الأسرة في الإسلام

بحث عن آداب التعامل بين الزوجين

العلاقة بين الأزواج

لا يقتصر الزواج على كونه علاقةً بين الرجل والمرأة تترتب عليها التزامات وحقوق للطرفين، بل هو أكبر من ذلك، فهو ارتباط وثيق وتآلف بين القلوب والعقول لتحقيق الراحة والاستقرار الداخليّ والأسري لهما، فالعلاقة الزوجيّة تختلف عن باقي العلاقات في جديّتها وأهميّتها للفرد والمجتمع، والتي بدورها تفرض على الأزواج السعي والاجتهاد لعلاجها ودعمها وجعلها علاقةً صحيّةً ومُستقرّة، كما أنّ نجاحها يُعتبر إنجازاً عظيماً يجعل المرء فخوراً بنفسه ومثلاً يقتدي به باقي الأزواج من حوله، وهو أمر يتطلب الوعي والنضج والاجتهاد وتقديم التضحية والتنازل للرقيّ بها، والتحلّي بحسٍ عالٍ من المسؤوليّة، وأداء الواجبات على أكمل وجهٍ أيضاً، واحترام مشاعر الشريك والحفاظ عليها أيضاً.[١]

آداب التعامل بين الزوجين

يجب على الزوجين التحلّي ببعض الآداب والمبادئ الأساسيّة التي تدعم علاقتهما وتُحافظ عليها، وأبرزها ما يأتي:

الحفاظ على المودة والحب

يُعتبر الحب أحد عناصر الزواج الأساسيّة التي يجب على الزوجين رعايتها ودعمها والحفاظ عليها، وهو مفتاح الاستقرار العاطفي بينهما، وينعكس بشكلٍ كبيرٍ على صحّة علاقتهما ونُضجها مع مرور الوقت، ويحصدان ثماره الثمينة عندما يصلان للسعادة والمودّة والألفة التي هي مقاصد الزواج النبيلة، والتي يُمكنهما تحقيها باتّباع النصائح الآتية:[٢]

  • التأكيد على المشاعر العميقة والصادقة التي يُكنها الزوجين لبعضهما والاعتراف بها والتعبير عنها دون ترددٍ أو خجل، كقول كلمة “أحبك” بشكلٍ مُتكرر، أو إرسال الرسائل الرومانسيّة والعاطفيّة التي تُعزز العلاقة رغم بعد المسافة وتزيد المودّة بينهما.
  • تجنّب رفع سقف التوقّعات وتأمل الحصول على الكثير من الشريك، والمُبالغة في الطلبات والرغبات والتوقّعات التي تُحبط المرء بالنهاية؛ لأنها تفوق طاقة شريكه وإمكانيّته، فتؤثّر بالنهاية على نظرته له، أو رضاه عنه وعن علاقته به.
  • تبادل الحقوق والواجبات وإعطاء كل زوجٍ حقه من قبل شريكه؛ للحفاظ على توازن العلاقة، وتجنّب شعور أحدهما بإهمال الآخر، الأمر الذي قد يُباعد بين قلبيهما ويصنع فجوةً في العلاقة تؤثّر عليها في حال عدم إصلاحها ومِلئها.
  • بناء الثقة بين الزوجين بطرقٍ صحيحة والحفاظ عليها؛ لأنّها أساس العلاقة وركيزتها القويّة التي يُمكنها إصلاح الكثير، في حين أن كسرها قد يُسبب فشل العلاقة ويُهدد نجاح الزواج.[٣]

التسامح والتجاوز عن الأخطاء

يُخطئ مُعظم الأزواج ويتسببون في بعض الفوضى في مُختلف الأوقات والمواقف، حيث إن الخطأ صفةً بشريّة طبيعيّة، لكن العلاقة الزوجية الناجحة تتطلب التجاوز عن بعض الأخطاء البسيطة، ومُسامحة الشريك بدافع الحب الكبير والمودّة، وللحفاظ على صحة العلاقة أيضاً، إضافةً لمشاعر الالتزام الداخليّة الكبيرة التي يُحسّ بها الفرد والتي تجعله يُقدّم مصلحة الأسرة على رغباته الخاصة ومشاعره، لكن إلى جانب التسامح والصفح التي تُعد صفاتً نبيلة فيه، فلا بد من توضيح الأمر للطرف الآخر والحوار الإيجابي الهادف بينهما الذي يُبين له عواقب بعض الأفعال التي قد لا يتمكن الزوج من مغفرتها، والتي قد تؤثر على العلاقة في النهاية لضمان فهم كل منهما للآخر، واحترامه مشاعره وقربه منه.[٣]

إعطاء الزوجين مساحةً فرديةً خاصة

رغم أن العلاقة الزوجيّة علاقة تناغمٍ ومزيج يجمع الطرفين ويؤلف قلبيهما، ويجعلهما يُكملان بعضهما البعض، لكن كل منهما قد يشعر بالضيق أحياناً ويرغب بمساحةٍ خاصة مع نفسه، ويحتاج للحصول على بعض الإستقلاليّة والجلوس وحيداً بعيداً عن ضجيج الأطفال والعائلة، وهو أمرٌ يجب على الطرف الآخر احترامه وعدم الانزعاج منه، فهو يحدّ من شعورهما بالاختناق ويُساعد على تجديد العلاقة وكسر الملل والروتين الذي يُرافق تقدّمها ومرور الوقت عليها، إضافةً لحاجتهما لتشارك الوقت مع الزملاء والأصدقاء والترفيه عن نفسيهما والحفاظ على علاقاتهما الشخصيّة مع الآخرين، والتي لا تؤثّر على علاقتهما الزوجيّة طالما أنها معقولة وغير مُبالغ بها.[٤]

المشاركة في تحمل المسؤولية واتخاذ القرار

تتطلب الحياة الزوجيّة الصحيّة والناجحة تشارك الزوجين اتخاذ القرار، والعمل معاً لتحقيق سعادة الأسرة وخدمة مصلحتها بشكلٍ مُتناغم وتحقيق مبادئ المساواة والاحترام والعدل بينهما، ويُقصد بذلك قيام كل منهما بواجباته على أكمل وجهٍ بما يُناسب إمكانياته وقدراته، وعدم فرض أحدهما السيطرة ومحاولته قيادة العلاقة والتحكّم بشريكه والتعامل معه بشكلٍ غير صحيح، وإنما الاتفاق والانسجام، وعدم إظهار أي إساءة للطرف الآخر بأي شكلٍ آخر تحت ذريعة المحافظة على المصلحة الأسرية، وتشاركهما رعاية الأسرة والأطفال بجميع الجوانب بحبٍ معاً، حيث إن التعاون وتحمّل المسؤولية بصدقٍ ومودّة هو أساس نجاح الزواج واتزانه.[٤]

إدارة الخلافات والعقبات بوعيٍّ وهدوء

يتعرض الزوجين في حياتهما التي تمر بمراحل مُختلفة وتزداد مسؤولياتها بمرور الوقت وبوجود الأطفال إلى العديد من الضغوطات والصعوبات التي تُعتبر مُجرّد مُنكّهات تُغيّر روتين الحياة وتوطّد العلاقة بينهما إذا ما نظرا لها على أنها مجرد عقبات ستزول بالودّ والاتفاق، وتحليا بالوعي والنضج واتفقا على أساليب صحيحة لإدارة خلافات العلاقة وتجاوزها بأقل خسائر، حيث إن هنالك فن خاص يتحلى به فئة من الأزواج يُعرف بفن إدارة المشكلات الأسريّة بحيث يُسيطران عليها بحكمةٍ وصبر، ولا يسمحان لها بأن تأخذ حيّزاً أو تشغل مكانةً كبيرة في حياتهما، كأن يتنازل أحدهما للآخر ويتحمله عندما يشعر بالغضب والاستياء ويتصرف بعقلانيّة بعيداً عن العناد، الأمر الذي يخدم مصلحة العلاقة، ويُحقق سعادة وراحة الأسرة، ويُحافظ على بيئة صحيّة ووديّة تسودها.[٥]

تبادل الإحترام بين عائلة الزوجين

تُعتبر عائلة الشريك جزءاً أساسيّاً في حياة كل من الزوجين، وحلقة ربطٍ تدعم وتُعزز استقرار العلاقات الأسريّة وتوطدها، وبالتالي لا بد من وجود بعض القواعد والآداب التي تُنظّم طريقة التعامل معهم، وتُرضي الشريك وتُسعده أيضاً، ومنها ما يأتي:[٦]

  • الحفاظ على التناغم بين الزوجين وفصل علاقتهما: ولا يُقصد بفصل علاقتهما هنا الانعزال أو الابتعاد عن العائلة بل يعني جعل الحياة الزوجيّة بما تحمله من مشاعر حميمية وخلافات عابرة تخص الزوجين فقط، وعدم إدخال باقي أفراد الأسرة بها دون وجود ارتباط يجمعهم أو يخصّهم، وبالمقابل فهم موقع الطرف الآخر ومكانته لدى عائلته وحسن معاملته أمامهم وإظهار الاحترام له تحت أي ظرفٍ ورغم الخلاف أحياناً.
  • الاتفاق على بعض الحدود والواجبات: يُنصح بالاتفاق المُسبق بين الزوجين على الأمور الهامة التي تقتضي بعدم تدخّل الآباء وباقي أفراد الأسرة بها، والتي تشمل خصوصيات العلاقة، أو أساليب تربيّة الأطفال المُناسبة، وشؤون المنزل واختيار المواعيد المُناسبة للزيارات وغيرها؛ لضمان عدم حدوث خلافات بسببها لاحقاً.
  • التواصل الودي والحفاظ على العلاقة الطيبة مع العائلتين: يجب على كلا الزوجين أن يُدركا أهميّة ومكانة العائلتين في حياتهما، وأن يتعاملا معهم بنضجٍ ومسؤوليّة واحترام، ويُفضّل أن يكون التواصل بشكلٍ مُباشر دون وجود وسيط سواء أكان الزوج أو الزوجة، وأن يحاول كليهما الاجتهاد في تقريب المسافة والتأليف بين القلوب؛ لتحقيق المودّة والمحبة بينهم والتي تنعكس على سعادة واستقرار الزوجين أيضاً.

