الضاد والظاء
تزخر اللُّغة العربيّة بالمترادفات والمتشابهات، وقد يخلط العوام من غير أهل الاختصاص في اللّغة في بعضها؛ كأن يلتبس عليهم النطق بالظاء والضاد فيشيع الخلط بينهما، فهما حرفان متشابهان إلى حدٍ ما إلّا أنّ هناك فروقاً بسيطةً بينهما سنتعرّف عليها في السطور القليلة القادمة. اعتنى علم التجويد بشكلٍ ملحوظٍ في التمييز بين مخرج الحرفين، وعلى القارىء أو الكاتب أن يبذل قصارى جهده في الانتباه لما يقرأ ويكتب من ظاء أو ضاد، فالأُذن في اللغة لها ميزانٌ لا يجب أن يَختلَّ؛ فكيف بنا إذا لفظنا كلمة (مريض) بالظاء فأصبحت (مريظ)، أو استبدلنا بالظاء في كلمة (ظلم) حرف الضاد لتصبح (ضلم) فذلك قد غيّر المعنى ألف مرة أو يزيد. ولقد تعهّد الله -عزّ وجلّ بحفظ كتابه العظيم من التحريف والتبديل؛ ويقتضي حفظ هذا القرآن حفظ لغته أي اللغة العربية، حيث لا ينفصل عنها القرآن الكريم بأي حالٍ من الأحوال فهي تحمل ألفاظه ومعانيه.[١]
حرف الضّاد
حرف الضّاد هو الحرفُ المميّز للُّغة العربية اذ تنفرد به بين باقي اللغات، ولذلك تُسمّى باسمه لغة الضّاد، وهو الحرف الخامس عشر في ترتيب الحروف الهجائيّة، وقد يأتي متّصلاً في أوّل الكلمة ووسطها وآخرها أو منفصلاً في آخرها، ومخرجه من إحدى حافتي اللّسان مع أطراف الثنايا العليا وهو أصعب الحروف نطقاً وأشدُّها على اللسان، ولقد تحوَّلت الضَّاد في غير العربية إمَّا إلى صادٍ كما في اللّغة الأكاديّة، وإمَّا إلى غينٍ كما في اللّغة السريانيّة، وإمَّا إلى عينٍ كما في اللّغة الآراميّة، أمّا عن صفات حرف الضّاد فهي كالآتي:[٢]
- الجهر
- الرّخاوة.
- الاستعلاء.
- الإطباق.
- الاستطالة.
- الإصمات، وتشاركه الظاء في جميع هذه الصفات إلا في صفة الاستطالة.
يقول الدكتور غانم قدوري الحمد: “الضاد صوتٌ صعب الأداء ومن ثم أخذت ألسنة الناس تنحرف في نطقه إلى أصوات أخرى، ويبدو أنَّ ذلك ظهر في القرون المتقدِّمة حتى وجدنا عبد الوهاب القرطبي يُصرِّح في القرن الخامس أنَّ أكثرَ القُرَّاء ينطقونَها ظاءً، ثم يأتي ابن وثيق بعد قرن من ذلك ليقول: “قَلَّ من يُحْكِمُها في الناس”، ثُمَّ يقول ابن الجزري في أواخر القرن الثامن: “ألسنة النَّاس فيه مُختلفة وقلَّ مَنْ يُحسنه”.[٣]
حرف الظاء
حرف الظاء هو الحرف السّابع عشر في ترتيب الحروف الهجائيّة، ومخرجه من ظهر طرف اللّسان مع أصول الثّنايا العليا، ويقصد بالثّنايا الأسنان الأمامية من الفك، والظّاء حرفٌ لثويٌّ، ولو أخذنا هذا المثال في البيت الشعري القائل:[٣]
ظنّوا التراث يُباعُ بيع نخاسةٍ
خابوا .. وهل أسدٌ يبيع عريناً
جاءت كلمة ظنوا بمعنى حسبوا واعتقدوا، فلو قلبناها ضاداً لأصبح معناها ضنُّوا أي بخلوا وبين المعنيين فرق كبير، وهناك دور مهم في تصحيح لفظهما ويكون في التلقّي عن العلماء والاستماع لطريقة لفظهم بالمشافهة.[٣]
جرت عادة العرب على تسمية الأشياء وفقاً لمضمونها كأن يستخدموا الحروف الخشنة مثل: الصّاد، والضّاد، والطّاء، والظّاء، والخاء، والذّال، والثّاء في الكلمات التي توحي بالشِّدة كأسماء الأسلحة وما يتعلَّق بها؛ كالظُّنبوب وهو: مسمارٌ يكون في جبَّة السّنان يركب في أعلاه الرّمح، والحظوة وهو: سهم صغير قدر ذراع، يلعب به الصّبيان.[٣]
المراجع
- ↑ “الفرق بين الضاد والظاء”، www.ahewar.org، اطّلع عليه بتاريخ 14-7-2018. بتصرّف.
- ↑ “الفرق بين الضاد والظاء”، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 14-7-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث “مشكمة حرفا الضاد والظاء”، site.iugaza.edu.ps، اطّلع عليه بتاريخ 14-7-2018. بتصرّف.