'); }
تركيب تجريبي لقياس النمو الطولي للنبات
من مظاهر نمو الكائنات الحية هو الزيادة في الوزن أو الطول ، و يكون هذا النمو نتيجة طبيعية لنمو الأنسجة و انقسام الخلايا بشكل معين يستمر حتى يؤدي إلى هذه النتيجة ، و هو ما يختلف معدله و طبيعته من كائن لآخر فمثلا يزداد الإنسان في النمو الطولي و في الوزن حتى سن الخامسة عشر ثم تصبح بعد ذلك الزيادة فيهما طفيفة ، كما أن بعض الكائنات لها القدرة على تجديد خلاياها و استعادة قدرتها على النمو مثل نجم البحر الذي ينمو له طرف جديد إذا تم بتر أحد أطرافه النجمية ، كذا الإنسان لا يتوقف باقي جسده عن النمو إذا تم بتر أحد أطرافه ، كما أن الشجرة تستكمل نموها حتى إذا تم تقليمها.
هناك مناطق بكل كائن حى هى المسؤولة عن النمو بشكل أكبر من غيرها ، و ما يعنينا الآن هو النباتات بشكل عام.
'); }
هناك مناطق محددة هى المسؤولة عن النمو الطولي في النباتات هى في الساق أو الجذر ، لتنمو الساق إلى أعلى متجهة للضوء ، و تنمو الجذور إلى أسفل بعيدة عن الضوء ، وتلك المناطق بالنسبة للنباتات هى الجزء المسمى بالمرستيم القمي في الساق أو الجذر و هو الجزء المسؤول بشكل أكثر تحديدا عن ذلك النمو الطولي في النباتات و يكون في القمة.
و في هذا المرستيم القمي (يدعى أيضا بالنهاية القمية أو البرعم النهائي) تكون الخلايا أكثر قدرة على الانقسام بشكل أكبر من باقي خلايا أى جزء من أجزاء الساق أو الجذر ، ففيه تنقسم الخلايا بأنويتها بسرعة كبيرة جدا لإنتاج المزيد من الخلايا الجديدة ، ما يجعل النبات ينمو طوليا في كل من الجزئين ( الساق و الجذر ) ، و في نفس الوقت تزداد الخلايا القديمة التي تم إنتاجها في السابق بالحجم لتكون أكبر من مثيلتها المنتجة حديثا بالمرستيم القمي و هو ما يجعل النبات يزداد حجما بشكل عرضي في الأجزاء القاعدية منه في الساق و الجذر.
لذا فانقسام الخلايا و زيادتها عدديا بالقمة هو المسؤول عن النمو الطولي للنباتات ، كما أن ازدياد حجم خلايا الساق أو الجذر القريبة من سطح الأرض (البعيدة عن القمة) يجعلان النبات ينمو عرضيا فيزداد قطره بالقرب من سطح الأرض.
و عليه إذا تم وضع مبيد كيماوي سام على مناطق النمو (قمة الساق أو الجذر) في نبتة بازلاء مثلا مع قياس طول الساق و الجذر في ذلك الوقت ، ثم معاينته بعدها بثمان و أربعين ساعة لإعادة قياس طوله و مقارنته بطول ساق و جذر نبتة بازلاء أخرى لم يتم رش قمتيها بأى مبيد سام وتم تركها معها لنفس مدة الثمان و أربعين ساعة ، نجد أن المبيد قد أوقف النمو لأنه قتل خلايا منطقة النمو المسؤولة عن نمو النبات طوليا ، كما سنجد أن النبتة الطبيعية دون مبيد قد ازدادات طوليا بينما الأخرى توقفت عند نفس الطول الذي تم قياسه سابقا.
كذلك إذا تم تحديد الساق و الجذر بدوائر بالقلم ثم معاينته بعد فترة نجد ظهور منطقة جديدة بكلا من قمتى الساق و الجذر غير محددة بعكس الباقي الذي تم تحديده من قبل و هو ما يوضح بالتحديد أين تقع مناطق النمو الطولي بالنبات.
و تفسير ذلك أن أنسجة منطقة النمو هى أنسجة نشطة لها قدرة كبيرة على التضاعف نتيجة قدرة خلاياها الكبيرة على الانقسام الخلوي لإنتاج المزيد و بالتالي نمو كلا المجموعين الخضري (الساق و الأوراق) و الجذري (بالتربة).