المراجع

  1. Kori D. Miller (19-5-2020), “Marriage Psychology and Therapy: The Science of Successful Relationships”، positivepsychology.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  2. Margarita Tartakovsky (8-10-2018), “5 Steps to a Successful Marriage”، www.psychcentral.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “The Keys to a Successful Marriage “, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  4. ^ أ ب Carly Snyder, MD (30-3-2020), “13 Ways to Strengthen a Marriage and Avoid Divorce”، www.verywellmind.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  5. Wendy Hernandez, “8 Things Happily Married Couples Do Differently”، www.lifehack.org, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  6. Laurie E. Rozakis, PhD, “10 Tips for Dealing With In-Laws”، www.familyeducation.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

العلاقة بين الأزواج

لا يقتصر الزواج على كونه علاقةً بين الرجل والمرأة تترتب عليها التزامات وحقوق للطرفين، بل هو أكبر من ذلك، فهو ارتباط وثيق وتآلف بين القلوب والعقول لتحقيق الراحة والاستقرار الداخليّ والأسري لهما، فالعلاقة الزوجيّة تختلف عن باقي العلاقات في جديّتها وأهميّتها للفرد والمجتمع، والتي بدورها تفرض على الأزواج السعي والاجتهاد لعلاجها ودعمها وجعلها علاقةً صحيّةً ومُستقرّة، كما أنّ نجاحها يُعتبر إنجازاً عظيماً يجعل المرء فخوراً بنفسه ومثلاً يقتدي به باقي الأزواج من حوله، وهو أمر يتطلب الوعي والنضج والاجتهاد وتقديم التضحية والتنازل للرقيّ بها، والتحلّي بحسٍ عالٍ من المسؤوليّة، وأداء الواجبات على أكمل وجهٍ أيضاً، واحترام مشاعر الشريك والحفاظ عليها أيضاً.[١]

آداب التعامل بين الزوجين

يجب على الزوجين التحلّي ببعض الآداب والمبادئ الأساسيّة التي تدعم علاقتهما وتُحافظ عليها، وأبرزها ما يأتي:

الحفاظ على المودة والحب

يُعتبر الحب أحد عناصر الزواج الأساسيّة التي يجب على الزوجين رعايتها ودعمها والحفاظ عليها، وهو مفتاح الاستقرار العاطفي بينهما، وينعكس بشكلٍ كبيرٍ على صحّة علاقتهما ونُضجها مع مرور الوقت، ويحصدان ثماره الثمينة عندما يصلان للسعادة والمودّة والألفة التي هي مقاصد الزواج النبيلة، والتي يُمكنهما تحقيها باتّباع النصائح الآتية:[٢]

  • التأكيد على المشاعر العميقة والصادقة التي يُكنها الزوجين لبعضهما والاعتراف بها والتعبير عنها دون ترددٍ أو خجل، كقول كلمة “أحبك” بشكلٍ مُتكرر، أو إرسال الرسائل الرومانسيّة والعاطفيّة التي تُعزز العلاقة رغم بعد المسافة وتزيد المودّة بينهما.
  • تجنّب رفع سقف التوقّعات وتأمل الحصول على الكثير من الشريك، والمُبالغة في الطلبات والرغبات والتوقّعات التي تُحبط المرء بالنهاية؛ لأنها تفوق طاقة شريكه وإمكانيّته، فتؤثّر بالنهاية على نظرته له، أو رضاه عنه وعن علاقته به.
  • تبادل الحقوق والواجبات وإعطاء كل زوجٍ حقه من قبل شريكه؛ للحفاظ على توازن العلاقة، وتجنّب شعور أحدهما بإهمال الآخر، الأمر الذي قد يُباعد بين قلبيهما ويصنع فجوةً في العلاقة تؤثّر عليها في حال عدم إصلاحها ومِلئها.
  • بناء الثقة بين الزوجين بطرقٍ صحيحة والحفاظ عليها؛ لأنّها أساس العلاقة وركيزتها القويّة التي يُمكنها إصلاح الكثير، في حين أن كسرها قد يُسبب فشل العلاقة ويُهدد نجاح الزواج.[٣]

التسامح والتجاوز عن الأخطاء

يُخطئ مُعظم الأزواج ويتسببون في بعض الفوضى في مُختلف الأوقات والمواقف، حيث إن الخطأ صفةً بشريّة طبيعيّة، لكن العلاقة الزوجية الناجحة تتطلب التجاوز عن بعض الأخطاء البسيطة، ومُسامحة الشريك بدافع الحب الكبير والمودّة، وللحفاظ على صحة العلاقة أيضاً، إضافةً لمشاعر الالتزام الداخليّة الكبيرة التي يُحسّ بها الفرد والتي تجعله يُقدّم مصلحة الأسرة على رغباته الخاصة ومشاعره، لكن إلى جانب التسامح والصفح التي تُعد صفاتً نبيلة فيه، فلا بد من توضيح الأمر للطرف الآخر والحوار الإيجابي الهادف بينهما الذي يُبين له عواقب بعض الأفعال التي قد لا يتمكن الزوج من مغفرتها، والتي قد تؤثر على العلاقة في النهاية لضمان فهم كل منهما للآخر، واحترامه مشاعره وقربه منه.[٣]

إعطاء الزوجين مساحةً فرديةً خاصة

رغم أن العلاقة الزوجيّة علاقة تناغمٍ ومزيج يجمع الطرفين ويؤلف قلبيهما، ويجعلهما يُكملان بعضهما البعض، لكن كل منهما قد يشعر بالضيق أحياناً ويرغب بمساحةٍ خاصة مع نفسه، ويحتاج للحصول على بعض الإستقلاليّة والجلوس وحيداً بعيداً عن ضجيج الأطفال والعائلة، وهو أمرٌ يجب على الطرف الآخر احترامه وعدم الانزعاج منه، فهو يحدّ من شعورهما بالاختناق ويُساعد على تجديد العلاقة وكسر الملل والروتين الذي يُرافق تقدّمها ومرور الوقت عليها، إضافةً لحاجتهما لتشارك الوقت مع الزملاء والأصدقاء والترفيه عن نفسيهما والحفاظ على علاقاتهما الشخصيّة مع الآخرين، والتي لا تؤثّر على علاقتهما الزوجيّة طالما أنها معقولة وغير مُبالغ بها.[٤]

المشاركة في تحمل المسؤولية واتخاذ القرار

تتطلب الحياة الزوجيّة الصحيّة والناجحة تشارك الزوجين اتخاذ القرار، والعمل معاً لتحقيق سعادة الأسرة وخدمة مصلحتها بشكلٍ مُتناغم وتحقيق مبادئ المساواة والاحترام والعدل بينهما، ويُقصد بذلك قيام كل منهما بواجباته على أكمل وجهٍ بما يُناسب إمكانياته وقدراته، وعدم فرض أحدهما السيطرة ومحاولته قيادة العلاقة والتحكّم بشريكه والتعامل معه بشكلٍ غير صحيح، وإنما الاتفاق والانسجام، وعدم إظهار أي إساءة للطرف الآخر بأي شكلٍ آخر تحت ذريعة المحافظة على المصلحة الأسرية، وتشاركهما رعاية الأسرة والأطفال بجميع الجوانب بحبٍ معاً، حيث إن التعاون وتحمّل المسؤولية بصدقٍ ومودّة هو أساس نجاح الزواج واتزانه.[٤]

إدارة الخلافات والعقبات بوعيٍّ وهدوء

يتعرض الزوجين في حياتهما التي تمر بمراحل مُختلفة وتزداد مسؤولياتها بمرور الوقت وبوجود الأطفال إلى العديد من الضغوطات والصعوبات التي تُعتبر مُجرّد مُنكّهات تُغيّر روتين الحياة وتوطّد العلاقة بينهما إذا ما نظرا لها على أنها مجرد عقبات ستزول بالودّ والاتفاق، وتحليا بالوعي والنضج واتفقا على أساليب صحيحة لإدارة خلافات العلاقة وتجاوزها بأقل خسائر، حيث إن هنالك فن خاص يتحلى به فئة من الأزواج يُعرف بفن إدارة المشكلات الأسريّة بحيث يُسيطران عليها بحكمةٍ وصبر، ولا يسمحان لها بأن تأخذ حيّزاً أو تشغل مكانةً كبيرة في حياتهما، كأن يتنازل أحدهما للآخر ويتحمله عندما يشعر بالغضب والاستياء ويتصرف بعقلانيّة بعيداً عن العناد، الأمر الذي يخدم مصلحة العلاقة، ويُحقق سعادة وراحة الأسرة، ويُحافظ على بيئة صحيّة ووديّة تسودها.[٥]

تبادل الإحترام بين عائلة الزوجين

تُعتبر عائلة الشريك جزءاً أساسيّاً في حياة كل من الزوجين، وحلقة ربطٍ تدعم وتُعزز استقرار العلاقات الأسريّة وتوطدها، وبالتالي لا بد من وجود بعض القواعد والآداب التي تُنظّم طريقة التعامل معهم، وتُرضي الشريك وتُسعده أيضاً، ومنها ما يأتي:[٦]

  • الحفاظ على التناغم بين الزوجين وفصل علاقتهما: ولا يُقصد بفصل علاقتهما هنا الانعزال أو الابتعاد عن العائلة بل يعني جعل الحياة الزوجيّة بما تحمله من مشاعر حميمية وخلافات عابرة تخص الزوجين فقط، وعدم إدخال باقي أفراد الأسرة بها دون وجود ارتباط يجمعهم أو يخصّهم، وبالمقابل فهم موقع الطرف الآخر ومكانته لدى عائلته وحسن معاملته أمامهم وإظهار الاحترام له تحت أي ظرفٍ ورغم الخلاف أحياناً.
  • الاتفاق على بعض الحدود والواجبات: يُنصح بالاتفاق المُسبق بين الزوجين على الأمور الهامة التي تقتضي بعدم تدخّل الآباء وباقي أفراد الأسرة بها، والتي تشمل خصوصيات العلاقة، أو أساليب تربيّة الأطفال المُناسبة، وشؤون المنزل واختيار المواعيد المُناسبة للزيارات وغيرها؛ لضمان عدم حدوث خلافات بسببها لاحقاً.
  • التواصل الودي والحفاظ على العلاقة الطيبة مع العائلتين: يجب على كلا الزوجين أن يُدركا أهميّة ومكانة العائلتين في حياتهما، وأن يتعاملا معهم بنضجٍ ومسؤوليّة واحترام، ويُفضّل أن يكون التواصل بشكلٍ مُباشر دون وجود وسيط سواء أكان الزوج أو الزوجة، وأن يحاول كليهما الاجتهاد في تقريب المسافة والتأليف بين القلوب؛ لتحقيق المودّة والمحبة بينهم والتي تنعكس على سعادة واستقرار الزوجين أيضاً.

