محتويات
أضرار التدخين على القولون
ممّا لا شك فيه أنّ التدخين يُلحق الضرر بالقلب، والجهاز التنفسي، والرئتين بشكلٍ خاص، وكذلك فإنّ للتدخين تأثيرًا سلبيًا كبيرًا أيضاً في صحة القولون والمُستقيم، حيثُ يُعتقد أنّ السموم والمواد المُسرطنة التي يحتوي عليها دخان التبغ قد تؤدي إلى تلف الحمض النووي وأنسجة الجسم مع مرور الوقت، ولذلك يُحتمل ظهور العديد من المشاكل الصحيّة على صحة الجسم بما في ذلك القولون، وفيما يأتي بيان أضرار التدخين على القولون بشيء من التفصيل.[١]
التدخين والقولون
يُمكن تعريف متلازمة القولون العصبي أو متلازمة القولون المتهيج (بالإنجليزيَة: Irritable bowel syndrome)، واختصاراً (IBS)، على أنّها اضطراب مزمن في الأمعاء الغليظة يتطلّب علاجًا على المدى الطويل، وهو من الحالات الشائعة وغير الخطيرة، ولا يُعدّ من الأمراض المُعدية أو السرطانيّة، ولكن قد تكون مُتلازمة القولون العصبي سببًا في شعور المريض بالتوتر والانزعاج، ويُمكن أن يؤثر ذلك بشكلٍ سلبي في قدرته على ممارسة أنشطته اليوميّة، وفي الحقيقة يُعاني مرضى متلازمة القولون العصبي غالباً من تحسّس الجهاز الهضميّ تجاه بعض أنواع الأطعمة، والتي يُمكن أن تُسبّب تهيّج القولون وإثارة أعراضه عند تناولها.[٢][٣]
بشكلٍ عام، يُعد التدخين أحد أسوأ العوامل التي تُحفز تطوّر أعراض متلازمة القولون العصبي؛ إذ تدخل مكوناته مجرى الدم، وتمر من خلال الجهاز الهضمي بما قد يؤثر في جميع أجزائه، وقد يترتب على ذلك تفاقم أعراض متلازمة القولون العصبي، والتي تتضمّن: الشعور بألم وتشنّجات في منطقة البطن، والإسهال، والإمساك، والشعور بالانتفاخ، والتجشؤ، وتراكم الغازات، وعلاوةً على ذلك فإنّ التدخين يُمكن أن يسبّب أيضاً حرقة المعدة (بالإنجليزية: Heartburn)، وارتجاع أحماض المعدة، وهما حالتان من المُرجح أن يُعاني منهما مرضى متلازمة القولون العصبي، وعن آلية تأثير التدخين في الجهاز الهضمي وتسبّبه بحرقة المعدة وارتجاع أحماضها؛ فيُمكن القول إنّ للتدخين تأثيراتٍ سلبية في العضلة العاصرة للمريء (بالإنجليزيّة: Esophageal Sphincter)، إذ قد يتسبّب بإضعافها، وقد يترتب على ذلك زيادة في إنتاج أحماض المعدة وتدفقها في الجزء السفلي من المريء، وفي نفس الوقت قد يُقلّل التدخين إنتاج مادة بيكربونات الصوديوم (بالإنجليزيّة: Sodium bicarbonate) من قِبل البنكرياس، وهي مادة مُهمة في معادلة أحماض المعدة.[٢][٣]
التدخين وأمراض الأمعاء الالتهابيّة
يوجد نوعان من أمراض الأمعاء الالتهابيّة (بالإنجليزيّة: Inflammatory bowel disease)؛ وهما داء كرونز (بالإنجليزية: Crohn’s disease) والتهاب القولون التقرحي (بالإنجليزيّة: Ulcerative Colitis)، ويُمكن بيان تأثير التدخين في كلّ حالةٍ منهما فيما يأتي:[٤][٥]
- داء كرونز: غالباً ما يؤثر في الجزء السفلي من الأمعاء الدقيقة مُسبّباً المُعاناة من الإسهال وتقلّصات البطن، وتجدر الإشارة إلى أنّ التدخين قد يجعل الشخص أكثر عُرضةً للإصابة بداء كرونز، إذ كما ذكرنا سابقاً يحتوي دخان التبغ على العديد من المواد التي قد تؤثر في الأمعاء بطُرق مُختلفة؛ ومن ضمنها: النيكوتين، والجذور الحرّة، وأول أكسيد الكربون، وقد يترتب على التدخين حدوث العديد من المشاكل والتغيّرات في جهاز المناعة، كما قد يتسبّب بإحداث تغيراتٍ في البكتيريا الموجودة في القناة الهضمية بشكلٍ طبيعي، بالإضافة إلى تأثيره في كيفية عمل الجينات، وهذه العوامل جميعها قد تجعل الشخص أكثر عرضةً للإصابة بداء كرونز، ويُمكن بيان أهم المُضاعفات والأضرار التي قد يتسبّب بها التدخين على المرضى المُصابين بداء كرونز على النّحو الآتي:
- تطوّر مُضاعفات وأعراض أكر شدة مُقارنةً مع غير المدخنين، ومن ذلك: المعاناة من تضيّق الأمعاء الذي قد يتسبّب بحدوث انسداد خطير.
- زيادة احتمالية حاجة المرضى إلى الخضوع للعمليّات الجراحية.
- زيادة خطر تطوّر نوبات أو هبات المرض (بالإنجليزيّة: Flare-ups)، مُقارنةً مع غير المُدخنين.
- تقليل استجابتهم للأدوية المُثبطة للمناعة (بالإنجليزيّة: Immunosuppressants)، فقد يُلجأ لوصفها في بعض حالات كرونز؛ ولكنّها قد تكون غير فعّالة لدى المُدخنين منهم، ومن الأمثلة عليها: الأدوية البيولوجية (بالإنجليزيّة: Biologic drugs) والستيرويدات (بالإنجليزيّة: Steroids).
- زيادة خطر الإصابة بالناسور (بالإنجليزيّة: Fistulas)، وهي فتحات داخليّة غير طبيعيّة تظهر على شكل قنوات، الأمر الذي قد يتطلّب اللُّجوء للجراحة للسّيطرة على المُشكلة.
- زيادة خطر الإصابة بمُضاعفات ومشاكل صحيّة خارج الأمعاء، مثل: اضطرابات العيون، والتهاب المفاصل (بالإنجليزيّة: Arthritis)، ومشاكل الجلد، وضعف العظام المعروف طبيّاً بمُصطلح هشاشة العظام (بالإنجليزية: Osteoporosis).
- التهاب القولون التقرحي: (بالإنجليزيّة: Ulcerative Colitis)، وهو مرض التهابيّ يُهاجم عادةً بطانة القولون مُسبّباً التهابها وتشكّل قروح صغيرة، الأمر الذي قد يؤدي إلى الشعور بآلام البطن، والإسهال، والتعب الشديد، وقد أشارت بعض الدراسات إلى أنّ التهاب القولون التقرحي أقل شيوعاً بين المدخنين مقارنةً مع غير المدخنين، ولكن هذا لا ينفي وجود مخاطر صحيّة عديدة للتدخين؛ فوفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (بالإنجليزية: Centers for Disease Control and Prevention) واختصاراً (CDC) فإنّ التدخين يُمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة (بالإنجليزيّة: Lung cancer)، والسكتة الدماغيّة (بالإنجليزيّة: Stroke)، وأمراض القلب (بالإنجليزيّة: Heart diseases)، وقد يصل تأثيره جميع أعضاء الجسم تقريباً.[٦]
التدخين وسلائل القولون وسرطاناته
يحتوي دخان السجائر على العديد من المواد المُسرطنة، ومن أهمّها وأكثرها شيوعاً مادة البِنزوبيرين (بالإنجليزيّة: Benzopyrenes)، ويُعتقد أن هذه المواد قد تُسبّب تلفًا في الحمض النووي، وقد تقل قدرة الجسم على إصلاح هذا الضرر بمرور الوقت،[٧] ومن الجدير ذكره أنّ المدخنين أكثر عرضةً للإصابة بسرطان القولون، حيثُ أظهرت بعض الدراسات أنّ خطر الإصابة بسرطان القولون لدى المدخنين مُكافئ إلى حدٍّ ما لخطر وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض؛ تمامًا كأنّ أحد الوالدين، أو الأشقاء، أو الأبناء مصاب بسرطان القولون،[٨] ففي تحليلٍ شموليّ (بالإنجليزيّة: Meta-analysis) نُشر في مجلة المعهد القومي للأورام (بالإنجليزيّة: Journal of the National Cancer Institute) عام 2010م، أظهرَ بأنّ التقديرات تُشير إلى أنّ المدخنين كانوا أكثر عُرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 18% أعلى من غير المدخنين، والجيد أن التدخين عامل خطر يُمكن التحكم به والإقلاع عنه بما يُمكّن من تقليل المخاطر المُترتبة عليه،[٩] ومن ناحيةٍ أخرى قد تنمو كُتل غير سرطانيّة في القولون والمستقيم لدى الأشخاص وخاصّة المُدخنين؛ تُعرف بسلائل القولون (بالإنجليزيّة: Colon polyps)، وعلى الرغم من أنّها حميدة في الغالب، إلا أنّها قد تتطور من حميدة لتُصبح سرطانية، وبشكلٍ عام يميل الأشخاص المدخنون إلى الإصابة بسلائل القولون الأكبر حجمًا والأكثر عددًا.[٨]
آثار الإقلاع عن التدخين على القولون
يُعد الإقلاع عن التدخين من أهم الخطوات التي تعود بفوائد صحيّة عديدة على الجسم، إذ كما ذكرنا سابقاً فإنّ الأشخاص المدخنين مُعرّضون للإصابة بالعديد من المشاكل الصحيّة الخطيرة، وبمجرد ترك التدخين سيطرأ تحسّن ملحوظ على الجسم يبدأ في غضون ساعات ويستمر بعد ذلك، ومن ضمنها التغيّرات الإيجابيّة في الجهاز الهضمي، والتي سيتمّ بيانُها فيما يأتي:[٨][١٠]
- عودة التوازن ما بين المواد التي تحمي المعدة وبطانة الاثني عشر (بالإنجليزيّة: Duodenum) والمواد الضارة إلى وضعها الطبيعي.
- التقليل من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتدخين؛ مثل السلائل القولونية، ولكن سيبقى هناك خطر مُتزايد لنموها مقارنة بالأشخاص الذين لم يدخنوا إطلاقاً خلال حياتهم.
- تحسّن الأعراض بشكلٍ كبير لدى المرضى المصابين بداء كرونز، أو أيّ مرض آخر يرتبط بداء الأمعاء الالتهابي.
- تعزيز فُرصة العيش لفترةٍ زمنيةٍ أطول.
ولمعرفة المزيد عن طرق الإقلاع عن التدخين يمكن قراءة المقال الآتي: (طرق الإقلاع عن التدخين).
المراجع
- ↑ “How Smoking Affects Colorectal Health”, dighealth.org, Retrieved 25-6-2020. Edited.
- ^ أ ب “Irritable bowel syndrome”, www.mayoclinic.org, Retrieved 25-6-2020. Edited.
- ^ أ ب “Smoking and Irritable Bowel Syndrome”, willowsclinic.com, Retrieved 25-6-2020. Edited.
- ↑ “How Smoking Affects Colorectal Health”, dighealth.org, Retrieved 25-6-2020. Edited.
- ↑ “Smoking and IBD”, www.crohnsandcolitis.org.uk, Retrieved 25-6-2020. Edited.
- ↑ Amanda Barrell (25-3-2019), “What to know about smoking and ulcerative colitis”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 25-6-2020. Edited.
- ↑ Marijke Vroomen-Durning, RN (20-5-2009), “Smoking Increases Colon Cancer Risk”، www.everydayhealth.com, Retrieved 25-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت “How Smoking Affects Colorectal Health”, www.scnv.com, Retrieved 25-6-2020. Edited.
- ↑ David Limsui, Robert A. Vierkant, Lori S. Tillmans,and others, “Cigarette Smoking and Colorectal Cancer Risk by Molecularly Defined Subtypes”، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 25-6-2020. Edited.
- ↑ Emily Downward (26-5-2016), “Smoking and IBS”، irritablebowelsyndrome.net, Retrieved 25-6-2020. Edited.