محتويات
يُشير مفهوم علم الفلك إلى دراسة كل شيء في الكون يتجاوز الغلاف الجوي لكوكبنا؛ أي الكواكب، والشمس، والنجوم الساطعة، ويتضمن هذا العلم الاستفادة من التلسكوب وغيرها من الأجهزة العلمية لدراسة النجوم والكواكب في مجرتنا، والمجرات البعيدة عن مجرتنا.[١]
تاريخ علم الفلك
علم الفلك هو أول علم طبيعي يصل إلى مستوى عالٍ من التطور والقدرة على التنبؤ، وإن النجاح الكمي المبكر لعلم الفلك، مقارنة بالعلوم الطبيعية الأخرى، ينبع من عدة أسباب؛ منها أن علم الفلك المبكر امتلك ميزة الاستقرار والبساطة، وكان علم الفلك رياضيًا، إذ كان يُنظر إلى علم الفلك القديم اليوناني كفرع من الرياضيات، كما أنّ علم الفلك استفاد من صلته الوثيقة بين الدين والفلسفة.[٢]
التقاليد الفلكية ذات مدة واستمرارية، حفظت بعض الملاحظات البابلية من الزهرة من أوائل الألفية الثانية قبل الميلاد، وحقق البابليون لعلمهم مستوى عالٍ بحلول القرن الرابع قبل الميلاد، وفي نصف الألفية التالية، أحرز أعظم تقدم من قبل علماء الفلك اليونانيين، الذين وضعوا طابعهم الخاص على ما أنجزه البابليون.[٢]
في أوائل العصور الوسطى كانت اللغة الرائدة في التعلم الفلكي هي اللغة العربية بعد أن كانت اليونانية في السابق، حيث أتقن علماء الفلك في الأراضي الإسلامية ما أنجزه اليونانيون وسرعان ما أضافوا إليه، ومع إحياء التعلم في أوروبا، والنهضة الأوروبية، أصبحت اللغة الرائدة في علم الفلك اللاتينية، كما اعتمد علماء الفلك الأوروبيون أولاً على علم الفلك اليوناني، بالإضافة إلى ذلك ترجم علم الفلك من العربية.[٢]
حركات الشمس والقمر والكواكب
منذ فجر الحضارة حتى وقت علم الفلك كانت تسيطر عليها دراسة تحركات الأجرام السماوية، وهذا العمل ضروري للتنجيم، ولتحديد الجدول الزمني، وللتنبؤ بالكسوف، وتكتسي الصلة بين التقويم وحركات الأجرام السماوية أهمية خاصة؛ لأنها تعني أن علم الفلك ضروري لتحديد أبسط الوظائف الأساسية للمجتمعات، بما في ذلك غرس المحاصيل وحصدها والاحتفال بالأعياد الدينية.
كما أنّ المصريين كانوا على دراية بهذه الظواهر العامة، إلا أنّ دراستهم المنهجية للحركات السماوية اقتصرت على ارتباط فيضان النيل بأول ارتفاع ظاهر للنجم سيريوس، وتم التخلي عن محاولة مبكرة لوضع تقويم على أساس مراحل القمر باعتباره معقدًا للغاية، ونتيجة لذلك لم تساهم الحضارة المصرية في تطور علم الفلك.
يوجد دليل على وجود اهتمام أكبر في علم الفلك بشأن وجود المحاور الحجرية القديمة والدوائر الحجرية في جميع أنحاء أوروبا وبريطانيا العظمى، وأبرزها ستونهنج في إنجلترا، منذ 3000 قبل الميلاد، إذ كانت مجموعة الأحجار الضخمة في ستونهنج تعمل كمرصد قديم، حيث تابع الكهنة حركة الشمس السنوية كل صباح على طول الأفق لتحديد بداية المواسم.
الجداول البابلية
في الفترة بين 1800 إلى 400 قبل الميلاد، وضع البابليون تقويماً يستند إلى حركة الشمس ومراحل القمر، وخلال السنوات الـ400 التالية، ركزوا اهتمامهم على التنبؤ بالوقت المحدد الذي أصبح فيه القمر الجديد ظاهراً لأول مرة وحددوا بداية الشهر وفقا لهذا الحدث.
المجالات والدوائر اليونانية
استخدم اليونانيون القدماء مقاربة هندسية وليس مقاربة رقمية لفهم حركات الكواكب والنجوم والأجرام السماويّة بأنواعها المختلفة، متأثرين بمفهوم الفيلسوف اليونانيّ أفلاطون لكمال الحركة الدائرية، إذ سعى اليونانيون إلى تمثيل حركة الأجرام السماوية الإلهية باستخدام المجالات والدوائر.
وكان الطالب أفلاطون، أول من قدم حلاً على هذا المنوال، حيث افترض أن كل كوكب مرتبط بمجموعة من المجالات مترابطة بالمركز على الأرض، وأن كل كوكب يدور على محاور مختلفة التوجه لإنتاج الحركة المرصودة، ومع هذا المخطط من المجالات البلورية فشل في حساب التباين في سطوع الكواكب، كما أنّ المخطط أدرج في علم الكونيات لأرسطو خلال القرن الرابع الميلادي.
من الجدير بالذكر أنّ الحضارة الهيلينية حاولت وصف علم الكون المادي، كما أنّ الحضارة الهلنستية التي تلت فتوحات الإسكندر الأكبر تطورت على مدى القرون الأربعة التالية سرعان ما سادت آليات رياضية لتفسير الظواهر السماوية، وكان أساس هذا النهج مجموعة متنوعة من الدوائر المعروفة باسم الغرباء، والمرجئة، والدراجات.
المراجع
- ↑ “what is astronomy”, space, 31/12/2021, Retrieved 31/12/2021. Edited.
- ^ أ ب ت “history of astronomy”, britannica, 31/12/2021, Retrieved 31/12/2021. Edited.