'); }
الموت حق، و هو المشروب الذي سيشربه جميع الناس على اختلاف ألوانهم و أعراقهم و أشكالهم و أديانهم و معتقداتهم و مللهم و على اختلاف كل شئ فيهم، و الموت هو انتهاء الحياة و مفارقة النفس لجسد الإنسان و بالتالي توقف أجهزته و وظائفه الحيوية عن العمل.
تختلف وجهة نظر الناس في التعامل مع الموت، و قد نشأ هذا الاختلاف نتيجة اختلاف الناس في معتقداتهم و أديانهم، و أتباع الديانات السماوية هم جزء لا يتجزأ من هذا العالم، و هم يمثلون السواد الأعظم من الناس، فأتباع الديانة اليهودية و الديانة المسيحية و الديانة الإسلامية فجميع هذه الديانات تنظر إلى الموت على انه خروج النفس من جسد الإنسان، حيث يؤمن أتباع هذه الديانات إلى الموت على انه القطار الذي سينقل الإنسان من مكان إلى مكان آخر، فجميعهم مؤمنون بالحياة و البعث بعد الموت، و يؤمنون أيضاً ان وضع الإنسان في تلك الحياة يعتمد على ما كان عليه في حياته الدنيا، و من هنا فهم يؤمنون بوجود جنة و نار و يؤمنون أيضاً بالحساب بعد البعث، و يكون هذا الحساب على أعمال الدنيا التي قام بها كل إنسان، فالذي غلب أعماله طابع الخير و الرحمة و طاعة الرب، فسيكون مصيره الجنة، اما الذي غلب على أعماله طابع الشر و معصية الرب، فسيكون مصيره النار. إضافة إلى ذلك ينظر أتباع الديانات السماوية أيضاً إلى الميت على انه يجب ان يكرم، و تختلف مظاهر تكريمه من دين إلى دين، إلا انها تتميز في الغالب بالاعتدال، فهي ليست كبعض الديانات ممن يقومون بحرق الميت و جمع الرماد، و حرق زوجته معه إذا مات عنها وهي على قيد الحياة، فالإسلام على سبيل المثال، كرم الميت منذ لحظة تسليمه لنفسه إلى لحظة وضع آخر حبة تراب فوق جسده. حيث تبدأ مظاهر تكريم الميت في الدين الإسلامي بتغسيل الميت و تكفينه و الصلاة عليه، حيث أن الصلاة عليه هي أقصى مظهر من مظاهر تكريم الإسلام للميت، ثم دفنه بطريقة معتدلة، ثم و بعد ذلك يقف المسلمون على قبره فترة من الزمن و يدعون له بأن يغفر الله تعالى له اعماله وأن يدخله جنانه ويرضى عنه، كما ان الإسلام أعطى أجراً عظيماً لكل من صلى على الميت ولكل من خرج في جنازة، و هذا من أقصى مظاهر التكريم أيضاً للميت.