المراجع

  1. Kori D. Miller (19-5-2020), “Marriage Psychology and Therapy: The Science of Successful Relationships”، positivepsychology.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  2. Margarita Tartakovsky (8-10-2018), “5 Steps to a Successful Marriage”، www.psychcentral.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “The Keys to a Successful Marriage “, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  4. ^ أ ب Carly Snyder, MD (30-3-2020), “13 Ways to Strengthen a Marriage and Avoid Divorce”، www.verywellmind.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  5. Wendy Hernandez, “8 Things Happily Married Couples Do Differently”، www.lifehack.org, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  6. Laurie E. Rozakis, PhD, “10 Tips for Dealing With In-Laws”، www.familyeducation.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

العلاقة بين الأزواج

لا يقتصر الزواج على كونه علاقةً بين الرجل والمرأة تترتب عليها التزامات وحقوق للطرفين، بل هو أكبر من ذلك، فهو ارتباط وثيق وتآلف بين القلوب والعقول لتحقيق الراحة والاستقرار الداخليّ والأسري لهما، فالعلاقة الزوجيّة تختلف عن باقي العلاقات في جديّتها وأهميّتها للفرد والمجتمع، والتي بدورها تفرض على الأزواج السعي والاجتهاد لعلاجها ودعمها وجعلها علاقةً صحيّةً ومُستقرّة، كما أنّ نجاحها يُعتبر إنجازاً عظيماً يجعل المرء فخوراً بنفسه ومثلاً يقتدي به باقي الأزواج من حوله، وهو أمر يتطلب الوعي والنضج والاجتهاد وتقديم التضحية والتنازل للرقيّ بها، والتحلّي بحسٍ عالٍ من المسؤوليّة، وأداء الواجبات على أكمل وجهٍ أيضاً، واحترام مشاعر الشريك والحفاظ عليها أيضاً.[١]

آداب التعامل بين الزوجين

يجب على الزوجين التحلّي ببعض الآداب والمبادئ الأساسيّة التي تدعم علاقتهما وتُحافظ عليها، وأبرزها ما يأتي:

الحفاظ على المودة والحب

يُعتبر الحب أحد عناصر الزواج الأساسيّة التي يجب على الزوجين رعايتها ودعمها والحفاظ عليها، وهو مفتاح الاستقرار العاطفي بينهما، وينعكس بشكلٍ كبيرٍ على صحّة علاقتهما ونُضجها مع مرور الوقت، ويحصدان ثماره الثمينة عندما يصلان للسعادة والمودّة والألفة التي هي مقاصد الزواج النبيلة، والتي يُمكنهما تحقيها باتّباع النصائح الآتية:[٢]

  • التأكيد على المشاعر العميقة والصادقة التي يُكنها الزوجين لبعضهما والاعتراف بها والتعبير عنها دون ترددٍ أو خجل، كقول كلمة “أحبك” بشكلٍ مُتكرر، أو إرسال الرسائل الرومانسيّة والعاطفيّة التي تُعزز العلاقة رغم بعد المسافة وتزيد المودّة بينهما.
  • تجنّب رفع سقف التوقّعات وتأمل الحصول على الكثير من الشريك، والمُبالغة في الطلبات والرغبات والتوقّعات التي تُحبط المرء بالنهاية؛ لأنها تفوق طاقة شريكه وإمكانيّته، فتؤثّر بالنهاية على نظرته له، أو رضاه عنه وعن علاقته به.
  • تبادل الحقوق والواجبات وإعطاء كل زوجٍ حقه من قبل شريكه؛ للحفاظ على توازن العلاقة، وتجنّب شعور أحدهما بإهمال الآخر، الأمر الذي قد يُباعد بين قلبيهما ويصنع فجوةً في العلاقة تؤثّر عليها في حال عدم إصلاحها ومِلئها.
  • بناء الثقة بين الزوجين بطرقٍ صحيحة والحفاظ عليها؛ لأنّها أساس العلاقة وركيزتها القويّة التي يُمكنها إصلاح الكثير، في حين أن كسرها قد يُسبب فشل العلاقة ويُهدد نجاح الزواج.[٣]

التسامح والتجاوز عن الأخطاء

يُخطئ مُعظم الأزواج ويتسببون في بعض الفوضى في مُختلف الأوقات والمواقف، حيث إن الخطأ صفةً بشريّة طبيعيّة، لكن العلاقة الزوجية الناجحة تتطلب التجاوز عن بعض الأخطاء البسيطة، ومُسامحة الشريك بدافع الحب الكبير والمودّة، وللحفاظ على صحة العلاقة أيضاً، إضافةً لمشاعر الالتزام الداخليّة الكبيرة التي يُحسّ بها الفرد والتي تجعله يُقدّم مصلحة الأسرة على رغباته الخاصة ومشاعره، لكن إلى جانب التسامح والصفح التي تُعد صفاتً نبيلة فيه، فلا بد من توضيح الأمر للطرف الآخر والحوار الإيجابي الهادف بينهما الذي يُبين له عواقب بعض الأفعال التي قد لا يتمكن الزوج من مغفرتها، والتي قد تؤثر على العلاقة في النهاية لضمان فهم كل منهما للآخر، واحترامه مشاعره وقربه منه.[٣]

إعطاء الزوجين مساحةً فرديةً خاصة

رغم أن العلاقة الزوجيّة علاقة تناغمٍ ومزيج يجمع الطرفين ويؤلف قلبيهما، ويجعلهما يُكملان بعضهما البعض، لكن كل منهما قد يشعر بالضيق أحياناً ويرغب بمساحةٍ خاصة مع نفسه، ويحتاج للحصول على بعض الإستقلاليّة والجلوس وحيداً بعيداً عن ضجيج الأطفال والعائلة، وهو أمرٌ يجب على الطرف الآخر احترامه وعدم الانزعاج منه، فهو يحدّ من شعورهما بالاختناق ويُساعد على تجديد العلاقة وكسر الملل والروتين الذي يُرافق تقدّمها ومرور الوقت عليها، إضافةً لحاجتهما لتشارك الوقت مع الزملاء والأصدقاء والترفيه عن نفسيهما والحفاظ على علاقاتهما الشخصيّة مع الآخرين، والتي لا تؤثّر على علاقتهما الزوجيّة طالما أنها معقولة وغير مُبالغ بها.[٤]

المشاركة في تحمل المسؤولية واتخاذ القرار

تتطلب الحياة الزوجيّة الصحيّة والناجحة تشارك الزوجين اتخاذ القرار، والعمل معاً لتحقيق سعادة الأسرة وخدمة مصلحتها بشكلٍ مُتناغم وتحقيق مبادئ المساواة والاحترام والعدل بينهما، ويُقصد بذلك قيام كل منهما بواجباته على أكمل وجهٍ بما يُناسب إمكانياته وقدراته، وعدم فرض أحدهما السيطرة ومحاولته قيادة العلاقة والتحكّم بشريكه والتعامل معه بشكلٍ غير صحيح، وإنما الاتفاق والانسجام، وعدم إظهار أي إساءة للطرف الآخر بأي شكلٍ آخر تحت ذريعة المحافظة على المصلحة الأسرية، وتشاركهما رعاية الأسرة والأطفال بجميع الجوانب بحبٍ معاً، حيث إن التعاون وتحمّل المسؤولية بصدقٍ ومودّة هو أساس نجاح الزواج واتزانه.[٤]

إدارة الخلافات والعقبات بوعيٍّ وهدوء

يتعرض الزوجين في حياتهما التي تمر بمراحل مُختلفة وتزداد مسؤولياتها بمرور الوقت وبوجود الأطفال إلى العديد من الضغوطات والصعوبات التي تُعتبر مُجرّد مُنكّهات تُغيّر روتين الحياة وتوطّد العلاقة بينهما إذا ما نظرا لها على أنها مجرد عقبات ستزول بالودّ والاتفاق، وتحليا بالوعي والنضج واتفقا على أساليب صحيحة لإدارة خلافات العلاقة وتجاوزها بأقل خسائر، حيث إن هنالك فن خاص يتحلى به فئة من الأزواج يُعرف بفن إدارة المشكلات الأسريّة بحيث يُسيطران عليها بحكمةٍ وصبر، ولا يسمحان لها بأن تأخذ حيّزاً أو تشغل مكانةً كبيرة في حياتهما، كأن يتنازل أحدهما للآخر ويتحمله عندما يشعر بالغضب والاستياء ويتصرف بعقلانيّة بعيداً عن العناد، الأمر الذي يخدم مصلحة العلاقة، ويُحقق سعادة وراحة الأسرة، ويُحافظ على بيئة صحيّة ووديّة تسودها.[٥]

تبادل الإحترام بين عائلة الزوجين

تُعتبر عائلة الشريك جزءاً أساسيّاً في حياة كل من الزوجين، وحلقة ربطٍ تدعم وتُعزز استقرار العلاقات الأسريّة وتوطدها، وبالتالي لا بد من وجود بعض القواعد والآداب التي تُنظّم طريقة التعامل معهم، وتُرضي الشريك وتُسعده أيضاً، ومنها ما يأتي:[٦]

  • الحفاظ على التناغم بين الزوجين وفصل علاقتهما: ولا يُقصد بفصل علاقتهما هنا الانعزال أو الابتعاد عن العائلة بل يعني جعل الحياة الزوجيّة بما تحمله من مشاعر حميمية وخلافات عابرة تخص الزوجين فقط، وعدم إدخال باقي أفراد الأسرة بها دون وجود ارتباط يجمعهم أو يخصّهم، وبالمقابل فهم موقع الطرف الآخر ومكانته لدى عائلته وحسن معاملته أمامهم وإظهار الاحترام له تحت أي ظرفٍ ورغم الخلاف أحياناً.
  • الاتفاق على بعض الحدود والواجبات: يُنصح بالاتفاق المُسبق بين الزوجين على الأمور الهامة التي تقتضي بعدم تدخّل الآباء وباقي أفراد الأسرة بها، والتي تشمل خصوصيات العلاقة، أو أساليب تربيّة الأطفال المُناسبة، وشؤون المنزل واختيار المواعيد المُناسبة للزيارات وغيرها؛ لضمان عدم حدوث خلافات بسببها لاحقاً.
  • التواصل الودي والحفاظ على العلاقة الطيبة مع العائلتين: يجب على كلا الزوجين أن يُدركا أهميّة ومكانة العائلتين في حياتهما، وأن يتعاملا معهم بنضجٍ ومسؤوليّة واحترام، ويُفضّل أن يكون التواصل بشكلٍ مُباشر دون وجود وسيط سواء أكان الزوج أو الزوجة، وأن يحاول كليهما الاجتهاد في تقريب المسافة والتأليف بين القلوب؛ لتحقيق المودّة والمحبة بينهم والتي تنعكس على سعادة واستقرار الزوجين أيضاً.

