محتويات
'); }
الفتق الإربيّ
يُعرّف الفتق (بالإنجليزية: Hernia) على أنّه بروز أحد الأعضاء الموجودة في البطن من خلال منطقة ضعيفة في عضلات البطن، ويُسمّى الفتق الذي يحدث عند أصل الفخذ الفتق الإربيّ (بالإنجليزية: Inguinal Hernia). ويظهر الفتق على هيئة نتوءٍ ليّنٍ ورخو تحت الجلد. وقد يحدث الفتق الإربيّ في أيّ عمرٍ، إلا أنّ حوالي ثلث حالات الفتق الإربيّ عند الأطفال تظهر خلال الستة أشهرٍ الأولى من عمرهم. ويُصيب الفتق الإربيّ كُلّاً من الذكور والإناث، ولكن حوالي ثمانين إلى تسعين بالمئة من الحالات تحدث عند الأطفال الذكور، وتحدث بشكلٍ أكبر في الجهة اليُمنى. ومن الجدير بالذكر أنّ نسبة حدوث الفتق الإربيّ ترتفع بنسبة ثلاثين بالمئة في الأطفال الخدّج.[١]
أعراض الفتق الإربيّ عند الأطفال
يظهر الانتفاخ الذي يسبّبه الفتق الإربيّ على هيئة كتلةٍ ليّنةٍ يُرافقها ألمٌ موضعيٌّ في مكان الفتق، ويبرز الفتق في أغلب الأوقات عند بكاء الطفل أو إجهاده، وقد يعود إلى مكانه بشكلٍ طبيعيّ عند استرخاء الطفل؛ ممّا يجعل الوالدَين يظنّان أنّ بكاء الطفل سببه الفتق، إلا أنّه في أغلب الحالات يحدث الفتق نتيجةً لبكاء الطفل وليس العكس.[٢][١] ولكن في بعض الأحيان قد لا يعود النتوء الناتج عن الفتق عند استرخاء الطفل إلى مكانه، ويُسمّى في هذه الحالة الفتق المنحصر (بالإنجليزية: Incarcerated Hernia)، وتُعتبر هذه المُشكلة شائعة الحدوث نسبيّاً، وتجب مراجعة الطبيب بشكلٍ عاجلٍ عند حدوثها، وقد يبدو الطفل متهيّجاً وسريع الغضب عند حدوث هذا النوع من الفتق، كما قد يعاني الطفل في هذه الحالة من فقدان الشهيّة، والتقيّؤ، وحركة غير طبيعيّة للأمعاء، وانتفاخٍ في منطقة البطن. وقد يؤدّي استمرار انحصار الفتق إلى حدوث ما يُسمّى بالفتق المُنخنق (بالإنجليزية: Strangulated Hernia) حيث تتوقف التروية الدموية للأمعاء مما قد يتسبّب في موتها، وتعتبر هذه الحالة خطيرةً للغاية إذ من الممكن أن تُودي بحياة الطفل؛ فلا بُدّ من إجراء جراحةٍ فورية.[١][٢]
'); }
أسباب الفتق الإربيّ عند الأطفال
يتكوّن كلٌّ من الخصيتين والمبيضين خلال تكوّن الجنين في البطن في الفترة المُمتدّة من الأسبوع الثاني عشر إلى الأسبوع الرابع عشر من الحمل، وتبدأ الخصيتان بالنزول التدريجيّ إلى أسفل البطن؛ حيث يتمّ سحب جزء من الغشاء البريتونيّ (بالإنجليزية: Peritoneum) -وهو غشاءٌ رقيقٌ من الأنسجة التي تبطّن المنطقة الداخليّة من البطن- مع الخصيتين إلى أسفل لتكوين الكيس في منطقة الصفن (بالإنجليزية: Scrotum). وتحدث هذه العمليّة بشكلٍ مُشابهٍ عند الإناث أيضاً؛ حيث يهبط رباط الرّحم إلى منطقة الشُّفرين (بالإنجليزية: Labia) في المنطقة الإربيّة. ثمّ يُغلق هذا الكيس بعد الولادة بقترةٍ قصيرة، مما يفصل التجويف البريتونيّ في البطن عن المنطقة الإربيّة والجهاز التناسليّ فصلاً كاملاً.[١]
وفي الحالات التي يتأخّر أو لا يكتمل فيها إغلاق الكيس، قد يتّسع ويتمدّد مما يؤدّي إلى تكوين الكيس الإربي (بالإنجليزية: Inguinal Sac) الذي يسمح للأعضاء بمغادرة التجويف البطني إلى هذا الكيس، مُسبِّباً الفتق في نهاية المطاف. أمّا تجمّع السوائل في هذا الكيس بدلاً من مغادرة الأعضاء أماكنها واستقرارها فيه؛ فإنّه يُحدِث عند الطفل ما يُسمّى بالقيلة المائيّة (بالإنجليزية: Hydrocele) بدلاً من الفتق.[١]
علاج الفتق الإربيّ عند الأطفال
يجب علاج الفتق الإربيّ إذ إنّه لا يُشفى وحده دون علاج؛ لذا فإنّ إجراء تدخّلٍ جراحيٍّ لإصلاح العضلات التي لم تُغلق بشكل تلقائيٍّ يُعتبر أمراً ضروريّاً؛ حيث يتمّ إجراء شقٍّ صغيرٍ في المنطقة الإربيّة عند الفخذ في الأطفال والرّضع، ثم يتمّ رتق القناة وخياطتها لإغلاقها وإصلاح العضلات. وقد يُستخدَم منظار البطن (بالإنجليزية: Laparoscop) في بعض الحالات لفحص الجهة الأُخرى أيضاً؛ إذ من الممكن أن يوجد الفتق في كلتا الجهتين خاصّةً في الأطفال الصغار، فإذا تم اكتشاف فتقٍ أو احتمالية ظهور فتقٍ في الجهة الأخرى فلا بُدّ من إجراء عمليةٍ جراحيةٍ لكلتا الجهتين وذلك كإجراءٍ وقائيّ.[٣]
ومن الجدير بالذكر أنّ العملية المجراة قد تتسبّبُ في حدوث انتفاخٍ وتورّمٍ في الخصية وكيس الصفن، وقد تحتاج الخصية وكيس الصفن إلى أسابيع عديدة للعودة إلى الوضع الطبيعيّ السابق. كما وقد تتسبّب العملية بإحداث ألمٍ، الأمر الذي يتطلّب تناول بعض الأدوية لتخفيف الألم، إلا أنّ هذا الألم قد يخفّ تدريجياً خلال الأسبوع الأوّل، وعليه فإنّ الدواء يتمّ إيقافه عند زوال الألم. وتجب مُراجعة الطبيب بعد أسبوعٍ إلى عشرة أيّامٍ من إجراء العمليّة لتقييم مكان الجرح والتأكد من شفائه بالشكل السليم. ومن الضروريّ أيضاً مُراجعة الطبيب وإبلاغه في الحالات التي يُظهِر فيها الطفل عدم قدرته على التبوّل، وعند ارتفاع درجة حرارته، وعند حدوث احمرارٍ أو انتفاخٍ زائدٍ ومُفرط، وفي حالات النزف، والشعور الشديد بالألم. وعلى الرغم من الاحتماليّة القليلة لعودة الفتق بعد إتمام الجراحة، إلّا أنّه يُفضَّل إخبار الأهل بهذا الاحتمال لأخذ الحيطة والحذر.[٣][٤]
مضاعفات الفتق الإربيّ عند الأطفال
قد يتسبّب انحصار الفتق أو اختناق الفتق بحدوث مضاعفات خطيرة، ويعتمد حدوث هذه المضاعفات وطبيعتها على الأعضاء الموجودة في كيس الفتق، ومن هذه المُضاعفات:[٥]
- ضعفٌ في الغدد التناسليّة (بالإنجليزية: Gonadal Dysfunction).
- نخرٌ وثقب في الأمعاء (بالإنجليزية: Intestinal Necrosis and Perforation).
- انسدادٌ في الأمعاء (بالإنجليزية: Intestinal Obstruction).
- تضيّقٌ في الأمعاء (بالإنجليزية: Intestinal Stricture).
- نخرٌ في الخصية (بالإنجليزية: Testicular Necrosis).
- ضمورٌ في الخصية (بالإنجليزية: Testicular Atrophy).
- نخرٌ في المبيض (بالإنجليزية: Ovarian Necrosis).
- ضمورٌ في المبيض (بالإنجليزية: Ovarian Atrophy).
- تضيّقٌ في الأنابيب (بالإنجليزية: Tubal Stricture).
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج “Inguinal Hernia”, Cincinnati Children’s,2016-04، Retrieved 2017-09-07. Edited
- ^ أ ب “Inguinal & Umbilical Hernias in Infancy and Childhood (Paediatric Hernia)”, The British Hernia Centre, Retrieved 2017-09-07. Edited
- ^ أ ب “What are Hydroceles and Inguinal Hernias?”, American Urology Association, Retrieved 2017-09-08. Edited
- ↑ “Inguinal Hernia Treatment for Children”, The Cleveland Clinic Foundation,2016-12-22، Retrieved 2017-09-08. Edited
- ↑ Andre Hebra, Mary L Windle, Carmen Cuffari, and others (2017-07-26), “Pediatric Hernias”، Medscape, Retrieved 2017-09-08. Edited