نبذة عن سيدنا عيسى عليه السلام
عيسى -عليه السلام- هو رسول الله -تعالى، بعثه واصطفاه ليدعوا الناس إلى عبادة الله وعدم الإشراك به، فهو من أولي العزم وخاتم الأنبياء الذين بُعثوا إلى بني إسرائيل، وقد أيّده الله بكاتبه المقدس الإنجيل، ومن المعجزات التي أيّد الله -تعالى- بها نبيّه عيسى -عليه السلام- ولادته من دون أب، وقد أنزل الله -تعالى- براءة السيدة مريم في القرآن الكريم، وبيّن طريق خلق سيدنا عيسى -عليه السلام-.[١]
قصة ولادة سيدنا عيسى
وُصفت السيّدة مريم بالعفافِ والطّهارة وأداءِ الواجبات الدينية والطاعات على أكمل وجه، وقد بشّرتها الملائكة بأنّ الله اصطفاها عن العالمين، وفي يومٍ من الأيام خرجت السيدة مريم من محرابها التي كانت تتعبّد فيه، فأرسل الله -سبحانه وتعالى- الملك جبريل -عليه السلام- لها على هيئة بشر.[٢]
وعندما رأته خافت منه، ولم تعرفه، فقال لها إنّ الله -سبحانه وتعالى- بعثه لينفخ من روحه فيها ويهب لها غلاماً زكياً، فقالت له مستنكرة: (أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا)،[٣] فقال لها إنّ ذلك على الله -تعالى- هيّن، وإذا أراد شيئاً قال له كن فيكون، فهذا دليل وبرهان على قدرة الله -عزّ وجلّ-.[٢]
ونفخ جبريل -عليه السلام- فيها فحملت بسيدنا عيسى -عليه السلام-، وقامت بالابتعاد عن الناس خوفاً من أن يقوموا باتّهامها بالزنا، وقد أصابتها آلام الولادة تحت جذع نخلة يابسة، ورزقها الله تعالى بالخيرات من أجل أن تأكل وتشرب، وطلب منها نذراً وهو ألّا تتكلم مع أي إنسان.[٤]
ورجعت السيدة مرين إلى قومها وهي تحمل على يديها سيدنا عيسى -عليه السلام-، وعندما شاهدها القوم اتّهموها بفعل الفاحشة، فلم تردّ عليهم بأي شيء، وقامت بالإشارة إلى سيدنا عيسى -عليه السلام-، فنطق وهو في المهد، وقال إني عبد الله، واعترف بالعبودية لله العزيز القهار، فكانت هذه معجزة من المعجزات التي أيّد الله -تعالى- بها سيدنا عيسى -عليه السلام- في الصّغر.[٤]
دعوة سيدنا عيسى
أرسل الله -سبحانه وتعالى- سيدنا عيسى -عليه السلام- ليدعوا بني إسرائيل إلى توحيد الله -سبحانه وتعالى-، وليخرجهم من الظلمات إلى النور، وليهديهم إلى الصراط المستقيم،[٥] لكن غالبية بني إسرائيل واجهوا هذه الدعوة بالرفض، وأعرضوا عن دين الحق، إلّا فئة قليلة آمنت بالرسالة التي جاء بها سيدنا عيسى -عليه السلام-، ولم يتردّدوا في قبول نداء سيدنا عيسى -عليه السلام-.[٦]
وقد سمّى الله -سبحانه وتعالى- الفئة التي نصرت سيدنا عيسى -عليه السلام- بالحواريّين؛ لأنّهم آمنوا به وأخلصوا له النية، ودافعوا عن دين الحق، ونقّوا أنفسهم من أيّ غشٍ أو باطلٍ يكمن في صدورهم، فكان إيمانهم قويّاً ومتيناً، ووقفوا إلى جانب سيدنا عيسى في الدفاع عن دين الحق.[٧] وقد أيّد الله نبيّه عيسى بالمعجزات ليقيم الحجة على قومه.
قال الله -تعالى-: (وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ* وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ* إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ).[٨]
المراجع
- ↑ “نبذة عن نبي الله عيسى عليه السلام”، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 23/5/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب وهبة الزحيلي، التفسير المنير للزحيلي، صفحة 67، جزء 16. بتصرّف.
- ↑ سورة مريم، آية:20
- ^ أ ب عبدالله العواضي، “قصة مريم في القرآن”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 23/5/2022. بتصرّف.
- ↑ د. علي الصلابي، المسيح عيسى بن مريم، صفحة 166. بتصرّف.
- ↑ د. عمر بن عبد العزيز القرشي، المنظمات اليهودية ودورها في إيذاء عيسى عليه السلام (دعوة المسيح عليه السلام)، صفحة 19. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، موسوعة التفسير المأثور، صفحة 231، جزء 5. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:48-51