محتويات
'); }
العضلات
تُعتبَر العضلات جزءاً أساسيّاً من الجهاز الحركيّ في جسم الإنسان، فهي المَصدر الأساسيّ للحركة في الجسم، والتنقّل من مكان لآخر، والحفاظ على ثَبات القَوام وانْتصابه، كما أنّها مسؤولةٌ عن حركة الأعضاء الداخليّة في جسم الإنسان. تُقسَم العضلات إلى ثلاثة أنواع: عضلات قلبيّة مُخطّطة توجد فقط في القلب، وعضلات ملْساء غير مُخطّطة توجد في بِطانة الأوعية الدمويّة والأحْشاء الداخليّة، والعضلات الهيكليّة المُخطّطة الإرادية والتي تُشكِّل مُعظم الجهاز العضليّ في جسم الإنسان، وهي المسؤولة عن حركة الجذْع والأطراف وانْتصاب القوام.[١]
تَتكوّن العضلاتُ الهيكليّة في الجسمِ من عدد كبير من الخلايا العضليّة تُسمّى الألياف العضليّة، حيث تَتجمّع هذه الألياف على شكل حُزم طويلةٍ ورفيعةٍ ومتينةٍ. تحتوي هذه الألياف على نوْعين من الخيوط البروتينيّة هما المَيوسين (بالإنجليزيّة: myosin) والأكتين (بالإنجليزيّة: actin)، وهما مسؤولان عن عمليّة انْقباض العضلة. تكون هذه الألياف (خيوط الميوسين والأكتين) بوَضْع الرّاحة غير مشْدودة وغير مُترابطة، وعندما تنْقبض العضلة تترابط وتَتّحد هذه الخيوط فَيقلّ طولها ويزداد حجمها. وبما أنّ العضلات الهيكليّة تتصّل مع العظام عادةً، حيث يكون لكلّ عضلةٍ منْشأ ومَغرز، ينتج عن انْقباض العضلات حركة العظام والمَفاصل في الجذع والأطرف.[٢]
تَحصل العضلات الهيكيليّة على الطّاقة اللّازمة للانْقباض والحركة من احْتراق مادّة الجلوكوز والدّهون التي تصل الجسم عن طريق الغذاء، فتُنْتِج بذلك مُرَكّب أدينوسين ثلاثيّ الفوسفات (بالإنجليزيّة: Adenosine triphosphate ATP) والذي يُعَدُّ الوقود الأساسيّ لانْقباض العضلات.[٣] وتزداد مَتانة الألياف وتنمو العضلات نتيجةَ المجهود العضليّ الذي يبذله الجسم، فكلّما بذل الإنسان مجهوداً عضليّاً أكبر تكوّنت لديه عضلات أقوى وأكثر صلابةً، وأكثر مرونةً، ويُلاحظ ذلك عند الرياضيّين الذين يُمارسون الرّياضة بأشكالها المُختلفة.
'); }
الشدّ العضليّ
الشدّ العضليّ هو عبارة عن حُدوث انْقباض لا إراديّ لِعضلة واحدةٍ أو لمجموعة عضلات، بحيث تُصبح تلك العضلات صلبةً مشدودةً ومُؤلمةً بشكل كبير، وقد ينتج في بعض الأحيان عن هذا الشدّ تَمَزّقٌ عضليّ. يحدث الشدّ العضليّ عادةً في عضلات السّاق الخلفيّة أو القدم ، ولكنّه قد يحدث أيضاً في عضلات أُخرى، مثل عضلات الفخذ الخلفيّة، والبطن، واليدين، والذّراعين، والقفص الصدريّ.[٤]
أسباب حدوث الشدّ العضليّ
يحدث الشدّ العضليّ نتيجةَ أحد الأسباب الآتية:[٤]
- نَقْص التّرْوية الدمويّة للعضلات.
- عدم التّهيِئة لعَمل العضلات (الإحْماء) قبل البدْء بالتّمرين كنَقْص تمارين الاستطالة.
- خُمول العضلات بِسبب عدم القيام بأيّ عمل يحتاج إلى مجهود عضليّ.
- تَعرُّض هذه العضلات إلى الإصابة بكَدمة مُفاجئة، ممّا يُسبّب ضغْطاً على عضلات الجسم بشكل كبير ومُفاجئ.
- الإعْياء العضليّ.
- الجفاف، بحيث يَفْقد الجسم الكثير من السّوائل.
- نَقْص البوتاسيوم أو المغنيسيوم.
- القيام بالتّمرين في بيئة حارّة.
كما يوجد أسباب أُخرى مُحْتملة للشّد العضليّ وهي :[٥]
- بَذْل مجْهود عضليّ يَفوق قُدرة العضلة، كَحَمْل وزن ثقيل، أو الرّكْض السّريع لمسافاتٍ طويلةٍ.
- في حالة شدّ عضلات السّاق، قدْ يكون أحد الأسباب الوقوف لِفترة طويلة دون أخْذ قِسْط من الرّاحة، أو الجلوس لِفترة طويلة، أو أنْ تكون السّاقين بِوَضْع غير مُناسب أثْناء النّوم.
- التعرُّض لِلبرودة، مثل اسْتخدام الماء البارد.
- تَتعرّض النّساء الحوامل عادةً للشدّ العضليّ في منطقة السّاق والفخذ، وذلك بِسبب نَقْص الكالسيوم والمعادن الأُخرى.
أعراض الإصابة بالتمزّق العضليّ
يَحدث التمزّق العضليّ عند التّعرّض لِنشاط عنيف وشاقّ، مثل حَمْل وزْن ثقيل بشكل مُفاجئ وسريع، أثْناء مُمارسة الرّياضة، أو خلال إنْجاز أيّ عمَل، حيث يُقطَع جُْزْء من العضلة ويَحدث تمزّقٌ فيها مع نَزْفٍ في الأوعية الدمويّة وأَلَم شديد. ففي حالة حُدوث تمزُّق في عضلات الرّجْل تظهر الأعراض الآتية:[٦]
- أَلَم في الرّجْل، ويكون حادّاً جدّاً وبِشكْل مُسْتمرّ.
- ظُهور تَوَرُّم، أو كَدَمات، وأحياناً جُروح نتيجةً للإصابة بِالتمزُّق.
- عدم قُدْرة الشَّخص على الوُقوف أو السّيْر أو اسْتخدام الجزْء المُصاب.
- خَدَر بأطراف أصابع الرّجْل، والشُّعور بِضَعْف الإحْساس بِالمنطقة المُحيطة بالتَمزّق العضليّ.
علاج شدّ عضلة الفخذ الخلفيّة
تَتكوّن عضلة الفخذ الخلفيّة من ثلاث عضلات تمْتَدّ من أسْفل الحوض، وتشْترك بنفْس الوتَر لِتنْتهي في أعْلى عظْمة السّاق، وتعمل هذه العضلات على ثَنْي مفْصل الرُّكبة، ولها أهميّةٌ كُبرى حيث إنّها المسؤولة عن حركة الطّرف السُفْليّ في أنشطة الرّكْض، والتّسَلّق، والوَثْب. تَكْثُر إصابة العضلة الخلفيّة في النّشاطات الرّياضيّة أو عند بَدْء تلك النّشاطات، مثل رياضة الرّكْض أو كرة القدم. وتَتَراوَح الإصابة بين الشدّ العضليّ (التَشنُّج) إلى تَمَزُّق جُزْئيٍّ أو كامل في العضلة.[٧]
إنَّ حُدوث شدٍّ عضليّ في عضلة الفخْذ الخلفيّة لا يُعَدُّ بِحَدّ ذاته مُشكلةً خطيرةً، لكنّ العضلات ستُصبِح أكثر عُرْضة للتمزّق العضليّ، بالإضافة إلى حدوث مَشاكلَ صحيّةٍ أُخرى في الحوض وأسفل الظّهر، مثل آلام أسفل الظّهر، أو آلام عِرْق النِّسا. لذا، في حال حُدوث شدٍّ سَيُصْبح المدى الحركيّ مَحدوداً، وبالتالي سَيَحتاج المُصاب لِتمارينَ اسْتطالةٍ لِلعضلات، إضافة إلى تدْليكٍ لطيفٍ من أجل تَخْفيف الشدّ العضليّ وزيادة مدى الحركة.[٨]
أمّا في حالة حدوث تمزّق عضليّ لِعضلة الفخذ الخلفيّة سيَشْعر المُصاب بِأَلَمٍ شديدٍ مُفاجئ مع شُعور بالفَرْقعة، وألَم في منطقة الفخذ الخلفيّة وأسفل الأرداف عند المشي، أو مَدّ الرّجْل للأعلى، أو انْحناء الجسد للأسفل، إضافة إلى الاحْتقان والكدمات، لذا سَيحتاج المُصاب للعلاج الآتي:[٩]
- علاج التمزُّق العضليّ يبدأ بالتوقّف عن الحركة فوراً.
- تَبْريد الجزء المُصاب بالثّلج الملفوف في فوطةٍ من القماش، وتجنُّب وضْع الثّلج على الجلد مُباشرةً خوفاً من تَعرُّض الجلد للحرق، ويَتمُّ اسْتخدام الثّلج لِمدّة 20-30 دقيقةٍ كلّ ثلاث إلى أربع ساعات أو حتّى يخفّ التورُّم.
- ربط الجزء المُصاب برباط ضاغطٍ بحيث يمنع ازدياد التورّم.
- رَفْع الجزء المُصاب إلى مستوىً أعلى من مستوى القلب عند الجلوس أو الاستلقاء.
- تَناوُل مُسكّنات الألَم لِتخْفيف الأَلم والوَرَم.
- في بعض الحالات يُمكن القيام بتمارينَ اسْتطالةٍ وتقْويةٍ لِلعضلات لكنْ بعد استْشارة المُعالِج وتحت إشْرافه، أمّا في حالات التمزُّق الشّديدة يجب الخُضوع لعمليّةٍ جراحيّةٍ لترقيع الألياف العضليّة المُتمزّقة وإعادة توْصيلها بالعِظام.
- أحياناً يَترك الشدّ العضليّ تشوّهاتٍ بالعضلة المُصابة، ممّا يجعلها مُعرّضةً للإصابة مرّةً أُخرى عند الإجْهاد الشّديد.
أنواع الشّد العضليّ
يُمْكن تحْديد أربعة أنواع من الشدّ العضليّ وهي:[١٠]
- شدّ عضليّ ناتِج عن التَلَيُّف في النّسيج العضليّ ممّا يُسبّب مَحْدوديّةً في الحركة، وهذا النّوع من الشدّ العضليّ لا يُصاحِبُه ألَمٌ شديد ويَلْزَمه الرّاحة لِمدّة مَحدودة.
- شدّ عضليّ ناتِج عن نَقْص البوتاسيوم أو المغنيسيوم، ويَحدث عادةً بِشكْل تلقائيٍّ لدى كبار السّن، أو بِسبَب نَقْص الكالسيوم كما هو الحال لدى النّساء الحوامل، ويُصاحِب هذا النّوع من الشّد أَلَماً شديداً.
- شدّ عضليّ يُصيب البالغين عادةً، ويَحدُث أثناء اللّيل خلال النّوم والرّاحة ولم يُعرَف سبَبه حتّى الآن.
- شدٌّ عضليّ ناتِج عن اضْطرابات غير اعتياديّة في سوائل الجسم كما يحدث في حالة تشمُّع الكبد أو الفشل الكلويّ، حيث تتراكَم السّوائل في تَجْويفات الجسم ممّا يُسَبّب التَّشنُّجاتِ العضليّةِ.
فيديو كيفية علاج شد عضلة الفخذ الخلفية
تعتبر عضلة الفخذ مسؤولة بشكل كبير عن المشي، لكن لو تعرض الجزء الخلفي منها للشد؟ فكيف يمكن علاجه؟ :
المراجع
- ↑ Christian Nordqvist (14-9-2014), “what are muscles”، medical news today, Retrieved 26-11-2016. Edited.
- ↑ Blandine Calais-Germain (1999), Anatomy of Movement, Seattle: Eastland Press, Page 19. Edited.
- ↑ Gerard J. Tortora, Sandra Reynolds Grabowski (2000), principles of anatomy and physiology, New york: John Wiley & Sons, INC, Page 283-285.
- ^ أ ب WebMD staff, “Muscle spasms, cramps, and Charley Horse”، WebMD, Retrieved 27-11-2016. Edited.
- ↑ WebMD staff, “Muscle Cramps-topic overview”، WebMD, Retrieved 27-112016. Edited.
- ↑ William C. Shiel Jr (8-1-2016), “Muscle strain”، emedicine health, Retrieved 27-11-2016. Edited.
- ↑ William C. Shiel Jr (26-7-2016), “Hamstring Injuries”، www.medicinenet.com, Retrieved 17-11-2016. Edited.
- ↑ sport injury clinic staff, “Tight Hamstring Muscles”، www.sportinjuryclinic.net, Retrieved 27-11-2016. Edited.
- ↑ WebMD staff, “Hamstring Strain”، ًWebMD, Retrieved 27-11-2016.
- ↑ Melissa Conrad Stoppler (21-4-2016), “muscles cramps”، www.medicinenet.com, Retrieved 1-12-2016. Edited.