جغرافيا

أين يوجد أكبر تجمع للبراكين

مكان وجود أكبر تجمع للبراكين في العالم

يتكوّن الغلاف الخارجي للأرض أو ما يُسمّى بالغلاف الصخري (Lithosphere) من عدّة ألواح صخرية يُطلق عليها اسم الصفائح التكتونية (Tectonic Plates)، وتطفو هذه الصفائح الصلبة على الطبقة الأكثر ليونة وحرارة من الوشاح الأرضي، وأثناء حركتها فإنّها تنزلق فوق بعضها، أو تتباعد وتنفصل، أو تتصادم، ونتيجة لذلك تحدث الانفجارات البركانية، ويجدر بالذكر وجود ثلاثة أماكن رئيسية تنشأ فيها البراكين، هي: النقاط الساخنة (Hot Spots)، والحدود التباعدية للصفائح (Divergent Plate Boundaries)، والحدود التقاربية للصفائح (Convergent Plate Boundaries).[١][٢]

منطقة حزام النار مكان وجود أكبر تجمع للبراكين جيولوجياً

تقع 75% من البراكين الموجودة على الأرض -والتي يبلغ عددها أكثر من 450 بركاناً- على طول منطقة حزام النار (Ring of Fire) في المحيط الهادئ، أو كما يُشار إليها باسم الحزام المحيط بالهادئ (Circum-Pacific Belt)، ويعود السبب في ذلك لكونها تشمل معظم مناطق الاندساس الموجودة على سطح الأرض، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ 90% من زلازل الأرض تحدث على طول هذا المسار أيضاً، والذي يبلغ طوله حوالي 40 ألف كيلومتراً، ويمثّل حدوداً بين العديد من الصفائح التكتونية، بما في ذلك صفيحة المحيط الهادئ، وخوان دي فوكا (Juan de Fuca)، وكوكوس (Cocos)، والصفيحة الهندية الأسترالية، ونازكا (Nazca)، وأمريكا الشمالية، والصفيحة الفلبينية.[٣][٤]

تعدّ حركة الصفائح التكتونية على طول منطقة حزام النار السبب وراء كثرة البراكين النشطة والزلازل المتكرّرة فيها، إذ تتصادم الصفائح عند الحدود التقاربية، ممّا ينتج عنه دفع إحدى الصفيحتين للأسفل، فتنشأ مناطق الاندساس (بالانجليزية: Subduction Zones)، وبعد هبوط الصفيحة تذوب الصخور، فتتكوّن الصهارة، والتي تتجمّع بالقرب من سطح الأرض، فتنشأ ظروف محفّزة للنشاط البركاني، ويجدر بالذكر أنّ هناك حالة خاصّة عند الحدود بين صفيحتي المحيط الهادئ وأمريكا الشمالية، فهي حدود تحويلية (Transform Boundary)، أي أنّ حركة الصفائح فيها تكون جانبية بالنسبة لبعضها البعض، ممّا يولّد عدداً كبيراً من الزلازل؛ نتيجة إطلاق الضغط المتراكم في صخور القشرة الأرضية.[٤]

إندونيسيا مكان وجود أكبر تجمع للبراكين جغرافياً

تعدّ إندونيسيا المكان الذي يضمّ أكبر تجمّع للبراكين بين دول العالم، ويعود السبب في ذلك إلى مكانها الواقع في منطقة معقّدة جيولوجياً على الطرف الجنوبي الشرقي للقارة الأوراسية، ولكونها واحدة من الأماكن الواقعة ضمن منطقة حزام النار في المحيط الهادئ، ويجدر بالذكر أنّ مناطق الاندساس للصفائح تُحدَّد من خلال البراكين والزلازل التي تمتدّ إلى أعماق تبلغ حوالي 600كم، ومعظم البراكين التي انفجرت في إندونيسيا منذ عام 1500م تقع بين 100-120كم فوق الصفيحة الصخرية الهابطة، وقد شهدت أغلب هذه البراكين انفجارات قوية، إذ سجّل 32 بركاناً مستوى أعلى من الرابع على مؤشّر الانفجار البركاني (VEI).[٥][٦]

انفجر خلال المئتي سنة الماضية 19 بركاناً في إندونيسيا، من ضمنها بركان كراكاتو (Krakatau) الذي حدث عام 1883م بمؤشّر من المستوى السادس (VEI=6)، وبركان تامبورا (Tambora) في جزيرة سومباوا (Sumbawa) في عام 1815م بمؤشّر من المستوى السابع (VEI=7)، والذي لا يزال يحمل الرقم القياسي كأكبر انفجار بركاني في التاريخ الحديث، كما يشتهر بتأثيره على المناخ العالمي، فقد أدّى ثورانه في ذلك العام إلى عدم ظهور الصيف في عام 1816م في نصف الكرة الأرضية الشمالي، ممّا تسبّب بتضرّر المحاصيل الزراعية، وحدوث مجاعة، ونزوح السكان، أمّا أكبر ثوران شهدته الأرض خلال المليوني سنة الماضية فقد كان انفجار بركان توبا (Toba) في جزيرة سومطرة (Sumatra) في إندونيسيا قبل نحو 74 ألف سنة، والذي قُدّر انفجاره بالمستوى الثامن (VEI=8).[٥][٦]

المراجع

  1. “VOLCANOES”, www.pubs.usgs.gov, Retrieved 14-7-2020.Edited.
  2. “Volcano World”, www.volcano.oregonstate.edu, Retrieved 14-7-2020.Edited.
  3. “What is the “Ring of Fire?””, www.volcano.oregonstate.edu, Retrieved 14-7-2020.Edited.
  4. ^ أ ب “Ring of Fire”, www.nationalgeographic.org, 5-4-2019, Retrieved 14-7-2020.Edited.
  5. ^ أ ب Vhairi Mackintosh (17-9-2018), “Earth’s most volcanic places”، www.cosmosmagazine.com, Retrieved 14-7-2020.Edited.
  6. ^ أ ب ROBERT HALL, “INDONESIA, GEOLOGY”، www.searg.rhul.ac.uk, Retrieved 14-7-2020.Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق

مكان وجود أكبر تجمع للبراكين في العالم

يتكوّن الغلاف الخارجي للأرض أو ما يُسمّى بالغلاف الصخري (Lithosphere) من عدّة ألواح صخرية يُطلق عليها اسم الصفائح التكتونية (Tectonic Plates)، وتطفو هذه الصفائح الصلبة على الطبقة الأكثر ليونة وحرارة من الوشاح الأرضي، وأثناء حركتها فإنّها تنزلق فوق بعضها، أو تتباعد وتنفصل، أو تتصادم، ونتيجة لذلك تحدث الانفجارات البركانية، ويجدر بالذكر وجود ثلاثة أماكن رئيسية تنشأ فيها البراكين، هي: النقاط الساخنة (Hot Spots)، والحدود التباعدية للصفائح (Divergent Plate Boundaries)، والحدود التقاربية للصفائح (Convergent Plate Boundaries).[١][٢]

منطقة حزام النار مكان وجود أكبر تجمع للبراكين جيولوجياً

تقع 75% من البراكين الموجودة على الأرض -والتي يبلغ عددها أكثر من 450 بركاناً- على طول منطقة حزام النار (Ring of Fire) في المحيط الهادئ، أو كما يُشار إليها باسم الحزام المحيط بالهادئ (Circum-Pacific Belt)، ويعود السبب في ذلك لكونها تشمل معظم مناطق الاندساس الموجودة على سطح الأرض، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ 90% من زلازل الأرض تحدث على طول هذا المسار أيضاً، والذي يبلغ طوله حوالي 40 ألف كيلومتراً، ويمثّل حدوداً بين العديد من الصفائح التكتونية، بما في ذلك صفيحة المحيط الهادئ، وخوان دي فوكا (Juan de Fuca)، وكوكوس (Cocos)، والصفيحة الهندية الأسترالية، ونازكا (Nazca)، وأمريكا الشمالية، والصفيحة الفلبينية.[٣][٤]

تعدّ حركة الصفائح التكتونية على طول منطقة حزام النار السبب وراء كثرة البراكين النشطة والزلازل المتكرّرة فيها، إذ تتصادم الصفائح عند الحدود التقاربية، ممّا ينتج عنه دفع إحدى الصفيحتين للأسفل، فتنشأ مناطق الاندساس (بالانجليزية: Subduction Zones)، وبعد هبوط الصفيحة تذوب الصخور، فتتكوّن الصهارة، والتي تتجمّع بالقرب من سطح الأرض، فتنشأ ظروف محفّزة للنشاط البركاني، ويجدر بالذكر أنّ هناك حالة خاصّة عند الحدود بين صفيحتي المحيط الهادئ وأمريكا الشمالية، فهي حدود تحويلية (Transform Boundary)، أي أنّ حركة الصفائح فيها تكون جانبية بالنسبة لبعضها البعض، ممّا يولّد عدداً كبيراً من الزلازل؛ نتيجة إطلاق الضغط المتراكم في صخور القشرة الأرضية.[٤]

