محتويات
الفروقات بين الجملة الاسمية والجملة الفعلية
تنقسم الجمل في اللغة العربية إلى قسمين باعتبار ما تبدأ به الجملة، وهما: الجملة الاسمية والجملة الفعلية،[١] وبين الجملتين فروق واختلافات في المعنى وفي التركيب، ومن أبرز الفروق بين الجملة الاسمية والجملة الفعلية: ما تفترق به من حيث التعريف، وما تفترق به من حيث التركيب، وما تفترق به من حيث مكونات الجملة، وما تفترق به في دلالتها.
من حيث التعريف
تختلف الجملة الاسميّة عن الجملة الفعليّة من حيث التعريف بما يأتي:
الجملة الاسميّة
تعرّف الجملة الاسميّة بأنّها الجملة التي تبدأ باسم،[٢] كما أنّ الجملة الاسميّة يمكن إدراكها من خلال العقل والحواسّ، كما أنّ الجملة الاسميّة تدلّ على الثبات والاستقرار في معناها.[٣]
الجملة الفعليّة
تعرّف الجملة الفعليّة بأنّها الجملة التي تبدأ بفعل، ويمكن تمييز هذه الجملة بأنّها تدلّ على زمن حدوث الفعل[٤]، وتدلّ الجملة الفعلية على الحدوث والتجدّد في معناها العامّ.[٥]
ويمثّل على ما سبق ذكره في الجملة الاسميّة جملة: (المدرسةُ مفتوحةٌ)؛ فالمدرسة اسم يدرك عقلا ويدرك بالحواسّ، وقد بدأ في أوّل الجملة فتكون الجملة اسميّة، ودلّ التركيب في هذه الجملة الاسميّة أيضًا على الثبوت والاستقرار، فكأنّ المعنى يشير إلى أنّ المدرسة مفتوحة طوال الوقت لا تغلق، خلافًا لقولنا: (تفتح المدرسة) فهي تدلّ على أنّ المدرسة يتم فتحها باستمرار على نحو متجدّد مستمرّ.
أمّا لو قلنا: (يغلق النادي مساء) فقد بدأت الجملة بفعل، وميّزناه بأنه كلمة دلّت على حدث قد اقترن بزمان، فتكون هذه الجملة فعليّة، ودلّت الجملة على التجدد والاستمرار في معناها، فكأنّ المعنى ينبّه المخاطَب إلى أنّ النادي يغلق باستمرار كلّما حلّ المساء، بخلاف قولنا: (النادي مغلق) فهي تشير إلى أنّ النادي مغلق على نحو ثابت مستقرّ لا يتغيّر.
من حيث التركيب
تمتاز الجمل الاسميّة والفعلية عن بعضها بشكل جوهريّ بحسب الكلمة المبدوء بها، وذلك كما يأتي:
الجملة الاسميّة
هي الجملة التي تبدأ باسم، ويمكن تمييز الاسم عن غيره من أقسام الكلمة بأنّه يقبل دخول التنوين عليه، ويقبل دخول (ألـ) التعريف عليه، ويقبل أنْ ينادى عليه، ويقبل أن يكون مجرورًا، كما أنّ الاسم يميّز بأنّه اسم لا يدلّ على حدث مقترن بزمان.[٦]
الجملة الفعليّة
هي الجملة التي تبدأ بفعل، ويمكن تمييز الفعل عن غيره من أقسام الكلمة بأنّه يقبل دخول التاء المتحركة عليه (تُ، تَ، تِ)، أو يقبل دخول نون التوكيد الثقيلة عليه (نَّ)، أو نون التوكيد الخفيفة عليه (نْ)، أو يقبل دخول (لم) عليه، كما أنّ الفعل يميّز بأنّه يدلّ على حدث مقترن بزمان.[٧]
يمثّل على ما سبقَ قولُنا: (الطالبُ يجتهدُ في دراسته)؛ فالطالبُ اسم بدأت به الجملة، فتكون لذلك الجملة اسميّة لأنّها بدأت باسم، وحكمنا عليه بأنّه اسمٌ؛ بسبب دخول (ألـ) التعريف عليه، ولأنَّ هذا الاسم قد بدأت به الجملة فهو مبتدأ.
لو عكسنا هذه الجملة فقلنا: (يجتهدُ الطالبُ في دروسه)، فإنَّ هذه الجملة جملة فعليّة؛ لأنّها بدأت بفعل، وحكمنا عليها بأنّها فعل؛ لأنّ كلمة (يجتهد) تقبل دخول (لم) عليها، كما تقبل قبول نون التوكيد الثقيلة (نَّ) أو نون التوكيد الخفيفة (نْ)، أمّا كلمة (الطالب) فهي فاعل للفعل (يجتهد).
من حيث مكونات الجملة
من أهمّ الفروقات بين الجملة الاسميّة والفعلية عناصر الكلمة التي تتكوّن منها كل جملة من الجمل، وذلك كما يأتي:
الجملة الاسميّة
تتكوّن الجملة الاسمية من ركنين: المبتدأ وهو كما يظهر من تسميته الاسم الذي تبدأ به الجملة، والركن الثاني هو الخبر وكما يظهر من تسميته هو ما يخبر عن المبتدأ ويتمم معناه بحيث يقدّم المبتدأ والخبر عند اجتماعهما معنى كاملًا للمتلقّي، ويكون المبتدأ والخبر في الجملة مرفوعين،[٨] وحذف أي واحد منهما يجعل الجملة مختلّة لا تتمّ معناها.[٩]
الجملة الفعليّة
تتكوّن الجملة الفعليّة من ركنين أو ثلاثة، فهي إمّا أن تكون مكوّنة من فعل وفاعل، ويسمّى الفعل الذي تضمّن هذا التركيب بالفعل اللازم[١٠]، وإمّا أنْ تكون مكوّنة من فعل وفاعل ومفعول به، ويسمّى الفعل الذي تضمّن هذا التركيب بالفعل المتعدّي[١١]، ويكون الفاعل في هذه الجملة مرفوعًا دائمًا، بينما يكون المفعول به منصوبًا دائمًا، ومهما كان الفعلُ لازمًا أو متعدّيًا فإنّه لا يجوز حذف الفاعل منه.[٩]
تحسن الإشارة في هذا الموضع إلى أنّ الفاعل في الجملة الفعليّة ليس من قام بالفعل، بل هو من أسندنا القيام بالفعل إليه، أو جعلناه فاعلًا للفعل، ففي قولنا مثلًا: (انكسرَ الغصنُ) تكون كلمة (الغصن) في هذه الجملة هي الفاعل؛ لأنّنا أسندنا فعل الكسر إليه حتى لو لم يكن هو الفاعل حقيقةً، ويمكن تمييز الفاعل في الجملة بأنّه جواب السؤال بـ (منْ؟)، فلو سألنا: (من انكسر؟) يكون الجواب: (الغصنُ).[١٢]
يمثّل على ما سبق ذكره في الجملة الاسميّة قولنا: (القراءةُ ممتعةٌ)، فالقراءة مبتدأ؛ لأنّه اسم بدأت به الجملة، وممتعة خبر؛ لأنّه اسم تمّم معنى المبتدأ فباجتماع المبتدأ والخبر قدّما معنى تامًّا مفهومًا للمخاطَب.
أمّا الجملة الفعليّة فيمثّل عليها قولُنا: (يدرسُ محمدٌ الكتابَ)، فيدرس فعل؛ لأنه يقبل دخول (لم) عليه، ويقبل دخول نون التوكيد الثقيلة (نَّ) عليه أو نون التوكيد الخفيفة عليه (نْ)، وبالتالي تكون الجملة فعلية، و (محمد) هو الفاعل الذي قام بفعل الدراسة في الجملة، و (الكتاب) المفعول به الذي وقعت عليه دراسة محمد، وإنّ الجملة الاسميّة لا يجوز حذف الخبر منها، وإذا حذف فإنّ المعنى يكون مختلًّا فيها.
تدريبات تطبيقية
- التدريب الأوّل: صنّف الجمل الآتية إلى جملٍ فعليّة وجمل اسميّة معَ توضيح السبب:
- المعلمُ يشرحُ الدرسَ: جملة اسميّة؛ لأنّها بدأت باسم (المعلم).
- طار العصفور: جملة فعلية؛ لأنّها بدأت بفعل (طار).
- شربَ الطفلُ الحليبَ: جملة فعليّة؛ لأنّها بدأت بفعل (شرب).
- الدراسة تزيد الذكاء: جملة اسميّة؛ لأنّها بدأ باسم (الدراسة).
- التدريب الثاني: هات أمثلة على الجملة الاسمية والجملة الفعليّة من إنشائك.
- الجمل الاسميّة:
- الرحمةُ جميلةٌ.
- السباحةُ مفيدةٌ.
- الهواءُ نقيٌّ.
- الامتحانُ سهلٌ.
- الجمل الفعليّة:
- سافر خالدٌ في الطائرة.
- انتصر الجنود في المعركة.
- زارَ الإمامُ المريضَ.
- نامَ الطفلُ بهناء.
- الجمل الاسميّة:
المراجع
- ↑ الغلاييني (2010)، جامع الدروس العربية (الطبعة 1)، القاهرة :دار ابن الجوزي ، صفحة 632. بتصرّف.
- ↑ حسين المرصفيّ (2019)، الوسيلة الأدبية إلى العلوم العربيّة (الطبعة 1)، بيروت :دار المنهاج ، صفحة 333. بتصرّف.
- ↑ فاضل السامرائي (2000)، معاني النحو (الطبعة 1)، عمان :دار الفكر ، صفحة 17، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ أحمد الحازمي (2010)، فتح رب البريّة في شرح المقدّمة الآجرومية (الطبعة 1)، مكة المكرمة:مكتبة الأسدي ، صفحة 226. بتصرّف.
- ↑ فاضل السامرائي (2000)، معاني النحو (الطبعة 1)، عمان :دارالفكر ، صفحة 17، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ جمال الدين الأردبيلي (2020)، شرح الأنموذج (الطبعة 1)، الكويت :دار الضياء ، صفحة 58-61. بتصرّف.
- ↑ أحمد الحازمي (2010)، فتح رب البرية في شرح نظم الآجروميّة (الطبعة 1)، مكة المكرمة:دار الأسدي ، صفحة 229-230. بتصرّف.
- ↑ الغلاييني (2010)، جامع الدروس العربية (الطبعة 1)، القاهرة:دار ابن الجوزي ، صفحة 369. بتصرّف.
- ^ أ ب فاضل السامرائي (2000)، معاني النحو (الطبعة 1)، عمان :دار الفكر ، صفحة 14. بتصرّف.
- ↑ الغلاييني (2010)، جامع الدروس العربية (الطبعة 1)، القاهرة :دار ابن الجوزي ، صفحة 33. بتصرّف.
- ↑ الغلاييني (2010)، جامع الدروس العربية (الطبعة 1)، القاهرة :دار ابن الجوزي ، صفحة 24. بتصرّف.
- ↑ فاضل السامرائي (2000)، معاني النحو (الطبعة 1)، عمان :دار الفكر ، صفحة 44-45، جزء 2. بتصرّف.