عمرو بن العاص
يضم تاريخنا الإسلامي عدداً كبيراً جداً من القادة والصحابة الذين يُضرب فيهم المثل، ويتم ذكرهم كقدوة في جميع أخلاقهم وأعمالهم التي عرفوا بها وحفظها التاريخ منذ آلاف الأعوام إلى يومنا هذا، وأحد أهم وأبرز هؤلاء الصحابة هو عمرو بن العاص، واسمه عمرو بن العاص السهمي القرشي، ولد في قريش في العام 592م وتم إرساله إلى الحبشة حتى يقوم بأخذ المسلمين الذين كانوا موجودين عند النجاشي هرباً من الكفار؛ حتى يقوم بردهم إلى الإسلام ومحاسبتهم في مكة.
وعندما أعلن إسلامه في العام الثامن من الهجرة بعد أن انتصر المسلمون على قريش في غزرة الأحزاب، على يد كلٍ من خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة، وعاد معهم، وقام بعد ذلك بفتح دولة مصر بعد أن هزم الروم فيها، وتم تعيينه والياً عليها من قبل عمر بن الخطاب، والذي شجع عمر على ذلك أن عَمْرًا كان معروفاً بفطنته وذكائه وعبقريته الكبيرة، فكان البعض يطلق عليه اسم داهية أو أرطبون العرب.
صفات عمرو بن العاص
أمّا عن صفاته وتحديداً الجسدية والتي ساعدته على الفوز في كثير من الغزاوت، أنه كان قوي الجسد على الرغم من قصر قامته، وكان صدره واسعاً وعيناه جميلتين وتتأثران بسرعة، فكان الصحابة يلاحظون فرحه أو حزنه من خلالهما، أمّا فهمه فكان واسعاً كبيراً، وذقنه أسود كثيف كما حاجبيه، إضافةً إلى صفاته العقلية من الذكاء والفطنة والبلاغة وتحديداً في قول الشعر وسرده.
قيادة عمرو بن العاص
بالرجوع إلى الكتب التاريخية، فقد ذُكر أن عَمْرًًا بن العاص تم تكليفه من قبل الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- ليقوم بتفرقة مجموعة من الناس الذين كانوا يريدون الهجوم على المدينة المنورة، من خلال توليّه لسرية أطلق عليها اسم ذات السلاسل والتي كانت تضم ثلاثمئة مجاهداً، ولكن عندما لاحظ المسلمين عددهم الأكبر تم إمدادهم بمئتي مجاهد من الأنصار والمهاجرين، وكان من أبرزهم أبو بكر الصديق وعبيدة بن الجراح، أمّا عمرٌو فكان وبقي القائد الأبرز فيهم، واستطاع أن يحقق النصر.
أمّا بعد وفاة الرسول -عليه الصلاة والسلام- فتولى عمرو بن العاص قيادة أحد الجيوش الإسلامية التي أرسلها أبو بكر الصديق لفتح بلاد الشام، وكان عمرو مسؤولاً عن فتح فلسطين بمساعدة ألف مجاهد، وعندما تمكن خالد بن الوليد من فتح العراق، لحق بعمرو واستطاعوا أن يهزموا الروم في معركة اليرموك وفتحت بلاد الشام وفلسطين بمدنها الكبيرة غزة ونابلس ويافا ورفح إضافةً لسبسطية.
وفات عمروبن العاص
وقد توفي عمرو بن العام في العام682م، عن عمر يناهز الثمانية والثمانين في مصر، وتم دفنه في منطقة تُسمّى المقطم.