مناسبات عربية وعالمية

بحث حول عيد الأضحى

مقالات ذات صلة

عيد الأضحى

يُعرَّف عيد الأضحى، أو ما يُسمّى بالعيد الكبير بأنّه: العيد الذي يحتفلُ به جميع المُسلمين في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة،[١] وقد شرعه الله -تعالى- لعباده؛ ليفرحوا بما وفّقَهم إليه من عبادة فيما سَبقه من أيّام العَشر الأُوَل من الشهر، كصيام يوم عرفة، والتكبير، والتهليل، والصدقة، وغير ذلك من العبادات.[٢]

سبب تسمية عيد الأضحى بهذا الاسم

يُعرَّف العيد بأنّه: كُلّ يومٍ يكون فيه اجتماع، وقِيل إنّه من العادة؛ لأنّ الناس اعتادته، وقال الأزهري إنّ العيد عند العرب يُطلَق على كُلّ شيء يتكرّر؛ سواء بالفرح، أو الحزن، وقال ابن الأعرابيّ إنّه ما يعود في كُلّ عام بفرحٍ جديد، وقال الإمام النوويّ إنّ العيد سُمِّي عيداً؛ لأنّه يعود ويتكرّر، أو لأنّ الفرح يعود فيه، وهو من باب التفاؤل لِمَن يعود عليه العِيد؛ لأنّ العرب كانت تُسمّي القوافل عندما تخرج بالتفاؤل؛ ليتفاءلوا برجوعها سالمة، وقِيل لأنّ الله -تعالى- يعود على عباده في ذلك اليوم من كُلّ عام بكثرة الإحسان عليهم.[٣]

أمّا تسميته بالأضحى فهي نسبة إلى الأُضحية؛ إذ إنّ الناس تبدأ بذَبْح الأضاحي في هذا اليوم،[٤] ويُسمّى أيضاً بيوم النَّحر؛ لأنّ الهَدي والأضاحي تُنحَر فيه.[٥]

عدد أيام عيد الأضحى

شرَع الإسلام للمسلمين عيدَين، هُما: عيدُ الفِطر، وعيد الأضحى، وقد حُدِّدت أيّام عيد الأضحى شرعاً بأربعة أيّام؛ يُسمّى الأوّل منها بيوم النَّحر، أمّا الأيام الثلاثة التي تأتي بعده فتُسمّى بأيّام التشريق، وقد جاء ذِكر هذه الأيّام في الحديث الشريف؛ إذ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (يومُ الفِطْرِ، ويومُ النحرِ، وأيامُ التشريقِ، عيدُنا أهلَ الإسلامِ)،[٦] وقال الإمام الشوكانيّ إنّ هذا الحديث فيه دلالةٌ على أنّ أيّام التشريق الثلاثة هي من أيّام العيد.[٧]

صلاة عيد الأضحى وخُطبته

شرع الله -تعالى- لِعباده في يوم العيد صلاةً خاصّةً به تُسمّى صلاة العيد، وقد وردت مشروعيّتها في القرآن الكريم بقوله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ)،[٨][٩] أمّا حكمها؛ فقد تعدّدت مذاهب الفقهاء في المسألة، وفيما يأتي بيان أقوالهم:[١٠]

  • المالكية والشافعية: قالوا إنّها من السُّنَن المُؤكَّدة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ بدليل أنّ رجلاً جاء إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يسألُه إن كان عليه غير الصلوات الخمس، فأجابه النبيّ: (لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ).[١١]
  • الحنفية: ذهب الحنفيّة في المُعتمد عندهم إلى أنّها واجبة؛ لمُواظبة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها في جماعة وعدم تَركها، فلو كانت من السُّنن لاستثناها كما استثنى بعض الصلوات من الجماعة، كصلاة التراويح.
  • الحنابلة: ذهبوا إلى أنّها من فروض الكفاية التي لو أدّاها البعض، لسَقط الإثم عن الآخرين؛ واستدلّوا بقول الله -تعالى-: (فَصَل لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،[٨] وبمُواظبة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها.

أمّا بعد الانتهاء من الصلاة، فيُشرَع للإمام أن يقوم فيخطب بالناس، ويعظهم، ويوصيهم؛ إذ جاء عن ابن عباس أنّه شهد العيد مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كما شهدَه مع أبي بكر، وعُمر، وعُثمان -رضي الله عنهم جميعاً-، فكانوا يخطبون بعد صلاة العيد.[١٢]

سُنَن عيد الأضحى

تكبيرات عيد الأضحى

يُسَنّ للمُسلم الإكثار من التكبير في أيّام عيد الأضحى، ويبدأ التكبير منذ صلاة فجر يوم عرفة، ويمتدّ إلى عصر اليوم الرابع من العيد، ويكون بأيّ صِفةٍ كانت؛ لعدم وجود نصّ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في تحديد صِفة مُعيَّنة له، وهُناك نوعان من التكبير في عيد الأضحى، بيانهما فيما يأتي:[١٣]

  • التكبير المُطلَق: وهو التكبير الذي لا يتقيّد بوقتٍ مُعيَّن، إذ يجوز التكبير في الصباح والمساء، وفي أيّ وقت، وأيّ مكان، ويبدأ هذا التكبير منذ أوّل يومٍ من شهر ذي الحجّة، ويمتدُّ إلى آخر أيّام العيد.
  • التكبير المُقيَّد: وهو التكبير الذي يكون بعد الصلوات المفروضة، ويبدأ هذا النوع من التكبير منذ فجر يوم عرفة، ويمتدّ إلى آخر أيّام التشريق؛ وهو اليوم الرابع من أيام العيد.

الأضحية

تُعرَّف الأُضحية في اللغة بأنّها: ما يُنحَر في عيد الأضحى، أمّا تعريفها في الاصطلاح الشرعيّ، فهو لا يخرج عن التعريف اللغويّ؛ إذ إنّها تعني: ما يُذبَح؛ تقرُّباً لله -تعالى- في أيّام الأضحى بشروطٍ مخصوصة، وقد جاءت مشروعيّتها في القُرآن الكريم، والسُنّة النبويّة؛ فقال الله -تعالى-: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ)،[١٤] وورد في السُنّة النبويّة الكثير من الأحاديث التي تحثّ على الأُضحية وتُبيّن فضلها، وتُحذّر من تَركها، ومن ذلك فِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا)،[١٥] كما نُقِل الإجماع عن كثير من العُلماء في مشروعيّة الأُضحية.[١٦]

وتتمثّل الحكمة من مشروعيّة الأضحية في ما يأتي:[١٧]

  • شُكر الله -تعالى- على نِعَمه، ومنها نعمة الحياة.
  • إحياء سُنّة نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- لَمّا أمره الله -تعالى- بذَبْح ابنه، واستجابتهما -عليهما السلام- لأمر الله، ففداه الله -تعالى- بكبش عظيم، وكان ذلك في يوم الأضحى، فيتذكّر المسلم صبرهما، وتقديمهما طاعة الله -تعالى- ومَحبّته على مَحبّة النفس، والولد.
  • توسعة المسلم على نفسه، وأهل بيته، وإكرامه لجيرانه، وضيوفه، والتصدُّق منها للفقراء، وفي ذلك نوعٌ من إظهار الفرح الذي أمر به الإسلام في يوم العيد، والتحدُّث بنِعمة الله -تعالى-؛ قال -تعالى-: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ).[١٨]
  • تصديقٌ لله -تعالى- بما أخبر به في كتابه من أنّه خلق الأنعام؛ لينتفعَ الناس بها؛ بذَبحها، والأكل منها.
  • تقرُّب للمسلم من الله -تعالى-؛ بصِلة رَحِمه، وإهدائهم بعضاً منها.[١٩]

آداب عيد الأضحى

يُستحَبّ في عيد الأضحى الالتزام بالعديد من الآداب، ومنها ما يأتي:

  • تقديم صلاة العيد بعد ارتفاع الشمس بِمقدار رُمح؛ ليكون هُناك وقت أكبر للأُضحية.[٢٠]
  • تأخير الأكل في العيد إلى ما بَعد صلاة العيد.[٢١]
  • الذهاب إلى صلاة العيد من طريق، والعودة إلى البيت من طريقٍ آخر؛ لفِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كما يُستحَبّ إخراج النساء والأطفال إلى صلاة العيد؛ فقد ورد عن ابن عباس أنّه خرج مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في يوم العيد، فقام، فخطب في النساء.[٢٢]
  • تأدية صلاة العيد قبل الخُطبة، ويُستحَبّ للإمام بعد الصلاة أن يُخيّر الناس بين الاستماع إلى خُطبة العيد، أو الانصراف، ويُشار إلى عدم وجود سُنّة قَبليّة، أو بَعديّة لصلاة العيد، كما يُستحَبّ الأكل والشرب في يوم العيد؛ فقد جاء عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (يومُ عرفةَ ويومُ النَّحرِ وأيَّامُ التَّشريقِ عيدَنا أَهلَ الإسلامِ ، وَهيَ أيَّامُ أَكلٍ وشربٍ)،[٢٣][٢٤]
  • الاغتسال والتطيُّب قبل الخروج إلى الصلاة.[٢٤]

المراجع

  1. أحمد مختار عبدالحميد عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)،  : عالم الكتب، صفحة 1572، جزء 2. بتصرّف.
  2. عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله بن جبرين، شرح عمدة الأحكام، صفحة 3، جزء 24.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (2010)، صلاة المؤمن – مفهوم، وفضائل، وآداب، وأنواع، وأحكام، وكيفية في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الرابعة)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 878، جزء 2. بتصرّف.
  4. الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية – مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 341، جزء 62. بتصرّف.
  5. عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح البسام التميمي (2003)، توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام (الطبعة الخامسة)، مكّة المكرّمة: مكتَبة الأسدي، صفحة 188، جزء 4. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 8192، صحيح.
  7. “عدد أيام العيدين، والأحاديث الدالة على إظهار السرور فيهما”، www.islamweb.net، 31-12-2003، اطّلع عليه بتاريخ 23-4-2020. بتصرّف.
  8. ^ أ ب سورة الكوثر، آية: 2.
  9. محمد محمد عبداللطيف بن الخطيب (1964)، أوضح التفاسير (الطبعة السادسة)،  : المطبعة المصرية ومكتبتها، صفحة 764، جزء 1. بتصرّف.
  10. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 114، جزء 31. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيدالله، الصفحة أو الرقم: 46، صحيح.
  12. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، الأردن: المكتبة الإسلامية ، صفحة 409، جزء 2. بتصرّف.
  13. زهير حسن حميدات، “التكبير المطلق والتكبير المقيّد”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  14. سورة الحج، آية: 34.
  15. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 5565 ، صحيح .
  16. عَبدالله بن محمد الطيّار، عبدالله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى (2011)، الفِقهُ الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض: مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 117-118، جزء 4. بتصرّف.
  17. “تعريفُ الأضْحِيَّةِ ومَشْروعِيَّتُها وحِكْمَةُ المشروعيَّة وفَضْلُها”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  18. سورة الضحى، آية: 11.
  19. محمد بن إبراهيم بن عبدالله التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 694. بتصرّف.
  20. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (2010)، صلاة المؤمن – مفهوم، وفضائل، وآداب، وأنواع، وأحكام، وكيفية في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الرابعة)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 909، جزء 2. بتصرّف.
  21. “السنة في عيد الأضحى أن يأكل بعد الصلاة”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  22. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، الأردن: المكتبة الإسلامية، صفحة 402، جزء 2. بتصرّف.
  23. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عقبة بن عامر ، الصفحة أو الرقم: 773 ، صحيح .
  24. ^ أ ب أحمد عرفة، “آداب العيد في الإسلام”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

عيد الأضحى

يُعرَّف عيد الأضحى، أو ما يُسمّى بالعيد الكبير بأنّه: العيد الذي يحتفلُ به جميع المُسلمين في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة،[١] وقد شرعه الله -تعالى- لعباده؛ ليفرحوا بما وفّقَهم إليه من عبادة فيما سَبقه من أيّام العَشر الأُوَل من الشهر، كصيام يوم عرفة، والتكبير، والتهليل، والصدقة، وغير ذلك من العبادات.[٢]

سبب تسمية عيد الأضحى بهذا الاسم

يُعرَّف العيد بأنّه: كُلّ يومٍ يكون فيه اجتماع، وقِيل إنّه من العادة؛ لأنّ الناس اعتادته، وقال الأزهري إنّ العيد عند العرب يُطلَق على كُلّ شيء يتكرّر؛ سواء بالفرح، أو الحزن، وقال ابن الأعرابيّ إنّه ما يعود في كُلّ عام بفرحٍ جديد، وقال الإمام النوويّ إنّ العيد سُمِّي عيداً؛ لأنّه يعود ويتكرّر، أو لأنّ الفرح يعود فيه، وهو من باب التفاؤل لِمَن يعود عليه العِيد؛ لأنّ العرب كانت تُسمّي القوافل عندما تخرج بالتفاؤل؛ ليتفاءلوا برجوعها سالمة، وقِيل لأنّ الله -تعالى- يعود على عباده في ذلك اليوم من كُلّ عام بكثرة الإحسان عليهم.[٣]

أمّا تسميته بالأضحى فهي نسبة إلى الأُضحية؛ إذ إنّ الناس تبدأ بذَبْح الأضاحي في هذا اليوم،[٤] ويُسمّى أيضاً بيوم النَّحر؛ لأنّ الهَدي والأضاحي تُنحَر فيه.[٥]

عدد أيام عيد الأضحى

شرَع الإسلام للمسلمين عيدَين، هُما: عيدُ الفِطر، وعيد الأضحى، وقد حُدِّدت أيّام عيد الأضحى شرعاً بأربعة أيّام؛ يُسمّى الأوّل منها بيوم النَّحر، أمّا الأيام الثلاثة التي تأتي بعده فتُسمّى بأيّام التشريق، وقد جاء ذِكر هذه الأيّام في الحديث الشريف؛ إذ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (يومُ الفِطْرِ، ويومُ النحرِ، وأيامُ التشريقِ، عيدُنا أهلَ الإسلامِ)،[٦] وقال الإمام الشوكانيّ إنّ هذا الحديث فيه دلالةٌ على أنّ أيّام التشريق الثلاثة هي من أيّام العيد.[٧]

صلاة عيد الأضحى وخُطبته

شرع الله -تعالى- لِعباده في يوم العيد صلاةً خاصّةً به تُسمّى صلاة العيد، وقد وردت مشروعيّتها في القرآن الكريم بقوله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ)،[٨][٩] أمّا حكمها؛ فقد تعدّدت مذاهب الفقهاء في المسألة، وفيما يأتي بيان أقوالهم:[١٠]

  • المالكية والشافعية: قالوا إنّها من السُّنَن المُؤكَّدة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ بدليل أنّ رجلاً جاء إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يسألُه إن كان عليه غير الصلوات الخمس، فأجابه النبيّ: (لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ).[١١]
  • الحنفية: ذهب الحنفيّة في المُعتمد عندهم إلى أنّها واجبة؛ لمُواظبة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها في جماعة وعدم تَركها، فلو كانت من السُّنن لاستثناها كما استثنى بعض الصلوات من الجماعة، كصلاة التراويح.
  • الحنابلة: ذهبوا إلى أنّها من فروض الكفاية التي لو أدّاها البعض، لسَقط الإثم عن الآخرين؛ واستدلّوا بقول الله -تعالى-: (فَصَل لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،[٨] وبمُواظبة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها.

أمّا بعد الانتهاء من الصلاة، فيُشرَع للإمام أن يقوم فيخطب بالناس، ويعظهم، ويوصيهم؛ إذ جاء عن ابن عباس أنّه شهد العيد مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كما شهدَه مع أبي بكر، وعُمر، وعُثمان -رضي الله عنهم جميعاً-، فكانوا يخطبون بعد صلاة العيد.[١٢]

سُنَن عيد الأضحى

تكبيرات عيد الأضحى

يُسَنّ للمُسلم الإكثار من التكبير في أيّام عيد الأضحى، ويبدأ التكبير منذ صلاة فجر يوم عرفة، ويمتدّ إلى عصر اليوم الرابع من العيد، ويكون بأيّ صِفةٍ كانت؛ لعدم وجود نصّ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في تحديد صِفة مُعيَّنة له، وهُناك نوعان من التكبير في عيد الأضحى، بيانهما فيما يأتي:[١٣]

  • التكبير المُطلَق: وهو التكبير الذي لا يتقيّد بوقتٍ مُعيَّن، إذ يجوز التكبير في الصباح والمساء، وفي أيّ وقت، وأيّ مكان، ويبدأ هذا التكبير منذ أوّل يومٍ من شهر ذي الحجّة، ويمتدُّ إلى آخر أيّام العيد.
  • التكبير المُقيَّد: وهو التكبير الذي يكون بعد الصلوات المفروضة، ويبدأ هذا النوع من التكبير منذ فجر يوم عرفة، ويمتدّ إلى آخر أيّام التشريق؛ وهو اليوم الرابع من أيام العيد.

الأضحية

تُعرَّف الأُضحية في اللغة بأنّها: ما يُنحَر في عيد الأضحى، أمّا تعريفها في الاصطلاح الشرعيّ، فهو لا يخرج عن التعريف اللغويّ؛ إذ إنّها تعني: ما يُذبَح؛ تقرُّباً لله -تعالى- في أيّام الأضحى بشروطٍ مخصوصة، وقد جاءت مشروعيّتها في القُرآن الكريم، والسُنّة النبويّة؛ فقال الله -تعالى-: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ)،[١٤] وورد في السُنّة النبويّة الكثير من الأحاديث التي تحثّ على الأُضحية وتُبيّن فضلها، وتُحذّر من تَركها، ومن ذلك فِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا)،[١٥] كما نُقِل الإجماع عن كثير من العُلماء في مشروعيّة الأُضحية.[١٦]

وتتمثّل الحكمة من مشروعيّة الأضحية في ما يأتي:[١٧]

  • شُكر الله -تعالى- على نِعَمه، ومنها نعمة الحياة.
  • إحياء سُنّة نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- لَمّا أمره الله -تعالى- بذَبْح ابنه، واستجابتهما -عليهما السلام- لأمر الله، ففداه الله -تعالى- بكبش عظيم، وكان ذلك في يوم الأضحى، فيتذكّر المسلم صبرهما، وتقديمهما طاعة الله -تعالى- ومَحبّته على مَحبّة النفس، والولد.
  • توسعة المسلم على نفسه، وأهل بيته، وإكرامه لجيرانه، وضيوفه، والتصدُّق منها للفقراء، وفي ذلك نوعٌ من إظهار الفرح الذي أمر به الإسلام في يوم العيد، والتحدُّث بنِعمة الله -تعالى-؛ قال -تعالى-: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ).[١٨]
  • تصديقٌ لله -تعالى- بما أخبر به في كتابه من أنّه خلق الأنعام؛ لينتفعَ الناس بها؛ بذَبحها، والأكل منها.
  • تقرُّب للمسلم من الله -تعالى-؛ بصِلة رَحِمه، وإهدائهم بعضاً منها.[١٩]

آداب عيد الأضحى

يُستحَبّ في عيد الأضحى الالتزام بالعديد من الآداب، ومنها ما يأتي:

  • تقديم صلاة العيد بعد ارتفاع الشمس بِمقدار رُمح؛ ليكون هُناك وقت أكبر للأُضحية.[٢٠]
  • تأخير الأكل في العيد إلى ما بَعد صلاة العيد.[٢١]
  • الذهاب إلى صلاة العيد من طريق، والعودة إلى البيت من طريقٍ آخر؛ لفِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كما يُستحَبّ إخراج النساء والأطفال إلى صلاة العيد؛ فقد ورد عن ابن عباس أنّه خرج مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في يوم العيد، فقام، فخطب في النساء.[٢٢]
  • تأدية صلاة العيد قبل الخُطبة، ويُستحَبّ للإمام بعد الصلاة أن يُخيّر الناس بين الاستماع إلى خُطبة العيد، أو الانصراف، ويُشار إلى عدم وجود سُنّة قَبليّة، أو بَعديّة لصلاة العيد، كما يُستحَبّ الأكل والشرب في يوم العيد؛ فقد جاء عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (يومُ عرفةَ ويومُ النَّحرِ وأيَّامُ التَّشريقِ عيدَنا أَهلَ الإسلامِ ، وَهيَ أيَّامُ أَكلٍ وشربٍ)،[٢٣][٢٤]
  • الاغتسال والتطيُّب قبل الخروج إلى الصلاة.[٢٤]

المراجع

  1. أحمد مختار عبدالحميد عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)،  : عالم الكتب، صفحة 1572، جزء 2. بتصرّف.
  2. عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله بن جبرين، شرح عمدة الأحكام، صفحة 3، جزء 24.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (2010)، صلاة المؤمن – مفهوم، وفضائل، وآداب، وأنواع، وأحكام، وكيفية في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الرابعة)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 878، جزء 2. بتصرّف.
  4. الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية – مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 341، جزء 62. بتصرّف.
  5. عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح البسام التميمي (2003)، توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام (الطبعة الخامسة)، مكّة المكرّمة: مكتَبة الأسدي، صفحة 188، جزء 4. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 8192، صحيح.
  7. “عدد أيام العيدين، والأحاديث الدالة على إظهار السرور فيهما”، www.islamweb.net، 31-12-2003، اطّلع عليه بتاريخ 23-4-2020. بتصرّف.
  8. ^ أ ب سورة الكوثر، آية: 2.
  9. محمد محمد عبداللطيف بن الخطيب (1964)، أوضح التفاسير (الطبعة السادسة)،  : المطبعة المصرية ومكتبتها، صفحة 764، جزء 1. بتصرّف.
  10. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 114، جزء 31. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيدالله، الصفحة أو الرقم: 46، صحيح.
  12. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، الأردن: المكتبة الإسلامية ، صفحة 409، جزء 2. بتصرّف.
  13. زهير حسن حميدات، “التكبير المطلق والتكبير المقيّد”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  14. سورة الحج، آية: 34.
  15. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 5565 ، صحيح .
  16. عَبدالله بن محمد الطيّار، عبدالله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى (2011)، الفِقهُ الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض: مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 117-118، جزء 4. بتصرّف.
  17. “تعريفُ الأضْحِيَّةِ ومَشْروعِيَّتُها وحِكْمَةُ المشروعيَّة وفَضْلُها”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  18. سورة الضحى، آية: 11.
  19. محمد بن إبراهيم بن عبدالله التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 694. بتصرّف.
  20. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (2010)، صلاة المؤمن – مفهوم، وفضائل، وآداب، وأنواع، وأحكام، وكيفية في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الرابعة)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 909، جزء 2. بتصرّف.
  21. “السنة في عيد الأضحى أن يأكل بعد الصلاة”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  22. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، الأردن: المكتبة الإسلامية، صفحة 402، جزء 2. بتصرّف.
  23. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عقبة بن عامر ، الصفحة أو الرقم: 773 ، صحيح .
  24. ^ أ ب أحمد عرفة، “آداب العيد في الإسلام”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

عيد الأضحى

يُعرَّف عيد الأضحى، أو ما يُسمّى بالعيد الكبير بأنّه: العيد الذي يحتفلُ به جميع المُسلمين في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة،[١] وقد شرعه الله -تعالى- لعباده؛ ليفرحوا بما وفّقَهم إليه من عبادة فيما سَبقه من أيّام العَشر الأُوَل من الشهر، كصيام يوم عرفة، والتكبير، والتهليل، والصدقة، وغير ذلك من العبادات.[٢]

سبب تسمية عيد الأضحى بهذا الاسم

يُعرَّف العيد بأنّه: كُلّ يومٍ يكون فيه اجتماع، وقِيل إنّه من العادة؛ لأنّ الناس اعتادته، وقال الأزهري إنّ العيد عند العرب يُطلَق على كُلّ شيء يتكرّر؛ سواء بالفرح، أو الحزن، وقال ابن الأعرابيّ إنّه ما يعود في كُلّ عام بفرحٍ جديد، وقال الإمام النوويّ إنّ العيد سُمِّي عيداً؛ لأنّه يعود ويتكرّر، أو لأنّ الفرح يعود فيه، وهو من باب التفاؤل لِمَن يعود عليه العِيد؛ لأنّ العرب كانت تُسمّي القوافل عندما تخرج بالتفاؤل؛ ليتفاءلوا برجوعها سالمة، وقِيل لأنّ الله -تعالى- يعود على عباده في ذلك اليوم من كُلّ عام بكثرة الإحسان عليهم.[٣]

أمّا تسميته بالأضحى فهي نسبة إلى الأُضحية؛ إذ إنّ الناس تبدأ بذَبْح الأضاحي في هذا اليوم،[٤] ويُسمّى أيضاً بيوم النَّحر؛ لأنّ الهَدي والأضاحي تُنحَر فيه.[٥]

عدد أيام عيد الأضحى

شرَع الإسلام للمسلمين عيدَين، هُما: عيدُ الفِطر، وعيد الأضحى، وقد حُدِّدت أيّام عيد الأضحى شرعاً بأربعة أيّام؛ يُسمّى الأوّل منها بيوم النَّحر، أمّا الأيام الثلاثة التي تأتي بعده فتُسمّى بأيّام التشريق، وقد جاء ذِكر هذه الأيّام في الحديث الشريف؛ إذ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (يومُ الفِطْرِ، ويومُ النحرِ، وأيامُ التشريقِ، عيدُنا أهلَ الإسلامِ)،[٦] وقال الإمام الشوكانيّ إنّ هذا الحديث فيه دلالةٌ على أنّ أيّام التشريق الثلاثة هي من أيّام العيد.[٧]

صلاة عيد الأضحى وخُطبته

شرع الله -تعالى- لِعباده في يوم العيد صلاةً خاصّةً به تُسمّى صلاة العيد، وقد وردت مشروعيّتها في القرآن الكريم بقوله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ)،[٨][٩] أمّا حكمها؛ فقد تعدّدت مذاهب الفقهاء في المسألة، وفيما يأتي بيان أقوالهم:[١٠]

  • المالكية والشافعية: قالوا إنّها من السُّنَن المُؤكَّدة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ بدليل أنّ رجلاً جاء إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يسألُه إن كان عليه غير الصلوات الخمس، فأجابه النبيّ: (لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ).[١١]
  • الحنفية: ذهب الحنفيّة في المُعتمد عندهم إلى أنّها واجبة؛ لمُواظبة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها في جماعة وعدم تَركها، فلو كانت من السُّنن لاستثناها كما استثنى بعض الصلوات من الجماعة، كصلاة التراويح.
  • الحنابلة: ذهبوا إلى أنّها من فروض الكفاية التي لو أدّاها البعض، لسَقط الإثم عن الآخرين؛ واستدلّوا بقول الله -تعالى-: (فَصَل لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،[٨] وبمُواظبة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها.

أمّا بعد الانتهاء من الصلاة، فيُشرَع للإمام أن يقوم فيخطب بالناس، ويعظهم، ويوصيهم؛ إذ جاء عن ابن عباس أنّه شهد العيد مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كما شهدَه مع أبي بكر، وعُمر، وعُثمان -رضي الله عنهم جميعاً-، فكانوا يخطبون بعد صلاة العيد.[١٢]

سُنَن عيد الأضحى

تكبيرات عيد الأضحى

يُسَنّ للمُسلم الإكثار من التكبير في أيّام عيد الأضحى، ويبدأ التكبير منذ صلاة فجر يوم عرفة، ويمتدّ إلى عصر اليوم الرابع من العيد، ويكون بأيّ صِفةٍ كانت؛ لعدم وجود نصّ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في تحديد صِفة مُعيَّنة له، وهُناك نوعان من التكبير في عيد الأضحى، بيانهما فيما يأتي:[١٣]

  • التكبير المُطلَق: وهو التكبير الذي لا يتقيّد بوقتٍ مُعيَّن، إذ يجوز التكبير في الصباح والمساء، وفي أيّ وقت، وأيّ مكان، ويبدأ هذا التكبير منذ أوّل يومٍ من شهر ذي الحجّة، ويمتدُّ إلى آخر أيّام العيد.
  • التكبير المُقيَّد: وهو التكبير الذي يكون بعد الصلوات المفروضة، ويبدأ هذا النوع من التكبير منذ فجر يوم عرفة، ويمتدّ إلى آخر أيّام التشريق؛ وهو اليوم الرابع من أيام العيد.

الأضحية

تُعرَّف الأُضحية في اللغة بأنّها: ما يُنحَر في عيد الأضحى، أمّا تعريفها في الاصطلاح الشرعيّ، فهو لا يخرج عن التعريف اللغويّ؛ إذ إنّها تعني: ما يُذبَح؛ تقرُّباً لله -تعالى- في أيّام الأضحى بشروطٍ مخصوصة، وقد جاءت مشروعيّتها في القُرآن الكريم، والسُنّة النبويّة؛ فقال الله -تعالى-: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ)،[١٤] وورد في السُنّة النبويّة الكثير من الأحاديث التي تحثّ على الأُضحية وتُبيّن فضلها، وتُحذّر من تَركها، ومن ذلك فِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا)،[١٥] كما نُقِل الإجماع عن كثير من العُلماء في مشروعيّة الأُضحية.[١٦]

وتتمثّل الحكمة من مشروعيّة الأضحية في ما يأتي:[١٧]

  • شُكر الله -تعالى- على نِعَمه، ومنها نعمة الحياة.
  • إحياء سُنّة نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- لَمّا أمره الله -تعالى- بذَبْح ابنه، واستجابتهما -عليهما السلام- لأمر الله، ففداه الله -تعالى- بكبش عظيم، وكان ذلك في يوم الأضحى، فيتذكّر المسلم صبرهما، وتقديمهما طاعة الله -تعالى- ومَحبّته على مَحبّة النفس، والولد.
  • توسعة المسلم على نفسه، وأهل بيته، وإكرامه لجيرانه، وضيوفه، والتصدُّق منها للفقراء، وفي ذلك نوعٌ من إظهار الفرح الذي أمر به الإسلام في يوم العيد، والتحدُّث بنِعمة الله -تعالى-؛ قال -تعالى-: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ).[١٨]
  • تصديقٌ لله -تعالى- بما أخبر به في كتابه من أنّه خلق الأنعام؛ لينتفعَ الناس بها؛ بذَبحها، والأكل منها.
  • تقرُّب للمسلم من الله -تعالى-؛ بصِلة رَحِمه، وإهدائهم بعضاً منها.[١٩]

آداب عيد الأضحى

يُستحَبّ في عيد الأضحى الالتزام بالعديد من الآداب، ومنها ما يأتي:

  • تقديم صلاة العيد بعد ارتفاع الشمس بِمقدار رُمح؛ ليكون هُناك وقت أكبر للأُضحية.[٢٠]
  • تأخير الأكل في العيد إلى ما بَعد صلاة العيد.[٢١]
  • الذهاب إلى صلاة العيد من طريق، والعودة إلى البيت من طريقٍ آخر؛ لفِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كما يُستحَبّ إخراج النساء والأطفال إلى صلاة العيد؛ فقد ورد عن ابن عباس أنّه خرج مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في يوم العيد، فقام، فخطب في النساء.[٢٢]
  • تأدية صلاة العيد قبل الخُطبة، ويُستحَبّ للإمام بعد الصلاة أن يُخيّر الناس بين الاستماع إلى خُطبة العيد، أو الانصراف، ويُشار إلى عدم وجود سُنّة قَبليّة، أو بَعديّة لصلاة العيد، كما يُستحَبّ الأكل والشرب في يوم العيد؛ فقد جاء عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (يومُ عرفةَ ويومُ النَّحرِ وأيَّامُ التَّشريقِ عيدَنا أَهلَ الإسلامِ ، وَهيَ أيَّامُ أَكلٍ وشربٍ)،[٢٣][٢٤]
  • الاغتسال والتطيُّب قبل الخروج إلى الصلاة.[٢٤]

المراجع

  1. أحمد مختار عبدالحميد عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)،  : عالم الكتب، صفحة 1572، جزء 2. بتصرّف.
  2. عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله بن جبرين، شرح عمدة الأحكام، صفحة 3، جزء 24.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (2010)، صلاة المؤمن – مفهوم، وفضائل، وآداب، وأنواع، وأحكام، وكيفية في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الرابعة)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 878، جزء 2. بتصرّف.
  4. الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية – مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 341، جزء 62. بتصرّف.
  5. عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح البسام التميمي (2003)، توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام (الطبعة الخامسة)، مكّة المكرّمة: مكتَبة الأسدي، صفحة 188، جزء 4. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 8192، صحيح.
  7. “عدد أيام العيدين، والأحاديث الدالة على إظهار السرور فيهما”، www.islamweb.net، 31-12-2003، اطّلع عليه بتاريخ 23-4-2020. بتصرّف.
  8. ^ أ ب سورة الكوثر، آية: 2.
  9. محمد محمد عبداللطيف بن الخطيب (1964)، أوضح التفاسير (الطبعة السادسة)،  : المطبعة المصرية ومكتبتها، صفحة 764، جزء 1. بتصرّف.
  10. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 114، جزء 31. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيدالله، الصفحة أو الرقم: 46، صحيح.
  12. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، الأردن: المكتبة الإسلامية ، صفحة 409، جزء 2. بتصرّف.
  13. زهير حسن حميدات، “التكبير المطلق والتكبير المقيّد”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  14. سورة الحج، آية: 34.
  15. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 5565 ، صحيح .
  16. عَبدالله بن محمد الطيّار، عبدالله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى (2011)، الفِقهُ الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض: مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 117-118، جزء 4. بتصرّف.
  17. “تعريفُ الأضْحِيَّةِ ومَشْروعِيَّتُها وحِكْمَةُ المشروعيَّة وفَضْلُها”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  18. سورة الضحى، آية: 11.
  19. محمد بن إبراهيم بن عبدالله التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 694. بتصرّف.
  20. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (2010)، صلاة المؤمن – مفهوم، وفضائل، وآداب، وأنواع، وأحكام، وكيفية في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الرابعة)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 909، جزء 2. بتصرّف.
  21. “السنة في عيد الأضحى أن يأكل بعد الصلاة”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  22. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، الأردن: المكتبة الإسلامية، صفحة 402، جزء 2. بتصرّف.
  23. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عقبة بن عامر ، الصفحة أو الرقم: 773 ، صحيح .
  24. ^ أ ب أحمد عرفة، “آداب العيد في الإسلام”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

عيد الأضحى

يُعرَّف عيد الأضحى، أو ما يُسمّى بالعيد الكبير بأنّه: العيد الذي يحتفلُ به جميع المُسلمين في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة،[١] وقد شرعه الله -تعالى- لعباده؛ ليفرحوا بما وفّقَهم إليه من عبادة فيما سَبقه من أيّام العَشر الأُوَل من الشهر، كصيام يوم عرفة، والتكبير، والتهليل، والصدقة، وغير ذلك من العبادات.[٢]

سبب تسمية عيد الأضحى بهذا الاسم

يُعرَّف العيد بأنّه: كُلّ يومٍ يكون فيه اجتماع، وقِيل إنّه من العادة؛ لأنّ الناس اعتادته، وقال الأزهري إنّ العيد عند العرب يُطلَق على كُلّ شيء يتكرّر؛ سواء بالفرح، أو الحزن، وقال ابن الأعرابيّ إنّه ما يعود في كُلّ عام بفرحٍ جديد، وقال الإمام النوويّ إنّ العيد سُمِّي عيداً؛ لأنّه يعود ويتكرّر، أو لأنّ الفرح يعود فيه، وهو من باب التفاؤل لِمَن يعود عليه العِيد؛ لأنّ العرب كانت تُسمّي القوافل عندما تخرج بالتفاؤل؛ ليتفاءلوا برجوعها سالمة، وقِيل لأنّ الله -تعالى- يعود على عباده في ذلك اليوم من كُلّ عام بكثرة الإحسان عليهم.[٣]

أمّا تسميته بالأضحى فهي نسبة إلى الأُضحية؛ إذ إنّ الناس تبدأ بذَبْح الأضاحي في هذا اليوم،[٤] ويُسمّى أيضاً بيوم النَّحر؛ لأنّ الهَدي والأضاحي تُنحَر فيه.[٥]

عدد أيام عيد الأضحى

شرَع الإسلام للمسلمين عيدَين، هُما: عيدُ الفِطر، وعيد الأضحى، وقد حُدِّدت أيّام عيد الأضحى شرعاً بأربعة أيّام؛ يُسمّى الأوّل منها بيوم النَّحر، أمّا الأيام الثلاثة التي تأتي بعده فتُسمّى بأيّام التشريق، وقد جاء ذِكر هذه الأيّام في الحديث الشريف؛ إذ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (يومُ الفِطْرِ، ويومُ النحرِ، وأيامُ التشريقِ، عيدُنا أهلَ الإسلامِ)،[٦] وقال الإمام الشوكانيّ إنّ هذا الحديث فيه دلالةٌ على أنّ أيّام التشريق الثلاثة هي من أيّام العيد.[٧]

صلاة عيد الأضحى وخُطبته

شرع الله -تعالى- لِعباده في يوم العيد صلاةً خاصّةً به تُسمّى صلاة العيد، وقد وردت مشروعيّتها في القرآن الكريم بقوله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ)،[٨][٩] أمّا حكمها؛ فقد تعدّدت مذاهب الفقهاء في المسألة، وفيما يأتي بيان أقوالهم:[١٠]

  • المالكية والشافعية: قالوا إنّها من السُّنَن المُؤكَّدة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ بدليل أنّ رجلاً جاء إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يسألُه إن كان عليه غير الصلوات الخمس، فأجابه النبيّ: (لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ).[١١]
  • الحنفية: ذهب الحنفيّة في المُعتمد عندهم إلى أنّها واجبة؛ لمُواظبة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها في جماعة وعدم تَركها، فلو كانت من السُّنن لاستثناها كما استثنى بعض الصلوات من الجماعة، كصلاة التراويح.
  • الحنابلة: ذهبوا إلى أنّها من فروض الكفاية التي لو أدّاها البعض، لسَقط الإثم عن الآخرين؛ واستدلّوا بقول الله -تعالى-: (فَصَل لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،[٨] وبمُواظبة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها.

أمّا بعد الانتهاء من الصلاة، فيُشرَع للإمام أن يقوم فيخطب بالناس، ويعظهم، ويوصيهم؛ إذ جاء عن ابن عباس أنّه شهد العيد مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كما شهدَه مع أبي بكر، وعُمر، وعُثمان -رضي الله عنهم جميعاً-، فكانوا يخطبون بعد صلاة العيد.[١٢]

سُنَن عيد الأضحى

تكبيرات عيد الأضحى

يُسَنّ للمُسلم الإكثار من التكبير في أيّام عيد الأضحى، ويبدأ التكبير منذ صلاة فجر يوم عرفة، ويمتدّ إلى عصر اليوم الرابع من العيد، ويكون بأيّ صِفةٍ كانت؛ لعدم وجود نصّ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في تحديد صِفة مُعيَّنة له، وهُناك نوعان من التكبير في عيد الأضحى، بيانهما فيما يأتي:[١٣]

  • التكبير المُطلَق: وهو التكبير الذي لا يتقيّد بوقتٍ مُعيَّن، إذ يجوز التكبير في الصباح والمساء، وفي أيّ وقت، وأيّ مكان، ويبدأ هذا التكبير منذ أوّل يومٍ من شهر ذي الحجّة، ويمتدُّ إلى آخر أيّام العيد.
  • التكبير المُقيَّد: وهو التكبير الذي يكون بعد الصلوات المفروضة، ويبدأ هذا النوع من التكبير منذ فجر يوم عرفة، ويمتدّ إلى آخر أيّام التشريق؛ وهو اليوم الرابع من أيام العيد.

الأضحية

تُعرَّف الأُضحية في اللغة بأنّها: ما يُنحَر في عيد الأضحى، أمّا تعريفها في الاصطلاح الشرعيّ، فهو لا يخرج عن التعريف اللغويّ؛ إذ إنّها تعني: ما يُذبَح؛ تقرُّباً لله -تعالى- في أيّام الأضحى بشروطٍ مخصوصة، وقد جاءت مشروعيّتها في القُرآن الكريم، والسُنّة النبويّة؛ فقال الله -تعالى-: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ)،[١٤] وورد في السُنّة النبويّة الكثير من الأحاديث التي تحثّ على الأُضحية وتُبيّن فضلها، وتُحذّر من تَركها، ومن ذلك فِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا)،[١٥] كما نُقِل الإجماع عن كثير من العُلماء في مشروعيّة الأُضحية.[١٦]

وتتمثّل الحكمة من مشروعيّة الأضحية في ما يأتي:[١٧]

  • شُكر الله -تعالى- على نِعَمه، ومنها نعمة الحياة.
  • إحياء سُنّة نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- لَمّا أمره الله -تعالى- بذَبْح ابنه، واستجابتهما -عليهما السلام- لأمر الله، ففداه الله -تعالى- بكبش عظيم، وكان ذلك في يوم الأضحى، فيتذكّر المسلم صبرهما، وتقديمهما طاعة الله -تعالى- ومَحبّته على مَحبّة النفس، والولد.
  • توسعة المسلم على نفسه، وأهل بيته، وإكرامه لجيرانه، وضيوفه، والتصدُّق منها للفقراء، وفي ذلك نوعٌ من إظهار الفرح الذي أمر به الإسلام في يوم العيد، والتحدُّث بنِعمة الله -تعالى-؛ قال -تعالى-: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ).[١٨]
  • تصديقٌ لله -تعالى- بما أخبر به في كتابه من أنّه خلق الأنعام؛ لينتفعَ الناس بها؛ بذَبحها، والأكل منها.
  • تقرُّب للمسلم من الله -تعالى-؛ بصِلة رَحِمه، وإهدائهم بعضاً منها.[١٩]

آداب عيد الأضحى

يُستحَبّ في عيد الأضحى الالتزام بالعديد من الآداب، ومنها ما يأتي:

  • تقديم صلاة العيد بعد ارتفاع الشمس بِمقدار رُمح؛ ليكون هُناك وقت أكبر للأُضحية.[٢٠]
  • تأخير الأكل في العيد إلى ما بَعد صلاة العيد.[٢١]
  • الذهاب إلى صلاة العيد من طريق، والعودة إلى البيت من طريقٍ آخر؛ لفِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كما يُستحَبّ إخراج النساء والأطفال إلى صلاة العيد؛ فقد ورد عن ابن عباس أنّه خرج مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في يوم العيد، فقام، فخطب في النساء.[٢٢]
  • تأدية صلاة العيد قبل الخُطبة، ويُستحَبّ للإمام بعد الصلاة أن يُخيّر الناس بين الاستماع إلى خُطبة العيد، أو الانصراف، ويُشار إلى عدم وجود سُنّة قَبليّة، أو بَعديّة لصلاة العيد، كما يُستحَبّ الأكل والشرب في يوم العيد؛ فقد جاء عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (يومُ عرفةَ ويومُ النَّحرِ وأيَّامُ التَّشريقِ عيدَنا أَهلَ الإسلامِ ، وَهيَ أيَّامُ أَكلٍ وشربٍ)،[٢٣][٢٤]
  • الاغتسال والتطيُّب قبل الخروج إلى الصلاة.[٢٤]

المراجع

  1. أحمد مختار عبدالحميد عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)،  : عالم الكتب، صفحة 1572، جزء 2. بتصرّف.
  2. عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله بن جبرين، شرح عمدة الأحكام، صفحة 3، جزء 24.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (2010)، صلاة المؤمن – مفهوم، وفضائل، وآداب، وأنواع، وأحكام، وكيفية في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الرابعة)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 878، جزء 2. بتصرّف.
  4. الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية – مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 341، جزء 62. بتصرّف.
  5. عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح البسام التميمي (2003)، توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام (الطبعة الخامسة)، مكّة المكرّمة: مكتَبة الأسدي، صفحة 188، جزء 4. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 8192، صحيح.
  7. “عدد أيام العيدين، والأحاديث الدالة على إظهار السرور فيهما”، www.islamweb.net، 31-12-2003، اطّلع عليه بتاريخ 23-4-2020. بتصرّف.
  8. ^ أ ب سورة الكوثر، آية: 2.
  9. محمد محمد عبداللطيف بن الخطيب (1964)، أوضح التفاسير (الطبعة السادسة)،  : المطبعة المصرية ومكتبتها، صفحة 764، جزء 1. بتصرّف.
  10. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 114، جزء 31. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيدالله، الصفحة أو الرقم: 46، صحيح.
  12. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، الأردن: المكتبة الإسلامية ، صفحة 409، جزء 2. بتصرّف.
  13. زهير حسن حميدات، “التكبير المطلق والتكبير المقيّد”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  14. سورة الحج، آية: 34.
  15. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 5565 ، صحيح .
  16. عَبدالله بن محمد الطيّار، عبدالله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى (2011)، الفِقهُ الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض: مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 117-118، جزء 4. بتصرّف.
  17. “تعريفُ الأضْحِيَّةِ ومَشْروعِيَّتُها وحِكْمَةُ المشروعيَّة وفَضْلُها”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  18. سورة الضحى، آية: 11.
  19. محمد بن إبراهيم بن عبدالله التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 694. بتصرّف.
  20. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (2010)، صلاة المؤمن – مفهوم، وفضائل، وآداب، وأنواع، وأحكام، وكيفية في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الرابعة)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 909، جزء 2. بتصرّف.
  21. “السنة في عيد الأضحى أن يأكل بعد الصلاة”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  22. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، الأردن: المكتبة الإسلامية، صفحة 402، جزء 2. بتصرّف.
  23. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عقبة بن عامر ، الصفحة أو الرقم: 773 ، صحيح .
  24. ^ أ ب أحمد عرفة، “آداب العيد في الإسلام”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

عيد الأضحى

يُعرَّف عيد الأضحى، أو ما يُسمّى بالعيد الكبير بأنّه: العيد الذي يحتفلُ به جميع المُسلمين في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة،[١] وقد شرعه الله -تعالى- لعباده؛ ليفرحوا بما وفّقَهم إليه من عبادة فيما سَبقه من أيّام العَشر الأُوَل من الشهر، كصيام يوم عرفة، والتكبير، والتهليل، والصدقة، وغير ذلك من العبادات.[٢]

سبب تسمية عيد الأضحى بهذا الاسم

يُعرَّف العيد بأنّه: كُلّ يومٍ يكون فيه اجتماع، وقِيل إنّه من العادة؛ لأنّ الناس اعتادته، وقال الأزهري إنّ العيد عند العرب يُطلَق على كُلّ شيء يتكرّر؛ سواء بالفرح، أو الحزن، وقال ابن الأعرابيّ إنّه ما يعود في كُلّ عام بفرحٍ جديد، وقال الإمام النوويّ إنّ العيد سُمِّي عيداً؛ لأنّه يعود ويتكرّر، أو لأنّ الفرح يعود فيه، وهو من باب التفاؤل لِمَن يعود عليه العِيد؛ لأنّ العرب كانت تُسمّي القوافل عندما تخرج بالتفاؤل؛ ليتفاءلوا برجوعها سالمة، وقِيل لأنّ الله -تعالى- يعود على عباده في ذلك اليوم من كُلّ عام بكثرة الإحسان عليهم.[٣]

أمّا تسميته بالأضحى فهي نسبة إلى الأُضحية؛ إذ إنّ الناس تبدأ بذَبْح الأضاحي في هذا اليوم،[٤] ويُسمّى أيضاً بيوم النَّحر؛ لأنّ الهَدي والأضاحي تُنحَر فيه.[٥]

عدد أيام عيد الأضحى

شرَع الإسلام للمسلمين عيدَين، هُما: عيدُ الفِطر، وعيد الأضحى، وقد حُدِّدت أيّام عيد الأضحى شرعاً بأربعة أيّام؛ يُسمّى الأوّل منها بيوم النَّحر، أمّا الأيام الثلاثة التي تأتي بعده فتُسمّى بأيّام التشريق، وقد جاء ذِكر هذه الأيّام في الحديث الشريف؛ إذ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (يومُ الفِطْرِ، ويومُ النحرِ، وأيامُ التشريقِ، عيدُنا أهلَ الإسلامِ)،[٦] وقال الإمام الشوكانيّ إنّ هذا الحديث فيه دلالةٌ على أنّ أيّام التشريق الثلاثة هي من أيّام العيد.[٧]

صلاة عيد الأضحى وخُطبته

شرع الله -تعالى- لِعباده في يوم العيد صلاةً خاصّةً به تُسمّى صلاة العيد، وقد وردت مشروعيّتها في القرآن الكريم بقوله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ)،[٨][٩] أمّا حكمها؛ فقد تعدّدت مذاهب الفقهاء في المسألة، وفيما يأتي بيان أقوالهم:[١٠]

  • المالكية والشافعية: قالوا إنّها من السُّنَن المُؤكَّدة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ بدليل أنّ رجلاً جاء إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يسألُه إن كان عليه غير الصلوات الخمس، فأجابه النبيّ: (لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ).[١١]
  • الحنفية: ذهب الحنفيّة في المُعتمد عندهم إلى أنّها واجبة؛ لمُواظبة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها في جماعة وعدم تَركها، فلو كانت من السُّنن لاستثناها كما استثنى بعض الصلوات من الجماعة، كصلاة التراويح.
  • الحنابلة: ذهبوا إلى أنّها من فروض الكفاية التي لو أدّاها البعض، لسَقط الإثم عن الآخرين؛ واستدلّوا بقول الله -تعالى-: (فَصَل لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،[٨] وبمُواظبة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها.

أمّا بعد الانتهاء من الصلاة، فيُشرَع للإمام أن يقوم فيخطب بالناس، ويعظهم، ويوصيهم؛ إذ جاء عن ابن عباس أنّه شهد العيد مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كما شهدَه مع أبي بكر، وعُمر، وعُثمان -رضي الله عنهم جميعاً-، فكانوا يخطبون بعد صلاة العيد.[١٢]

سُنَن عيد الأضحى

تكبيرات عيد الأضحى

يُسَنّ للمُسلم الإكثار من التكبير في أيّام عيد الأضحى، ويبدأ التكبير منذ صلاة فجر يوم عرفة، ويمتدّ إلى عصر اليوم الرابع من العيد، ويكون بأيّ صِفةٍ كانت؛ لعدم وجود نصّ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في تحديد صِفة مُعيَّنة له، وهُناك نوعان من التكبير في عيد الأضحى، بيانهما فيما يأتي:[١٣]

  • التكبير المُطلَق: وهو التكبير الذي لا يتقيّد بوقتٍ مُعيَّن، إذ يجوز التكبير في الصباح والمساء، وفي أيّ وقت، وأيّ مكان، ويبدأ هذا التكبير منذ أوّل يومٍ من شهر ذي الحجّة، ويمتدُّ إلى آخر أيّام العيد.
  • التكبير المُقيَّد: وهو التكبير الذي يكون بعد الصلوات المفروضة، ويبدأ هذا النوع من التكبير منذ فجر يوم عرفة، ويمتدّ إلى آخر أيّام التشريق؛ وهو اليوم الرابع من أيام العيد.

