محتويات
آراء موافقة للديمقراطية
ينظر عباس محمود العقاد إلى أنّ شريعة الإسلام هي أسبق الشرائع الأخرى في تقرير الديمقراطية الإنسانيّة، فهي حق يكتسبه الإنسان بإرادته يقوم على أربعة أسس، وهي بذلك تختلف عن الأنظمة الديمقراطيّة الأخرى، وهذه الأسس كالآتي:[١]
- المسؤولية الفردية، إذ لا يحاسب شخص بذنب اقترفه شخص آخر، فلا تزر وازرة وزر أخرى، قال تعالى: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ).[٢]
- جميع الحقوق عامة ومتساوية بين جميع البشر، فلا فرق بين إنسان وآخر بناءً على نسبه، أو حسبه، أو ماله.
- وجوب تطبيق أولياء الأمور الحكم بالشورى.
- التضامن والتكافل بين جميع أبناء الشعب على اختلاف الطبقات والطوائف؛ وذلك من أجل تحقيق المصلحة العامة.
آراء إسلامية مخالفة للديمقراطية
يرى من يعارض الديمقراطية أنّها نظام غربي يقوم على حقيقة مفادها أن يحكم الشعب نفسه بنفسه، حيث نزع هذا الحكم من رجال الكنيسة (الأباطرة)، ولكن ينظر الإسلام في مسألة الحكم بأنّ الحكم لله وحده،[٣] وذلك استناداً لقوله تعالى: (وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا)[٤]، وكذلك قوله تعالى: (إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ)،[٥] وهذا بناءً على أنّ نظام الله هو النظام الأصلح المتمثّل بالعدالة، فالله سبحانه وتعالى هو الأكثر علماً من الشعب بالأمور التي تصلح أحوال الناس، وبهذا لا بد من اتّباع الدين الذي يربّي النفوس على اتباع تقوى الله، وبالتالي تطبيق العدالة في جميع نواحي الحياة.[٦]
ومن منظور آخر يذهب معارضو الديمقراطية إلى القول بأنّ الديمقراطية لا تعني الحرية كما يدّعي البعض، وإنّما هي حرية التعبير عن الرأي والاعتقاد، وحرية الابتعاد عن الأخلاق والسلوك، مثل نشر الصور والأفلام المخلّة بالآداب، وعليه فهي تتعارض مع أخلاقيات وسلوكيات المجتمع الإسلاميّ، حيث قادت إلى الطعن بالرسل والرسالة الدينية، وذلك من منظور حرية الرأي.[٧]
مبادئ الديمقراطية
تعدّ الديمقراطية نتاجاً غربياً، ولذا لا بد من فهم هذا النظام فهماً دقيقاً وصحيحاً، وهذا من أجل صحة وسلامة التعامل معها، وبناءً على هذا يجب التعرّف على مبادئ الديمقراطية، وهي:[٨]
- المبادئ الفكرية: ومن أهمها:
- الحرية المطلقة للفرد.
- الحرية المادية.
- استهداف المصلحة والمنفعة.
- المبادئ العمليّة: وتتمثّل في:
- انتخاب الحاكم من قبل الشعب ومحاسبته.
- حرية الرأي.
- حرية تداول السلطة.
- حرية إنشاء وتكوين الأحزاب السياسيّة.
- حرية تواجد البرلمان.
- ملاحظة: ينظر الإسلام إلى المبادئ الآنفة الذكر كلاً على حدّة، إذ يجب أن يدرسها المسلم، ويبيّن ما هو مقبول مّما هو مخالف مع تعاليم الدين الإسلاميّ، وبالتالي يتمّ تطبيق مبادئ الديمقراطية المتوافقة مع الشرع، والتراث، والشخصية التاريخية، والحضارية.
الشورى بديل عن الديمقراطية
يتمّ التعبير عن الرأي بين المسلمين من خلال ما يسمّى بنظام الشورى، وهو نظام يعتمد على استطلاع رأي ذوي الخبرة، من أجل التوصّل إلى أكثر الأمور قرابة إلى الحق والبرهان، وقد ثبتت مشروعية الشورى في كتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم،[٣] إذ يقول تبارك وتعالى في محكم تنزيله: (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ).[٩]
المراجع
- ↑ عباس محمود العقاد (2005)، الديمقراطية في الإسلام، مصر: شركة نهضة مصر ، صفحة 29-33. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنعام، آية: 164.
- ^ أ ب “بين الديموقراطية والإسلام”، www.fatwa.islamweb.net، 5-7-2005، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة الكهف ، آية: 26.
- ↑ سورة يوسف ، آية: 40.
- ↑ د. عبدالجبار فتحي زيدان (15-6-2014)، “الديمقراطية والإسلام”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2018. بتصرّف.
- ↑ ” مفهوم الديمقراطية في الإسلام”، www.islamqa.info، 1-2-2008، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2018. بتصرّف.
- ↑ د: غازي التوبة (11-3-2013)، “كيف نتعامل مع الديمقراطية ؟”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة الشورى ، آية: 38.