ضغط الدم

جديد انخفاض الضغط بعد الأكل

مقالات ذات صلة

انخفاض الضغط بعد الأكل

يُعدّ انخفاض الضغط بعد الأكل (بالإنجليزية: Postprandial hypotension) أحد أنواع انخفاض ضغط الدم، ويعرّف على أنه هبوط ضغط الدم الطبيعي أو زيادة انخفاض الضغط المنخفض سابقًا بعد تناول الطعام بنحو نصف ساعة إلى ساعتين تقريبًا،[١] ويشيع حدوث هذا النوع من انخفاض ضغط الدم لدى كبار السن،[٢] ويكاد لا يظهر أبدًا في عمر الشباب،[٣] كما أنّ حدوثه لدى كبار السن يكون بنسب مختلفة، فبالاستناد إلى نتائج الدراسة التي نُشرت في مجلة Journal of Aging Research وُجد أنّه يحدث في 67% من كبار السن المقيمين في المستشفيات، أمّا كبار السن المقيمين في المنزل تحت رعاية طبية فقد ظهر بنسبة 24-33%، وكذلك ظهر في 50% من كبار السن الذين قد أُصيبوا بإغماء (بالإنجليزية:Syncope) غير واضح السبب.[٤]

وبشكلٍ عام يٌعرّف ضغط الدم (بالإنجليزية: Blood pressure) بأنّه قوة تدفق الدم المبذولة على جدران الشرايين، وقد تشهد قيمة ضغط الدم ارتفاعًا في أوقات ما، بينما تنخفض في أوقات أخرى وذلك اعتمادًا على طبيعة المجهود المبذول من قبل الفرد، إذ يسبب النوم انخفاضًا في ضغط الدم، بينما تسبب ممارسة التمارين الرياضية ارتفاعًا مؤقتًا في ضغط الدم،[٢] وتُعتبر قراءة ضغط الدم منخفضة، إذا كانت القيمة العلوية والتي تشير إلى ضغط الدم الانقباضي (بالإنجليزية: Systolic) أقلّ من 90 مليمتر زئبق أو كانت القيمة السفلية والتي تشير إلى قيمة الضغط الانبساطي (بالإنجليزية: Diastolic) أقل من 60 مليميتر زئبق.[٥]

أعراض انخفاض الضغط بعد الأكل

يظهر على المصاب بعض الأعراض التي تشير إلى انخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام، نذكر من هذه الأعراض ما يأتي:[٥][٢]

  • الغثيان.
  • التعب والإرهاق.
  • قلة التركيز.
  • الشعور بالدوخة أو الدوار.
  • الإغماء.
  • رؤية ضبابية أو غير واضحة.

أسباب وعوامل خطر انخفاض الضغط بعد الأكل

بعد تناول وجبة الطعام يزداد تدفق الدم إلى الأمعاء لهضم الطعام، وللمحافظة على ضغط الدم في الجسم ضمن معدله الطبيعيّ تأتي استجابة الجسم بانقباض الأوعية الدموية عند بقية الأعضاء وزيادة معدل نبض القلب، ولكن قد لا تحدث هذه الاستجابة بشكل كافٍ وفعال للمحافظة على ضغط الدم لدى كبار السن، مما يسبب انخفاض الضغط بعد تناول الطعام،[٣] وفي بعض الأوقات قد لا يجد الطبيب سببًا واضحًا لحدوث انخفاض الضغط بعد تناول الطعام،[٢] ولكن تمّ تحديد بعض عوامل الخطر التي قد تلعب دورًا في زيادة احتمالية الإصابة بانخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام، وفيما يأتي ذكرٌ لبعض هذه العوامل:[٣]

  • اضطرابات الجهاز العصبي الذاتي: (بالإنجليزية: Autonomic nervous system)، حيث يُعدّ الجهاز العصبيّ الذاتيّ المسؤول عن تنظيم عمليات الجسم الداخلية، ومن أمثلة الاضطرابات التي قد تصيبه ما يأتي:[٣]
    • مرض الشلل الرعاش، أو ما يعرف بمرض باركنسون (بالإنجليزية: Parkinson disease).
    • مرض الضمور الجهازي المتعدد (بالإنجليزية: Multiple system atrophy).
    • مرض السكري (بالإنجليزية: Diabetes)، وقد وُجد أنّ انخفاض ضغط الدم بعد الطعام قد يكون مرتبطًا بسرعة امتصاص السكر في الجسم.[٣][٢]
  • ارتفاع ضغط الدم: قد تسبب الأدوية المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم زيادة فرصة حدوث انخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام، وذلك لكفائتها العالية في خفض ضغط الدم، لذا فقد تُحدث انخفاضًا غير آمنٍ في قيم الضغط.[٣][٢]
  • مكونات وجبة الطعام: يؤثر ما تحتويه الوجبة من أنواع الغذاء في مدى التغير في قيم ضغط الدم، فقد وُجد أنّ الوجبة الغنية بالبروتينات هي الأقل تأثيرًا في قيم الضغط، تليها الوجبة الغنية بالدهون، أمّا الوجبة الغنية بالسكريات فكانت أكثر الوجبات تأثيرًا في انخفاض قيم ضغط الدم،[٦] وفُسّر ذلك بأنّ بعض المواد الكيميائية التي يفرزها الجسم في الدم كالأنسولين (بالإنجليزية: Insulin) كاستجابة لتناول وجبة غنية بالسكريات أو الكربوهيدرات قد يسبب تمددًا كبيرًا في الأوعية الدموية في منطقة البطن، وبالتالي انخفاضًا لضغط الدم.[٧]

تشخيص انخفاض الضغط بعد الأكل

تُعدّ مراقبة ضغط الدم الجوال (بالإنجليزية: Ambulatory blood pressure monitoring) إحدى الأدوات التشخيصية التي قد تساعد في الكشف عن انخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام،[٦] وبشكلٍ عام يُعبَر عن قراءة ضغط الدم بقيمتين كما ذكرنا؛ قيمة الضغط الانقباضي وقيمة الضغط الانبساطي،[٨] أمّا عن آلية قياس الضغط للكشف عن انخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام، فتتمّ بالخطوات الآتية:[٩]

  • يُترك الشخص مدة خمس دقائق ليستريح.
  • يُقاس ضغط الدم أثناء الاستلقاء.
  • تُقدم وجبة من الطعام تحتوي على مختلف المجموعات الغذائية، من بروتينات وكربوهيدرات ودهون.
  • يُقاس الضغط على فترات زمنية مختلفة أثناء الجلوس، إذ يُقاس بعد مرور 15، 30، 60، 75، 90، 120 دقيقةً على تناول الوجبة، وتُسجّل القراءات وتُقدّم للطبيب.

وإذا وجد الطبيب أنّ قيمة الضغط الانقباضي قبل تناول الوجبة أعلى من 100 مم زئبقي ثم أصبحت بعد تناول الوجبة أقل من 90 مم زئبقي خلال ساعتين من تناول الطعام، أو إذا وجد انخفاضًا في ضغط الدم الانقباضي بمقدار 20 مم زئبقي خلال ساعتين من تناول الطعام، فقد تشير هاتين الحالتين إلى الإصابة بانخفاض ضغط الدم بعد الأكل، كما يمكن اللجوء إلى فحوصات أخرى تساعد أيضًا على التشخيص بحسب الحالة، ومنها ما يأتي:[٦]

  • تحليل اليوريا والكهارل: (بالإنجليزية: Urea and electrolytes)، واختصارًا U&E، وهو فحص يُطلب عادةً لتقييم وظائف الكلى.[٦][١٠]
  • تحليل الدم: يستخدم في الكشف عن الحالات الآتية:[٢][٦]
    • فقر الدم (بالإنجليزية: Anemia).
    • الكشف عن انخفاض نسبة السكر في الدم.
    • الكشف عن الإصابة بالسكري من خلال قياس مستوى السكر الصيامي (بالإنجليزية: Fasting glucose).
  • اختبار الطاولة المائلة: (بالإنجليزية: Tilt-table testing)، عادةً ما يستخدم هذا الفحص للكشف عن سبب الإغماء،[١١]كما يستخدم أيضًا للكشف عن انخفاض ضغط الدم الانتصابي (بالإنجليزية: Orthostatic hypotension)،[٦] والذي يُعرّف بأنّه انخفاض ضغط الدم في حال تغيير وضعية الجسم من الاستلقاء إلى الوقوف بشكل مفاجىء.[١٢]
  • تخطيط كهربية القلب: (بالإنجليزية: Electrocardiogram)، وهو اختبار يبحث عن وجود خلل في إيقاع نبض القلب.[٢]
  • تخطيط صدى القلب: (بالإنجليزية: Echocardiogram)، يساعد تخطيط صدى القلب على تقييم بنية ووظائف القلب.[٢]
  • فحوصات أخرى: قد يُطلب تحليل الحمل في حال كانت المصابة غير متأكدة من وجود حملٍ بالرغم من احتمالية حدوثه.[٦]

علاج انخفاض الضغط بعد الأكل

على الرغم من عدم وجود علاج معين لمشكلة انخفاض الضغط بعد تناول الطعام، إلا أنّه يمكن التحكم في الأعراض التي ترافقه قدر الإمكان لدى أغلب المصابين،[٧] وذلك من خلال إضافة بعض الإجراءات أو تعديل بعض الممارسات الروتينية، ومن الأمثلة عليها ما يأتي:

  • تغييرات على وجبات الطعام: يمكن إجراء بعض التعديلات على النظام الغذائي، وتشمل هذه التعديلات ما يأتي:[٧]
    • تقسيم وجبات الطعام إلى وجبات صغيرة يتم تناولها عدة مرات في اليوم، وذلك لتحفيز تدفق كمية أقل من الدم إلى البطن في المرة الواحدة.[٧]
    • التقليل من الوجبات الغنية بالكربوهيدرات، خاصة سريعة الهضم، مثل: الشوكولاته، والمشروبات السكرية، والبطاطا، والأرز الأبيض، والخبز الأبيض.[٧][١٣]
    • الإكثار من الأطعمة بطيئة الهضم، مثل: الحبوب الكاملة، والبروتينات، والفاصولياء.[١٣]
  • تجنب شرب الكحول: ذُكر سابقًا أنّه بعد تناول الطعام يزداد تدفق الدم إلى البطن، فيستجيب الجسم لهذا من خلال انقباض الأوعية الدموية في الساقين، ووُجد أنّ الكحول يعمل كمرخٍ أو موسع لجدران الأوعية الدموية، مما يعني عدم استجابة الجسم للآلية المذكورة، ونتيجةً لذلك ينخفض ضغط الدم.[٧]
  • الأدوية: يساعد استخدام بعض الأدوية على التخفيف من أعراض انخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام،[٣] ولكن يؤكّد على ضرورة استشارة الطبيب قبل أخذ أي دواء، أو إجراء أي تعديل على جرعة الدواء، أو موعد استخدامه،[٢] وسنتطرق لهذه الأدوية فيما يأتي:
    • استخدام مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs)، واختصارًا NSAIDs قبل تناول الوجبة، حيث تساعد هذه الأدوية على زيادة حجم الدم من خلال الاحتفاظ بالأملاح في الجسم.[٣]
    • استخدام الأكاربوز (بالإنجليزية: Acarbose) والغوار (بالإنجليزية: Guar)، إذ ينتمي الأكاربوز لمجموعة مثبطات الغلوكوزيداز (بالإنجليزية: Glucosidase inhibitor)، أما الغوار فهو مادة صمغية مستخرجة من حبوب الغوار، ويكمن دورهما في تقليل امتصاص الغلوكوز من الأمعاء، وكذلك تقليل سرعة عملية تفريغ الطعام من المعدة وانتقاله للأمعاء.[٩][٦]
    • تجنب استخدام الأدوية المعالجة لارتفاع ضغط الدم قبل تناول وجبات الطعام.[٩]
    • ايقاف استخدام مدرات البول (بالإنجليزية: Diuretics) المستخدمة في علاج فشل القلب الانبساطي (بالإنجليزية: Diastolic heart failure) بعد استشارة الطبيب، فقد وُجد أنّ إيقاف استخدام مدرات البول قد يحسن من أعراض انخفاض الضغط بعد تناول الطعام.[٧]
    • إعطاء حقنة أوكتريوتايد (بالإنجليزية: Octreotide) تحت الجلد قبل تناول الوجبة، إذ إنّ الأوكتريوتايد يشبه في آلية عمله هرمون السوماتوستاتين (بالإنجليزية: Somatostatin) الذي يفرزه البنكرياس، فيساهم هذا العقار في تقليل تدفق الدم إلى الأمعاء، ويُشار إلى أنّه لا يُستخدم إلا إذا فشلت العلاجات الأخرى، إذ إنّ كلفته عالية، وقد يسبب آثارًا جانبية خطيرة.[٧]
  • ارتداء حزام البطن: فقد وُجد أنّ لارتداء الجوارب الضاغطة (بالإنجليزية: Compression stockings) دورًا في التخفيف من حالات الإغماء والدوار، حيث تحسن من تدفق الدورة الدموية في القدمين من خلال الضغط على الساقين والتسبب بتضييق الأوردة، ويُشار إلى قلة فعالية الجوارب التي تصل للفخد أو للركبة فقط، كما وُجد أنّ ارتداء حزام البطن (بالإنجليزية: Abdominal binder) قد يقلل من تجمع الدم في منطقة البطن.[١٣]
  • ممارسة التمارين الرياضية: تساهم ممارسة التمارين الرياضية في تقوية جدار الأوعية الدموية، لذلك فإنّ ممارستها ما بين وجبات الطعام قد يخفف من أعراض انخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام، ويُعدّ المشي مثالًا على هذه التمارين،[٧] إذ يساعد على تعزيز تدفق الدم، ولكن قد ينخفض ضغط الدم مرة أخرى لدى المصاب بمجرد التوقف عن المشي.[٩]
  • إجراءات أخرى: ومنها ما يأتي:
    • الجلوس أو الاستلقاء بعد تناول الوجبة لمدة ساعة أو ساعتين إذا كانت الأعراض شديدة.[٧]
    • استهلاك الكافيين، إذ يؤدي الكافيين لانقباض الأوعية الدموية أيضًا، وتجدر الإشارة إلى ضرورة استخدامه صباحًا قبل تناول وجبة الإفطار لتقليل تأثيره في النوم، ولتجنب اعتياد المصاب على استخدامه باستمرار.[٣]

المراجع

  1. Phillip A. Low, Robert D, Patricia E. Kern (2017), “Orthostatic Hypotension”، www.rarediseases.org, Retrieved 20-1-2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر James Roland (22-2-2019), “What Is Postprandial Hypotension?”، www.healthline.com, Retrieved 20-1-2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Andrea D. Thompson (9-2020), “Postprandial Hypotension”، www.msdmanuals.com, Retrieved 20-1-2021. Edited.
  4. Narender P. Van Orshoven, Paul A. F. Jansen, Irène Oudejans, and others (12-5-2010), “Postprandial Hypotension in Clinical Geriatric Patients and Healthy Elderly: Prevalence Related to Patient Selection and Diagnostic Criteria”، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 20-1-2021. Edited.
  5. ^ أ ب “Low blood pressure (hypotension)”, www.mayoclinic.org,22-9-2020، Retrieved 20-1-2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح خ د Colin Tidy (28-12-2016), “Hypotension”، www.patient.info, Retrieved 20-1-2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر Richard N. Fogoros (6-2-2020), “An Overview of Postprandial Hypotension”، www.verywellhealth.com, Retrieved 20-1-2021. Edited.
  8. “High Blood Pressure Symptoms and Causes”, www.cdc.gov,19-5-2020، Retrieved 20-1-2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث Radcliffe Lisk (4-2010), “Postprandial hypotension”، www.gmjournal.co.uk, Retrieved 20-1-2021.
  10. “U&E”, www.labtestsonline.org.au, Retrieved 20-1-2021. Edited.
  11. James Beckerman (2-3-2019), “Heart Disease and the Head-Up Tilt Table Test”، www.webmd.com, Retrieved 20-1-2021. Edited.
  12. Linda J. Vorvick (2-7-2019), “Low blood pressure”، www.medlineplus.gov, Retrieved 20-1-2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت “Lifestyle Changes for Autonomic Disorders”, www.nyulangone.org, Retrieved 21-1-2021. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى