محتويات
الفرق بين السجع والجناس من حيث التعريف
يعرف السجع أنه توافق الفاصلتين (الفاصلة في النثر كالقافية في الشعر) في الحرف الأخير من النثر أما الجناس فهو تشابه لفظين في النطق، واختلافهما في المعنى، ويقال له: التجنيس، والتجانس، والمجانسة، ولا يستحسن إلا إذا ساعد اللفظ المعنى، ويقسم الجناس إلى نوعين[١]:
الجناس التام
ويعرف بأنه ما اتفق فيه اللفظان المتجانسان في أربعة أشياء: نوع الحروف، وعددها، وهيئتها، وترتيبها مع اختلاف المعنى، وفي ذلك قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يؤفكون}.[٢]
الجناس غير التام (الناقص)
وهو ما اختلف فيه اللفظان في واحد أو أكثر من الحروف، وعددها، وشكلها، وترتيبها، ويكون الاختلاف بزيادة حرف في بداية الكلمة أو وسطها أو في نهايتها، وفي ذلك قول الشاعر:[٣]
- هَلّا نَهاكَ نُهاكَ عن لَومِ امرئ
- لم يُلفَ غَيرَ مُنَعَّمٍ بِشَقَاءِ
الفرق بين السجع والجناس من حيث الاستخدام
يكون السجع في الحرف الأخير من النثر حيث تتوافق أواخر الحروف عند الفواصل، وموطنه النثر وقد يجيء في الشعر نادرًا، ومن أمثلة السجع في النثر: [١]
- يروى أن الزبراء كاهنة بني رئام أنذرتهم غارة عليهم فقالت: “واللوح الخافق، والليل الغاسق، والصباح الشارق…”.[٤]
أما الجناس فيكون في كلمتين اختلفتا في المعنى، ويأتي في الشعر والنثر ولكنه يُعد حُلي الشعر، ومن أمثلته في النثر: ارعَ الجارَ ولو جارَ، "دوامُ الحالِ من المحال".
ومن أمثلته في الشعر:
ما مات من كرمِ الزمان فإنه
يحيا لدى يحيى بن عبد الله
بيض الصفائح لا سود الصحائف في
متونهن جلاء الشك والريب
تدريبات على تمييز السجع من الجناس
المثال | نوعه | التبرير |
يرى العالِمُ العالَمَ مختلفًا. | جناس ناقص | جاءت الكلمة الأولى (العَالِم) بمعنى صاحب العلم، أما الكلمة الثانية (العَالَم) فهي بمعنى الخلق كله، وقد اختلفت اللفظتان في هيئة الحروف إذ اختلفت الحركات فيما بينها، واختلفتا في المعنى أيضًا، واتفقتا في نوع الحروف وعددها وترتيبها، فهو جناس ناقص. |
قالت أمل: إنّ الأمل يبث في المرء الحياة. | جناس تام | جاءت الكلمة الأولى (أمل) بمعنى اسم لأنثى، أما الكلمة الثانية (الأمل) فكانت بمعنى الرجاء والتفاؤل، اختلفت الكلمتان في المعنى ولكنهما اتفقتا في عدد الحروف، ونوعها، وترتيبها، وهيأتها، فهو جناس تام. |
رأيت في الصمت راحةً، وفي التجاهل سكينةً، وفي العفو رفعةً، وكل ذلك ما يزيد في المرء إلا سموًا وعزةً. | سجع | توافقت الفواصل في الحرف الأخير من كل جملة، فهو سجع. |
الفرق بين السجع والفاصلة القرآنية
يخطئ الكثير بأن يقولوا أن القرآن مسجوع، إذ أخذت قضية الفواصل القرآنية العناية والاهتمام منذ بدء عصر التأليف في الدراسات القرآنية والبلاغية، ويمكن تعريف الفاصلة القرآنية بأنها الكلام المنفصل عما بعده، والكلام المنفصل قد يكون رأس آية وغيرها، وكل رأس آية فاصلة، وليس كل فاصلة رأس آية.[٥]
فالفاصلة تعم النوعين، وتقع الفاصلة عند الاستراحة من الخطاب لتحسين الكلام بها وهي الطريقة التي يباين القرآن بها سائر الكلامسُميت بالفواصل لأنه ينفصل فيهما الكلمتان، وذلك أن آخر الآية فصل بينها وبين ما بعدها، ولم يسموها أسجاعًا، والفواصل القرآنية أيضًا حروف متشاكلة في المقاطع توجب حُسن إفهام المعاني.[٥]
وقد عرفنا السجع سابقًا أنه توافق الفاصلتين في الحرف الأخير من النثر، ومع الفرق في التعريف بينهما فالسجع شيء يقصد في نفسه ثم يحيل المعنى عليه، أي أن المعاني تابعة له، ورأى بعضهم أنه عيب لما فيه من التكلف، أما الفواصل القرآنية فتتبع المعنى ولا تكون مقصودة بذاتها، وهي من البلاغة.[٥]
المراجع
- ^ أ ب السيد أحمد الهاشمي، جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع، صفحة 325. بتصرّف.
- ↑ سورة الروم، آية:55
- ↑ “لائمي في حب مَن مِن أجله”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 12/09/2021.
- ↑ شوقي ضيف، العصر الجاهلي، صفحة 421. بتصرّف.
- ^ أ ب ت كمال الدين مرسي، فواصل الآيات القرآنية، صفحة 9. بتصرّف.