إسلام

الفرق بين الحب والعشق في الإسلام

صورة مقال الفرق بين الحب والعشق في الإسلام

مقالات ذات صلة

الفرق بين الحب والعشق في الإسلام

مفهوم الحب

الحب هو مشاعر يمتلكها الإنسان تجاه العديد من الأمور في حياته؛ سواء كانت أموراً مادية أو معنوية أو حتى أشخاص، والحب يكون في كل ما يوجبه ميل الطباع والفطرة والحكمة جميعاً،[١] والحب مشاعر سامية تؤدي للّين واللطف وتُبعد عن قسوة القلب والغِلظة.

مفهوم العشق

العشق هو شدة الشهوة لنيل المطلوب من المعشوق إذا كان شخصاً، وعقد القصد على مواقعته عند السيطرة عليه، ولو كان العشق منفصلاً عن الشهوة لكان جائزاً،[١] ويعني العشق أيضاً: كثرة الحب، وقيل: هو إعجاب المحب بالمحبوب يكون في عفاف الحب وغيره.[٢]

وقيل: العشق والعسق بالشين والسين؛ اللزوم والالتصاق بالشيء لا يفارقه ولا يبتعد عنه، وقيل: (العشق الإغرام بالنساء، والعشق الإفراد بالمحبة فلا يجمع أحدا في الحب).[٢]

ويذكر ابن القيم -رحمه الله- في تعريف العشق: هو المبالغة في الحب، بحيث يسيطر المعشوق على الفؤاد من العاشق، حتى لا يخلو من تصوره وتذكره وذكر سيرته والتفكر فيه، بحيث لا تغيب عن خاطره، فعند ذلك تشتغل النفس بالتخيلات النفسانية فيصيب عزمه الضعف والخور، فيحدث بتعطيلها من الأمراض على الجسد والروح ما يصعب علاجه.[٢]

آثار العشق النفسية والصحية

ولقد أجمل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- آثار العشق وهي على النحو الآتي:[٢]

  • الرغبة بالمخاطرة وإضرار النفس.
  • يؤدي إلى أمراض البدن من الهزال والنحول.
  • شتات التفكير وشرود الذّهن.
  • الانطواء والاكتئاب.
  • القلق والأرق والاضطراب.

حقيقة العشق

حيث يُتَصور العاشق كل تفاصيل المعشوق من لون وطول وجمال جسد وعيون وغير ذلك من الأوصاف التي طُبعت صوراً في ذهن العاشق لمعشوقه؛ من أجل ذلك قال بعض أهل العلم إنّ صفة العشق لا تليق بجلال الله -تعالى-، ولا يُعشَق كي لا يحمله عشقه لربّه على تصور ذات الله -تعالى- بتصاوير قد نزّه نفسه عنها، ولا يُحمد من تصور فيه تصوراً فاسداً.[٢]

والجمهور لا يقبلون هذا اللفظ في حق الله -تعالى-؛ لأن العشق هو المبالغة في المحبة الزائدة عن الحد المشروع، والله -تعالى- محبته لا نهاية لها؛ فلا يحدها حد لا تنبغي مجاوزته،[٢] والعشق عموماً غير محمودٍ، ولا يَحسُن في حقّ الله -تعالى- ولا في حقّ خلقه كذلك، لأنها محبة مبالغ فيها عن الحد المحمود.[٢]

ولفظ العشق إنما يُستعمل عُرفاً في محبة الإنسان لامرأة أو العكس، ولا يُستعمل في محبة الأنبياء والأهل والمال والوطن والجاه وغيره، وهو ملازم كثيراً للفعل المحرم، مثل: النظر المحرم، واللمس المحرم، وغير ذلك من الأفعال المحرمة.[٢]

أسباب العشق

بعد أن تبيّنت مخاطر العشق وكثرة آثاره المضرّة الناتجة عنه، فإن له من أسباباً محركةً له، ذلك أن العشق يبدأ وينشط إذا وُجدت محرّكاته ومهيّجاته؛ فهناك أسباب تثير العشق، وتدفع إليه دفعاً، ومنها:[٣]

  • الإعراض عن الله -عز وجل-

ذلك أن في الله -جل في علاه- عوضاً عن كل شيء، وأنَّ من عرف الله -جل في علاه- حق المعرفة حصر محبته عليه، ولم يطلب محبة سواه.

  • ديمومة وتكرار النظر إلى المعشوق

إذا غاب المعشوق عن العين طلبته النفس ورامت للقياه، ثم ودّت لو استمتعت به وهامت به، فيصبح خيالها منشغلاً به، فيتعمّق بذلك عشقه، وكلما زادت الشهوة البدنية قوي الفكر في ذلك.

  • سماع الغزل والغناء

إن كثرة الاعتياد على الاستماع لكلمات العشق والغناء يوقظ شهوة التعلق ويثيرالعشق في القلب.

  • الجهل بأضرار العشق وآثاره

وقد مر شيء من مخاطره وأضراره؛ فالعلم بها يقي من هذا الداء الوبيل الهالك.

  • الفراغ

يعدّ الفراغ من أعظم الأسباب المؤدية على العشق، وللفراع أضرار عدة؛ فالنفس إن لم تُشغل بخيرٍ ستُشغل بِشرٍّ لا محالة.

أقوال في العشق

للعلماء والفلاسفة أقوال كثيرة في العشق منها:[٣]

  • قال ابن عبد البر -رحمه الله-: “سئل بعض الحكماء عن العشق فقال: شغل قلب فارغ”.
  • قال ابن القيم -رحمه الله-: “وعشق الصور إنما تبتلى به القلوب الفارغة من محبة الله -تعالى- المعرضة عنه”.
  • قال ابن عقيل -رحمه الله-: “وما كان العشق إلا لأرعن بطّال، وقَلّ أن يكون في مشغول ولو بصناعة أو تجارة؛ فكيف بعلوم شرعية، أو حكمية”.
  • قال أفلاطون: “العشق حركة النفس الفارغة”.
  • قال أرسطو: “العشق جهل عارض، صادف قلباً خالياً لا شغل له من تجارة، ولا صناعة”.
  • قيل: “هو سوء اختيار صادف نفساً فارغة، ومن الفراغ أيضاً فراغ القلب من محبة الله -عز وجل-“.

المراجع

  1. ^ أ ب أبو هلال العسكري،، كتاب الفروق اللغوية للعسكري، صفحة 122. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د مجموعة مؤلفين، كتاب مجلة جامعة أم القرى، صفحة 372-374. بتصرّف.
  3. ^ أ ب محمد نصر الدين محمد عويضة، كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 194-195. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى