منوع

جديد الصيد والمحميات الوطنية

الصيد والمحميات الطبيعية

اعتمد الإنسان في التاريخ القديم على الصيد للحصول على الموارد الأساسية في حياته، مثل: الغذاء، والفراء، والجلد، ولكن مع مرور الزمن وتطوّر الحياة زادت متطلّبات البشر، وازداد الضغط على موارد الطبيعة، والحيوانات البرية، وموائلها، كما تحوّل الصّيد فيما بعد من ضرورة للبقاء على قيد الحياة إلى نوع من الترفيه، الأمر الذي أصبح يشكّل تهديداً حقيقياً على الحياة البرية، وتسبّب بموت ملايين الحيوانات، ومعاناة العديد منها من الآلام الشديدة نتيجة تعرّضها لجروح وإصابات، بالإضافة إلى فقدان صغار بعض الحيوانات لأمهاتها، ممّا أدّى إلى جعلها عرضة للموت جوعاً أو فريسة سهلة للحيوانات المفترسة، ونتيجة لذلك ترتّب على الصيد العديد من السلبيات الخطيرة، أهمّها انقراض عدّة أنواع من الحيوانات حول العالم، بما في ذلك النمر التسماني، والأيل الشرقي، وببغاء كارولينا، وغيرها الكثير.[١][٢]

ظهرت خلال القرنين الماضيين فكرة حماية الطبيعة والحياة البرية، ولهذا الغرض أُنشئت العديد من المحميات والمتنزّهات الوطنية، وسُنّت قوانين عالمية خاصّة بحفظ الحياة البرية، كما تمّ دعم الاتّفاقيات الدولية الملزمة بحماية أنواع الكائنات المهدّدة بالانقراض، مع مراعاة تمكين الإنسان من استخدام الحياة البرية بطريقة مستدامة، وتعرّف المحمية الطبيعية (nature reserve) بأنّها مساحة من الأراضي خُصّصت للمحافظة على مجموعة من الموائل، وما تحتويه من نباتات وحيوانات، وتحظى المحميات بحماية قانونية صارمة ضدّ الاستخدامات الأخرى، وقد تشمل هذه الحماية منع وصول الزوّار إليها بشكل جزئي أو كلّي، ويجدر بالذكر أنّ المحميات الطبيعية تنتشر الآن في أجزاء واسعة من العالم، بما في ذلك أوروبا، والهند، وإندونيسيا، وبعض الدول الإفريقية.[٢][٣][٤]

المحميات الطبيعية البرية

يوجد الكثير من المحميات الطبيعية البريّة التي تنتشر في مناطق عديدة من العالم، ومنها:[٥][٦][٧]

  • محمية رانجيل-سانت إلياس: (Wrangell-St. Elias)، تمثّل أكبر حديقة وطنية في الولايات المتّحدة الأمريكية، وتُعدّ موطناً لمجموعة متنوّعة من النباتات والحيوانات والحياة البريّة، بما في ذلك خراف دال، والماعز الجبلي، والدببة، والموظ، وتشكّل الأنهار، والجداول، والبحيرات التي تقع داخل محمية رانجيل-سانت إلياس مناطق لتكاثر بعض الأسماك، مثل سمك السلمون، كما تعدّ منطقة تصريف نهر كوبر مساراً رئيسياً للطيور المهاجرة، ومواقع تعشيش لطيور التمّ البوّاق، أمّا المناطق الساحلية من المحمية فتُمثّل موطناً للثدييات البحرية، مثل أسود البحر، وفقمات المرفأ.
  • محمية بهادرا للحياة البرية: (Bhadra Wildlife Sanctuary)، تقع في ولاية كارناتاكا (Karnataka) الهندية، وتضمّ العديد من الحيوانات، بما في ذلك البيسون، والنمر، والببر، والفيل، وغزال السامبار، والأيل المرقط، والغزال، والنيص، والمَنْتَجَق، بالإضافة إلى مجموعة متنوّعة من الطيور، مثل اليمامة الزمردية، والحمام الأخضر الامبراطوري، ونقار الخشب الأسود، إلى جانب الأفاعي، والثعابين، مثل الكوبرا الملك.
  • محمية المأوى: (Al Ma’wa Wildlife Sanctuary)، هي محمية طبيعية توجد بالقرب من محمية غابات عجلون في الأردن، وتضمّ مجموعة متنوّعة من الحيوانات، بما في ذلك الضباع، والذئاب العربية، والدببة، والأسود، والببور، والأفاعي.[٨]
  • محمية رأس محمد: (Ras Muhammad National Park)، هي محمية طبيعية تأسّست في جنوب شبه جزيرة سيناء في مصر عام 1983م، وتحتوي على عدد من الأنظمة البيئية المختلفة، مثل المستنقعات المالحة، والموائل الصحراوية كالجبال، والوديان، والسهول، والكثبان الرملية، كما تضمّ أنواعاً من الحيوانات المهدّدة بالانقراض، مثل السلاحف الخضراء، والسلاحف صقرية المنقار، وغزال دوركاس، والوعل النوبي، بالإضافة للعديد من الأسماك، وقنافذ البحر، والشعاب المرجانية، والرخويات، والقشريات، وغيرها.[٩]
  • محمية شاطئ صور الطبيعيّة: (Tyre Coast Nature Reserve)، تقع في جنوب لبنان، وتمثّل موقعاً هامّاً تعيش فيه السلاحف البحرية الخضراء المهدّدة بالانقراض، إلى جانب العديد من الضفادع، والبرمائيات الأخرى، وتحتوي محمية شاطئ صور الطبيعية على أنواع متعدّدة من النباتات والحيوانات، بما في ذلك الفأر الشوكي العربي.[١٠]
  • محمية التليلة: (Talila Reserve)، هي محمية طبيعية تأسّست في البادية السورية عام 1996م، وذلك بهدف الحفاظ على التنوّع الحيوي، وتعزيز الاستخدام المستدام له، وتضمّ المحمية والمنطقة المحيطة بها نحو 340 نوعًا مختلفاً من الحيوانات، بما فيها اللافقاريات، والبرمائيات، والزواحف، والطيور، والثدييات.[١١]
  • محمية حرّة الحرّة: هي محمية طبيعية تقع في الجهة الشمالية الغربية من المملكة العربية السعوديّة، وتغطّي مساحة جغرافية تبلغ نحو 13,775كم2، وتضمّ العديد من أنواع الأشجار، والشجيرات، والأعشاب الحولية، بالإضافة إلى الكثير من الحيوانات المختلفة، مثل الذئاب، والثعالب، والضباع، والأرانب، والزواحف، إلى جانب أنواع من الطيور المقيمة والمهاجرة.[١٢]

المحميات الطبيعية المائية

يوجد العديد من المحميات الطبيعية المائية في العالم، ومنها:[١٣][١٤][١٥]

  • محمية غالاباغوس البحرية: (Galápagos Marine Reserve)، هي واحدة من أكبر المحميات البحرية من حيث الحجم والتنوّع البيولوجي في العالم، إذ تبلغ مساحتها نحو 133,000كم2، وتبعد حوالي 1,000كم عن سواحل دولة الإكوادور، وتضمّ أكثر من 2,900 نوع من الحيوانات البحرية التي تعيش في مختلف البيئات التي تحتويها المحمية، بما في ذلك أسماك القرش، وأسود البحر، والحيتان، والدلافين، وطيور القطرس، والبطريق، والغاقيات، والسّلاحف البحرية، والأسماك الاستوائية، وغيرها.
  • النصب التذكاري القومي البحري الأمريكي: (Papahānaumokuākea Marine National Monument)، محمية تقع في الجزء الشمالي الغربي من جزر هاواي، وهي واحدة من أكبر المحميات البحرية في العالم، وتضمّ تنوّعًا هائلاً من الشعاب المرجانيّة، والأسماك، والثدييات البحرية، والنباتات، والحيوانات، بالإضافة إلى 14 مليون طائر بحري يمثّل 22 نوعاً، وتضمّ هذه المحمية أيضاً أنواعاً نادرة مهدّدة بالانقراض، مثل السلحفاة الخضراء، وفقمة الراهب، كما أنّها موطن لأربعة أنواع من الطيور التي لا توجد في أي مكان آخر في العالم، بما في ذلك بطة ليسان، وهي من الأنواع المهدّدة لخطر الانقراض بشدة.
  • نصب جزيرة روز المرجانية البحري الوطني: (Rose Atoll Marine National Monument)، هو واحد من أربعة نصب وطنية بحرية تمتدّ عبر المحيط الهادئ، وتضمّ ملايين من الكائنات الحية، بما في ذلك الأسماك، والنباتات الغريبة، والطيور البحرية، والثدييات البحرية، والشعاب المرجانية، والكائنات الحية الدقيقة.
  • محمية كيسيت مبونغوتي البحرية: (Kisite-Mpunguti Marine Protected Area)، توجد على الساحل الجنوبي لكينيا، وتغطّي مساحة تبلغ ما يُقارب 28كم2، وقد أُنشِئَت هذه المحمية لدعم التنوّع الكبير في الحياة البحرية في المنطقة، بما في ذلك الشعاب المرجانية، وأسماك الشعاب المرجانية، والسلاحف البحرية، إلى جانب كونها منطقة هامّة لحفظ الطيور.[١٦]
  • محمية مروح البحرية: (Marawah Marine Biosphere Reserve)، توجد في إمارة أبو ظبي، وتتمتّع بأهمية عالية، فهي تضمّ العديد من أنواع الأسماك، والسلاحف الخضراء، والسلاحف صقرية المنقار، إلى جانب حيوان الأطوم البحري، وعدد من الطيور المهاجرة.[١٧]
  • حديقة كوسترهافت البحرية الوطنية: (Kosterhavet National Park)، هي محمية بحرية تغطّي مساحة تبلغ نحو 390كم2، أغلبها مسطحات مائية، إذ تشكّل اليابسة أقلّ من 9كم2 منها فقط، وهي أول حديقة وطنية أُسِّست في السويد لحماية الحياة البحرية، وتضمّ العديد من أنواع الشعاب المرجانية، وأكثر من 6,000 نوع من الأعشاب والحيوانات البحرية.[١٨]

المراجع

  1. “Hunting – the murderous business”, www.idausa.org, Retrieved 28-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب “Ethics of Wildlife Management and Conservation: What Should We Try to Protect?”, www.nature.com, Retrieved 19-8-2020. Edited.
  3. “Nature Reserve”, www.encyclopedia.com,23-7-2020، Retrieved 28-7-2020. Edited.
  4. “Nature reserve”, www.britannica.com, 11-10-2016, Retrieved 28-7-2020. Edited.
  5. “What’s So Special about Wrangell-St. Elias”, www.nps.gov, 11-5-2020, Retrieved 28-7-2020. Edited.
  6. Richard Pallardy (5-10-2012), “Southern Africa’s Kavango Zambezi Transfrontier Conservation Area”، www.britannica.com, Retrieved 28-7-2020. Edited.
  7. Rekha Jain (2-3-2012), “Top 25 Wildlife Sanctuaries in India”، www.thrillophilia.com, Retrieved 28-7-2020. Edited.
  8. “The Al Ma’wa Wildlife Sanctuary”, www.nationalgeographic.com, Retrieved 26-8-2020. Edited.
  9. “Ras Muhammad National Park”, www.sis.gov.eg, Retrieved 19-8-2020. Edited.
  10. ” Tyre Coast”, www.moe.gov.lb, Retrieved 19-8-2020. Edited.
  11. “INITIATING A RESPONSE TO THE DEGRADATION OF AL BADIA”, www.fao.org, Retrieved 19-8-2020. Edited.
  12. “محميّة حرّة الحرة”، www.swa.gov.sa، اطّلع عليه بتاريخ 19-8-2020. بتصرّف.
  13. “Case Study: Galápagos Marine Reserve”, www.nationalgeographic.org, 29-1-2011, Retrieved 28-7-2020. Edited.
  14. “About Papahānaumokuākea”, www.papahanaumokuakea.gov, Retrieved 28-7-2020. Edited.
  15. “Rose Atoll”, www.fws.gov, 28-2-2020, Retrieved 28-7-2020. Edited.
  16. “Template for Submission of Scientific Information to Describe Ecologically or Biologically Significant Marine Areas”, www.citeseerx.ist.psu.edu, Retrieved 19-8-2020. Edited.
  17. “Ecological Sciences for Sustainable Development”, www.unesco.org, Retrieved 19-8-2020. Edited.
  18. “Kosterhavet National Park”, www.europarc-nb.org, Retrieved 19-8-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى