البحر الميت
بحيرة ملحيّة تقع في وادي الأردن، على خطّ الحدود الفاصل بين فلسطين والأردن، ويشتهر البحر الميت بأنّه أخفض بقعة على سطح الأرض، حيث يقع شاطئه على عمق 400 متر تحت مستوى سطح البحر الأبيض المتوسّط، ويشتهر أيضاً بالملوحة العالية بنسبة تصل إلى 34.2 % أي أنّه يتفوّق على البحار بالملوحة بنسبة عشرة أضعاف، فتنعدم الحياة فيه إلا من بعض البكتيريا والفطريّات، والسبب في ملوحته العالية يعود إلى ارتفاع درجة الحرارة في المنطقة التي يقع فيها، فترتفع هناك معدلات التبخّر للمياه بالإضافة إلى كون البحر الميت المصبّ النهائي للمياه التي تصله فلا تغادره.
يبلغ طوله 70 كم وعرضه في أقصى حد 17 كم، وأقل حد 2 كم، وهو معرض للجفاف حيث قلت نسبة مياهه في العقود الأخيرة ما يزيد على 35%، وذلك بسبب استنزاف مصادره خصوصاً مياه نهر الأردن التي عادة ما كانت تصب فيه، واستنزاف البحر من قبل الشركات المقامة على ضفافه في عمليات إنتاج البوتاس، والبرومين، والمنغنيز، وتمّ التخطيط لتجاوز هذه الأزمة عن طريق قناة البحرين وهي قناة تربط البحر الأحمر بالبحر الميت، ويعتبر نهر الأردن الرافد الأساسيّ لمياه البحر الميّت بالإضافة إلى سدود ووديان أخرى محيطه به من كلا الجانبين الشرقيّ والغربيّ.
الموقع
يقع البحر الميت بين دولة فلسطين والمملكة الأردنية الهاشميّة، يحدّه من الشرق جبال مأدبا، ومحافظة الكرك، ومن الغرب الضفة، وجبال الخليل، ومن الشمال مصبّ نهر الأردن ومن الجنوب وادي عربة، وأعمق نقطة فيه تقع في مصبّ نهر الزرقاء حمامات ماعين بعمق 399 م.، والبحر الميت يتكوّن من حوضين: الحوض الرئيسيّ الشماليّ، والحوض الجنوبيّ الضحل عبارة عن مستنقع ملحيّ بعمق ثمانية أمتار، والحوضان منقسمان عن طريق شبه جزيرة لسان ومضايق الموت التي فيها تل من الطمي.
المناخ
المناخ صحراوي بامتياز، شمسه حارقة على مدار السنة، وهواؤه جاف، والأمطار قليلة إلى معدومة، في فصل الصيف تصل درجات الحرارة إلى ما فوق الأربعين مئوية ،وفي فصل الشتاء نادراً ما تقل درجات الحرارة عن 20 درجة مئوية، وتركيز الأكسجين في المنطقة عالٍ نظراً لانخفاضها عن مستوى سطح البحر، ويعتبر الأعلى عالمياً حيث تبلغ نسبته 35%، والضغط الجوي هو الأعلى عالمياً ويبلغ هناك 799 ملم زئبقياً.
الأهمية الاقتصادية
- الشركات العاملة على ضفاف البحر الميت تستفيد من الأملاح عالية التركيز في إنتاج مواد البوتاس، والبرومين، والمغنيسيوم، وأملاح الصوديوم.
- طين البحر الميت وما به من مواد غنية، شجعت العديد من الشركات على الاستفادة منه في إنتاج العديد من المراهم والماسكات ومستحضرات التجميل، بالإضافة إلى استغلاله في النواحي العلاجية.
- السياحة كانت سبباً في جذب العديد من الاستثمارات لبناء منتجعات وفنادق ضخمة في منطقة البحر الميت، وتشغيل الأيدي العاملة المحلية وتدريبها.
السياحة
تكمن أهمية البحر الميت السياحية في النواحي التالية:
- السياحة العلاجية: حيث إنّ خلو الجو من الرطوبة واحتواء المنطقة على عيون ماء كبريتيّة ومياه البحر وطينته الغنيّة، جعلت منه محط الأنظار لمن يعانون من مشاكل المفاصل، والمشاكل الجلدية مثل الروماتيزم، والصدفية، ممّا دفع منظمة الصحة العالمية لتسميته كمركز عالمي لعلاج الكثير من الأمراض الجلدية في عام 2011، فقامت في تلك المنطقة مجموعة من المشاريع تقدم العلاجات، والتدليك، والعلاج الطبيعي للمرضى، الذي أصبحوا يرتادون المكان من كل أنحاء العالم.
- سياحة الأعمال: حيث استضافت منطقة البحر الميت في الجانب الشرقي العديد من المؤتمرات العالمية والندوات اللقاءات، أهمّها المؤتمر الاقتصادي العالمي دافوس، لأكثر من مرة وتأسّست شركة البحر الميت للمؤتمرات والمعارض عام 2003.
- السياحة الرياضية: حيث تقام فعاليات رياضية أهمّها ماراثون الركض من عمان إلى البحر الميت، والذي يشارك فيه العديد من السياح والسكان المحللين والذي يخصّص ريعه لدعم مرضى الدماغ والأعصاب في الأردن.
- السياحة التاريخية والدينية: زيارة المناطق الأثرية حيث توجد بعض المعالم الأثرية والدينية الهامة في المنطقة مثل مسعدة التي تضم قصر وقلعة يعود بناءها إلى سنة 100 قبل الميلاد، وخربة قمران حيث تمّ العثور على مئات المخطوطات التي تعود إلى سنة 100 قبل الميلاد، وهذه المخطوطات ذات قيمة عالية حيث كان جزء منها يرجع للكتاب المقدس اليهوديّ، والآخر تفاسير للكتاب المقدس وجدت هذه المخطوطات في جِرار داخل كهوف قمران، كما يوجد في المكان كهف النبي لوط.