تعريف شجرة الصنوبر

'); }

شجرة الصنوبر

تعد شجرة الصنوبر (بالإنجليزيّة: Pine) من الأشجار دائمة الخضرة، والتي تنتمي إلى عائلة الصنوبريّة (بالإنجليزيّة: Pinaceae)، وتندرج تحتَ رتبة الصنوبريّات (بالإنجليزيّة: Pinales)، ويوجد أكثر من 115 نوعًا من شجر الصنوبر في العالم.[١]

التركيب الخارجي لشجرة الصنوبر

يتباين ارتفاع شجر الصنوبر بين 10-80 م، ويمكن وصف التركيب الخارجيّ لشجرة الصنوبر بما يأتي:[٢]

  • الجذع

تمتلك شجرة الصنوبر جذعًا إسطوانيًّا هرميّ الشكل، يتميّز بصلابته، وتغطيه طبقة من اللحاء.

  • الفروع

تحتوي شجرة الصنوبر على نوعين من الفروع؛ الفروع الرئيسيّة التي تنمو عليها الأوراق الإبريّة، وأوراق أسفل البراعم القزمة بشكل غير محدود، والفروع الثانوية التي تتفرّع من الفروع الرئيسيّة بطول يتراوح بينَ 1-2 سم، وتحتوي على ورقة أو ورقتين، وليسَ لها براعم قميّة.

'); }

  • الأوراق

تحتوي شجرة الصنوبر على نوعين من الأوراق؛ الأوراق الصغيرة الغشائيّة ذات اللون البنيّ، والتي تمتلك أغشية واقية، وهيَ الأوراق التي تتساقط عندما يصل الفرع إلى مرحلة النضج، أما النوع الآخر فهو الأوراق الطويلة خضراء اللون، وإبريّة الشكل، التي تنمو في مجموعات عندَ قمة البراعم.

  • الجذر

تمتلك شجرة الصنوبر جذرًا قويًّا قادرًا على اختراق الصخور والأرض الصلبة، ومع تقدم الشجرة في العمر ينمو الجذر ليصبح أقوى وأعرض، كما تمتلك الشجرة جذورًا جانبيّة فرعيّة ينمو عليها فطريّات المايكورايزال، لذلك يطلق عليها اسم جذور مايكورايزال.

التركيب الداخلي لشجرة الصنوبر

يمكن وصف التركيب الداخليّ لشجرة الصنوبر برؤية المقطع العرضيّ لجذعها الرئيسيّ، ويمكن تلخيص ترتيب الأنسجة الداخليّة للجذع كما يأتي:[٢]

  • البشرة

وهيَ الطبقة السطحيّة الخارجيّة التي تغطي الجذع، وتتكوّن من طبقة واحدة من الخلايا الحشويّة الأنبوبيّة.

  • طبقة تحت الجلد

وهي الطبقة الواقعة أسفل البشرة، وتتكوّن من عدّة طبقات من الخلايا المتصلبة.

  • القشرة

تتكوّن القشرة من عدّة طبقات من الخلايا الحشويّة، بالإضافة إلى عدد كبير من القنوات الراتنجيّة، وكل طبقة من الراتنج مسؤولة عن إفراز الخلايا الظهارية المحيطة بقناة الراتنج.

  • الأديم الباطن

هو طبقة واحدة من الخلايا الحشويّة، ويوجد في المنطقة الخارجيّة للنسيج المحيطيّ.

  • النسيج المحيطيّ

يتكوّن النسيج المحيطيّ من عدّة طبقات من الخلايا الحشويّة، ويوجد خارج حلقة الحزم الوعائيّة.

  • الحزم الوعائيّة

هيَ مجموعة من الحزم الجانبيّة المفتوحة والمرتبطة مع بعضها بعضَا، والمرتبة على شكل حلقة، ويكون النسيج الخشبيّ فيها موجهًا نحو اللّب.

  • اللّب

يتكوّن اللّب من كتلة من الخلايا الحشويّة.

  • أشعة اللّب

هيَ شريط ضيق يتكوّن من مجموعة من الخلايا، التي تمتدّ من اللب في اتجاه الخارج بين الحزم الوعائيّة.

يُظهر المقطع العرضيّ لورقة شجرة الصنوبر طبقات البشرة، التي تتكوّن من خلايا سميكة الجدران وثغور غائرة، وتحتها عدّة طبقات من الخلايا المتصلبة التي تقوّي نسيج الورقة، وتحتوي على قنوات راتنج، وتليها طبقة من البلاستيدات الخضراء، ثمّ طبقة بطانة الجلد ذات خلايا برميليّة الشكل، ثمّ عدد من الحزم الوعائيّة، وأخيرًا النسيج المحيطيّ.[٢]

كما يُظهر المقطع العرضيّ لجذر شجرة الصنوبر طبقة البشرة الجذريّة المتشابكة مع شعيرات الجذر، وطبقة متعددة الطبقات، وحزم نسيج، وحزم وعائيّة أسطوانية يحيط بها النسيج المحيطيّ، وطبقة القشرة التي تتكوّن من خلايا رقيقة الجدران، وطبقة داخليّة مع نسيج محيطيّ.[٢]

عناصر غذائية تحتاجها شجرة الصنوبر

تحتاج شجرة الصنوبر إلى مجموعة من العناصر الغذائيّة الأساسيّة لتنمو بشكل جيّد، ومن هذه العناصر؛ النيتروجين، والفوسفور، والبوتاسيوم، بالإضافة إلى مجموعة من العناصر الغذائيّة التي تحتاجها بكميّات أقل مثل؛ الكالسيوم، والمغنيسيوم، والكبريت.[٣]

تحصل أشجار الصنوبر التي تنمو في البريّة على هذه العناصر الغذائيّة من أوراقها الإبريّة، وأغصانها التي تتساقط على الأرض، وتتحلل، ثم تصبح جزءًا من التربة، وعند زراعة أشجار الصنوبر في الحديقة أو فناء المنزل، فإنّها تحتاج للتسميد، ويفضّل استخدام السماد البطيء، لأنّه مناسب أكثر لاحتياجات شجرة الصنوبر.[٣]

أماكن تواجد شجرة الصنوبر

تفضّل أشجار الصنوبر النموّ في المناطق التي تكون تربتها رمليّة جيّدة التصريف،[٤] ويعدّ الموطن الأصليّ لأشجار الصنوبر في الجزء الشماليّ من الكرة الأرضيّة، والذي يتمتّع بمناخ معتدل الحرارة، ولكنّها تنتشر في جميع أنحاء العالم.[٥]

تكيف شجرة الصنوبر

تمتلك شجرة الصنوبر مجموعة من الخصائص التي جعلتها تتكيّف مع الظروف التي تعيش فيها، ومنها ما يأتي:[٦]

شكل الشجرة

يساعد شكل الشجرة المخروطيّ على منع تجمّع الثلوج عليها.[٦]

الأوراق

تكيّفت شجرة الصنوبر في المناطق الباردة من خلال شكل أوراقها، فهيَ ذات شكل إبريّ يمنع تراكم الثلوج عليها، ويحمي هذا الشكل الوريد المركزيّ للورقة بشكلٍ أكبر، وهو جزء مهمّ فيها، لأنّه يحتوي على الأنسجة الوعائيّة، كما أنّ الوريد المركزيّ محاط بغلاف لحمايته.[٦]

تغطى الأوراق بطبقة شمعيّة ملساء تعمل على حماية خلايا البناء الضوئيّ، الموجودة أسفل الطبقة الوسطيّة للأوراق، كما تتركز أنسجة الخلايا الضوئيّة في الأنسجة الوسطيّة من الورقة، لتستطيع حمايتها بشكلٍ أكبر.[٦]

التجميد خارج الخلية

استطاعت الأشجار الصنوبريّة التي تعيش في الطقس المتجمّد شديد البرودة أن تقوم بخاصيّة التجمّد خارج الخليّة، وهيَ خاصيّة تمكن الشجرة من حماية نفسها من التجمّد عن طريق دفع الشجرة لبعض السوائل عبرَ مساحات مكشوفة منها، فتتعرّض للتجمد على السطح الخارجيّ للشجرة، وبذلك تحمي الخلايا الداخليّة من التجمّد.[٦]

تكاثر أشجار الصنوبر

تتكاثر أشجار الصنوبر عن طريق البذور من خلال طريقتين؛ هما:

التخصيب

تستطيع أنواع من شجرة الصنوبر أن تلقّح نفسها بشكٍل ذاتيّ، وذلك لامتلاكها نوعين من المخاريط؛ مخروط حبوب اللقاح، ومخروط البذرة، ويصنف هذا النوع من أشجار الصنوبر بأنّه نبات بوغي ثنائي الصبغة،[٧] وتحدث عملية التخصيب ضمن الخطوات الآتية:

  1. تنمو حبوب اللقاح داخل المخروط الذكريّ الذي يدعى مخروط حبوب اللقاح، ويكون لها هيكلين صغيرين على شكل جناح، لمساعدة حبوب اللقاح على الانتقال في الهواء، والانتشار لمسافات واسعة.[٧]
  2. يكتمل نضوج حبوب اللقاح، ثم ينحني المخروط الذكريّ بشكلٍ عموديّ من قاعدة المخروط، ليصبح متدليًا في اتجاه الأسفل، لتنقل بذورها إلى المخاريط لتخصيبها، وتموت مخاريط حبوب اللقاح بمجرّد إطلاقها لها.[٧]
  3. تصل حبوب اللقاح إلى المخروط الأنثويّ، الذي يدعى مخروط البذرة، فيشكل أنبوبًا رفيعًا وطويلًا في وسطه، لنقل بذور اللقاح عبره وصولًا إلى البويضة، فتعمل على تلقيحها لتصبح جنينًا، وينمو الجنين مع الوقت ليصبح بذرة.[٧]

نثر البذور

تتكاثر أنواع من شجرة الصنوبر عن طريق نثر البذور، لأنّها لا تمتلك كلا النوعين من المخاريط اللازمة للتكاثر، إذ تفتح قشور المخاريط عن البذور الناتجة من عمليّة التلقيح، وتعمل على نثرها لتنتقل بواسطة الماء، أو الرياح، أو حركة الحيوانات والبشر.[٧]

أهمية شجرة الصنوبر

تكمن أهميّة شجرة الصنوبر فيما يأتي:[٨]

  • الأخشاب

تعطي الأنواع المختلفة من أشجار الصنوبر أخشابًا ذات جودة مختلفة، فالخشب ذو الجودة العالية يستخدم في صناعة الأثاث المنزليّ باهظ الثمن، بينما يستخدم الخشب ذو الجودة المتوسطة في البناء، أمّا الخشب قليل الجودة فيستخدم في صناعة صناديق التعبئة والتغليف، وفي الصناعات الورقيّة.

  • الزيت

يستخرج الزيت من؛ أغصان، وأوراق، وأقماع أشجار الصنوبر، ويمتلك هذا الزيت خصائص مضادّة للبكتيريا، تعالج بعض الأمراض الجلديّة، مثل: الجرب، كما أنّ زيت الصنوبر مطهر يزيل الفطريّات والعفن، ويتميّز هذا الزيت برائحة عطريّة مميزة، لذلك فإنّه يستخدم في صناعة العطور، وزيوت المساج، والمستحضرات التجميلية.

  • المنظر الجماليّ

تزرع أشجار الصنوبر في الحدائق والمنتزهات نظرًا لشكلها الجماليّ، كما تزرع الأنواع القزمة في الحدائق المنزلية، وتستخدم أقماعها في العديد من أعمال الزينة.

  • حبوب الصنوبر

تستخدم حبوب الصنوبر البيضاء الناعمة في الطهي والخبز، فهي مليئة بالفيتامينات مثل؛ فيتامين أ و ج.

  • الأهميّة الطبيّة

تساعد بذور الصنوبر على علاج بعض الأمراض الصدريّة، مثل؛ السعال، والتهاب الشعب الهوائيّة، والتهاب اللوزتين، كما أنّ لها دورًا فعّالًا في مقاومة مرض الإنفلونزا، ونزلات البرد.

المراجع

  1. “Pine”, New World Encyclopedia, Retrieved 5/11/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث “Pinus: Salient Features, Morphology and Reproduction”, Biology Educare, Retrieved 5/11/2021. Edited.
  3. ^ أ ب Jack S. Waverly (21/9/2017), “Natural Fertilizer for Pine Trees”, Garden Guides, Retrieved 5/11/2021. Edited.
  4. Henri Bauholz (22/11/2019), “Habitats of Pine Trees”, Sciencing, Retrieved 5/11/2021. Edited.
  5. Gloria Lotha (19/2/2020), “pine”, Britannica, Retrieved 5/11/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج “Adaptations”, Bio Web, Retrieved 5/11/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج Kevin Ann Reinhart (21/7/2017), “Pollen Vs. Seed Cones”, Sciencing, Retrieved 5/11/2021. Edited.
  8. “The Importance of Pine Trees”, gardenguides, Retrieved 8/11/2021. Edited.
Exit mobile version