محتويات
التوكل على الله
التوكل على الله من أعظم العبادات التي يتقرّب بها العبد إليه عزّ وجل، وجعله الله شرطاً للإيمان والإسلام؛ لأنه أعظم درجات التوحيد التي تقود إلى القيام بالأعمال الصالحة، قال الله تعالى: (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [آل عمران: 122]، ويُعدُّ التوكل من الأعمال القلبيّة التي لا تتم باللسان، فما هو تعريف التوكل على الله؟ وما ثمراته التي يحصل عليها العبد؟
تعريف التوكل على الله تعالى
- التوكل لغةً: هو من وَكَلَ، ويعني الاعتماد على الغير لتسيير أمرٍ ما وتفويضه، وإظهار العجز أمامه، فعندما نقول وكلت أمري لفلان فذلك يعني أنني اعتمدت عليه، ووكّل فلان فلاناً إذا استكفاه أمره ثقةً بكفايته، أو عجزاً عن القيام بالأمر بنفسه، ويُقال وكل إليه الأمر وَكْلاً ووكولاً: أي سلمه وترك، والوكيل الذي يقوم بأمر موكله، بينما التوَكُّل في علم الكلام هو جمع العزم على الفعل في اطمئنان القلب إليه تعالى.
- التوكل اصطلاحاً: هو صدق الاعتماد على الله في تسيير الأمور، واستجلاب المصالح، ودفع مضارّ الدنيا والآخرة، فيكون العبد واثقاً مما عند الله تعالى، وراضياً به، ويائساً ممّا في أيدي الناس، قال تعالى: (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [المائدة: 23]، وقال تعالى: (إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ) [يونس: 84].
أقسام التوكل
- التوكل على الله في إصلاح النفس دون مقارنتها بأنفس الآخرين.
- التوكل على الله في إقامة دينه، ونصرته، وهداية الناس، وبيان طريق الحقِّ لهم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودفع المُحرّمات من إثمٍ أو فاحشةٍ.
- التوكل على الله في تحقيق الأمور الدنيويّة؛ مثل: الرزق، والزواج، وردّ الظلم، وعندما يُطبّق العبد النوع الأول والثاني من أنواع التوكل فإنّ الله تعالى يُحقّق له أهدافه، ورغباته، وغاياته الدنيوية كجزاءٍ على توكله.
عوائق التوكل
- عدم معرفة مقام الله تعالى وأسمائه وصفاته.
- إصابة النفس بالغرور والزهو، فتشعر بأنها ليست بحاجة أحد.
- الاعتماد على الخلق في قضاء الحاجات، والركون إليهم، مما يتنافى مع معنى التوكل على الله الحقيقيّ والصادق.
- حبُّ الدنيا، والانبهار بها، وهذا يوجِد حاجزاً بين العبد والتوكل على الله تعالى.
ثمار التوكل
- تحقيق الإيمان الصادق.
- الشعور بطمأنينةٍ وسكينةٍ في النفس.
- تحقيق الله تعالى لغايات العبد، ورغباته، وكفايته في جميع شؤونه جزاءً على حقِّ توكّله.
- الحصول على المنافع في الدنيا والآخرة، ودفع المضار.
- قوّة القلب والشجاعة، وتحدي الأعداء والظالمين، وعدم الخوف من البشر.
- الصبر وتحمّل المصاعب والمصائب، والاطمئنان بأقدار الله عز وجل.