الأضحية

تُعرَّف الأُضحية في اللغة بأنّها: ما يُنحَر في عيد الأضحى، أمّا تعريفها في الاصطلاح الشرعيّ، فهو لا يخرج عن التعريف اللغويّ؛ إذ إنّها تعني: ما يُذبَح؛ تقرُّباً لله -تعالى- في أيّام الأضحى بشروطٍ مخصوصة، وقد جاءت مشروعيّتها في القُرآن الكريم، والسُنّة النبويّة؛ فقال الله -تعالى-: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ)،[١٤] وورد في السُنّة النبويّة الكثير من الأحاديث التي تحثّ على الأُضحية وتُبيّن فضلها، وتُحذّر من تَركها، ومن ذلك فِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا)،[١٥] كما نُقِل الإجماع عن كثير من العُلماء في مشروعيّة الأُضحية.[١٦]

وتتمثّل الحكمة من مشروعيّة الأضحية في ما يأتي:[١٧]

  • شُكر الله -تعالى- على نِعَمه، ومنها نعمة الحياة.
  • إحياء سُنّة نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- لَمّا أمره الله -تعالى- بذَبْح ابنه، واستجابتهما -عليهما السلام- لأمر الله، ففداه الله -تعالى- بكبش عظيم، وكان ذلك في يوم الأضحى، فيتذكّر المسلم صبرهما، وتقديمهما طاعة الله -تعالى- ومَحبّته على مَحبّة النفس، والولد.
  • توسعة المسلم على نفسه، وأهل بيته، وإكرامه لجيرانه، وضيوفه، والتصدُّق منها للفقراء، وفي ذلك نوعٌ من إظهار الفرح الذي أمر به الإسلام في يوم العيد، والتحدُّث بنِعمة الله -تعالى-؛ قال -تعالى-: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ).[١٨]
  • تصديقٌ لله -تعالى- بما أخبر به في كتابه من أنّه خلق الأنعام؛ لينتفعَ الناس بها؛ بذَبحها، والأكل منها.
  • تقرُّب للمسلم من الله -تعالى-؛ بصِلة رَحِمه، وإهدائهم بعضاً منها.[١٩]

آداب عيد الأضحى

يُستحَبّ في عيد الأضحى الالتزام بالعديد من الآداب، ومنها ما يأتي:

  • تقديم صلاة العيد بعد ارتفاع الشمس بِمقدار رُمح؛ ليكون هُناك وقت أكبر للأُضحية.[٢٠]
  • تأخير الأكل في العيد إلى ما بَعد صلاة العيد.[٢١]
  • الذهاب إلى صلاة العيد من طريق، والعودة إلى البيت من طريقٍ آخر؛ لفِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كما يُستحَبّ إخراج النساء والأطفال إلى صلاة العيد؛ فقد ورد عن ابن عباس أنّه خرج مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في يوم العيد، فقام، فخطب في النساء.[٢٢]
  • تأدية صلاة العيد قبل الخُطبة، ويُستحَبّ للإمام بعد الصلاة أن يُخيّر الناس بين الاستماع إلى خُطبة العيد، أو الانصراف، ويُشار إلى عدم وجود سُنّة قَبليّة، أو بَعديّة لصلاة العيد، كما يُستحَبّ الأكل والشرب في يوم العيد؛ فقد جاء عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (يومُ عرفةَ ويومُ النَّحرِ وأيَّامُ التَّشريقِ عيدَنا أَهلَ الإسلامِ ، وَهيَ أيَّامُ أَكلٍ وشربٍ)،[٢٣][٢٤]
  • الاغتسال والتطيُّب قبل الخروج إلى الصلاة.[٢٤]

المراجع

  1. أحمد مختار عبدالحميد عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)،  : عالم الكتب، صفحة 1572، جزء 2. بتصرّف.
  2. عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله بن جبرين، شرح عمدة الأحكام، صفحة 3، جزء 24.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (2010)، صلاة المؤمن – مفهوم، وفضائل، وآداب، وأنواع، وأحكام، وكيفية في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الرابعة)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 878، جزء 2. بتصرّف.
  4. الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية – مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 341، جزء 62. بتصرّف.
  5. عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح البسام التميمي (2003)، توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام (الطبعة الخامسة)، مكّة المكرّمة: مكتَبة الأسدي، صفحة 188، جزء 4. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 8192، صحيح.
  7. “عدد أيام العيدين، والأحاديث الدالة على إظهار السرور فيهما”، www.islamweb.net، 31-12-2003، اطّلع عليه بتاريخ 23-4-2020. بتصرّف.
  8. ^ أ ب سورة الكوثر، آية: 2.
  9. محمد محمد عبداللطيف بن الخطيب (1964)، أوضح التفاسير (الطبعة السادسة)،  : المطبعة المصرية ومكتبتها، صفحة 764، جزء 1. بتصرّف.
  10. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 114، جزء 31. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيدالله، الصفحة أو الرقم: 46، صحيح.
  12. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، الأردن: المكتبة الإسلامية ، صفحة 409، جزء 2. بتصرّف.
  13. زهير حسن حميدات، “التكبير المطلق والتكبير المقيّد”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  14. سورة الحج، آية: 34.
  15. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 5565 ، صحيح .
  16. عَبدالله بن محمد الطيّار، عبدالله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى (2011)، الفِقهُ الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض: مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 117-118، جزء 4. بتصرّف.
  17. “تعريفُ الأضْحِيَّةِ ومَشْروعِيَّتُها وحِكْمَةُ المشروعيَّة وفَضْلُها”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  18. سورة الضحى، آية: 11.
  19. محمد بن إبراهيم بن عبدالله التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 694. بتصرّف.
  20. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (2010)، صلاة المؤمن – مفهوم، وفضائل، وآداب، وأنواع، وأحكام، وكيفية في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الرابعة)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 909، جزء 2. بتصرّف.
  21. “السنة في عيد الأضحى أن يأكل بعد الصلاة”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  22. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، الأردن: المكتبة الإسلامية، صفحة 402، جزء 2. بتصرّف.
  23. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عقبة بن عامر ، الصفحة أو الرقم: 773 ، صحيح .
  24. ^ أ ب أحمد عرفة، “آداب العيد في الإسلام”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

عيد الأضحى

يُعرَّف عيد الأضحى، أو ما يُسمّى بالعيد الكبير بأنّه: العيد الذي يحتفلُ به جميع المُسلمين في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة،[١] وقد شرعه الله -تعالى- لعباده؛ ليفرحوا بما وفّقَهم إليه من عبادة فيما سَبقه من أيّام العَشر الأُوَل من الشهر، كصيام يوم عرفة، والتكبير، والتهليل، والصدقة، وغير ذلك من العبادات.[٢]

سبب تسمية عيد الأضحى بهذا الاسم

يُعرَّف العيد بأنّه: كُلّ يومٍ يكون فيه اجتماع، وقِيل إنّه من العادة؛ لأنّ الناس اعتادته، وقال الأزهري إنّ العيد عند العرب يُطلَق على كُلّ شيء يتكرّر؛ سواء بالفرح، أو الحزن، وقال ابن الأعرابيّ إنّه ما يعود في كُلّ عام بفرحٍ جديد، وقال الإمام النوويّ إنّ العيد سُمِّي عيداً؛ لأنّه يعود ويتكرّر، أو لأنّ الفرح يعود فيه، وهو من باب التفاؤل لِمَن يعود عليه العِيد؛ لأنّ العرب كانت تُسمّي القوافل عندما تخرج بالتفاؤل؛ ليتفاءلوا برجوعها سالمة، وقِيل لأنّ الله -تعالى- يعود على عباده في ذلك اليوم من كُلّ عام بكثرة الإحسان عليهم.[٣]

أمّا تسميته بالأضحى فهي نسبة إلى الأُضحية؛ إذ إنّ الناس تبدأ بذَبْح الأضاحي في هذا اليوم،[٤] ويُسمّى أيضاً بيوم النَّحر؛ لأنّ الهَدي والأضاحي تُنحَر فيه.[٥]

عدد أيام عيد الأضحى

شرَع الإسلام للمسلمين عيدَين، هُما: عيدُ الفِطر، وعيد الأضحى، وقد حُدِّدت أيّام عيد الأضحى شرعاً بأربعة أيّام؛ يُسمّى الأوّل منها بيوم النَّحر، أمّا الأيام الثلاثة التي تأتي بعده فتُسمّى بأيّام التشريق، وقد جاء ذِكر هذه الأيّام في الحديث الشريف؛ إذ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (يومُ الفِطْرِ، ويومُ النحرِ، وأيامُ التشريقِ، عيدُنا أهلَ الإسلامِ)،[٦] وقال الإمام الشوكانيّ إنّ هذا الحديث فيه دلالةٌ على أنّ أيّام التشريق الثلاثة هي من أيّام العيد.[٧]

صلاة عيد الأضحى وخُطبته

شرع الله -تعالى- لِعباده في يوم العيد صلاةً خاصّةً به تُسمّى صلاة العيد، وقد وردت مشروعيّتها في القرآن الكريم بقوله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ)،[٨][٩] أمّا حكمها؛ فقد تعدّدت مذاهب الفقهاء في المسألة، وفيما يأتي بيان أقوالهم:[١٠]

  • المالكية والشافعية: قالوا إنّها من السُّنَن المُؤكَّدة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ بدليل أنّ رجلاً جاء إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يسألُه إن كان عليه غير الصلوات الخمس، فأجابه النبيّ: (لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ).[١١]
  • الحنفية: ذهب الحنفيّة في المُعتمد عندهم إلى أنّها واجبة؛ لمُواظبة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها في جماعة وعدم تَركها، فلو كانت من السُّنن لاستثناها كما استثنى بعض الصلوات من الجماعة، كصلاة التراويح.
  • الحنابلة: ذهبوا إلى أنّها من فروض الكفاية التي لو أدّاها البعض، لسَقط الإثم عن الآخرين؛ واستدلّوا بقول الله -تعالى-: (فَصَل لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،[٨] وبمُواظبة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها.

أمّا بعد الانتهاء من الصلاة، فيُشرَع للإمام أن يقوم فيخطب بالناس، ويعظهم، ويوصيهم؛ إذ جاء عن ابن عباس أنّه شهد العيد مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كما شهدَه مع أبي بكر، وعُمر، وعُثمان -رضي الله عنهم جميعاً-، فكانوا يخطبون بعد صلاة العيد.[١٢]

سُنَن عيد الأضحى

تكبيرات عيد الأضحى

يُسَنّ للمُسلم الإكثار من التكبير في أيّام عيد الأضحى، ويبدأ التكبير منذ صلاة فجر يوم عرفة، ويمتدّ إلى عصر اليوم الرابع من العيد، ويكون بأيّ صِفةٍ كانت؛ لعدم وجود نصّ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في تحديد صِفة مُعيَّنة له، وهُناك نوعان من التكبير في عيد الأضحى، بيانهما فيما يأتي:[١٣]

  • التكبير المُطلَق: وهو التكبير الذي لا يتقيّد بوقتٍ مُعيَّن، إذ يجوز التكبير في الصباح والمساء، وفي أيّ وقت، وأيّ مكان، ويبدأ هذا التكبير منذ أوّل يومٍ من شهر ذي الحجّة، ويمتدُّ إلى آخر أيّام العيد.
  • التكبير المُقيَّد: وهو التكبير الذي يكون بعد الصلوات المفروضة، ويبدأ هذا النوع من التكبير منذ فجر يوم عرفة، ويمتدّ إلى آخر أيّام التشريق؛ وهو اليوم الرابع من أيام العيد.

الأضحية

تُعرَّف الأُضحية في اللغة بأنّها: ما يُنحَر في عيد الأضحى، أمّا تعريفها في الاصطلاح الشرعيّ، فهو لا يخرج عن التعريف اللغويّ؛ إذ إنّها تعني: ما يُذبَح؛ تقرُّباً لله -تعالى- في أيّام الأضحى بشروطٍ مخصوصة، وقد جاءت مشروعيّتها في القُرآن الكريم، والسُنّة النبويّة؛ فقال الله -تعالى-: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ)،[١٤] وورد في السُنّة النبويّة الكثير من الأحاديث التي تحثّ على الأُضحية وتُبيّن فضلها، وتُحذّر من تَركها، ومن ذلك فِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا)،[١٥] كما نُقِل الإجماع عن كثير من العُلماء في مشروعيّة الأُضحية.[١٦]

وتتمثّل الحكمة من مشروعيّة الأضحية في ما يأتي:[١٧]

  • شُكر الله -تعالى- على نِعَمه، ومنها نعمة الحياة.
  • إحياء سُنّة نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- لَمّا أمره الله -تعالى- بذَبْح ابنه، واستجابتهما -عليهما السلام- لأمر الله، ففداه الله -تعالى- بكبش عظيم، وكان ذلك في يوم الأضحى، فيتذكّر المسلم صبرهما، وتقديمهما طاعة الله -تعالى- ومَحبّته على مَحبّة النفس، والولد.
  • توسعة المسلم على نفسه، وأهل بيته، وإكرامه لجيرانه، وضيوفه، والتصدُّق منها للفقراء، وفي ذلك نوعٌ من إظهار الفرح الذي أمر به الإسلام في يوم العيد، والتحدُّث بنِعمة الله -تعالى-؛ قال -تعالى-: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ).[١٨]
  • تصديقٌ لله -تعالى- بما أخبر به في كتابه من أنّه خلق الأنعام؛ لينتفعَ الناس بها؛ بذَبحها، والأكل منها.
  • تقرُّب للمسلم من الله -تعالى-؛ بصِلة رَحِمه، وإهدائهم بعضاً منها.[١٩]

آداب عيد الأضحى

يُستحَبّ في عيد الأضحى الالتزام بالعديد من الآداب، ومنها ما يأتي:

  • تقديم صلاة العيد بعد ارتفاع الشمس بِمقدار رُمح؛ ليكون هُناك وقت أكبر للأُضحية.[٢٠]
  • تأخير الأكل في العيد إلى ما بَعد صلاة العيد.[٢١]
  • الذهاب إلى صلاة العيد من طريق، والعودة إلى البيت من طريقٍ آخر؛ لفِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كما يُستحَبّ إخراج النساء والأطفال إلى صلاة العيد؛ فقد ورد عن ابن عباس أنّه خرج مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في يوم العيد، فقام، فخطب في النساء.[٢٢]
  • تأدية صلاة العيد قبل الخُطبة، ويُستحَبّ للإمام بعد الصلاة أن يُخيّر الناس بين الاستماع إلى خُطبة العيد، أو الانصراف، ويُشار إلى عدم وجود سُنّة قَبليّة، أو بَعديّة لصلاة العيد، كما يُستحَبّ الأكل والشرب في يوم العيد؛ فقد جاء عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (يومُ عرفةَ ويومُ النَّحرِ وأيَّامُ التَّشريقِ عيدَنا أَهلَ الإسلامِ ، وَهيَ أيَّامُ أَكلٍ وشربٍ)،[٢٣][٢٤]
  • الاغتسال والتطيُّب قبل الخروج إلى الصلاة.[٢٤]

المراجع

  1. أحمد مختار عبدالحميد عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)،  : عالم الكتب، صفحة 1572، جزء 2. بتصرّف.
  2. عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله بن جبرين، شرح عمدة الأحكام، صفحة 3، جزء 24.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (2010)، صلاة المؤمن – مفهوم، وفضائل، وآداب، وأنواع، وأحكام، وكيفية في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الرابعة)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 878، جزء 2. بتصرّف.
  4. الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية – مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 341، جزء 62. بتصرّف.
  5. عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح البسام التميمي (2003)، توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام (الطبعة الخامسة)، مكّة المكرّمة: مكتَبة الأسدي، صفحة 188، جزء 4. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 8192، صحيح.
  7. “عدد أيام العيدين، والأحاديث الدالة على إظهار السرور فيهما”، www.islamweb.net، 31-12-2003، اطّلع عليه بتاريخ 23-4-2020. بتصرّف.
  8. ^ أ ب سورة الكوثر، آية: 2.
  9. محمد محمد عبداللطيف بن الخطيب (1964)، أوضح التفاسير (الطبعة السادسة)،  : المطبعة المصرية ومكتبتها، صفحة 764، جزء 1. بتصرّف.
  10. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 114، جزء 31. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيدالله، الصفحة أو الرقم: 46، صحيح.
  12. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، الأردن: المكتبة الإسلامية ، صفحة 409، جزء 2. بتصرّف.
  13. زهير حسن حميدات، “التكبير المطلق والتكبير المقيّد”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  14. سورة الحج، آية: 34.
  15. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 5565 ، صحيح .
  16. عَبدالله بن محمد الطيّار، عبدالله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى (2011)، الفِقهُ الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض: مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 117-118، جزء 4. بتصرّف.
  17. “تعريفُ الأضْحِيَّةِ ومَشْروعِيَّتُها وحِكْمَةُ المشروعيَّة وفَضْلُها”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  18. سورة الضحى، آية: 11.
  19. محمد بن إبراهيم بن عبدالله التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 694. بتصرّف.
  20. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (2010)، صلاة المؤمن – مفهوم، وفضائل، وآداب، وأنواع، وأحكام، وكيفية في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الرابعة)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 909، جزء 2. بتصرّف.
  21. “السنة في عيد الأضحى أن يأكل بعد الصلاة”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  22. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، الأردن: المكتبة الإسلامية، صفحة 402، جزء 2. بتصرّف.
  23. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عقبة بن عامر ، الصفحة أو الرقم: 773 ، صحيح .
  24. ^ أ ب أحمد عرفة، “آداب العيد في الإسلام”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