إندونيسيا مكان وجود أكبر تجمع للبراكين جغرافياً

تعدّ إندونيسيا المكان الذي يضمّ أكبر تجمّع للبراكين بين دول العالم، ويعود السبب في ذلك إلى مكانها الواقع في منطقة معقّدة جيولوجياً على الطرف الجنوبي الشرقي للقارة الأوراسية، ولكونها واحدة من الأماكن الواقعة ضمن منطقة حزام النار في المحيط الهادئ، ويجدر بالذكر أنّ مناطق الاندساس للصفائح تُحدَّد من خلال البراكين والزلازل التي تمتدّ إلى أعماق تبلغ حوالي 600كم، ومعظم البراكين التي انفجرت في إندونيسيا منذ عام 1500م تقع بين 100-120كم فوق الصفيحة الصخرية الهابطة، وقد شهدت أغلب هذه البراكين انفجارات قوية، إذ سجّل 32 بركاناً مستوى أعلى من الرابع على مؤشّر الانفجار البركاني (VEI).[٥][٦]

انفجر خلال المئتي سنة الماضية 19 بركاناً في إندونيسيا، من ضمنها بركان كراكاتو (Krakatau) الذي حدث عام 1883م بمؤشّر من المستوى السادس (VEI=6)، وبركان تامبورا (Tambora) في جزيرة سومباوا (Sumbawa) في عام 1815م بمؤشّر من المستوى السابع (VEI=7)، والذي لا يزال يحمل الرقم القياسي كأكبر انفجار بركاني في التاريخ الحديث، كما يشتهر بتأثيره على المناخ العالمي، فقد أدّى ثورانه في ذلك العام إلى عدم ظهور الصيف في عام 1816م في نصف الكرة الأرضية الشمالي، ممّا تسبّب بتضرّر المحاصيل الزراعية، وحدوث مجاعة، ونزوح السكان، أمّا أكبر ثوران شهدته الأرض خلال المليوني سنة الماضية فقد كان انفجار بركان توبا (Toba) في جزيرة سومطرة (Sumatra) في إندونيسيا قبل نحو 74 ألف سنة، والذي قُدّر انفجاره بالمستوى الثامن (VEI=8).[٥][٦]

المراجع

  1. “VOLCANOES”, www.pubs.usgs.gov, Retrieved 14-7-2020.Edited.
  2. “Volcano World”, www.volcano.oregonstate.edu, Retrieved 14-7-2020.Edited.
  3. “What is the “Ring of Fire?””, www.volcano.oregonstate.edu, Retrieved 14-7-2020.Edited.
  4. ^ أ ب “Ring of Fire”, www.nationalgeographic.org, 5-4-2019, Retrieved 14-7-2020.Edited.
  5. ^ أ ب Vhairi Mackintosh (17-9-2018), “Earth’s most volcanic places”، www.cosmosmagazine.com, Retrieved 14-7-2020.Edited.
  6. ^ أ ب ROBERT HALL, “INDONESIA, GEOLOGY”، www.searg.rhul.ac.uk, Retrieved 14-7-2020.Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مكان وجود أكبر تجمع للبراكين في العالم

يتكوّن الغلاف الخارجي للأرض أو ما يُسمّى بالغلاف الصخري (Lithosphere) من عدّة ألواح صخرية يُطلق عليها اسم الصفائح التكتونية (Tectonic Plates)، وتطفو هذه الصفائح الصلبة على الطبقة الأكثر ليونة وحرارة من الوشاح الأرضي، وأثناء حركتها فإنّها تنزلق فوق بعضها، أو تتباعد وتنفصل، أو تتصادم، ونتيجة لذلك تحدث الانفجارات البركانية، ويجدر بالذكر وجود ثلاثة أماكن رئيسية تنشأ فيها البراكين، هي: النقاط الساخنة (Hot Spots)، والحدود التباعدية للصفائح (Divergent Plate Boundaries)، والحدود التقاربية للصفائح (Convergent Plate Boundaries).[١][٢]

منطقة حزام النار مكان وجود أكبر تجمع للبراكين جيولوجياً

تقع 75% من البراكين الموجودة على الأرض -والتي يبلغ عددها أكثر من 450 بركاناً- على طول منطقة حزام النار (Ring of Fire) في المحيط الهادئ، أو كما يُشار إليها باسم الحزام المحيط بالهادئ (Circum-Pacific Belt)، ويعود السبب في ذلك لكونها تشمل معظم مناطق الاندساس الموجودة على سطح الأرض، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ 90% من زلازل الأرض تحدث على طول هذا المسار أيضاً، والذي يبلغ طوله حوالي 40 ألف كيلومتراً، ويمثّل حدوداً بين العديد من الصفائح التكتونية، بما في ذلك صفيحة المحيط الهادئ، وخوان دي فوكا (Juan de Fuca)، وكوكوس (Cocos)، والصفيحة الهندية الأسترالية، ونازكا (Nazca)، وأمريكا الشمالية، والصفيحة الفلبينية.[٣][٤]

