ترتيب آيات القرآن
إنّ نظم الآيات القرآنية أي ترتيبها الذي عليه المصاحف الآن وكما هو موجودٌ في سور القرآن، هو ترتيبٌ توقيفيٌّ صادرٌ عن الله تعالى، وقد أجمعت الأمّة على ذلك، ولا مجال في هذا الترتيب برأيٍ أو اجتهادٍ، وممن قال الإجماع هذا الغرناطي ابن الزبير، والزركشي، والباقلاني، والسيوطي، وقد استند هذا الإجماع الذي انعقدت عليه الأمّة إلى نصوصٍ عديدةٍ من القرآن الكريم، ومن أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن أقوال الصحابة رضوان الله عليهم، ومن الآيات التي دلت على أنّ نظم الآيات توقيفي: (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ*وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ)،[١] ويُبيّن القرآن الكريم أنّه مطابقٌ لأصله الموجود في اللوح المحفوظ، وهي نفس الصحف التي بين يديّ الملائكة المُقرّبين، ولا فرق بينها وبينه، وقد تكفّل الله -تعالى- بحفظه.[٢]
ترتيب النبيّ للآيات
إنّ ترتيب الآيات الموجود حالياً هو بأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي أمره به الله، ودليل ذلك انّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- قرأ سوراً مختلفةً بحضرة الصحابة فدل ذلك على أنّ ترتيبها توقيفيّ، فما كان للصحابة أن يرتبوا خلاف الترتيب الذي سمعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ فيه، حيث بلغ ذلك مبلغ التواتر، حيث كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يَعرض القرآن على جبريل كلّ سنةٍ، إلّا في السنة التي توفي فيها عَرض عليه القرآن مرتين.[٣]
نزول القرآن الكريم
نزل القرآن الكريم أولاً إلى بيت العِزّة في السماء الدنيا دفعةً واحدةً، وهذه هي المرحلة الأولى، ثمّ نزل مفرقاً بعد ذلك على مدار ثلاث وعشرين عام، بواسطة جبريل -عليه السلام- على قلب رسول الله، وكان لذلك أثرٌ في تثبيت قلب النبي عليه السلام، وتيسيراً على الأمّة لفهمه وحفظه، وللتدرج في التشريع ومسايرة الحوادث، ولِما في ذلك من تربية الأمّة، وتحدّياً للعرب، وإثباتٌ بأنّه ليس من عند محمدٍ عليه السلام، بل من عند الله.[٤]
المراجع
- ↑ سورة الزخرف، آية: 3-4.
- ↑ مسعد أحمد الشايب (2-12-2017)، “ترتيب الآيات في القرآن الكريم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-1-2019. بتصرّف.
- ↑ “ترتيب السور والآيات في المصحف”، islamqa.info، 19-5-2002، اطّلع عليه بتاريخ 18-1-2019. بتصرّف.
- ↑ صلاح نجيب الدق (8-5-2013)، “نزول القرآن الكريم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-1-2019. بتصرّف.