عيد الأضحى

يُعرَّف عيد الأضحى، أو ما يُسمّى بالعيد الكبير بأنّه: العيد الذي يحتفلُ به جميع المُسلمين في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة،[١] وقد شرعه الله -تعالى- لعباده؛ ليفرحوا بما وفّقَهم إليه من عبادة فيما سَبقه من أيّام العَشر الأُوَل من الشهر، كصيام يوم عرفة، والتكبير، والتهليل، والصدقة، وغير ذلك من العبادات.[٢]

سبب تسمية عيد الأضحى بهذا الاسم

يُعرَّف العيد بأنّه: كُلّ يومٍ يكون فيه اجتماع، وقِيل إنّه من العادة؛ لأنّ الناس اعتادته، وقال الأزهري إنّ العيد عند العرب يُطلَق على كُلّ شيء يتكرّر؛ سواء بالفرح، أو الحزن، وقال ابن الأعرابيّ إنّه ما يعود في كُلّ عام بفرحٍ جديد، وقال الإمام النوويّ إنّ العيد سُمِّي عيداً؛ لأنّه يعود ويتكرّر، أو لأنّ الفرح يعود فيه، وهو من باب التفاؤل لِمَن يعود عليه العِيد؛ لأنّ العرب كانت تُسمّي القوافل عندما تخرج بالتفاؤل؛ ليتفاءلوا برجوعها سالمة، وقِيل لأنّ الله -تعالى- يعود على عباده في ذلك اليوم من كُلّ عام بكثرة الإحسان عليهم.[٣]

أمّا تسميته بالأضحى فهي نسبة إلى الأُضحية؛ إذ إنّ الناس تبدأ بذَبْح الأضاحي في هذا اليوم،[٤] ويُسمّى أيضاً بيوم النَّحر؛ لأنّ الهَدي والأضاحي تُنحَر فيه.[٥]

عدد أيام عيد الأضحى

شرَع الإسلام للمسلمين عيدَين، هُما: عيدُ الفِطر، وعيد الأضحى، وقد حُدِّدت أيّام عيد الأضحى شرعاً بأربعة أيّام؛ يُسمّى الأوّل منها بيوم النَّحر، أمّا الأيام الثلاثة التي تأتي بعده فتُسمّى بأيّام التشريق، وقد جاء ذِكر هذه الأيّام في الحديث الشريف؛ إذ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (يومُ الفِطْرِ، ويومُ النحرِ، وأيامُ التشريقِ، عيدُنا أهلَ الإسلامِ)،[٦] وقال الإمام الشوكانيّ إنّ هذا الحديث فيه دلالةٌ على أنّ أيّام التشريق الثلاثة هي من أيّام العيد.[٧]

صلاة عيد الأضحى وخُطبته

شرع الله -تعالى- لِعباده في يوم العيد صلاةً خاصّةً به تُسمّى صلاة العيد، وقد وردت مشروعيّتها في القرآن الكريم بقوله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ)،[٨][٩] أمّا حكمها؛ فقد تعدّدت مذاهب الفقهاء في المسألة، وفيما يأتي بيان أقوالهم:[١٠]

  • المالكية والشافعية: قالوا إنّها من السُّنَن المُؤكَّدة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ بدليل أنّ رجلاً جاء إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يسألُه إن كان عليه غير الصلوات الخمس، فأجابه النبيّ: (لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ).[١١]
  • الحنفية: ذهب الحنفيّة في المُعتمد عندهم إلى أنّها واجبة؛ لمُواظبة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها في جماعة وعدم تَركها، فلو كانت من السُّنن لاستثناها كما استثنى بعض الصلوات من الجماعة، كصلاة التراويح.
  • الحنابلة: ذهبوا إلى أنّها من فروض الكفاية التي لو أدّاها البعض، لسَقط الإثم عن الآخرين؛ واستدلّوا بقول الله -تعالى-: (فَصَل لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،[٨] وبمُواظبة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها.

أمّا بعد الانتهاء من الصلاة، فيُشرَع للإمام أن يقوم فيخطب بالناس، ويعظهم، ويوصيهم؛ إذ جاء عن ابن عباس أنّه شهد العيد مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كما شهدَه مع أبي بكر، وعُمر، وعُثمان -رضي الله عنهم جميعاً-، فكانوا يخطبون بعد صلاة العيد.[١٢]

سُنَن عيد الأضحى

تكبيرات عيد الأضحى

يُسَنّ للمُسلم الإكثار من التكبير في أيّام عيد الأضحى، ويبدأ التكبير منذ صلاة فجر يوم عرفة، ويمتدّ إلى عصر اليوم الرابع من العيد، ويكون بأيّ صِفةٍ كانت؛ لعدم وجود نصّ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في تحديد صِفة مُعيَّنة له، وهُناك نوعان من التكبير في عيد الأضحى، بيانهما فيما يأتي:[١٣]

  • التكبير المُطلَق: وهو التكبير الذي لا يتقيّد بوقتٍ مُعيَّن، إذ يجوز التكبير في الصباح والمساء، وفي أيّ وقت، وأيّ مكان، ويبدأ هذا التكبير منذ أوّل يومٍ من شهر ذي الحجّة، ويمتدُّ إلى آخر أيّام العيد.
  • التكبير المُقيَّد: وهو التكبير الذي يكون بعد الصلوات المفروضة، ويبدأ هذا النوع من التكبير منذ فجر يوم عرفة، ويمتدّ إلى آخر أيّام التشريق؛ وهو اليوم الرابع من أيام العيد.

الأضحية

تُعرَّف الأُضحية في اللغة بأنّها: ما يُنحَر في عيد الأضحى، أمّا تعريفها في الاصطلاح الشرعيّ، فهو لا يخرج عن التعريف اللغويّ؛ إذ إنّها تعني: ما يُذبَح؛ تقرُّباً لله -تعالى- في أيّام الأضحى بشروطٍ مخصوصة، وقد جاءت مشروعيّتها في القُرآن الكريم، والسُنّة النبويّة؛ فقال الله -تعالى-: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ)،[١٤] وورد في السُنّة النبويّة الكثير من الأحاديث التي تحثّ على الأُضحية وتُبيّن فضلها، وتُحذّر من تَركها، ومن ذلك فِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا)،[١٥] كما نُقِل الإجماع عن كثير من العُلماء في مشروعيّة الأُضحية.[١٦]

وتتمثّل الحكمة من مشروعيّة الأضحية في ما يأتي:[١٧]

  • شُكر الله -تعالى- على نِعَمه، ومنها نعمة الحياة.
  • إحياء سُنّة نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- لَمّا أمره الله -تعالى- بذَبْح ابنه، واستجابتهما -عليهما السلام- لأمر الله، ففداه الله -تعالى- بكبش عظيم، وكان ذلك في يوم الأضحى، فيتذكّر المسلم صبرهما، وتقديمهما طاعة الله -تعالى- ومَحبّته على مَحبّة النفس، والولد.
  • توسعة المسلم على نفسه، وأهل بيته، وإكرامه لجيرانه، وضيوفه، والتصدُّق منها للفقراء، وفي ذلك نوعٌ من إظهار الفرح الذي أمر به الإسلام في يوم العيد، والتحدُّث بنِعمة الله -تعالى-؛ قال -تعالى-: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ).[١٨]
  • تصديقٌ لله -تعالى- بما أخبر به في كتابه من أنّه خلق الأنعام؛ لينتفعَ الناس بها؛ بذَبحها، والأكل منها.
  • تقرُّب للمسلم من الله -تعالى-؛ بصِلة رَحِمه، وإهدائهم بعضاً منها.[١٩]

آداب عيد الأضحى

يُستحَبّ في عيد الأضحى الالتزام بالعديد من الآداب، ومنها ما يأتي:

  • تقديم صلاة العيد بعد ارتفاع الشمس بِمقدار رُمح؛ ليكون هُناك وقت أكبر للأُضحية.[٢٠]
  • تأخير الأكل في العيد إلى ما بَعد صلاة العيد.[٢١]
  • الذهاب إلى صلاة العيد من طريق، والعودة إلى البيت من طريقٍ آخر؛ لفِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كما يُستحَبّ إخراج النساء والأطفال إلى صلاة العيد؛ فقد ورد عن ابن عباس أنّه خرج مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في يوم العيد، فقام، فخطب في النساء.[٢٢]
  • تأدية صلاة العيد قبل الخُطبة، ويُستحَبّ للإمام بعد الصلاة أن يُخيّر الناس بين الاستماع إلى خُطبة العيد، أو الانصراف، ويُشار إلى عدم وجود سُنّة قَبليّة، أو بَعديّة لصلاة العيد، كما يُستحَبّ الأكل والشرب في يوم العيد؛ فقد جاء عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (يومُ عرفةَ ويومُ النَّحرِ وأيَّامُ التَّشريقِ عيدَنا أَهلَ الإسلامِ ، وَهيَ أيَّامُ أَكلٍ وشربٍ)،[٢٣][٢٤]
  • الاغتسال والتطيُّب قبل الخروج إلى الصلاة.[٢٤]

المراجع

  1. أحمد مختار عبدالحميد عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)،  : عالم الكتب، صفحة 1572، جزء 2. بتصرّف.
  2. عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله بن جبرين، شرح عمدة الأحكام، صفحة 3، جزء 24.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (2010)، صلاة المؤمن – مفهوم، وفضائل، وآداب، وأنواع، وأحكام، وكيفية في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الرابعة)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 878، جزء 2. بتصرّف.
  4. الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية – مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 341، جزء 62. بتصرّف.
  5. عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح البسام التميمي (2003)، توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام (الطبعة الخامسة)، مكّة المكرّمة: مكتَبة الأسدي، صفحة 188، جزء 4. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 8192، صحيح.
  7. “عدد أيام العيدين، والأحاديث الدالة على إظهار السرور فيهما”، www.islamweb.net، 31-12-2003، اطّلع عليه بتاريخ 23-4-2020. بتصرّف.
  8. ^ أ ب سورة الكوثر، آية: 2.
  9. محمد محمد عبداللطيف بن الخطيب (1964)، أوضح التفاسير (الطبعة السادسة)،  : المطبعة المصرية ومكتبتها، صفحة 764، جزء 1. بتصرّف.
  10. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 114، جزء 31. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيدالله، الصفحة أو الرقم: 46، صحيح.
  12. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، الأردن: المكتبة الإسلامية ، صفحة 409، جزء 2. بتصرّف.
  13. زهير حسن حميدات، “التكبير المطلق والتكبير المقيّد”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  14. سورة الحج، آية: 34.
  15. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 5565 ، صحيح .
  16. عَبدالله بن محمد الطيّار، عبدالله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى (2011)، الفِقهُ الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض: مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 117-118، جزء 4. بتصرّف.
  17. “تعريفُ الأضْحِيَّةِ ومَشْروعِيَّتُها وحِكْمَةُ المشروعيَّة وفَضْلُها”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  18. سورة الضحى، آية: 11.
  19. محمد بن إبراهيم بن عبدالله التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 694. بتصرّف.
  20. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (2010)، صلاة المؤمن – مفهوم، وفضائل، وآداب، وأنواع، وأحكام، وكيفية في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الرابعة)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 909، جزء 2. بتصرّف.
  21. “السنة في عيد الأضحى أن يأكل بعد الصلاة”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  22. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، الأردن: المكتبة الإسلامية، صفحة 402، جزء 2. بتصرّف.
  23. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عقبة بن عامر ، الصفحة أو الرقم: 773 ، صحيح .
  24. ^ أ ب أحمد عرفة، “آداب العيد في الإسلام”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

عيد الأضحى

يُعرَّف عيد الأضحى، أو ما يُسمّى بالعيد الكبير بأنّه: العيد الذي يحتفلُ به جميع المُسلمين في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة،[١] وقد شرعه الله -تعالى- لعباده؛ ليفرحوا بما وفّقَهم إليه من عبادة فيما سَبقه من أيّام العَشر الأُوَل من الشهر، كصيام يوم عرفة، والتكبير، والتهليل، والصدقة، وغير ذلك من العبادات.[٢]

سبب تسمية عيد الأضحى بهذا الاسم

يُعرَّف العيد بأنّه: كُلّ يومٍ يكون فيه اجتماع، وقِيل إنّه من العادة؛ لأنّ الناس اعتادته، وقال الأزهري إنّ العيد عند العرب يُطلَق على كُلّ شيء يتكرّر؛ سواء بالفرح، أو الحزن، وقال ابن الأعرابيّ إنّه ما يعود في كُلّ عام بفرحٍ جديد، وقال الإمام النوويّ إنّ العيد سُمِّي عيداً؛ لأنّه يعود ويتكرّر، أو لأنّ الفرح يعود فيه، وهو من باب التفاؤل لِمَن يعود عليه العِيد؛ لأنّ العرب كانت تُسمّي القوافل عندما تخرج بالتفاؤل؛ ليتفاءلوا برجوعها سالمة، وقِيل لأنّ الله -تعالى- يعود على عباده في ذلك اليوم من كُلّ عام بكثرة الإحسان عليهم.[٣]

أمّا تسميته بالأضحى فهي نسبة إلى الأُضحية؛ إذ إنّ الناس تبدأ بذَبْح الأضاحي في هذا اليوم،[٤] ويُسمّى أيضاً بيوم النَّحر؛ لأنّ الهَدي والأضاحي تُنحَر فيه.[٥]

عدد أيام عيد الأضحى

شرَع الإسلام للمسلمين عيدَين، هُما: عيدُ الفِطر، وعيد الأضحى، وقد حُدِّدت أيّام عيد الأضحى شرعاً بأربعة أيّام؛ يُسمّى الأوّل منها بيوم النَّحر، أمّا الأيام الثلاثة التي تأتي بعده فتُسمّى بأيّام التشريق، وقد جاء ذِكر هذه الأيّام في الحديث الشريف؛ إذ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (يومُ الفِطْرِ، ويومُ النحرِ، وأيامُ التشريقِ، عيدُنا أهلَ الإسلامِ)،[٦] وقال الإمام الشوكانيّ إنّ هذا الحديث فيه دلالةٌ على أنّ أيّام التشريق الثلاثة هي من أيّام العيد.[٧]

صلاة عيد الأضحى وخُطبته

شرع الله -تعالى- لِعباده في يوم العيد صلاةً خاصّةً به تُسمّى صلاة العيد، وقد وردت مشروعيّتها في القرآن الكريم بقوله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ)،[٨][٩] أمّا حكمها؛ فقد تعدّدت مذاهب الفقهاء في المسألة، وفيما يأتي بيان أقوالهم:[١٠]

  • المالكية والشافعية: قالوا إنّها من السُّنَن المُؤكَّدة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ بدليل أنّ رجلاً جاء إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يسألُه إن كان عليه غير الصلوات الخمس، فأجابه النبيّ: (لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ).[١١]
  • الحنفية: ذهب الحنفيّة في المُعتمد عندهم إلى أنّها واجبة؛ لمُواظبة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها في جماعة وعدم تَركها، فلو كانت من السُّنن لاستثناها كما استثنى بعض الصلوات من الجماعة، كصلاة التراويح.
  • الحنابلة: ذهبوا إلى أنّها من فروض الكفاية التي لو أدّاها البعض، لسَقط الإثم عن الآخرين؛ واستدلّوا بقول الله -تعالى-: (فَصَل لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،[٨] وبمُواظبة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها.

أمّا بعد الانتهاء من الصلاة، فيُشرَع للإمام أن يقوم فيخطب بالناس، ويعظهم، ويوصيهم؛ إذ جاء عن ابن عباس أنّه شهد العيد مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كما شهدَه مع أبي بكر، وعُمر، وعُثمان -رضي الله عنهم جميعاً-، فكانوا يخطبون بعد صلاة العيد.[١٢]

سُنَن عيد الأضحى

تكبيرات عيد الأضحى

يُسَنّ للمُسلم الإكثار من التكبير في أيّام عيد الأضحى، ويبدأ التكبير منذ صلاة فجر يوم عرفة، ويمتدّ إلى عصر اليوم الرابع من العيد، ويكون بأيّ صِفةٍ كانت؛ لعدم وجود نصّ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في تحديد صِفة مُعيَّنة له، وهُناك نوعان من التكبير في عيد الأضحى، بيانهما فيما يأتي:[١٣]

  • التكبير المُطلَق: وهو التكبير الذي لا يتقيّد بوقتٍ مُعيَّن، إذ يجوز التكبير في الصباح والمساء، وفي أيّ وقت، وأيّ مكان، ويبدأ هذا التكبير منذ أوّل يومٍ من شهر ذي الحجّة، ويمتدُّ إلى آخر أيّام العيد.
  • التكبير المُقيَّد: وهو التكبير الذي يكون بعد الصلوات المفروضة، ويبدأ هذا النوع من التكبير منذ فجر يوم عرفة، ويمتدّ إلى آخر أيّام التشريق؛ وهو اليوم الرابع من أيام العيد.