تعدّ حركة الصفائح التكتونية على طول منطقة حزام النار السبب وراء كثرة البراكين النشطة والزلازل المتكرّرة فيها، إذ تتصادم الصفائح عند الحدود التقاربية، ممّا ينتج عنه دفع إحدى الصفيحتين للأسفل، فتنشأ مناطق الاندساس (بالانجليزية: Subduction Zones)، وبعد هبوط الصفيحة تذوب الصخور، فتتكوّن الصهارة، والتي تتجمّع بالقرب من سطح الأرض، فتنشأ ظروف محفّزة للنشاط البركاني، ويجدر بالذكر أنّ هناك حالة خاصّة عند الحدود بين صفيحتي المحيط الهادئ وأمريكا الشمالية، فهي حدود تحويلية (Transform Boundary)، أي أنّ حركة الصفائح فيها تكون جانبية بالنسبة لبعضها البعض، ممّا يولّد عدداً كبيراً من الزلازل؛ نتيجة إطلاق الضغط المتراكم في صخور القشرة الأرضية.[٤]

إندونيسيا مكان وجود أكبر تجمع للبراكين جغرافياً

تعدّ إندونيسيا المكان الذي يضمّ أكبر تجمّع للبراكين بين دول العالم، ويعود السبب في ذلك إلى مكانها الواقع في منطقة معقّدة جيولوجياً على الطرف الجنوبي الشرقي للقارة الأوراسية، ولكونها واحدة من الأماكن الواقعة ضمن منطقة حزام النار في المحيط الهادئ، ويجدر بالذكر أنّ مناطق الاندساس للصفائح تُحدَّد من خلال البراكين والزلازل التي تمتدّ إلى أعماق تبلغ حوالي 600كم، ومعظم البراكين التي انفجرت في إندونيسيا منذ عام 1500م تقع بين 100-120كم فوق الصفيحة الصخرية الهابطة، وقد شهدت أغلب هذه البراكين انفجارات قوية، إذ سجّل 32 بركاناً مستوى أعلى من الرابع على مؤشّر الانفجار البركاني (VEI).[٥][٦]

انفجر خلال المئتي سنة الماضية 19 بركاناً في إندونيسيا، من ضمنها بركان كراكاتو (Krakatau) الذي حدث عام 1883م بمؤشّر من المستوى السادس (VEI=6)، وبركان تامبورا (Tambora) في جزيرة سومباوا (Sumbawa) في عام 1815م بمؤشّر من المستوى السابع (VEI=7)، والذي لا يزال يحمل الرقم القياسي كأكبر انفجار بركاني في التاريخ الحديث، كما يشتهر بتأثيره على المناخ العالمي، فقد أدّى ثورانه في ذلك العام إلى عدم ظهور الصيف في عام 1816م في نصف الكرة الأرضية الشمالي، ممّا تسبّب بتضرّر المحاصيل الزراعية، وحدوث مجاعة، ونزوح السكان، أمّا أكبر ثوران شهدته الأرض خلال المليوني سنة الماضية فقد كان انفجار بركان توبا (Toba) في جزيرة سومطرة (Sumatra) في إندونيسيا قبل نحو 74 ألف سنة، والذي قُدّر انفجاره بالمستوى الثامن (VEI=8).[٥][٦]

المراجع

  1. “VOLCANOES”, www.pubs.usgs.gov, Retrieved 14-7-2020.Edited.
  2. “Volcano World”, www.volcano.oregonstate.edu, Retrieved 14-7-2020.Edited.
  3. “What is the “Ring of Fire?””, www.volcano.oregonstate.edu, Retrieved 14-7-2020.Edited.
  4. ^ أ ب “Ring of Fire”, www.nationalgeographic.org, 5-4-2019, Retrieved 14-7-2020.Edited.
  5. ^ أ ب Vhairi Mackintosh (17-9-2018), “Earth’s most volcanic places”، www.cosmosmagazine.com, Retrieved 14-7-2020.Edited.
  6. ^ أ ب ROBERT HALL, “INDONESIA, GEOLOGY”، www.searg.rhul.ac.uk, Retrieved 14-7-2020.Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى