عليهِ الصلاةِ والسلام والصحابةُ الكرام الذين هُم أصدقُ الناس وأعلمهُم بدينه، ومن هذهِ العقيدةِ الصافية أن نؤمن بالبعث بعدَ الموت، ونؤمن بيوم الحساب، ونؤمن بما أثبتهُ الله لنفسهِ من الصفات، فاللهُ جلّ جلالهُ لهُ أسماءٌ وصفات يجب الإيمانُ بها، وهيَ من الأمورالغيبية التي تقتضي الاعتقاد بها دون ريب.
وتتضمّن العقيدة الإسلامية تنزيهَ الله عن مُشابهة المخلوقات؛ فهوَ جلّ جلاله ليسَ كمثلهِ شيء، وهوَ عالٍ على خلقه مُستوٍ على عرشه استواءً أثبتهُ لنفسه ولا يجوز لنا أن نُشبّههُ أو نصف هيئتهُ أو نتجاوز في ذلك أكثرَ من الحدّ الذي قالهُ الله جلّ جلاله عن ذاته. والعقيدة الإسلاميّة تتضمّن الإيمان بالجنّة والنار، وإثبات النعيم لأهل الجنّة بما يستحقونه بعدَ رحمةِ الله لهُم، وكذلك إثبات العذاب على الكافرين في نارِ جهنّم بعدَ أن استحقّوا ذلكَ بكُفرهِم، ومن عقيدة المُسلم أنّهُ يرى الله جلّ جلاله في الجنّة، وهذا من أعظم نعيمِ أهلِ الجنّة.