المراجع

  1. Kori D. Miller (19-5-2020), “Marriage Psychology and Therapy: The Science of Successful Relationships”، positivepsychology.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  2. Margarita Tartakovsky (8-10-2018), “5 Steps to a Successful Marriage”، www.psychcentral.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “The Keys to a Successful Marriage “, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  4. ^ أ ب Carly Snyder, MD (30-3-2020), “13 Ways to Strengthen a Marriage and Avoid Divorce”، www.verywellmind.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  5. Wendy Hernandez, “8 Things Happily Married Couples Do Differently”، www.lifehack.org, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  6. Laurie E. Rozakis, PhD, “10 Tips for Dealing With In-Laws”، www.familyeducation.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

العلاقة بين الأزواج

لا يقتصر الزواج على كونه علاقةً بين الرجل والمرأة تترتب عليها التزامات وحقوق للطرفين، بل هو أكبر من ذلك، فهو ارتباط وثيق وتآلف بين القلوب والعقول لتحقيق الراحة والاستقرار الداخليّ والأسري لهما، فالعلاقة الزوجيّة تختلف عن باقي العلاقات في جديّتها وأهميّتها للفرد والمجتمع، والتي بدورها تفرض على الأزواج السعي والاجتهاد لعلاجها ودعمها وجعلها علاقةً صحيّةً ومُستقرّة، كما أنّ نجاحها يُعتبر إنجازاً عظيماً يجعل المرء فخوراً بنفسه ومثلاً يقتدي به باقي الأزواج من حوله، وهو أمر يتطلب الوعي والنضج والاجتهاد وتقديم التضحية والتنازل للرقيّ بها، والتحلّي بحسٍ عالٍ من المسؤوليّة، وأداء الواجبات على أكمل وجهٍ أيضاً، واحترام مشاعر الشريك والحفاظ عليها أيضاً.[١]

آداب التعامل بين الزوجين

يجب على الزوجين التحلّي ببعض الآداب والمبادئ الأساسيّة التي تدعم علاقتهما وتُحافظ عليها، وأبرزها ما يأتي:

الحفاظ على المودة والحب

يُعتبر الحب أحد عناصر الزواج الأساسيّة التي يجب على الزوجين رعايتها ودعمها والحفاظ عليها، وهو مفتاح الاستقرار العاطفي بينهما، وينعكس بشكلٍ كبيرٍ على صحّة علاقتهما ونُضجها مع مرور الوقت، ويحصدان ثماره الثمينة عندما يصلان للسعادة والمودّة والألفة التي هي مقاصد الزواج النبيلة، والتي يُمكنهما تحقيها باتّباع النصائح الآتية:[٢]

  • التأكيد على المشاعر العميقة والصادقة التي يُكنها الزوجين لبعضهما والاعتراف بها والتعبير عنها دون ترددٍ أو خجل، كقول كلمة “أحبك” بشكلٍ مُتكرر، أو إرسال الرسائل الرومانسيّة والعاطفيّة التي تُعزز العلاقة رغم بعد المسافة وتزيد المودّة بينهما.
  • تجنّب رفع سقف التوقّعات وتأمل الحصول على الكثير من الشريك، والمُبالغة في الطلبات والرغبات والتوقّعات التي تُحبط المرء بالنهاية؛ لأنها تفوق طاقة شريكه وإمكانيّته، فتؤثّر بالنهاية على نظرته له، أو رضاه عنه وعن علاقته به.
  • تبادل الحقوق والواجبات وإعطاء كل زوجٍ حقه من قبل شريكه؛ للحفاظ على توازن العلاقة، وتجنّب شعور أحدهما بإهمال الآخر، الأمر الذي قد يُباعد بين قلبيهما ويصنع فجوةً في العلاقة تؤثّر عليها في حال عدم إصلاحها ومِلئها.
  • بناء الثقة بين الزوجين بطرقٍ صحيحة والحفاظ عليها؛ لأنّها أساس العلاقة وركيزتها القويّة التي يُمكنها إصلاح الكثير، في حين أن كسرها قد يُسبب فشل العلاقة ويُهدد نجاح الزواج.[٣]

التسامح والتجاوز عن الأخطاء

يُخطئ مُعظم الأزواج ويتسببون في بعض الفوضى في مُختلف الأوقات والمواقف، حيث إن الخطأ صفةً بشريّة طبيعيّة، لكن العلاقة الزوجية الناجحة تتطلب التجاوز عن بعض الأخطاء البسيطة، ومُسامحة الشريك بدافع الحب الكبير والمودّة، وللحفاظ على صحة العلاقة أيضاً، إضافةً لمشاعر الالتزام الداخليّة الكبيرة التي يُحسّ بها الفرد والتي تجعله يُقدّم مصلحة الأسرة على رغباته الخاصة ومشاعره، لكن إلى جانب التسامح والصفح التي تُعد صفاتً نبيلة فيه، فلا بد من توضيح الأمر للطرف الآخر والحوار الإيجابي الهادف بينهما الذي يُبين له عواقب بعض الأفعال التي قد لا يتمكن الزوج من مغفرتها، والتي قد تؤثر على العلاقة في النهاية لضمان فهم كل منهما للآخر، واحترامه مشاعره وقربه منه.[٣]

إعطاء الزوجين مساحةً فرديةً خاصة

رغم أن العلاقة الزوجيّة علاقة تناغمٍ ومزيج يجمع الطرفين ويؤلف قلبيهما، ويجعلهما يُكملان بعضهما البعض، لكن كل منهما قد يشعر بالضيق أحياناً ويرغب بمساحةٍ خاصة مع نفسه، ويحتاج للحصول على بعض الإستقلاليّة والجلوس وحيداً بعيداً عن ضجيج الأطفال والعائلة، وهو أمرٌ يجب على الطرف الآخر احترامه وعدم الانزعاج منه، فهو يحدّ من شعورهما بالاختناق ويُساعد على تجديد العلاقة وكسر الملل والروتين الذي يُرافق تقدّمها ومرور الوقت عليها، إضافةً لحاجتهما لتشارك الوقت مع الزملاء والأصدقاء والترفيه عن نفسيهما والحفاظ على علاقاتهما الشخصيّة مع الآخرين، والتي لا تؤثّر على علاقتهما الزوجيّة طالما أنها معقولة وغير مُبالغ بها.[٤]

المشاركة في تحمل المسؤولية واتخاذ القرار

تتطلب الحياة الزوجيّة الصحيّة والناجحة تشارك الزوجين اتخاذ القرار، والعمل معاً لتحقيق سعادة الأسرة وخدمة مصلحتها بشكلٍ مُتناغم وتحقيق مبادئ المساواة والاحترام والعدل بينهما، ويُقصد بذلك قيام كل منهما بواجباته على أكمل وجهٍ بما يُناسب إمكانياته وقدراته، وعدم فرض أحدهما السيطرة ومحاولته قيادة العلاقة والتحكّم بشريكه والتعامل معه بشكلٍ غير صحيح، وإنما الاتفاق والانسجام، وعدم إظهار أي إساءة للطرف الآخر بأي شكلٍ آخر تحت ذريعة المحافظة على المصلحة الأسرية، وتشاركهما رعاية الأسرة والأطفال بجميع الجوانب بحبٍ معاً، حيث إن التعاون وتحمّل المسؤولية بصدقٍ ومودّة هو أساس نجاح الزواج واتزانه.[٤]

إدارة الخلافات والعقبات بوعيٍّ وهدوء

يتعرض الزوجين في حياتهما التي تمر بمراحل مُختلفة وتزداد مسؤولياتها بمرور الوقت وبوجود الأطفال إلى العديد من الضغوطات والصعوبات التي تُعتبر مُجرّد مُنكّهات تُغيّر روتين الحياة وتوطّد العلاقة بينهما إذا ما نظرا لها على أنها مجرد عقبات ستزول بالودّ والاتفاق، وتحليا بالوعي والنضج واتفقا على أساليب صحيحة لإدارة خلافات العلاقة وتجاوزها بأقل خسائر، حيث إن هنالك فن خاص يتحلى به فئة من الأزواج يُعرف بفن إدارة المشكلات الأسريّة بحيث يُسيطران عليها بحكمةٍ وصبر، ولا يسمحان لها بأن تأخذ حيّزاً أو تشغل مكانةً كبيرة في حياتهما، كأن يتنازل أحدهما للآخر ويتحمله عندما يشعر بالغضب والاستياء ويتصرف بعقلانيّة بعيداً عن العناد، الأمر الذي يخدم مصلحة العلاقة، ويُحقق سعادة وراحة الأسرة، ويُحافظ على بيئة صحيّة ووديّة تسودها.[٥]

تبادل الإحترام بين عائلة الزوجين

تُعتبر عائلة الشريك جزءاً أساسيّاً في حياة كل من الزوجين، وحلقة ربطٍ تدعم وتُعزز استقرار العلاقات الأسريّة وتوطدها، وبالتالي لا بد من وجود بعض القواعد والآداب التي تُنظّم طريقة التعامل معهم، وتُرضي الشريك وتُسعده أيضاً، ومنها ما يأتي:[٦]

  • الحفاظ على التناغم بين الزوجين وفصل علاقتهما: ولا يُقصد بفصل علاقتهما هنا الانعزال أو الابتعاد عن العائلة بل يعني جعل الحياة الزوجيّة بما تحمله من مشاعر حميمية وخلافات عابرة تخص الزوجين فقط، وعدم إدخال باقي أفراد الأسرة بها دون وجود ارتباط يجمعهم أو يخصّهم، وبالمقابل فهم موقع الطرف الآخر ومكانته لدى عائلته وحسن معاملته أمامهم وإظهار الاحترام له تحت أي ظرفٍ ورغم الخلاف أحياناً.
  • الاتفاق على بعض الحدود والواجبات: يُنصح بالاتفاق المُسبق بين الزوجين على الأمور الهامة التي تقتضي بعدم تدخّل الآباء وباقي أفراد الأسرة بها، والتي تشمل خصوصيات العلاقة، أو أساليب تربيّة الأطفال المُناسبة، وشؤون المنزل واختيار المواعيد المُناسبة للزيارات وغيرها؛ لضمان عدم حدوث خلافات بسببها لاحقاً.
  • التواصل الودي والحفاظ على العلاقة الطيبة مع العائلتين: يجب على كلا الزوجين أن يُدركا أهميّة ومكانة العائلتين في حياتهما، وأن يتعاملا معهم بنضجٍ ومسؤوليّة واحترام، ويُفضّل أن يكون التواصل بشكلٍ مُباشر دون وجود وسيط سواء أكان الزوج أو الزوجة، وأن يحاول كليهما الاجتهاد في تقريب المسافة والتأليف بين القلوب؛ لتحقيق المودّة والمحبة بينهم والتي تنعكس على سعادة واستقرار الزوجين أيضاً.

المراجع

  1. Kori D. Miller (19-5-2020), “Marriage Psychology and Therapy: The Science of Successful Relationships”، positivepsychology.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  2. Margarita Tartakovsky (8-10-2018), “5 Steps to a Successful Marriage”، www.psychcentral.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “The Keys to a Successful Marriage “, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  4. ^ أ ب Carly Snyder, MD (30-3-2020), “13 Ways to Strengthen a Marriage and Avoid Divorce”، www.verywellmind.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  5. Wendy Hernandez, “8 Things Happily Married Couples Do Differently”، www.lifehack.org, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  6. Laurie E. Rozakis, PhD, “10 Tips for Dealing With In-Laws”، www.familyeducation.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

العلاقة بين الأزواج

لا يقتصر الزواج على كونه علاقةً بين الرجل والمرأة تترتب عليها التزامات وحقوق للطرفين، بل هو أكبر من ذلك، فهو ارتباط وثيق وتآلف بين القلوب والعقول لتحقيق الراحة والاستقرار الداخليّ والأسري لهما، فالعلاقة الزوجيّة تختلف عن باقي العلاقات في جديّتها وأهميّتها للفرد والمجتمع، والتي بدورها تفرض على الأزواج السعي والاجتهاد لعلاجها ودعمها وجعلها علاقةً صحيّةً ومُستقرّة، كما أنّ نجاحها يُعتبر إنجازاً عظيماً يجعل المرء فخوراً بنفسه ومثلاً يقتدي به باقي الأزواج من حوله، وهو أمر يتطلب الوعي والنضج والاجتهاد وتقديم التضحية والتنازل للرقيّ بها، والتحلّي بحسٍ عالٍ من المسؤوليّة، وأداء الواجبات على أكمل وجهٍ أيضاً، واحترام مشاعر الشريك والحفاظ عليها أيضاً.[١]

آداب التعامل بين الزوجين

يجب على الزوجين التحلّي ببعض الآداب والمبادئ الأساسيّة التي تدعم علاقتهما وتُحافظ عليها، وأبرزها ما يأتي:

الحفاظ على المودة والحب

يُعتبر الحب أحد عناصر الزواج الأساسيّة التي يجب على الزوجين رعايتها ودعمها والحفاظ عليها، وهو مفتاح الاستقرار العاطفي بينهما، وينعكس بشكلٍ كبيرٍ على صحّة علاقتهما ونُضجها مع مرور الوقت، ويحصدان ثماره الثمينة عندما يصلان للسعادة والمودّة والألفة التي هي مقاصد الزواج النبيلة، والتي يُمكنهما تحقيها باتّباع النصائح الآتية:[٢]

  • التأكيد على المشاعر العميقة والصادقة التي يُكنها الزوجين لبعضهما والاعتراف بها والتعبير عنها دون ترددٍ أو خجل، كقول كلمة “أحبك” بشكلٍ مُتكرر، أو إرسال الرسائل الرومانسيّة والعاطفيّة التي تُعزز العلاقة رغم بعد المسافة وتزيد المودّة بينهما.
  • تجنّب رفع سقف التوقّعات وتأمل الحصول على الكثير من الشريك، والمُبالغة في الطلبات والرغبات والتوقّعات التي تُحبط المرء بالنهاية؛ لأنها تفوق طاقة شريكه وإمكانيّته، فتؤثّر بالنهاية على نظرته له، أو رضاه عنه وعن علاقته به.
  • تبادل الحقوق والواجبات وإعطاء كل زوجٍ حقه من قبل شريكه؛ للحفاظ على توازن العلاقة، وتجنّب شعور أحدهما بإهمال الآخر، الأمر الذي قد يُباعد بين قلبيهما ويصنع فجوةً في العلاقة تؤثّر عليها في حال عدم إصلاحها ومِلئها.
  • بناء الثقة بين الزوجين بطرقٍ صحيحة والحفاظ عليها؛ لأنّها أساس العلاقة وركيزتها القويّة التي يُمكنها إصلاح الكثير، في حين أن كسرها قد يُسبب فشل العلاقة ويُهدد نجاح الزواج.[٣]

التسامح والتجاوز عن الأخطاء

يُخطئ مُعظم الأزواج ويتسببون في بعض الفوضى في مُختلف الأوقات والمواقف، حيث إن الخطأ صفةً بشريّة طبيعيّة، لكن العلاقة الزوجية الناجحة تتطلب التجاوز عن بعض الأخطاء البسيطة، ومُسامحة الشريك بدافع الحب الكبير والمودّة، وللحفاظ على صحة العلاقة أيضاً، إضافةً لمشاعر الالتزام الداخليّة الكبيرة التي يُحسّ بها الفرد والتي تجعله يُقدّم مصلحة الأسرة على رغباته الخاصة ومشاعره، لكن إلى جانب التسامح والصفح التي تُعد صفاتً نبيلة فيه، فلا بد من توضيح الأمر للطرف الآخر والحوار الإيجابي الهادف بينهما الذي يُبين له عواقب بعض الأفعال التي قد لا يتمكن الزوج من مغفرتها، والتي قد تؤثر على العلاقة في النهاية لضمان فهم كل منهما للآخر، واحترامه مشاعره وقربه منه.[٣]

إعطاء الزوجين مساحةً فرديةً خاصة

رغم أن العلاقة الزوجيّة علاقة تناغمٍ ومزيج يجمع الطرفين ويؤلف قلبيهما، ويجعلهما يُكملان بعضهما البعض، لكن كل منهما قد يشعر بالضيق أحياناً ويرغب بمساحةٍ خاصة مع نفسه، ويحتاج للحصول على بعض الإستقلاليّة والجلوس وحيداً بعيداً عن ضجيج الأطفال والعائلة، وهو أمرٌ يجب على الطرف الآخر احترامه وعدم الانزعاج منه، فهو يحدّ من شعورهما بالاختناق ويُساعد على تجديد العلاقة وكسر الملل والروتين الذي يُرافق تقدّمها ومرور الوقت عليها، إضافةً لحاجتهما لتشارك الوقت مع الزملاء والأصدقاء والترفيه عن نفسيهما والحفاظ على علاقاتهما الشخصيّة مع الآخرين، والتي لا تؤثّر على علاقتهما الزوجيّة طالما أنها معقولة وغير مُبالغ بها.[٤]

المشاركة في تحمل المسؤولية واتخاذ القرار

تتطلب الحياة الزوجيّة الصحيّة والناجحة تشارك الزوجين اتخاذ القرار، والعمل معاً لتحقيق سعادة الأسرة وخدمة مصلحتها بشكلٍ مُتناغم وتحقيق مبادئ المساواة والاحترام والعدل بينهما، ويُقصد بذلك قيام كل منهما بواجباته على أكمل وجهٍ بما يُناسب إمكانياته وقدراته، وعدم فرض أحدهما السيطرة ومحاولته قيادة العلاقة والتحكّم بشريكه والتعامل معه بشكلٍ غير صحيح، وإنما الاتفاق والانسجام، وعدم إظهار أي إساءة للطرف الآخر بأي شكلٍ آخر تحت ذريعة المحافظة على المصلحة الأسرية، وتشاركهما رعاية الأسرة والأطفال بجميع الجوانب بحبٍ معاً، حيث إن التعاون وتحمّل المسؤولية بصدقٍ ومودّة هو أساس نجاح الزواج واتزانه.[٤]

إدارة الخلافات والعقبات بوعيٍّ وهدوء

يتعرض الزوجين في حياتهما التي تمر بمراحل مُختلفة وتزداد مسؤولياتها بمرور الوقت وبوجود الأطفال إلى العديد من الضغوطات والصعوبات التي تُعتبر مُجرّد مُنكّهات تُغيّر روتين الحياة وتوطّد العلاقة بينهما إذا ما نظرا لها على أنها مجرد عقبات ستزول بالودّ والاتفاق، وتحليا بالوعي والنضج واتفقا على أساليب صحيحة لإدارة خلافات العلاقة وتجاوزها بأقل خسائر، حيث إن هنالك فن خاص يتحلى به فئة من الأزواج يُعرف بفن إدارة المشكلات الأسريّة بحيث يُسيطران عليها بحكمةٍ وصبر، ولا يسمحان لها بأن تأخذ حيّزاً أو تشغل مكانةً كبيرة في حياتهما، كأن يتنازل أحدهما للآخر ويتحمله عندما يشعر بالغضب والاستياء ويتصرف بعقلانيّة بعيداً عن العناد، الأمر الذي يخدم مصلحة العلاقة، ويُحقق سعادة وراحة الأسرة، ويُحافظ على بيئة صحيّة ووديّة تسودها.[٥]

تبادل الإحترام بين عائلة الزوجين

تُعتبر عائلة الشريك جزءاً أساسيّاً في حياة كل من الزوجين، وحلقة ربطٍ تدعم وتُعزز استقرار العلاقات الأسريّة وتوطدها، وبالتالي لا بد من وجود بعض القواعد والآداب التي تُنظّم طريقة التعامل معهم، وتُرضي الشريك وتُسعده أيضاً، ومنها ما يأتي:[٦]

  • الحفاظ على التناغم بين الزوجين وفصل علاقتهما: ولا يُقصد بفصل علاقتهما هنا الانعزال أو الابتعاد عن العائلة بل يعني جعل الحياة الزوجيّة بما تحمله من مشاعر حميمية وخلافات عابرة تخص الزوجين فقط، وعدم إدخال باقي أفراد الأسرة بها دون وجود ارتباط يجمعهم أو يخصّهم، وبالمقابل فهم موقع الطرف الآخر ومكانته لدى عائلته وحسن معاملته أمامهم وإظهار الاحترام له تحت أي ظرفٍ ورغم الخلاف أحياناً.
  • الاتفاق على بعض الحدود والواجبات: يُنصح بالاتفاق المُسبق بين الزوجين على الأمور الهامة التي تقتضي بعدم تدخّل الآباء وباقي أفراد الأسرة بها، والتي تشمل خصوصيات العلاقة، أو أساليب تربيّة الأطفال المُناسبة، وشؤون المنزل واختيار المواعيد المُناسبة للزيارات وغيرها؛ لضمان عدم حدوث خلافات بسببها لاحقاً.
  • التواصل الودي والحفاظ على العلاقة الطيبة مع العائلتين: يجب على كلا الزوجين أن يُدركا أهميّة ومكانة العائلتين في حياتهما، وأن يتعاملا معهم بنضجٍ ومسؤوليّة واحترام، ويُفضّل أن يكون التواصل بشكلٍ مُباشر دون وجود وسيط سواء أكان الزوج أو الزوجة، وأن يحاول كليهما الاجتهاد في تقريب المسافة والتأليف بين القلوب؛ لتحقيق المودّة والمحبة بينهم والتي تنعكس على سعادة واستقرار الزوجين أيضاً.

المراجع

  1. Kori D. Miller (19-5-2020), “Marriage Psychology and Therapy: The Science of Successful Relationships”، positivepsychology.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  2. Margarita Tartakovsky (8-10-2018), “5 Steps to a Successful Marriage”، www.psychcentral.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “The Keys to a Successful Marriage “, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  4. ^ أ ب Carly Snyder, MD (30-3-2020), “13 Ways to Strengthen a Marriage and Avoid Divorce”، www.verywellmind.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  5. Wendy Hernandez, “8 Things Happily Married Couples Do Differently”، www.lifehack.org, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  6. Laurie E. Rozakis, PhD, “10 Tips for Dealing With In-Laws”، www.familyeducation.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

العلاقة بين الأزواج

لا يقتصر الزواج على كونه علاقةً بين الرجل والمرأة تترتب عليها التزامات وحقوق للطرفين، بل هو أكبر من ذلك، فهو ارتباط وثيق وتآلف بين القلوب والعقول لتحقيق الراحة والاستقرار الداخليّ والأسري لهما، فالعلاقة الزوجيّة تختلف عن باقي العلاقات في جديّتها وأهميّتها للفرد والمجتمع، والتي بدورها تفرض على الأزواج السعي والاجتهاد لعلاجها ودعمها وجعلها علاقةً صحيّةً ومُستقرّة، كما أنّ نجاحها يُعتبر إنجازاً عظيماً يجعل المرء فخوراً بنفسه ومثلاً يقتدي به باقي الأزواج من حوله، وهو أمر يتطلب الوعي والنضج والاجتهاد وتقديم التضحية والتنازل للرقيّ بها، والتحلّي بحسٍ عالٍ من المسؤوليّة، وأداء الواجبات على أكمل وجهٍ أيضاً، واحترام مشاعر الشريك والحفاظ عليها أيضاً.[١]

آداب التعامل بين الزوجين

يجب على الزوجين التحلّي ببعض الآداب والمبادئ الأساسيّة التي تدعم علاقتهما وتُحافظ عليها، وأبرزها ما يأتي:

الحفاظ على المودة والحب

يُعتبر الحب أحد عناصر الزواج الأساسيّة التي يجب على الزوجين رعايتها ودعمها والحفاظ عليها، وهو مفتاح الاستقرار العاطفي بينهما، وينعكس بشكلٍ كبيرٍ على صحّة علاقتهما ونُضجها مع مرور الوقت، ويحصدان ثماره الثمينة عندما يصلان للسعادة والمودّة والألفة التي هي مقاصد الزواج النبيلة، والتي يُمكنهما تحقيها باتّباع النصائح الآتية:[٢]

  • التأكيد على المشاعر العميقة والصادقة التي يُكنها الزوجين لبعضهما والاعتراف بها والتعبير عنها دون ترددٍ أو خجل، كقول كلمة “أحبك” بشكلٍ مُتكرر، أو إرسال الرسائل الرومانسيّة والعاطفيّة التي تُعزز العلاقة رغم بعد المسافة وتزيد المودّة بينهما.
  • تجنّب رفع سقف التوقّعات وتأمل الحصول على الكثير من الشريك، والمُبالغة في الطلبات والرغبات والتوقّعات التي تُحبط المرء بالنهاية؛ لأنها تفوق طاقة شريكه وإمكانيّته، فتؤثّر بالنهاية على نظرته له، أو رضاه عنه وعن علاقته به.
  • تبادل الحقوق والواجبات وإعطاء كل زوجٍ حقه من قبل شريكه؛ للحفاظ على توازن العلاقة، وتجنّب شعور أحدهما بإهمال الآخر، الأمر الذي قد يُباعد بين قلبيهما ويصنع فجوةً في العلاقة تؤثّر عليها في حال عدم إصلاحها ومِلئها.
  • بناء الثقة بين الزوجين بطرقٍ صحيحة والحفاظ عليها؛ لأنّها أساس العلاقة وركيزتها القويّة التي يُمكنها إصلاح الكثير، في حين أن كسرها قد يُسبب فشل العلاقة ويُهدد نجاح الزواج.[٣]

التسامح والتجاوز عن الأخطاء

يُخطئ مُعظم الأزواج ويتسببون في بعض الفوضى في مُختلف الأوقات والمواقف، حيث إن الخطأ صفةً بشريّة طبيعيّة، لكن العلاقة الزوجية الناجحة تتطلب التجاوز عن بعض الأخطاء البسيطة، ومُسامحة الشريك بدافع الحب الكبير والمودّة، وللحفاظ على صحة العلاقة أيضاً، إضافةً لمشاعر الالتزام الداخليّة الكبيرة التي يُحسّ بها الفرد والتي تجعله يُقدّم مصلحة الأسرة على رغباته الخاصة ومشاعره، لكن إلى جانب التسامح والصفح التي تُعد صفاتً نبيلة فيه، فلا بد من توضيح الأمر للطرف الآخر والحوار الإيجابي الهادف بينهما الذي يُبين له عواقب بعض الأفعال التي قد لا يتمكن الزوج من مغفرتها، والتي قد تؤثر على العلاقة في النهاية لضمان فهم كل منهما للآخر، واحترامه مشاعره وقربه منه.[٣]

إعطاء الزوجين مساحةً فرديةً خاصة

رغم أن العلاقة الزوجيّة علاقة تناغمٍ ومزيج يجمع الطرفين ويؤلف قلبيهما، ويجعلهما يُكملان بعضهما البعض، لكن كل منهما قد يشعر بالضيق أحياناً ويرغب بمساحةٍ خاصة مع نفسه، ويحتاج للحصول على بعض الإستقلاليّة والجلوس وحيداً بعيداً عن ضجيج الأطفال والعائلة، وهو أمرٌ يجب على الطرف الآخر احترامه وعدم الانزعاج منه، فهو يحدّ من شعورهما بالاختناق ويُساعد على تجديد العلاقة وكسر الملل والروتين الذي يُرافق تقدّمها ومرور الوقت عليها، إضافةً لحاجتهما لتشارك الوقت مع الزملاء والأصدقاء والترفيه عن نفسيهما والحفاظ على علاقاتهما الشخصيّة مع الآخرين، والتي لا تؤثّر على علاقتهما الزوجيّة طالما أنها معقولة وغير مُبالغ بها.[٤]

المشاركة في تحمل المسؤولية واتخاذ القرار

تتطلب الحياة الزوجيّة الصحيّة والناجحة تشارك الزوجين اتخاذ القرار، والعمل معاً لتحقيق سعادة الأسرة وخدمة مصلحتها بشكلٍ مُتناغم وتحقيق مبادئ المساواة والاحترام والعدل بينهما، ويُقصد بذلك قيام كل منهما بواجباته على أكمل وجهٍ بما يُناسب إمكانياته وقدراته، وعدم فرض أحدهما السيطرة ومحاولته قيادة العلاقة والتحكّم بشريكه والتعامل معه بشكلٍ غير صحيح، وإنما الاتفاق والانسجام، وعدم إظهار أي إساءة للطرف الآخر بأي شكلٍ آخر تحت ذريعة المحافظة على المصلحة الأسرية، وتشاركهما رعاية الأسرة والأطفال بجميع الجوانب بحبٍ معاً، حيث إن التعاون وتحمّل المسؤولية بصدقٍ ومودّة هو أساس نجاح الزواج واتزانه.[٤]

إدارة الخلافات والعقبات بوعيٍّ وهدوء

يتعرض الزوجين في حياتهما التي تمر بمراحل مُختلفة وتزداد مسؤولياتها بمرور الوقت وبوجود الأطفال إلى العديد من الضغوطات والصعوبات التي تُعتبر مُجرّد مُنكّهات تُغيّر روتين الحياة وتوطّد العلاقة بينهما إذا ما نظرا لها على أنها مجرد عقبات ستزول بالودّ والاتفاق، وتحليا بالوعي والنضج واتفقا على أساليب صحيحة لإدارة خلافات العلاقة وتجاوزها بأقل خسائر، حيث إن هنالك فن خاص يتحلى به فئة من الأزواج يُعرف بفن إدارة المشكلات الأسريّة بحيث يُسيطران عليها بحكمةٍ وصبر، ولا يسمحان لها بأن تأخذ حيّزاً أو تشغل مكانةً كبيرة في حياتهما، كأن يتنازل أحدهما للآخر ويتحمله عندما يشعر بالغضب والاستياء ويتصرف بعقلانيّة بعيداً عن العناد، الأمر الذي يخدم مصلحة العلاقة، ويُحقق سعادة وراحة الأسرة، ويُحافظ على بيئة صحيّة ووديّة تسودها.[٥]

تبادل الإحترام بين عائلة الزوجين

تُعتبر عائلة الشريك جزءاً أساسيّاً في حياة كل من الزوجين، وحلقة ربطٍ تدعم وتُعزز استقرار العلاقات الأسريّة وتوطدها، وبالتالي لا بد من وجود بعض القواعد والآداب التي تُنظّم طريقة التعامل معهم، وتُرضي الشريك وتُسعده أيضاً، ومنها ما يأتي:[٦]

  • الحفاظ على التناغم بين الزوجين وفصل علاقتهما: ولا يُقصد بفصل علاقتهما هنا الانعزال أو الابتعاد عن العائلة بل يعني جعل الحياة الزوجيّة بما تحمله من مشاعر حميمية وخلافات عابرة تخص الزوجين فقط، وعدم إدخال باقي أفراد الأسرة بها دون وجود ارتباط يجمعهم أو يخصّهم، وبالمقابل فهم موقع الطرف الآخر ومكانته لدى عائلته وحسن معاملته أمامهم وإظهار الاحترام له تحت أي ظرفٍ ورغم الخلاف أحياناً.
  • الاتفاق على بعض الحدود والواجبات: يُنصح بالاتفاق المُسبق بين الزوجين على الأمور الهامة التي تقتضي بعدم تدخّل الآباء وباقي أفراد الأسرة بها، والتي تشمل خصوصيات العلاقة، أو أساليب تربيّة الأطفال المُناسبة، وشؤون المنزل واختيار المواعيد المُناسبة للزيارات وغيرها؛ لضمان عدم حدوث خلافات بسببها لاحقاً.
  • التواصل الودي والحفاظ على العلاقة الطيبة مع العائلتين: يجب على كلا الزوجين أن يُدركا أهميّة ومكانة العائلتين في حياتهما، وأن يتعاملا معهم بنضجٍ ومسؤوليّة واحترام، ويُفضّل أن يكون التواصل بشكلٍ مُباشر دون وجود وسيط سواء أكان الزوج أو الزوجة، وأن يحاول كليهما الاجتهاد في تقريب المسافة والتأليف بين القلوب؛ لتحقيق المودّة والمحبة بينهم والتي تنعكس على سعادة واستقرار الزوجين أيضاً.

المراجع

  1. Kori D. Miller (19-5-2020), “Marriage Psychology and Therapy: The Science of Successful Relationships”، positivepsychology.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  2. Margarita Tartakovsky (8-10-2018), “5 Steps to a Successful Marriage”، www.psychcentral.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “The Keys to a Successful Marriage “, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  4. ^ أ ب Carly Snyder, MD (30-3-2020), “13 Ways to Strengthen a Marriage and Avoid Divorce”، www.verywellmind.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  5. Wendy Hernandez, “8 Things Happily Married Couples Do Differently”، www.lifehack.org, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  6. Laurie E. Rozakis, PhD, “10 Tips for Dealing With In-Laws”، www.familyeducation.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

العلاقة بين الأزواج

لا يقتصر الزواج على كونه علاقةً بين الرجل والمرأة تترتب عليها التزامات وحقوق للطرفين، بل هو أكبر من ذلك، فهو ارتباط وثيق وتآلف بين القلوب والعقول لتحقيق الراحة والاستقرار الداخليّ والأسري لهما، فالعلاقة الزوجيّة تختلف عن باقي العلاقات في جديّتها وأهميّتها للفرد والمجتمع، والتي بدورها تفرض على الأزواج السعي والاجتهاد لعلاجها ودعمها وجعلها علاقةً صحيّةً ومُستقرّة، كما أنّ نجاحها يُعتبر إنجازاً عظيماً يجعل المرء فخوراً بنفسه ومثلاً يقتدي به باقي الأزواج من حوله، وهو أمر يتطلب الوعي والنضج والاجتهاد وتقديم التضحية والتنازل للرقيّ بها، والتحلّي بحسٍ عالٍ من المسؤوليّة، وأداء الواجبات على أكمل وجهٍ أيضاً، واحترام مشاعر الشريك والحفاظ عليها أيضاً.[١]

آداب التعامل بين الزوجين

يجب على الزوجين التحلّي ببعض الآداب والمبادئ الأساسيّة التي تدعم علاقتهما وتُحافظ عليها، وأبرزها ما يأتي:

الحفاظ على المودة والحب

يُعتبر الحب أحد عناصر الزواج الأساسيّة التي يجب على الزوجين رعايتها ودعمها والحفاظ عليها، وهو مفتاح الاستقرار العاطفي بينهما، وينعكس بشكلٍ كبيرٍ على صحّة علاقتهما ونُضجها مع مرور الوقت، ويحصدان ثماره الثمينة عندما يصلان للسعادة والمودّة والألفة التي هي مقاصد الزواج النبيلة، والتي يُمكنهما تحقيها باتّباع النصائح الآتية:[٢]

  • التأكيد على المشاعر العميقة والصادقة التي يُكنها الزوجين لبعضهما والاعتراف بها والتعبير عنها دون ترددٍ أو خجل، كقول كلمة “أحبك” بشكلٍ مُتكرر، أو إرسال الرسائل الرومانسيّة والعاطفيّة التي تُعزز العلاقة رغم بعد المسافة وتزيد المودّة بينهما.
  • تجنّب رفع سقف التوقّعات وتأمل الحصول على الكثير من الشريك، والمُبالغة في الطلبات والرغبات والتوقّعات التي تُحبط المرء بالنهاية؛ لأنها تفوق طاقة شريكه وإمكانيّته، فتؤثّر بالنهاية على نظرته له، أو رضاه عنه وعن علاقته به.
  • تبادل الحقوق والواجبات وإعطاء كل زوجٍ حقه من قبل شريكه؛ للحفاظ على توازن العلاقة، وتجنّب شعور أحدهما بإهمال الآخر، الأمر الذي قد يُباعد بين قلبيهما ويصنع فجوةً في العلاقة تؤثّر عليها في حال عدم إصلاحها ومِلئها.
  • بناء الثقة بين الزوجين بطرقٍ صحيحة والحفاظ عليها؛ لأنّها أساس العلاقة وركيزتها القويّة التي يُمكنها إصلاح الكثير، في حين أن كسرها قد يُسبب فشل العلاقة ويُهدد نجاح الزواج.[٣]

التسامح والتجاوز عن الأخطاء

يُخطئ مُعظم الأزواج ويتسببون في بعض الفوضى في مُختلف الأوقات والمواقف، حيث إن الخطأ صفةً بشريّة طبيعيّة، لكن العلاقة الزوجية الناجحة تتطلب التجاوز عن بعض الأخطاء البسيطة، ومُسامحة الشريك بدافع الحب الكبير والمودّة، وللحفاظ على صحة العلاقة أيضاً، إضافةً لمشاعر الالتزام الداخليّة الكبيرة التي يُحسّ بها الفرد والتي تجعله يُقدّم مصلحة الأسرة على رغباته الخاصة ومشاعره، لكن إلى جانب التسامح والصفح التي تُعد صفاتً نبيلة فيه، فلا بد من توضيح الأمر للطرف الآخر والحوار الإيجابي الهادف بينهما الذي يُبين له عواقب بعض الأفعال التي قد لا يتمكن الزوج من مغفرتها، والتي قد تؤثر على العلاقة في النهاية لضمان فهم كل منهما للآخر، واحترامه مشاعره وقربه منه.[٣]

إعطاء الزوجين مساحةً فرديةً خاصة

رغم أن العلاقة الزوجيّة علاقة تناغمٍ ومزيج يجمع الطرفين ويؤلف قلبيهما، ويجعلهما يُكملان بعضهما البعض، لكن كل منهما قد يشعر بالضيق أحياناً ويرغب بمساحةٍ خاصة مع نفسه، ويحتاج للحصول على بعض الإستقلاليّة والجلوس وحيداً بعيداً عن ضجيج الأطفال والعائلة، وهو أمرٌ يجب على الطرف الآخر احترامه وعدم الانزعاج منه، فهو يحدّ من شعورهما بالاختناق ويُساعد على تجديد العلاقة وكسر الملل والروتين الذي يُرافق تقدّمها ومرور الوقت عليها، إضافةً لحاجتهما لتشارك الوقت مع الزملاء والأصدقاء والترفيه عن نفسيهما والحفاظ على علاقاتهما الشخصيّة مع الآخرين، والتي لا تؤثّر على علاقتهما الزوجيّة طالما أنها معقولة وغير مُبالغ بها.[٤]

المشاركة في تحمل المسؤولية واتخاذ القرار

تتطلب الحياة الزوجيّة الصحيّة والناجحة تشارك الزوجين اتخاذ القرار، والعمل معاً لتحقيق سعادة الأسرة وخدمة مصلحتها بشكلٍ مُتناغم وتحقيق مبادئ المساواة والاحترام والعدل بينهما، ويُقصد بذلك قيام كل منهما بواجباته على أكمل وجهٍ بما يُناسب إمكانياته وقدراته، وعدم فرض أحدهما السيطرة ومحاولته قيادة العلاقة والتحكّم بشريكه والتعامل معه بشكلٍ غير صحيح، وإنما الاتفاق والانسجام، وعدم إظهار أي إساءة للطرف الآخر بأي شكلٍ آخر تحت ذريعة المحافظة على المصلحة الأسرية، وتشاركهما رعاية الأسرة والأطفال بجميع الجوانب بحبٍ معاً، حيث إن التعاون وتحمّل المسؤولية بصدقٍ ومودّة هو أساس نجاح الزواج واتزانه.[٤]

إدارة الخلافات والعقبات بوعيٍّ وهدوء

يتعرض الزوجين في حياتهما التي تمر بمراحل مُختلفة وتزداد مسؤولياتها بمرور الوقت وبوجود الأطفال إلى العديد من الضغوطات والصعوبات التي تُعتبر مُجرّد مُنكّهات تُغيّر روتين الحياة وتوطّد العلاقة بينهما إذا ما نظرا لها على أنها مجرد عقبات ستزول بالودّ والاتفاق، وتحليا بالوعي والنضج واتفقا على أساليب صحيحة لإدارة خلافات العلاقة وتجاوزها بأقل خسائر، حيث إن هنالك فن خاص يتحلى به فئة من الأزواج يُعرف بفن إدارة المشكلات الأسريّة بحيث يُسيطران عليها بحكمةٍ وصبر، ولا يسمحان لها بأن تأخذ حيّزاً أو تشغل مكانةً كبيرة في حياتهما، كأن يتنازل أحدهما للآخر ويتحمله عندما يشعر بالغضب والاستياء ويتصرف بعقلانيّة بعيداً عن العناد، الأمر الذي يخدم مصلحة العلاقة، ويُحقق سعادة وراحة الأسرة، ويُحافظ على بيئة صحيّة ووديّة تسودها.[٥]

تبادل الإحترام بين عائلة الزوجين

تُعتبر عائلة الشريك جزءاً أساسيّاً في حياة كل من الزوجين، وحلقة ربطٍ تدعم وتُعزز استقرار العلاقات الأسريّة وتوطدها، وبالتالي لا بد من وجود بعض القواعد والآداب التي تُنظّم طريقة التعامل معهم، وتُرضي الشريك وتُسعده أيضاً، ومنها ما يأتي:[٦]

  • الحفاظ على التناغم بين الزوجين وفصل علاقتهما: ولا يُقصد بفصل علاقتهما هنا الانعزال أو الابتعاد عن العائلة بل يعني جعل الحياة الزوجيّة بما تحمله من مشاعر حميمية وخلافات عابرة تخص الزوجين فقط، وعدم إدخال باقي أفراد الأسرة بها دون وجود ارتباط يجمعهم أو يخصّهم، وبالمقابل فهم موقع الطرف الآخر ومكانته لدى عائلته وحسن معاملته أمامهم وإظهار الاحترام له تحت أي ظرفٍ ورغم الخلاف أحياناً.
  • الاتفاق على بعض الحدود والواجبات: يُنصح بالاتفاق المُسبق بين الزوجين على الأمور الهامة التي تقتضي بعدم تدخّل الآباء وباقي أفراد الأسرة بها، والتي تشمل خصوصيات العلاقة، أو أساليب تربيّة الأطفال المُناسبة، وشؤون المنزل واختيار المواعيد المُناسبة للزيارات وغيرها؛ لضمان عدم حدوث خلافات بسببها لاحقاً.
  • التواصل الودي والحفاظ على العلاقة الطيبة مع العائلتين: يجب على كلا الزوجين أن يُدركا أهميّة ومكانة العائلتين في حياتهما، وأن يتعاملا معهم بنضجٍ ومسؤوليّة واحترام، ويُفضّل أن يكون التواصل بشكلٍ مُباشر دون وجود وسيط سواء أكان الزوج أو الزوجة، وأن يحاول كليهما الاجتهاد في تقريب المسافة والتأليف بين القلوب؛ لتحقيق المودّة والمحبة بينهم والتي تنعكس على سعادة واستقرار الزوجين أيضاً.