الأضحية

تُعرَّف الأُضحية في اللغة بأنّها: ما يُنحَر في عيد الأضحى، أمّا تعريفها في الاصطلاح الشرعيّ، فهو لا يخرج عن التعريف اللغويّ؛ إذ إنّها تعني: ما يُذبَح؛ تقرُّباً لله -تعالى- في أيّام الأضحى بشروطٍ مخصوصة، وقد جاءت مشروعيّتها في القُرآن الكريم، والسُنّة النبويّة؛ فقال الله -تعالى-: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ)،[١٤] وورد في السُنّة النبويّة الكثير من الأحاديث التي تحثّ على الأُضحية وتُبيّن فضلها، وتُحذّر من تَركها، ومن ذلك فِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا)،[١٥] كما نُقِل الإجماع عن كثير من العُلماء في مشروعيّة الأُضحية.[١٦]

وتتمثّل الحكمة من مشروعيّة الأضحية في ما يأتي:[١٧]

  • شُكر الله -تعالى- على نِعَمه، ومنها نعمة الحياة.
  • إحياء سُنّة نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- لَمّا أمره الله -تعالى- بذَبْح ابنه، واستجابتهما -عليهما السلام- لأمر الله، ففداه الله -تعالى- بكبش عظيم، وكان ذلك في يوم الأضحى، فيتذكّر المسلم صبرهما، وتقديمهما طاعة الله -تعالى- ومَحبّته على مَحبّة النفس، والولد.
  • توسعة المسلم على نفسه، وأهل بيته، وإكرامه لجيرانه، وضيوفه، والتصدُّق منها للفقراء، وفي ذلك نوعٌ من إظهار الفرح الذي أمر به الإسلام في يوم العيد، والتحدُّث بنِعمة الله -تعالى-؛ قال -تعالى-: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ).[١٨]
  • تصديقٌ لله -تعالى- بما أخبر به في كتابه من أنّه خلق الأنعام؛ لينتفعَ الناس بها؛ بذَبحها، والأكل منها.
  • تقرُّب للمسلم من الله -تعالى-؛ بصِلة رَحِمه، وإهدائهم بعضاً منها.[١٩]

آداب عيد الأضحى

يُستحَبّ في عيد الأضحى الالتزام بالعديد من الآداب، ومنها ما يأتي:

  • تقديم صلاة العيد بعد ارتفاع الشمس بِمقدار رُمح؛ ليكون هُناك وقت أكبر للأُضحية.[٢٠]
  • تأخير الأكل في العيد إلى ما بَعد صلاة العيد.[٢١]
  • الذهاب إلى صلاة العيد من طريق، والعودة إلى البيت من طريقٍ آخر؛ لفِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كما يُستحَبّ إخراج النساء والأطفال إلى صلاة العيد؛ فقد ورد عن ابن عباس أنّه خرج مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في يوم العيد، فقام، فخطب في النساء.[٢٢]
  • تأدية صلاة العيد قبل الخُطبة، ويُستحَبّ للإمام بعد الصلاة أن يُخيّر الناس بين الاستماع إلى خُطبة العيد، أو الانصراف، ويُشار إلى عدم وجود سُنّة قَبليّة، أو بَعديّة لصلاة العيد، كما يُستحَبّ الأكل والشرب في يوم العيد؛ فقد جاء عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (يومُ عرفةَ ويومُ النَّحرِ وأيَّامُ التَّشريقِ عيدَنا أَهلَ الإسلامِ ، وَهيَ أيَّامُ أَكلٍ وشربٍ)،[٢٣][٢٤]
  • الاغتسال والتطيُّب قبل الخروج إلى الصلاة.[٢٤]

المراجع

  1. أحمد مختار عبدالحميد عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)،  : عالم الكتب، صفحة 1572، جزء 2. بتصرّف.
  2. عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله بن جبرين، شرح عمدة الأحكام، صفحة 3، جزء 24.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (2010)، صلاة المؤمن – مفهوم، وفضائل، وآداب، وأنواع، وأحكام، وكيفية في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الرابعة)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 878، جزء 2. بتصرّف.
  4. الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية – مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 341، جزء 62. بتصرّف.
  5. عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح البسام التميمي (2003)، توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام (الطبعة الخامسة)، مكّة المكرّمة: مكتَبة الأسدي، صفحة 188، جزء 4. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 8192، صحيح.
  7. “عدد أيام العيدين، والأحاديث الدالة على إظهار السرور فيهما”، www.islamweb.net، 31-12-2003، اطّلع عليه بتاريخ 23-4-2020. بتصرّف.
  8. ^ أ ب سورة الكوثر، آية: 2.
  9. محمد محمد عبداللطيف بن الخطيب (1964)، أوضح التفاسير (الطبعة السادسة)،  : المطبعة المصرية ومكتبتها، صفحة 764، جزء 1. بتصرّف.
  10. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 114، جزء 31. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيدالله، الصفحة أو الرقم: 46، صحيح.
  12. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، الأردن: المكتبة الإسلامية ، صفحة 409، جزء 2. بتصرّف.
  13. زهير حسن حميدات، “التكبير المطلق والتكبير المقيّد”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  14. سورة الحج، آية: 34.
  15. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 5565 ، صحيح .
  16. عَبدالله بن محمد الطيّار، عبدالله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى (2011)، الفِقهُ الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض: مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 117-118، جزء 4. بتصرّف.
  17. “تعريفُ الأضْحِيَّةِ ومَشْروعِيَّتُها وحِكْمَةُ المشروعيَّة وفَضْلُها”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  18. سورة الضحى، آية: 11.
  19. محمد بن إبراهيم بن عبدالله التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 694. بتصرّف.
  20. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (2010)، صلاة المؤمن – مفهوم، وفضائل، وآداب، وأنواع، وأحكام، وكيفية في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الرابعة)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 909، جزء 2. بتصرّف.
  21. “السنة في عيد الأضحى أن يأكل بعد الصلاة”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  22. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، الأردن: المكتبة الإسلامية، صفحة 402، جزء 2. بتصرّف.
  23. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عقبة بن عامر ، الصفحة أو الرقم: 773 ، صحيح .
  24. ^ أ ب أحمد عرفة، “آداب العيد في الإسلام”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

عيد الأضحى

يُعرَّف عيد الأضحى، أو ما يُسمّى بالعيد الكبير بأنّه: العيد الذي يحتفلُ به جميع المُسلمين في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة،[١] وقد شرعه الله -تعالى- لعباده؛ ليفرحوا بما وفّقَهم إليه من عبادة فيما سَبقه من أيّام العَشر الأُوَل من الشهر، كصيام يوم عرفة، والتكبير، والتهليل، والصدقة، وغير ذلك من العبادات.[٢]

سبب تسمية عيد الأضحى بهذا الاسم

يُعرَّف العيد بأنّه: كُلّ يومٍ يكون فيه اجتماع، وقِيل إنّه من العادة؛ لأنّ الناس اعتادته، وقال الأزهري إنّ العيد عند العرب يُطلَق على كُلّ شيء يتكرّر؛ سواء بالفرح، أو الحزن، وقال ابن الأعرابيّ إنّه ما يعود في كُلّ عام بفرحٍ جديد، وقال الإمام النوويّ إنّ العيد سُمِّي عيداً؛ لأنّه يعود ويتكرّر، أو لأنّ الفرح يعود فيه، وهو من باب التفاؤل لِمَن يعود عليه العِيد؛ لأنّ العرب كانت تُسمّي القوافل عندما تخرج بالتفاؤل؛ ليتفاءلوا برجوعها سالمة، وقِيل لأنّ الله -تعالى- يعود على عباده في ذلك اليوم من كُلّ عام بكثرة الإحسان عليهم.[٣]

أمّا تسميته بالأضحى فهي نسبة إلى الأُضحية؛ إذ إنّ الناس تبدأ بذَبْح الأضاحي في هذا اليوم،[٤] ويُسمّى أيضاً بيوم النَّحر؛ لأنّ الهَدي والأضاحي تُنحَر فيه.[٥]

عدد أيام عيد الأضحى

شرَع الإسلام للمسلمين عيدَين، هُما: عيدُ الفِطر، وعيد الأضحى، وقد حُدِّدت أيّام عيد الأضحى شرعاً بأربعة أيّام؛ يُسمّى الأوّل منها بيوم النَّحر، أمّا الأيام الثلاثة التي تأتي بعده فتُسمّى بأيّام التشريق، وقد جاء ذِكر هذه الأيّام في الحديث الشريف؛ إذ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (يومُ الفِطْرِ، ويومُ النحرِ، وأيامُ التشريقِ، عيدُنا أهلَ الإسلامِ)،[٦] وقال الإمام الشوكانيّ إنّ هذا الحديث فيه دلالةٌ على أنّ أيّام التشريق الثلاثة هي من أيّام العيد.[٧]

صلاة عيد الأضحى وخُطبته

شرع الله -تعالى- لِعباده في يوم العيد صلاةً خاصّةً به تُسمّى صلاة العيد، وقد وردت مشروعيّتها في القرآن الكريم بقوله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ)،[٨][٩] أمّا حكمها؛ فقد تعدّدت مذاهب الفقهاء في المسألة، وفيما يأتي بيان أقوالهم:[١٠]

  • المالكية والشافعية: قالوا إنّها من السُّنَن المُؤكَّدة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ بدليل أنّ رجلاً جاء إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يسألُه إن كان عليه غير الصلوات الخمس، فأجابه النبيّ: (لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ).[١١]
  • الحنفية: ذهب الحنفيّة في المُعتمد عندهم إلى أنّها واجبة؛ لمُواظبة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها في جماعة وعدم تَركها، فلو كانت من السُّنن لاستثناها كما استثنى بعض الصلوات من الجماعة، كصلاة التراويح.
  • الحنابلة: ذهبوا إلى أنّها من فروض الكفاية التي لو أدّاها البعض، لسَقط الإثم عن الآخرين؛ واستدلّوا بقول الله -تعالى-: (فَصَل لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،[٨] وبمُواظبة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها.

أمّا بعد الانتهاء من الصلاة، فيُشرَع للإمام أن يقوم فيخطب بالناس، ويعظهم، ويوصيهم؛ إذ جاء عن ابن عباس أنّه شهد العيد مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كما شهدَه مع أبي بكر، وعُمر، وعُثمان -رضي الله عنهم جميعاً-، فكانوا يخطبون بعد صلاة العيد.[١٢]

سُنَن عيد الأضحى

تكبيرات عيد الأضحى

يُسَنّ للمُسلم الإكثار من التكبير في أيّام عيد الأضحى، ويبدأ التكبير منذ صلاة فجر يوم عرفة، ويمتدّ إلى عصر اليوم الرابع من العيد، ويكون بأيّ صِفةٍ كانت؛ لعدم وجود نصّ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في تحديد صِفة مُعيَّنة له، وهُناك نوعان من التكبير في عيد الأضحى، بيانهما فيما يأتي:[١٣]

  • التكبير المُطلَق: وهو التكبير الذي لا يتقيّد بوقتٍ مُعيَّن، إذ يجوز التكبير في الصباح والمساء، وفي أيّ وقت، وأيّ مكان، ويبدأ هذا التكبير منذ أوّل يومٍ من شهر ذي الحجّة، ويمتدُّ إلى آخر أيّام العيد.
  • التكبير المُقيَّد: وهو التكبير الذي يكون بعد الصلوات المفروضة، ويبدأ هذا النوع من التكبير منذ فجر يوم عرفة، ويمتدّ إلى آخر أيّام التشريق؛ وهو اليوم الرابع من أيام العيد.

الأضحية

تُعرَّف الأُضحية في اللغة بأنّها: ما يُنحَر في عيد الأضحى، أمّا تعريفها في الاصطلاح الشرعيّ، فهو لا يخرج عن التعريف اللغويّ؛ إذ إنّها تعني: ما يُذبَح؛ تقرُّباً لله -تعالى- في أيّام الأضحى بشروطٍ مخصوصة، وقد جاءت مشروعيّتها في القُرآن الكريم، والسُنّة النبويّة؛ فقال الله -تعالى-: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ)،[١٤] وورد في السُنّة النبويّة الكثير من الأحاديث التي تحثّ على الأُضحية وتُبيّن فضلها، وتُحذّر من تَركها، ومن ذلك فِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا)،[١٥] كما نُقِل الإجماع عن كثير من العُلماء في مشروعيّة الأُضحية.[١٦]

وتتمثّل الحكمة من مشروعيّة الأضحية في ما يأتي:[١٧]

  • شُكر الله -تعالى- على نِعَمه، ومنها نعمة الحياة.
  • إحياء سُنّة نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- لَمّا أمره الله -تعالى- بذَبْح ابنه، واستجابتهما -عليهما السلام- لأمر الله، ففداه الله -تعالى- بكبش عظيم، وكان ذلك في يوم الأضحى، فيتذكّر المسلم صبرهما، وتقديمهما طاعة الله -تعالى- ومَحبّته على مَحبّة النفس، والولد.
  • توسعة المسلم على نفسه، وأهل بيته، وإكرامه لجيرانه، وضيوفه، والتصدُّق منها للفقراء، وفي ذلك نوعٌ من إظهار الفرح الذي أمر به الإسلام في يوم العيد، والتحدُّث بنِعمة الله -تعالى-؛ قال -تعالى-: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ).[١٨]
  • تصديقٌ لله -تعالى- بما أخبر به في كتابه من أنّه خلق الأنعام؛ لينتفعَ الناس بها؛ بذَبحها، والأكل منها.
  • تقرُّب للمسلم من الله -تعالى-؛ بصِلة رَحِمه، وإهدائهم بعضاً منها.[١٩]

آداب عيد الأضحى

يُستحَبّ في عيد الأضحى الالتزام بالعديد من الآداب، ومنها ما يأتي:

  • تقديم صلاة العيد بعد ارتفاع الشمس بِمقدار رُمح؛ ليكون هُناك وقت أكبر للأُضحية.[٢٠]
  • تأخير الأكل في العيد إلى ما بَعد صلاة العيد.[٢١]
  • الذهاب إلى صلاة العيد من طريق، والعودة إلى البيت من طريقٍ آخر؛ لفِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كما يُستحَبّ إخراج النساء والأطفال إلى صلاة العيد؛ فقد ورد عن ابن عباس أنّه خرج مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في يوم العيد، فقام، فخطب في النساء.[٢٢]
  • تأدية صلاة العيد قبل الخُطبة، ويُستحَبّ للإمام بعد الصلاة أن يُخيّر الناس بين الاستماع إلى خُطبة العيد، أو الانصراف، ويُشار إلى عدم وجود سُنّة قَبليّة، أو بَعديّة لصلاة العيد، كما يُستحَبّ الأكل والشرب في يوم العيد؛ فقد جاء عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (يومُ عرفةَ ويومُ النَّحرِ وأيَّامُ التَّشريقِ عيدَنا أَهلَ الإسلامِ ، وَهيَ أيَّامُ أَكلٍ وشربٍ)،[٢٣][٢٤]
  • الاغتسال والتطيُّب قبل الخروج إلى الصلاة.[٢٤]

المراجع

  1. أحمد مختار عبدالحميد عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)،  : عالم الكتب، صفحة 1572، جزء 2. بتصرّف.
  2. عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله بن جبرين، شرح عمدة الأحكام، صفحة 3، جزء 24.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (2010)، صلاة المؤمن – مفهوم، وفضائل، وآداب، وأنواع، وأحكام، وكيفية في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الرابعة)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 878، جزء 2. بتصرّف.
  4. الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية – مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 341، جزء 62. بتصرّف.
  5. عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح البسام التميمي (2003)، توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام (الطبعة الخامسة)، مكّة المكرّمة: مكتَبة الأسدي، صفحة 188، جزء 4. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 8192، صحيح.
  7. “عدد أيام العيدين، والأحاديث الدالة على إظهار السرور فيهما”، www.islamweb.net، 31-12-2003، اطّلع عليه بتاريخ 23-4-2020. بتصرّف.
  8. ^ أ ب سورة الكوثر، آية: 2.
  9. محمد محمد عبداللطيف بن الخطيب (1964)، أوضح التفاسير (الطبعة السادسة)،  : المطبعة المصرية ومكتبتها، صفحة 764، جزء 1. بتصرّف.
  10. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 114، جزء 31. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيدالله، الصفحة أو الرقم: 46، صحيح.
  12. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، الأردن: المكتبة الإسلامية ، صفحة 409، جزء 2. بتصرّف.
  13. زهير حسن حميدات، “التكبير المطلق والتكبير المقيّد”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  14. سورة الحج، آية: 34.
  15. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 5565 ، صحيح .
  16. عَبدالله بن محمد الطيّار، عبدالله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى (2011)، الفِقهُ الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض: مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 117-118، جزء 4. بتصرّف.
  17. “تعريفُ الأضْحِيَّةِ ومَشْروعِيَّتُها وحِكْمَةُ المشروعيَّة وفَضْلُها”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  18. سورة الضحى، آية: 11.
  19. محمد بن إبراهيم بن عبدالله التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 694. بتصرّف.
  20. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (2010)، صلاة المؤمن – مفهوم، وفضائل، وآداب، وأنواع، وأحكام، وكيفية في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الرابعة)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 909، جزء 2. بتصرّف.
  21. “السنة في عيد الأضحى أن يأكل بعد الصلاة”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  22. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، الأردن: المكتبة الإسلامية، صفحة 402، جزء 2. بتصرّف.
  23. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عقبة بن عامر ، الصفحة أو الرقم: 773 ، صحيح .
  24. ^ أ ب أحمد عرفة، “آداب العيد في الإسلام”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

عيد الأضحى

يُعرَّف عيد الأضحى، أو ما يُسمّى بالعيد الكبير بأنّه: العيد الذي يحتفلُ به جميع المُسلمين في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة،[١] وقد شرعه الله -تعالى- لعباده؛ ليفرحوا بما وفّقَهم إليه من عبادة فيما سَبقه من أيّام العَشر الأُوَل من الشهر، كصيام يوم عرفة، والتكبير، والتهليل، والصدقة، وغير ذلك من العبادات.[٢]

سبب تسمية عيد الأضحى بهذا الاسم

يُعرَّف العيد بأنّه: كُلّ يومٍ يكون فيه اجتماع، وقِيل إنّه من العادة؛ لأنّ الناس اعتادته، وقال الأزهري إنّ العيد عند العرب يُطلَق على كُلّ شيء يتكرّر؛ سواء بالفرح، أو الحزن، وقال ابن الأعرابيّ إنّه ما يعود في كُلّ عام بفرحٍ جديد، وقال الإمام النوويّ إنّ العيد سُمِّي عيداً؛ لأنّه يعود ويتكرّر، أو لأنّ الفرح يعود فيه، وهو من باب التفاؤل لِمَن يعود عليه العِيد؛ لأنّ العرب كانت تُسمّي القوافل عندما تخرج بالتفاؤل؛ ليتفاءلوا برجوعها سالمة، وقِيل لأنّ الله -تعالى- يعود على عباده في ذلك اليوم من كُلّ عام بكثرة الإحسان عليهم.[٣]

أمّا تسميته بالأضحى فهي نسبة إلى الأُضحية؛ إذ إنّ الناس تبدأ بذَبْح الأضاحي في هذا اليوم،[٤] ويُسمّى أيضاً بيوم النَّحر؛ لأنّ الهَدي والأضاحي تُنحَر فيه.[٥]

عدد أيام عيد الأضحى

شرَع الإسلام للمسلمين عيدَين، هُما: عيدُ الفِطر، وعيد الأضحى، وقد حُدِّدت أيّام عيد الأضحى شرعاً بأربعة أيّام؛ يُسمّى الأوّل منها بيوم النَّحر، أمّا الأيام الثلاثة التي تأتي بعده فتُسمّى بأيّام التشريق، وقد جاء ذِكر هذه الأيّام في الحديث الشريف؛ إذ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (يومُ الفِطْرِ، ويومُ النحرِ، وأيامُ التشريقِ، عيدُنا أهلَ الإسلامِ)،[٦] وقال الإمام الشوكانيّ إنّ هذا الحديث فيه دلالةٌ على أنّ أيّام التشريق الثلاثة هي من أيّام العيد.[٧]

صلاة عيد الأضحى وخُطبته

شرع الله -تعالى- لِعباده في يوم العيد صلاةً خاصّةً به تُسمّى صلاة العيد، وقد وردت مشروعيّتها في القرآن الكريم بقوله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ)،[٨][٩] أمّا حكمها؛ فقد تعدّدت مذاهب الفقهاء في المسألة، وفيما يأتي بيان أقوالهم:[١٠]

  • المالكية والشافعية: قالوا إنّها من السُّنَن المُؤكَّدة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ بدليل أنّ رجلاً جاء إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يسألُه إن كان عليه غير الصلوات الخمس، فأجابه النبيّ: (لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ).[١١]
  • الحنفية: ذهب الحنفيّة في المُعتمد عندهم إلى أنّها واجبة؛ لمُواظبة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها في جماعة وعدم تَركها، فلو كانت من السُّنن لاستثناها كما استثنى بعض الصلوات من الجماعة، كصلاة التراويح.
  • الحنابلة: ذهبوا إلى أنّها من فروض الكفاية التي لو أدّاها البعض، لسَقط الإثم عن الآخرين؛ واستدلّوا بقول الله -تعالى-: (فَصَل لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،[٨] وبمُواظبة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها.

أمّا بعد الانتهاء من الصلاة، فيُشرَع للإمام أن يقوم فيخطب بالناس، ويعظهم، ويوصيهم؛ إذ جاء عن ابن عباس أنّه شهد العيد مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كما شهدَه مع أبي بكر، وعُمر، وعُثمان -رضي الله عنهم جميعاً-، فكانوا يخطبون بعد صلاة العيد.[١٢]

سُنَن عيد الأضحى

تكبيرات عيد الأضحى

يُسَنّ للمُسلم الإكثار من التكبير في أيّام عيد الأضحى، ويبدأ التكبير منذ صلاة فجر يوم عرفة، ويمتدّ إلى عصر اليوم الرابع من العيد، ويكون بأيّ صِفةٍ كانت؛ لعدم وجود نصّ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في تحديد صِفة مُعيَّنة له، وهُناك نوعان من التكبير في عيد الأضحى، بيانهما فيما يأتي:[١٣]

  • التكبير المُطلَق: وهو التكبير الذي لا يتقيّد بوقتٍ مُعيَّن، إذ يجوز التكبير في الصباح والمساء، وفي أيّ وقت، وأيّ مكان، ويبدأ هذا التكبير منذ أوّل يومٍ من شهر ذي الحجّة، ويمتدُّ إلى آخر أيّام العيد.
  • التكبير المُقيَّد: وهو التكبير الذي يكون بعد الصلوات المفروضة، ويبدأ هذا النوع من التكبير منذ فجر يوم عرفة، ويمتدّ إلى آخر أيّام التشريق؛ وهو اليوم الرابع من أيام العيد.

الأضحية

تُعرَّف الأُضحية في اللغة بأنّها: ما يُنحَر في عيد الأضحى، أمّا تعريفها في الاصطلاح الشرعيّ، فهو لا يخرج عن التعريف اللغويّ؛ إذ إنّها تعني: ما يُذبَح؛ تقرُّباً لله -تعالى- في أيّام الأضحى بشروطٍ مخصوصة، وقد جاءت مشروعيّتها في القُرآن الكريم، والسُنّة النبويّة؛ فقال الله -تعالى-: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ)،[١٤] وورد في السُنّة النبويّة الكثير من الأحاديث التي تحثّ على الأُضحية وتُبيّن فضلها، وتُحذّر من تَركها، ومن ذلك فِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا)،[١٥] كما نُقِل الإجماع عن كثير من العُلماء في مشروعيّة الأُضحية.[١٦]

وتتمثّل الحكمة من مشروعيّة الأضحية في ما يأتي:[١٧]

  • شُكر الله -تعالى- على نِعَمه، ومنها نعمة الحياة.
  • إحياء سُنّة نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- لَمّا أمره الله -تعالى- بذَبْح ابنه، واستجابتهما -عليهما السلام- لأمر الله، ففداه الله -تعالى- بكبش عظيم، وكان ذلك في يوم الأضحى، فيتذكّر المسلم صبرهما، وتقديمهما طاعة الله -تعالى- ومَحبّته على مَحبّة النفس، والولد.
  • توسعة المسلم على نفسه، وأهل بيته، وإكرامه لجيرانه، وضيوفه، والتصدُّق منها للفقراء، وفي ذلك نوعٌ من إظهار الفرح الذي أمر به الإسلام في يوم العيد، والتحدُّث بنِعمة الله -تعالى-؛ قال -تعالى-: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ).[١٨]
  • تصديقٌ لله -تعالى- بما أخبر به في كتابه من أنّه خلق الأنعام؛ لينتفعَ الناس بها؛ بذَبحها، والأكل منها.
  • تقرُّب للمسلم من الله -تعالى-؛ بصِلة رَحِمه، وإهدائهم بعضاً منها.[١٩]

آداب عيد الأضحى

يُستحَبّ في عيد الأضحى الالتزام بالعديد من الآداب، ومنها ما يأتي:

  • تقديم صلاة العيد بعد ارتفاع الشمس بِمقدار رُمح؛ ليكون هُناك وقت أكبر للأُضحية.[٢٠]
  • تأخير الأكل في العيد إلى ما بَعد صلاة العيد.[٢١]
  • الذهاب إلى صلاة العيد من طريق، والعودة إلى البيت من طريقٍ آخر؛ لفِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كما يُستحَبّ إخراج النساء والأطفال إلى صلاة العيد؛ فقد ورد عن ابن عباس أنّه خرج مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في يوم العيد، فقام، فخطب في النساء.[٢٢]
  • تأدية صلاة العيد قبل الخُطبة، ويُستحَبّ للإمام بعد الصلاة أن يُخيّر الناس بين الاستماع إلى خُطبة العيد، أو الانصراف، ويُشار إلى عدم وجود سُنّة قَبليّة، أو بَعديّة لصلاة العيد، كما يُستحَبّ الأكل والشرب في يوم العيد؛ فقد جاء عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (يومُ عرفةَ ويومُ النَّحرِ وأيَّامُ التَّشريقِ عيدَنا أَهلَ الإسلامِ ، وَهيَ أيَّامُ أَكلٍ وشربٍ)،[٢٣][٢٤]
  • الاغتسال والتطيُّب قبل الخروج إلى الصلاة.[٢٤]

المراجع

  1. أحمد مختار عبدالحميد عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)،  : عالم الكتب، صفحة 1572، جزء 2. بتصرّف.
  2. عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله بن جبرين، شرح عمدة الأحكام، صفحة 3، جزء 24.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (2010)، صلاة المؤمن – مفهوم، وفضائل، وآداب، وأنواع، وأحكام، وكيفية في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الرابعة)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 878، جزء 2. بتصرّف.
  4. الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية – مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 341، جزء 62. بتصرّف.
  5. عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح البسام التميمي (2003)، توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام (الطبعة الخامسة)، مكّة المكرّمة: مكتَبة الأسدي، صفحة 188، جزء 4. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 8192، صحيح.
  7. “عدد أيام العيدين، والأحاديث الدالة على إظهار السرور فيهما”، www.islamweb.net، 31-12-2003، اطّلع عليه بتاريخ 23-4-2020. بتصرّف.
  8. ^ أ ب سورة الكوثر، آية: 2.
  9. محمد محمد عبداللطيف بن الخطيب (1964)، أوضح التفاسير (الطبعة السادسة)،  : المطبعة المصرية ومكتبتها، صفحة 764، جزء 1. بتصرّف.
  10. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 114، جزء 31. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيدالله، الصفحة أو الرقم: 46، صحيح.
  12. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، الأردن: المكتبة الإسلامية ، صفحة 409، جزء 2. بتصرّف.
  13. زهير حسن حميدات، “التكبير المطلق والتكبير المقيّد”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  14. سورة الحج، آية: 34.
  15. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 5565 ، صحيح .
  16. عَبدالله بن محمد الطيّار، عبدالله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى (2011)، الفِقهُ الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض: مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 117-118، جزء 4. بتصرّف.
  17. “تعريفُ الأضْحِيَّةِ ومَشْروعِيَّتُها وحِكْمَةُ المشروعيَّة وفَضْلُها”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  18. سورة الضحى، آية: 11.
  19. محمد بن إبراهيم بن عبدالله التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 694. بتصرّف.
  20. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (2010)، صلاة المؤمن – مفهوم، وفضائل، وآداب، وأنواع، وأحكام، وكيفية في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الرابعة)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 909، جزء 2. بتصرّف.
  21. “السنة في عيد الأضحى أن يأكل بعد الصلاة”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  22. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، الأردن: المكتبة الإسلامية، صفحة 402، جزء 2. بتصرّف.
  23. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عقبة بن عامر ، الصفحة أو الرقم: 773 ، صحيح .
  24. ^ أ ب أحمد عرفة، “آداب العيد في الإسلام”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

عيد الأضحى

يُعرَّف عيد الأضحى، أو ما يُسمّى بالعيد الكبير بأنّه: العيد الذي يحتفلُ به جميع المُسلمين في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة،[١] وقد شرعه الله -تعالى- لعباده؛ ليفرحوا بما وفّقَهم إليه من عبادة فيما سَبقه من أيّام العَشر الأُوَل من الشهر، كصيام يوم عرفة، والتكبير، والتهليل، والصدقة، وغير ذلك من العبادات.[٢]

سبب تسمية عيد الأضحى بهذا الاسم

يُعرَّف العيد بأنّه: كُلّ يومٍ يكون فيه اجتماع، وقِيل إنّه من العادة؛ لأنّ الناس اعتادته، وقال الأزهري إنّ العيد عند العرب يُطلَق على كُلّ شيء يتكرّر؛ سواء بالفرح، أو الحزن، وقال ابن الأعرابيّ إنّه ما يعود في كُلّ عام بفرحٍ جديد، وقال الإمام النوويّ إنّ العيد سُمِّي عيداً؛ لأنّه يعود ويتكرّر، أو لأنّ الفرح يعود فيه، وهو من باب التفاؤل لِمَن يعود عليه العِيد؛ لأنّ العرب كانت تُسمّي القوافل عندما تخرج بالتفاؤل؛ ليتفاءلوا برجوعها سالمة، وقِيل لأنّ الله -تعالى- يعود على عباده في ذلك اليوم من كُلّ عام بكثرة الإحسان عليهم.[٣]

أمّا تسميته بالأضحى فهي نسبة إلى الأُضحية؛ إذ إنّ الناس تبدأ بذَبْح الأضاحي في هذا اليوم،[٤] ويُسمّى أيضاً بيوم النَّحر؛ لأنّ الهَدي والأضاحي تُنحَر فيه.[٥]

عدد أيام عيد الأضحى

شرَع الإسلام للمسلمين عيدَين، هُما: عيدُ الفِطر، وعيد الأضحى، وقد حُدِّدت أيّام عيد الأضحى شرعاً بأربعة أيّام؛ يُسمّى الأوّل منها بيوم النَّحر، أمّا الأيام الثلاثة التي تأتي بعده فتُسمّى بأيّام التشريق، وقد جاء ذِكر هذه الأيّام في الحديث الشريف؛ إذ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (يومُ الفِطْرِ، ويومُ النحرِ، وأيامُ التشريقِ، عيدُنا أهلَ الإسلامِ)،[٦] وقال الإمام الشوكانيّ إنّ هذا الحديث فيه دلالةٌ على أنّ أيّام التشريق الثلاثة هي من أيّام العيد.[٧]

صلاة عيد الأضحى وخُطبته

شرع الله -تعالى- لِعباده في يوم العيد صلاةً خاصّةً به تُسمّى صلاة العيد، وقد وردت مشروعيّتها في القرآن الكريم بقوله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ)،[٨][٩] أمّا حكمها؛ فقد تعدّدت مذاهب الفقهاء في المسألة، وفيما يأتي بيان أقوالهم:[١٠]

  • المالكية والشافعية: قالوا إنّها من السُّنَن المُؤكَّدة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ بدليل أنّ رجلاً جاء إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يسألُه إن كان عليه غير الصلوات الخمس، فأجابه النبيّ: (لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ).[١١]
  • الحنفية: ذهب الحنفيّة في المُعتمد عندهم إلى أنّها واجبة؛ لمُواظبة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها في جماعة وعدم تَركها، فلو كانت من السُّنن لاستثناها كما استثنى بعض الصلوات من الجماعة، كصلاة التراويح.
  • الحنابلة: ذهبوا إلى أنّها من فروض الكفاية التي لو أدّاها البعض، لسَقط الإثم عن الآخرين؛ واستدلّوا بقول الله -تعالى-: (فَصَل لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،[٨] وبمُواظبة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها.

أمّا بعد الانتهاء من الصلاة، فيُشرَع للإمام أن يقوم فيخطب بالناس، ويعظهم، ويوصيهم؛ إذ جاء عن ابن عباس أنّه شهد العيد مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كما شهدَه مع أبي بكر، وعُمر، وعُثمان -رضي الله عنهم جميعاً-، فكانوا يخطبون بعد صلاة العيد.[١٢]

سُنَن عيد الأضحى

تكبيرات عيد الأضحى

يُسَنّ للمُسلم الإكثار من التكبير في أيّام عيد الأضحى، ويبدأ التكبير منذ صلاة فجر يوم عرفة، ويمتدّ إلى عصر اليوم الرابع من العيد، ويكون بأيّ صِفةٍ كانت؛ لعدم وجود نصّ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في تحديد صِفة مُعيَّنة له، وهُناك نوعان من التكبير في عيد الأضحى، بيانهما فيما يأتي:[١٣]

  • التكبير المُطلَق: وهو التكبير الذي لا يتقيّد بوقتٍ مُعيَّن، إذ يجوز التكبير في الصباح والمساء، وفي أيّ وقت، وأيّ مكان، ويبدأ هذا التكبير منذ أوّل يومٍ من شهر ذي الحجّة، ويمتدُّ إلى آخر أيّام العيد.
  • التكبير المُقيَّد: وهو التكبير الذي يكون بعد الصلوات المفروضة، ويبدأ هذا النوع من التكبير منذ فجر يوم عرفة، ويمتدّ إلى آخر أيّام التشريق؛ وهو اليوم الرابع من أيام العيد.

الأضحية

تُعرَّف الأُضحية في اللغة بأنّها: ما يُنحَر في عيد الأضحى، أمّا تعريفها في الاصطلاح الشرعيّ، فهو لا يخرج عن التعريف اللغويّ؛ إذ إنّها تعني: ما يُذبَح؛ تقرُّباً لله -تعالى- في أيّام الأضحى بشروطٍ مخصوصة، وقد جاءت مشروعيّتها في القُرآن الكريم، والسُنّة النبويّة؛ فقال الله -تعالى-: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ)،[١٤] وورد في السُنّة النبويّة الكثير من الأحاديث التي تحثّ على الأُضحية وتُبيّن فضلها، وتُحذّر من تَركها، ومن ذلك فِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا)،[١٥] كما نُقِل الإجماع عن كثير من العُلماء في مشروعيّة الأُضحية.[١٦]

وتتمثّل الحكمة من مشروعيّة الأضحية في ما يأتي:[١٧]

  • شُكر الله -تعالى- على نِعَمه، ومنها نعمة الحياة.
  • إحياء سُنّة نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- لَمّا أمره الله -تعالى- بذَبْح ابنه، واستجابتهما -عليهما السلام- لأمر الله، ففداه الله -تعالى- بكبش عظيم، وكان ذلك في يوم الأضحى، فيتذكّر المسلم صبرهما، وتقديمهما طاعة الله -تعالى- ومَحبّته على مَحبّة النفس، والولد.
  • توسعة المسلم على نفسه، وأهل بيته، وإكرامه لجيرانه، وضيوفه، والتصدُّق منها للفقراء، وفي ذلك نوعٌ من إظهار الفرح الذي أمر به الإسلام في يوم العيد، والتحدُّث بنِعمة الله -تعالى-؛ قال -تعالى-: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ).[١٨]
  • تصديقٌ لله -تعالى- بما أخبر به في كتابه من أنّه خلق الأنعام؛ لينتفعَ الناس بها؛ بذَبحها، والأكل منها.
  • تقرُّب للمسلم من الله -تعالى-؛ بصِلة رَحِمه، وإهدائهم بعضاً منها.[١٩]

آداب عيد الأضحى

يُستحَبّ في عيد الأضحى الالتزام بالعديد من الآداب، ومنها ما يأتي:

  • تقديم صلاة العيد بعد ارتفاع الشمس بِمقدار رُمح؛ ليكون هُناك وقت أكبر للأُضحية.[٢٠]
  • تأخير الأكل في العيد إلى ما بَعد صلاة العيد.[٢١]
  • الذهاب إلى صلاة العيد من طريق، والعودة إلى البيت من طريقٍ آخر؛ لفِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كما يُستحَبّ إخراج النساء والأطفال إلى صلاة العيد؛ فقد ورد عن ابن عباس أنّه خرج مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في يوم العيد، فقام، فخطب في النساء.[٢٢]
  • تأدية صلاة العيد قبل الخُطبة، ويُستحَبّ للإمام بعد الصلاة أن يُخيّر الناس بين الاستماع إلى خُطبة العيد، أو الانصراف، ويُشار إلى عدم وجود سُنّة قَبليّة، أو بَعديّة لصلاة العيد، كما يُستحَبّ الأكل والشرب في يوم العيد؛ فقد جاء عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (يومُ عرفةَ ويومُ النَّحرِ وأيَّامُ التَّشريقِ عيدَنا أَهلَ الإسلامِ ، وَهيَ أيَّامُ أَكلٍ وشربٍ)،[٢٣][٢٤]
  • الاغتسال والتطيُّب قبل الخروج إلى الصلاة.[٢٤]

المراجع

  1. أحمد مختار عبدالحميد عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)،  : عالم الكتب، صفحة 1572، جزء 2. بتصرّف.
  2. عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله بن جبرين، شرح عمدة الأحكام، صفحة 3، جزء 24.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (2010)، صلاة المؤمن – مفهوم، وفضائل، وآداب، وأنواع، وأحكام، وكيفية في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الرابعة)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 878، جزء 2. بتصرّف.
  4. الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية – مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 341، جزء 62. بتصرّف.
  5. عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح البسام التميمي (2003)، توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام (الطبعة الخامسة)، مكّة المكرّمة: مكتَبة الأسدي، صفحة 188، جزء 4. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 8192، صحيح.
  7. “عدد أيام العيدين، والأحاديث الدالة على إظهار السرور فيهما”، www.islamweb.net، 31-12-2003، اطّلع عليه بتاريخ 23-4-2020. بتصرّف.
  8. ^ أ ب سورة الكوثر، آية: 2.
  9. محمد محمد عبداللطيف بن الخطيب (1964)، أوضح التفاسير (الطبعة السادسة)،  : المطبعة المصرية ومكتبتها، صفحة 764، جزء 1. بتصرّف.
  10. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 114، جزء 31. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيدالله، الصفحة أو الرقم: 46، صحيح.
  12. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، الأردن: المكتبة الإسلامية ، صفحة 409، جزء 2. بتصرّف.
  13. زهير حسن حميدات، “التكبير المطلق والتكبير المقيّد”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  14. سورة الحج، آية: 34.
  15. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 5565 ، صحيح .
  16. عَبدالله بن محمد الطيّار، عبدالله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى (2011)، الفِقهُ الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض: مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 117-118، جزء 4. بتصرّف.
  17. “تعريفُ الأضْحِيَّةِ ومَشْروعِيَّتُها وحِكْمَةُ المشروعيَّة وفَضْلُها”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  18. سورة الضحى، آية: 11.
  19. محمد بن إبراهيم بن عبدالله التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 694. بتصرّف.
  20. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (2010)، صلاة المؤمن – مفهوم، وفضائل، وآداب، وأنواع، وأحكام، وكيفية في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الرابعة)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 909، جزء 2. بتصرّف.
  21. “السنة في عيد الأضحى أن يأكل بعد الصلاة”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  22. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، الأردن: المكتبة الإسلامية، صفحة 402، جزء 2. بتصرّف.
  23. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عقبة بن عامر ، الصفحة أو الرقم: 773 ، صحيح .
  24. ^ أ ب أحمد عرفة، “آداب العيد في الإسلام”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

عيد الأضحى

يُعرَّف عيد الأضحى، أو ما يُسمّى بالعيد الكبير بأنّه: العيد الذي يحتفلُ به جميع المُسلمين في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة،[١] وقد شرعه الله -تعالى- لعباده؛ ليفرحوا بما وفّقَهم إليه من عبادة فيما سَبقه من أيّام العَشر الأُوَل من الشهر، كصيام يوم عرفة، والتكبير، والتهليل، والصدقة، وغير ذلك من العبادات.[٢]

سبب تسمية عيد الأضحى بهذا الاسم

يُعرَّف العيد بأنّه: كُلّ يومٍ يكون فيه اجتماع، وقِيل إنّه من العادة؛ لأنّ الناس اعتادته، وقال الأزهري إنّ العيد عند العرب يُطلَق على كُلّ شيء يتكرّر؛ سواء بالفرح، أو الحزن، وقال ابن الأعرابيّ إنّه ما يعود في كُلّ عام بفرحٍ جديد، وقال الإمام النوويّ إنّ العيد سُمِّي عيداً؛ لأنّه يعود ويتكرّر، أو لأنّ الفرح يعود فيه، وهو من باب التفاؤل لِمَن يعود عليه العِيد؛ لأنّ العرب كانت تُسمّي القوافل عندما تخرج بالتفاؤل؛ ليتفاءلوا برجوعها سالمة، وقِيل لأنّ الله -تعالى- يعود على عباده في ذلك اليوم من كُلّ عام بكثرة الإحسان عليهم.[٣]

أمّا تسميته بالأضحى فهي نسبة إلى الأُضحية؛ إذ إنّ الناس تبدأ بذَبْح الأضاحي في هذا اليوم،[٤] ويُسمّى أيضاً بيوم النَّحر؛ لأنّ الهَدي والأضاحي تُنحَر فيه.[٥]

عدد أيام عيد الأضحى

شرَع الإسلام للمسلمين عيدَين، هُما: عيدُ الفِطر، وعيد الأضحى، وقد حُدِّدت أيّام عيد الأضحى شرعاً بأربعة أيّام؛ يُسمّى الأوّل منها بيوم النَّحر، أمّا الأيام الثلاثة التي تأتي بعده فتُسمّى بأيّام التشريق، وقد جاء ذِكر هذه الأيّام في الحديث الشريف؛ إذ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (يومُ الفِطْرِ، ويومُ النحرِ، وأيامُ التشريقِ، عيدُنا أهلَ الإسلامِ)،[٦] وقال الإمام الشوكانيّ إنّ هذا الحديث فيه دلالةٌ على أنّ أيّام التشريق الثلاثة هي من أيّام العيد.[٧]

صلاة عيد الأضحى وخُطبته

شرع الله -تعالى- لِعباده في يوم العيد صلاةً خاصّةً به تُسمّى صلاة العيد، وقد وردت مشروعيّتها في القرآن الكريم بقوله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ)،[٨][٩] أمّا حكمها؛ فقد تعدّدت مذاهب الفقهاء في المسألة، وفيما يأتي بيان أقوالهم:[١٠]

  • المالكية والشافعية: قالوا إنّها من السُّنَن المُؤكَّدة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ بدليل أنّ رجلاً جاء إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يسألُه إن كان عليه غير الصلوات الخمس، فأجابه النبيّ: (لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ).[١١]
  • الحنفية: ذهب الحنفيّة في المُعتمد عندهم إلى أنّها واجبة؛ لمُواظبة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها في جماعة وعدم تَركها، فلو كانت من السُّنن لاستثناها كما استثنى بعض الصلوات من الجماعة، كصلاة التراويح.
  • الحنابلة: ذهبوا إلى أنّها من فروض الكفاية التي لو أدّاها البعض، لسَقط الإثم عن الآخرين؛ واستدلّوا بقول الله -تعالى-: (فَصَل لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،[٨] وبمُواظبة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها.

أمّا بعد الانتهاء من الصلاة، فيُشرَع للإمام أن يقوم فيخطب بالناس، ويعظهم، ويوصيهم؛ إذ جاء عن ابن عباس أنّه شهد العيد مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كما شهدَه مع أبي بكر، وعُمر، وعُثمان -رضي الله عنهم جميعاً-، فكانوا يخطبون بعد صلاة العيد.[١٢]

سُنَن عيد الأضحى

تكبيرات عيد الأضحى

يُسَنّ للمُسلم الإكثار من التكبير في أيّام عيد الأضحى، ويبدأ التكبير منذ صلاة فجر يوم عرفة، ويمتدّ إلى عصر اليوم الرابع من العيد، ويكون بأيّ صِفةٍ كانت؛ لعدم وجود نصّ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في تحديد صِفة مُعيَّنة له، وهُناك نوعان من التكبير في عيد الأضحى، بيانهما فيما يأتي:[١٣]

  • التكبير المُطلَق: وهو التكبير الذي لا يتقيّد بوقتٍ مُعيَّن، إذ يجوز التكبير في الصباح والمساء، وفي أيّ وقت، وأيّ مكان، ويبدأ هذا التكبير منذ أوّل يومٍ من شهر ذي الحجّة، ويمتدُّ إلى آخر أيّام العيد.
  • التكبير المُقيَّد: وهو التكبير الذي يكون بعد الصلوات المفروضة، ويبدأ هذا النوع من التكبير منذ فجر يوم عرفة، ويمتدّ إلى آخر أيّام التشريق؛ وهو اليوم الرابع من أيام العيد.

الأضحية

تُعرَّف الأُضحية في اللغة بأنّها: ما يُنحَر في عيد الأضحى، أمّا تعريفها في الاصطلاح الشرعيّ، فهو لا يخرج عن التعريف اللغويّ؛ إذ إنّها تعني: ما يُذبَح؛ تقرُّباً لله -تعالى- في أيّام الأضحى بشروطٍ مخصوصة، وقد جاءت مشروعيّتها في القُرآن الكريم، والسُنّة النبويّة؛ فقال الله -تعالى-: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ)،[١٤] وورد في السُنّة النبويّة الكثير من الأحاديث التي تحثّ على الأُضحية وتُبيّن فضلها، وتُحذّر من تَركها، ومن ذلك فِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا)،[١٥] كما نُقِل الإجماع عن كثير من العُلماء في مشروعيّة الأُضحية.[١٦]

وتتمثّل الحكمة من مشروعيّة الأضحية في ما يأتي:[١٧]

  • شُكر الله -تعالى- على نِعَمه، ومنها نعمة الحياة.
  • إحياء سُنّة نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- لَمّا أمره الله -تعالى- بذَبْح ابنه، واستجابتهما -عليهما السلام- لأمر الله، ففداه الله -تعالى- بكبش عظيم، وكان ذلك في يوم الأضحى، فيتذكّر المسلم صبرهما، وتقديمهما طاعة الله -تعالى- ومَحبّته على مَحبّة النفس، والولد.
  • توسعة المسلم على نفسه، وأهل بيته، وإكرامه لجيرانه، وضيوفه، والتصدُّق منها للفقراء، وفي ذلك نوعٌ من إظهار الفرح الذي أمر به الإسلام في يوم العيد، والتحدُّث بنِعمة الله -تعالى-؛ قال -تعالى-: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ).[١٨]
  • تصديقٌ لله -تعالى- بما أخبر به في كتابه من أنّه خلق الأنعام؛ لينتفعَ الناس بها؛ بذَبحها، والأكل منها.
  • تقرُّب للمسلم من الله -تعالى-؛ بصِلة رَحِمه، وإهدائهم بعضاً منها.[١٩]

آداب عيد الأضحى

يُستحَبّ في عيد الأضحى الالتزام بالعديد من الآداب، ومنها ما يأتي:

  • تقديم صلاة العيد بعد ارتفاع الشمس بِمقدار رُمح؛ ليكون هُناك وقت أكبر للأُضحية.[٢٠]
  • تأخير الأكل في العيد إلى ما بَعد صلاة العيد.[٢١]
  • الذهاب إلى صلاة العيد من طريق، والعودة إلى البيت من طريقٍ آخر؛ لفِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كما يُستحَبّ إخراج النساء والأطفال إلى صلاة العيد؛ فقد ورد عن ابن عباس أنّه خرج مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في يوم العيد، فقام، فخطب في النساء.[٢٢]
  • تأدية صلاة العيد قبل الخُطبة، ويُستحَبّ للإمام بعد الصلاة أن يُخيّر الناس بين الاستماع إلى خُطبة العيد، أو الانصراف، ويُشار إلى عدم وجود سُنّة قَبليّة، أو بَعديّة لصلاة العيد، كما يُستحَبّ الأكل والشرب في يوم العيد؛ فقد جاء عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (يومُ عرفةَ ويومُ النَّحرِ وأيَّامُ التَّشريقِ عيدَنا أَهلَ الإسلامِ ، وَهيَ أيَّامُ أَكلٍ وشربٍ)،[٢٣][٢٤]
  • الاغتسال والتطيُّب قبل الخروج إلى الصلاة.[٢٤]

المراجع

  1. أحمد مختار عبدالحميد عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)،  : عالم الكتب، صفحة 1572، جزء 2. بتصرّف.
  2. عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله بن جبرين، شرح عمدة الأحكام، صفحة 3، جزء 24.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (2010)، صلاة المؤمن – مفهوم، وفضائل، وآداب، وأنواع، وأحكام، وكيفية في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الرابعة)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 878، جزء 2. بتصرّف.
  4. الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية – مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 341، جزء 62. بتصرّف.
  5. عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح البسام التميمي (2003)، توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام (الطبعة الخامسة)، مكّة المكرّمة: مكتَبة الأسدي، صفحة 188، جزء 4. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 8192، صحيح.
  7. “عدد أيام العيدين، والأحاديث الدالة على إظهار السرور فيهما”، www.islamweb.net، 31-12-2003، اطّلع عليه بتاريخ 23-4-2020. بتصرّف.
  8. ^ أ ب سورة الكوثر، آية: 2.
  9. محمد محمد عبداللطيف بن الخطيب (1964)، أوضح التفاسير (الطبعة السادسة)،  : المطبعة المصرية ومكتبتها، صفحة 764، جزء 1. بتصرّف.
  10. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 114، جزء 31. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيدالله، الصفحة أو الرقم: 46، صحيح.
  12. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، الأردن: المكتبة الإسلامية ، صفحة 409، جزء 2. بتصرّف.
  13. زهير حسن حميدات، “التكبير المطلق والتكبير المقيّد”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  14. سورة الحج، آية: 34.
  15. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 5565 ، صحيح .
  16. عَبدالله بن محمد الطيّار، عبدالله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى (2011)، الفِقهُ الميَسَّر (الطبعة الأولى)، الرياض: مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 117-118، جزء 4. بتصرّف.
  17. “تعريفُ الأضْحِيَّةِ ومَشْروعِيَّتُها وحِكْمَةُ المشروعيَّة وفَضْلُها”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  18. سورة الضحى، آية: 11.
  19. محمد بن إبراهيم بن عبدالله التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 694. بتصرّف.
  20. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (2010)، صلاة المؤمن – مفهوم، وفضائل، وآداب، وأنواع، وأحكام، وكيفية في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الرابعة)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 909، جزء 2. بتصرّف.
  21. “السنة في عيد الأضحى أن يأكل بعد الصلاة”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.
  22. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، الأردن: المكتبة الإسلامية، صفحة 402، جزء 2. بتصرّف.
  23. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عقبة بن عامر ، الصفحة أو الرقم: 773 ، صحيح .
  24. ^ أ ب أحمد عرفة، “آداب العيد في الإسلام”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى