محتويات
الأرزاق والآجال بيد الله تعالى
لقد خلق الله -سبحانه وتعالى- السماوات والأرض وقدَّرَ فيها أرزاقها وأقواتها، وجعل لكلِّ شيءٍ قدرًا وأجلًا معلومًا، وهذا يتضمن جميع الكائنات التي برأها الله -سبحانه وتعالى-، فهو يعلم مستقرّ ومستودع جميع هذهِ الكائنات، وإن المُسلم يجب عليه أن يؤمن بما قدرّه الله له، وبالرزق والأجل الذي قسمه الله له.
وإن الناظرَ إلى الواقع يجد أن قضية الأجل وقضية الرزق قد وقع فيهما بعضٌ من الناس، بحيث لم يتوكلوا على الله حق توكُّلِه، ولم يُحسنوا الظنَّ بالله -سبحانه وتعالى-، فقضيّة الرزق وقضية الأجل هما قضيّتان شائكتان وخطيرتان، وينبغي أن يتم تصحيح هذهِ المفاهيم وتوضيحها.
الأمور التي يجب مراعاتها في قضيتي الأجل والرزق
ينبغي على المُسلم أن يُدرك هذهِ الأمور، ليستقيمَ ويستقرَّ لديهِ مفهوم الأجل والرِّزق، وهي كما يأتي:[١]
- إن الآجال والأرزاق بيد الله -سبحانه وتعالى- وحده
إن الإيمان بذلك هو جزءٌ من العقيدة، فالله -سبحانه وتعالى- قد تكفَّل بالرزق للإنسان وليس فقط للإنسان بل لجميع الكائنات، حيث يقول -تعالى-: (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ).[٢]
- إن الآجال والأرزاق مكتوبةٌ ومعلومةٌ عند الله -سبحانه وتعالى-
وذلك بنص حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- حيث يقول: (إنَّ أحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَكونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فيُؤْمَرُ بأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، ويُقَالُ له: اكْتُبْ عَمَلَهُ، ورِزْقَهُ، وأَجَلَهُ، وشَقِيٌّ أوْ سَعِيدٌ).[٣]
- إن على الإنسان أن يُبادِرَ في التوبةِ قبل حلولِ أجله
على المُسلم الذي علِمَ وأيقنَ بأن الله -سبحانه وتعالى- بيدهِ الرزقُ والأجل أن يُبادرَ للتوبةِ في كلِّ وقتٍ وحين، فيبقى مُستعداً للقاء الله -تعالى-، فقد ينتهي أجلهُ في أية لحظة.[٤]
الآيات الواردة في الأرزاق والآجال
لقد ذكر الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز الكثير من الآيات الكريمة التي تُبيّن وتوضّح للناس أهمّية الإيمان والتوكل على الله في قضيتي الرزق والأجل، ومنها ما يأتي:[٥]
- قال الله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ).[٦]
- قال الله -تعالى-: (يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَا هُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ).[٧]
- قال الله -تعالى-: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ* فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ).[٨]
- قال الله -تعالى-: (خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ* وَهُوَ اللهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ).[٩]
المراجع
- ↑ [محمد حسن عبد الغفار]، كتاب صفات الله وآثارها فى إيمان العبد، صفحة 7. بتصرّف.
- ↑ سورة هود، آية:6
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم:3208، صحيح.
- ↑ [مجموعة من المؤلفين]، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 2515. بتصرّف.
- ↑ “الأجل والرزق”، الألوكة. بتصرّف.
- ↑ سورة ال عمران، آية:145
- ↑ سورة ال عمران، آية:154
- ↑ سورة الذاريات، آية:22-23
- ↑ سورة الانعام، آية:2-3