المراجع

  1. Kori D. Miller (19-5-2020), “Marriage Psychology and Therapy: The Science of Successful Relationships”، positivepsychology.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  2. Margarita Tartakovsky (8-10-2018), “5 Steps to a Successful Marriage”، www.psychcentral.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “The Keys to a Successful Marriage “, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  4. ^ أ ب Carly Snyder, MD (30-3-2020), “13 Ways to Strengthen a Marriage and Avoid Divorce”، www.verywellmind.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  5. Wendy Hernandez, “8 Things Happily Married Couples Do Differently”، www.lifehack.org, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  6. Laurie E. Rozakis, PhD, “10 Tips for Dealing With In-Laws”، www.familyeducation.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

العلاقة بين الأزواج

لا يقتصر الزواج على كونه علاقةً بين الرجل والمرأة تترتب عليها التزامات وحقوق للطرفين، بل هو أكبر من ذلك، فهو ارتباط وثيق وتآلف بين القلوب والعقول لتحقيق الراحة والاستقرار الداخليّ والأسري لهما، فالعلاقة الزوجيّة تختلف عن باقي العلاقات في جديّتها وأهميّتها للفرد والمجتمع، والتي بدورها تفرض على الأزواج السعي والاجتهاد لعلاجها ودعمها وجعلها علاقةً صحيّةً ومُستقرّة، كما أنّ نجاحها يُعتبر إنجازاً عظيماً يجعل المرء فخوراً بنفسه ومثلاً يقتدي به باقي الأزواج من حوله، وهو أمر يتطلب الوعي والنضج والاجتهاد وتقديم التضحية والتنازل للرقيّ بها، والتحلّي بحسٍ عالٍ من المسؤوليّة، وأداء الواجبات على أكمل وجهٍ أيضاً، واحترام مشاعر الشريك والحفاظ عليها أيضاً.[١]

آداب التعامل بين الزوجين

يجب على الزوجين التحلّي ببعض الآداب والمبادئ الأساسيّة التي تدعم علاقتهما وتُحافظ عليها، وأبرزها ما يأتي:

الحفاظ على المودة والحب

يُعتبر الحب أحد عناصر الزواج الأساسيّة التي يجب على الزوجين رعايتها ودعمها والحفاظ عليها، وهو مفتاح الاستقرار العاطفي بينهما، وينعكس بشكلٍ كبيرٍ على صحّة علاقتهما ونُضجها مع مرور الوقت، ويحصدان ثماره الثمينة عندما يصلان للسعادة والمودّة والألفة التي هي مقاصد الزواج النبيلة، والتي يُمكنهما تحقيها باتّباع النصائح الآتية:[٢]

  • التأكيد على المشاعر العميقة والصادقة التي يُكنها الزوجين لبعضهما والاعتراف بها والتعبير عنها دون ترددٍ أو خجل، كقول كلمة “أحبك” بشكلٍ مُتكرر، أو إرسال الرسائل الرومانسيّة والعاطفيّة التي تُعزز العلاقة رغم بعد المسافة وتزيد المودّة بينهما.
  • تجنّب رفع سقف التوقّعات وتأمل الحصول على الكثير من الشريك، والمُبالغة في الطلبات والرغبات والتوقّعات التي تُحبط المرء بالنهاية؛ لأنها تفوق طاقة شريكه وإمكانيّته، فتؤثّر بالنهاية على نظرته له، أو رضاه عنه وعن علاقته به.
  • تبادل الحقوق والواجبات وإعطاء كل زوجٍ حقه من قبل شريكه؛ للحفاظ على توازن العلاقة، وتجنّب شعور أحدهما بإهمال الآخر، الأمر الذي قد يُباعد بين قلبيهما ويصنع فجوةً في العلاقة تؤثّر عليها في حال عدم إصلاحها ومِلئها.
  • بناء الثقة بين الزوجين بطرقٍ صحيحة والحفاظ عليها؛ لأنّها أساس العلاقة وركيزتها القويّة التي يُمكنها إصلاح الكثير، في حين أن كسرها قد يُسبب فشل العلاقة ويُهدد نجاح الزواج.[٣]

التسامح والتجاوز عن الأخطاء

يُخطئ مُعظم الأزواج ويتسببون في بعض الفوضى في مُختلف الأوقات والمواقف، حيث إن الخطأ صفةً بشريّة طبيعيّة، لكن العلاقة الزوجية الناجحة تتطلب التجاوز عن بعض الأخطاء البسيطة، ومُسامحة الشريك بدافع الحب الكبير والمودّة، وللحفاظ على صحة العلاقة أيضاً، إضافةً لمشاعر الالتزام الداخليّة الكبيرة التي يُحسّ بها الفرد والتي تجعله يُقدّم مصلحة الأسرة على رغباته الخاصة ومشاعره، لكن إلى جانب التسامح والصفح التي تُعد صفاتً نبيلة فيه، فلا بد من توضيح الأمر للطرف الآخر والحوار الإيجابي الهادف بينهما الذي يُبين له عواقب بعض الأفعال التي قد لا يتمكن الزوج من مغفرتها، والتي قد تؤثر على العلاقة في النهاية لضمان فهم كل منهما للآخر، واحترامه مشاعره وقربه منه.[٣]

إعطاء الزوجين مساحةً فرديةً خاصة

رغم أن العلاقة الزوجيّة علاقة تناغمٍ ومزيج يجمع الطرفين ويؤلف قلبيهما، ويجعلهما يُكملان بعضهما البعض، لكن كل منهما قد يشعر بالضيق أحياناً ويرغب بمساحةٍ خاصة مع نفسه، ويحتاج للحصول على بعض الإستقلاليّة والجلوس وحيداً بعيداً عن ضجيج الأطفال والعائلة، وهو أمرٌ يجب على الطرف الآخر احترامه وعدم الانزعاج منه، فهو يحدّ من شعورهما بالاختناق ويُساعد على تجديد العلاقة وكسر الملل والروتين الذي يُرافق تقدّمها ومرور الوقت عليها، إضافةً لحاجتهما لتشارك الوقت مع الزملاء والأصدقاء والترفيه عن نفسيهما والحفاظ على علاقاتهما الشخصيّة مع الآخرين، والتي لا تؤثّر على علاقتهما الزوجيّة طالما أنها معقولة وغير مُبالغ بها.[٤]

المشاركة في تحمل المسؤولية واتخاذ القرار

تتطلب الحياة الزوجيّة الصحيّة والناجحة تشارك الزوجين اتخاذ القرار، والعمل معاً لتحقيق سعادة الأسرة وخدمة مصلحتها بشكلٍ مُتناغم وتحقيق مبادئ المساواة والاحترام والعدل بينهما، ويُقصد بذلك قيام كل منهما بواجباته على أكمل وجهٍ بما يُناسب إمكانياته وقدراته، وعدم فرض أحدهما السيطرة ومحاولته قيادة العلاقة والتحكّم بشريكه والتعامل معه بشكلٍ غير صحيح، وإنما الاتفاق والانسجام، وعدم إظهار أي إساءة للطرف الآخر بأي شكلٍ آخر تحت ذريعة المحافظة على المصلحة الأسرية، وتشاركهما رعاية الأسرة والأطفال بجميع الجوانب بحبٍ معاً، حيث إن التعاون وتحمّل المسؤولية بصدقٍ ومودّة هو أساس نجاح الزواج واتزانه.[٤]

إدارة الخلافات والعقبات بوعيٍّ وهدوء

يتعرض الزوجين في حياتهما التي تمر بمراحل مُختلفة وتزداد مسؤولياتها بمرور الوقت وبوجود الأطفال إلى العديد من الضغوطات والصعوبات التي تُعتبر مُجرّد مُنكّهات تُغيّر روتين الحياة وتوطّد العلاقة بينهما إذا ما نظرا لها على أنها مجرد عقبات ستزول بالودّ والاتفاق، وتحليا بالوعي والنضج واتفقا على أساليب صحيحة لإدارة خلافات العلاقة وتجاوزها بأقل خسائر، حيث إن هنالك فن خاص يتحلى به فئة من الأزواج يُعرف بفن إدارة المشكلات الأسريّة بحيث يُسيطران عليها بحكمةٍ وصبر، ولا يسمحان لها بأن تأخذ حيّزاً أو تشغل مكانةً كبيرة في حياتهما، كأن يتنازل أحدهما للآخر ويتحمله عندما يشعر بالغضب والاستياء ويتصرف بعقلانيّة بعيداً عن العناد، الأمر الذي يخدم مصلحة العلاقة، ويُحقق سعادة وراحة الأسرة، ويُحافظ على بيئة صحيّة ووديّة تسودها.[٥]

تبادل الإحترام بين عائلة الزوجين

تُعتبر عائلة الشريك جزءاً أساسيّاً في حياة كل من الزوجين، وحلقة ربطٍ تدعم وتُعزز استقرار العلاقات الأسريّة وتوطدها، وبالتالي لا بد من وجود بعض القواعد والآداب التي تُنظّم طريقة التعامل معهم، وتُرضي الشريك وتُسعده أيضاً، ومنها ما يأتي:[٦]

  • الحفاظ على التناغم بين الزوجين وفصل علاقتهما: ولا يُقصد بفصل علاقتهما هنا الانعزال أو الابتعاد عن العائلة بل يعني جعل الحياة الزوجيّة بما تحمله من مشاعر حميمية وخلافات عابرة تخص الزوجين فقط، وعدم إدخال باقي أفراد الأسرة بها دون وجود ارتباط يجمعهم أو يخصّهم، وبالمقابل فهم موقع الطرف الآخر ومكانته لدى عائلته وحسن معاملته أمامهم وإظهار الاحترام له تحت أي ظرفٍ ورغم الخلاف أحياناً.
  • الاتفاق على بعض الحدود والواجبات: يُنصح بالاتفاق المُسبق بين الزوجين على الأمور الهامة التي تقتضي بعدم تدخّل الآباء وباقي أفراد الأسرة بها، والتي تشمل خصوصيات العلاقة، أو أساليب تربيّة الأطفال المُناسبة، وشؤون المنزل واختيار المواعيد المُناسبة للزيارات وغيرها؛ لضمان عدم حدوث خلافات بسببها لاحقاً.
  • التواصل الودي والحفاظ على العلاقة الطيبة مع العائلتين: يجب على كلا الزوجين أن يُدركا أهميّة ومكانة العائلتين في حياتهما، وأن يتعاملا معهم بنضجٍ ومسؤوليّة واحترام، ويُفضّل أن يكون التواصل بشكلٍ مُباشر دون وجود وسيط سواء أكان الزوج أو الزوجة، وأن يحاول كليهما الاجتهاد في تقريب المسافة والتأليف بين القلوب؛ لتحقيق المودّة والمحبة بينهم والتي تنعكس على سعادة واستقرار الزوجين أيضاً.

المراجع

  1. Kori D. Miller (19-5-2020), “Marriage Psychology and Therapy: The Science of Successful Relationships”، positivepsychology.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  2. Margarita Tartakovsky (8-10-2018), “5 Steps to a Successful Marriage”، www.psychcentral.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “The Keys to a Successful Marriage “, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  4. ^ أ ب Carly Snyder, MD (30-3-2020), “13 Ways to Strengthen a Marriage and Avoid Divorce”، www.verywellmind.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  5. Wendy Hernandez, “8 Things Happily Married Couples Do Differently”، www.lifehack.org, Retrieved 22-5-2020. Edited.
  6. Laurie E. Rozakis, PhD, “10 Tips for Dealing With In-Laws”، www.familyeducation.com, Retrieved 22-5-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى