حشرات و كائنات دقيقة

جديد أين يعيش بق الفراش

مقالات ذات صلة

مناطق تواجد بق الفراش

لا يعيش بق الفراش داخل أعشاش مثل النّمل والنّحل، بل يفضّل العيش في المنازل، وكهوف الخفافيش، وأعشاش الطّيور؛ لأنّها توفّر له أهمّ احتياجاته وتمثل العائل المُضيف الذي يزوّده بالدّم، والدّفء، والمناطق الآمنة للاختباء،[١][٢] ففي المنازل يختبئ نهاراً في الشّقوق وبين طيّات الأثاث، وفراش الأسرّة لتجنّب الضّوء، وينشط ليلاً، ويمكن أن تنتقل حشرات بق الفراش من مكان إلى آخر عن طريق الملابس، والفراش، وغيرها، ومن النّادر أن توجد على جسم العائل المُضيف؛ لأنّها تفتقر إلى الزّوائد التي تمكّنها من التّشبّث بالشّعر، أو الفراء، أو الرّيش.[١]

يميل بقّ الفراش إلى التجمّع في ثنيّات المراتب المنزلية، وإطارات الأسرّة وشقوقها، وداخل الأشياء المخزّنة تحت السّرير، وبين حواف وطيّات قماش الكراسي المنجدة والأرائك، وفي الخزائن والملابس التي بداخلها، وعلى حواف السّجاد وتحته، وفي الزوايا أعلى وأسفل الغرفة، وفي الشقوق الخشبية، وخلف الصّور المثبتّة على الحائط، وخلف المرايا، وخلف المقابس ومفاتيح الكهرباء، وتحت ورق الجدران، وداخل ساعات الحائط، والهواتف، وأجهزة التلفاز.[٢]

يستطيع بق الفراش البقاء على قيد الحياة في درجات حرارة تتراوح بين 7°-45° درجة مئوية،[٣] ويتمكّن من الصّمود لمدة عام أو أكثر عند درجة الحرارة 12.8° درجة مئويّة أو أقل، وتجدر الإشارة إلى أنّ حشرة بق الفراش البالغة والحورية غير البالغة تستطيع العيش مدة 2-6 شهور دون غذاء، وتزداد قدرتها على البقاء دون طعام في البيئات الأكثر برودة، لذلك لا يُنصح بإخلاء المسكن الذي يتعرّض للإصابة بهذه الحشرة من السكان على أمل موت البق جوعاً؛ لأنّ البق يمكن أن يقلّل من نشاطه في غياب العائل ويظل هكذا إلى أن يعود البشر للمسكن، ومن المحتمل أيضاً أن ينتقل إلى الأماكن المجاورة.[٢]

حشرة البق

تنتمي حشرة البَقّ، أو البَقّة، أو بَقُ الفراش (بالإنجليزيّة: Bed Bug)[٤] إلى المملكة الحيوانية، شعبة مفصليات الأرجل، طائفة الحشرات، رتبة نصفيات الأجنحة، فصيلة البقّيات.[٥]

يوجد حوالي 75 نوعاً من حشرات البق، جميعها صغيرة الحجم بيضويّة الشّكل، يتراوح طولها بين 4-9 ملم، ولها جسم مسطح عريض بني مائل إلى الحمرة، وأجنحة ضامرة أثريّة لا يوجد لها وظيفة معروفة، وتتميّز أجنحتها الأماميّة بأنّ عرضها أكبر من طولها مما يُكسبها شكلاً أقرب إلى شكل المستطيل، ويغطي مقدمة ظهرها شعر صلب قصير، ولها رائحة زيتيّة مميزة تنبعث من غدة عطريّة، وتتغذى على دم ذوات الدّم الحار بما فيهم البشر، tينتفخ جسمها بعد حصولها على وجبتها من الدّم وتصبح حمراء اللون.[٦][١]

قد يخلط الكثير من النّاس بين لدغة بق الفراش ولدغة البعوض، والبراغيث، والعناكب، فلا يمكن معرفة أنّ المسبب للّدغة هو بق الفراش إلّا عن طريق العثور على الحشرة نفسها، أو على بعض العلامات التي تتركها مثل الرائحة، أو بقع البراز صغيرة الحجم التي تخلفها وراءها بلون بني مائل إلى الأحمر، أو بني داكن مائل إلى الأسود، وأحياناً مائل إلى الأصفر، علماً أنّ بقع البراز تكون غالباً مستديرة الشّكل، إلّا أنّها قد تظهر على شكل خطوط صغيرة جداً، ولكن من المهم معرفة أنّ بق الفراش لا ينقل أمراضاً للبشر عند لدغهم.[٧]

السلوك الغذائي لبق الفراش

ينشط بق الفراش بحثاً عن غذائه بين منتصف الليل والسّاعة الخامسة صباحاً، وهو الوقت الذي يكون فيه النّاس نيام، فتنجذب هذه الحشرات إلى حرارة جسم الإنسان وثاني أكسيد الكربون الذي يخرج مع عملية الزفير، وتتمكّن من الكشف عن غاز ثاني أكسيد الكربون من مسافة 90سم أو أقل، وتستطيع العثور على الإنسان النّائم بسبب قدرتها على التجوّل بسرعة كبيرة عند البحث عن مصدر غذائها، وتُفضّل هذه الحشرات البقاء بالقرب من سرير المُضيف، إلّا أنّ هذا يصبح صعباً في حال تجمّع كميات كبيرة منها في نفس المكان، إذ يتعيّن على الكثير من هذه الحشرات الابتعاد عدة أمتار عن السّرير المزدحم بالكثير من البق.[٨]

عند عثور بق الفراش على عائل، فإنّه يبدأ بجس الجلد بحثاً عن مكان يسمح بتدفق الدّم بسرعة عن طريق الخاصيّة الشّعريّة، وذلك عن طريق ثقب جلد الإنسان باستخدام أجزاء من فمها تُسمى المِرْاوِد (بالإنجليزيّة: Stylets)، ويحتوي فم حشرة البقّ على 4 مراود، اثنين منها في الفك العلوي ويشكلان معاً قناتين؛ قناة صغيرة تحمل لعاب البقّ إلى الجرح، وقناة أخرى أكبر حجماً تنقل سوائل الجسم من المضيف إلى فم البق، وتكون عادة مطوية تحت جسمها عند عدم حاجتها إلى الغذاء، إلّا أنّها تمدّها عندما ترغب في تناول وجبتها من الدّم.[٨]

يمكن أن تلدغ بقة الفراش العائل عدة مرات قبل أن تبدأ بسحب الدّم منه، وعندما تبدأ بامتصاص الدّم تنتقل العديد من المركبات التي تحتوي على مواد مخدِرّة، ومواد موسعّة للأوعية الدّمويّة، ومضادات تخثّر، ومواد محللّة للبروتين من لعابها إلى جسم الإنسان تسمح لها بسحب الدم دون أن يشعر الإنسان بها، إلّا أنّ بعض هذه المواد تسبب تفاعلات فرط التحسّس بعد مرور يوم أو أكثر، وتستمر البقّة بسحب الدّم لمدة تتراوح بين 5-10 دقائق حتى تمتلئ، ثمّ تنسحب إلى مخبئها لتبدأ بهضم وجبتها التي تكفيها عادة بين 3-7 أيام، بعدها تبدأ بالبحث عن وجبة جديدة، وتتمكّن البقّة من سحب كمية من الدّم تصل إلى 6 أضعاف وزنها خلال فترة تتراوح بين 3-10 دقائق.[٧]

التكاثر عند بق الفراش

تتزاوج حشرات بق الفرش بطريقة الإمناء أو التلقيح الصّدمي أو الإمناء الجرحي (بالإنجليزيّة: Traumatic Insemination)، وتُسمى بهذا الاسم لأنّ الذّكر يستخدم عضوه التّناسلي لطعن وجرح الأنثى في الجانب الأيمن من جسمها حيث يوجد عضو برليز (بالإنجليزيّة: Organ of Berlese)، ومن هناك تنتشر الحيوانات المنويّة في تجويف الجسم لتصل خلال ساعات إلى المبيض حيث يتم تخصيب البيض.[٨] تتمكّن أنثى البق من إخصاب البيض الذي تنتجه طالما يحتوي جسمها على حيوانات منويّة دون الحاجة إلى وجود ذكر، وبعد نفاذ الحيوانات المنويّة يمكن أن تتزاوج بسهولة مع أولادها الذّكور بعد أن يصلوا إلى مرحلة البلوغ لمواصلة دورة حياة البق، وهذا يعني أنّ دخول أنثى سبق لها التّزاوج إلى المنزل بمفردها يمكن أن يؤدي إلى إنتاج أعداد هائلة من البق إذا توفّر لها عائل يزودها بالدّم.[٨]

تنتج أنثى بق الفراش الواحدة عادة 113 بيضة طوال حياتها، ويعتمد عدد البيض الذي تنتجه على قدرتها على الحصول على وجبات دم بانتظام، إذ تنتج الأنثى التي تتناول وجبة كافية من الدّم مرة كل أسبوع عدداً أكبر من البيض مقارنة بالأنثى التي تحصل على وجبة واحدة كل شهر، ويُمكن لها أن تضاعف عدد البيض الذي تنتجه مرة كل 16 يوماً إذا توفرت الظّروف الملائمة لها، أي بوجود غذاء كافٍ، ودرجة حرارة تتراوح بين 21°-32° درجة مئويّة، وبشكل عام تنتج الأنثى الواحدة بين 1-7 بيضات يومياً لمدة 10 أيام بعد تناول وجبة دم واحدة، ويفقس ما يُقارب من 60% من البيض بعد 6 أيام، وترتفع النّسبة إلى 90% بعد مرور 9 أيام، علماً أنّ 97% من البيض يفقس بنجاح عند توافر الظروف المثاليّة، ويمكن زيادة الوقت الذي يحتاجه البيض للفقس عن طريق تخفيض درجة الحرارة المحيطة بحيث لا تتجاوز 10° درجة مئويّة.[٨]

أضرار بق الفراش

تختلف استجابة أجسام الأشخاص للدغة حشرة بق الفراش، فهناك أجسام لا تتأثر بها، وهناك أجسام تتأثر بشكل كبير تتمثل بتفاعل فرط التحسس (بالإنجليزية: Severe Allergic Reaction)، والذي يؤدي إلى صدمة الحساسية (بالإنجليزية: Anaphylactic Shock)، يُصاحبه ضيق وصفير في الصدر، وتورم وحكة في الشفاة واللسان، وغيرها من الأعراض، وتستدعي هذه الأعراض استخدام الأدوية لحل المشكلة،[٩] ويُمكن تمييز لدغة حشرة بق الفراش عن الحشرات الأخرى من خلال الأمور الآتية:[١٠]

  • ظهور بقع حمراء بداخلها بقع حمراء داكنة،على الرقبة، والوجه، والذراع واليد.
  • ظهور البقع الحمراء متتالية، أو على شكل تجمّعات صغيرة.
  • الشعور بالحكّة.

السيطرة على بق الفراش

يمكن التعرّف على أماكن وجود بق الفراش عن طريق مشاهدة الحشرة، أو فضلاتها الجافة داكنة اللون، أو البيض الفاقس وغير الفاقس، أو القشور السّمراء المتساقطة أثناء انسلاخ الحوريّة، أو البقع الحمراء أو الصّدئة التي يمكن العثور عليها على ملاءات السّرير بعد سحق البق الممتلئ بالدّم، للتمكّن من السيطرة عليها.[٢]

تميل هذه الحشرات إلى الاختباء والتجمّع بالقرب من أماكن نوم البشر في المراحل المبكرة من تواجدها، إلّا أنّها مع مرور الوقت تبدأ بالتّوسّع والانتقال إلى مواقع أخرى طالما توفرت لديها الحماية، الأمر الذي يجعل من الصّعب السيطرة عليها،[٢] ويعتمد نجاح مكافحة حشرات بق الفراش على الفحص الدّقيق لأماكن اختبائها؛ لأنّها تُفضل الخشب والقماش أكثر من المعدن أو البلاستيك، وقد يستغرق الفحص الشامل والعلاج عدة ساعات، ويُمكن السيطرة على بق الفراش من خلال بعض الطرق،[٢] منها:

  • تطويق المراتب وقطع الأثاث بغطاء واقٍ، أو التخلّص منها في بعض الحالات قد يكون من الصّعب التّخلص منها، أو تطويقها بغطاء واقٍ.[٢]
  • توزيع أشرطة لاصقة معينة في الأماكن القريبة من وجود الحشرة، والتخلص منها بعد التصاق الحشرات فيها.[١١]
  • رشّ الأماكن التي توجد فيها الحشرة بالماء الساخن الممزوج بالصابون.[١١]
  • استخدام المكنسة الكهربائية في جمع الحشرات من الشقوق الصغيرة التي يصعب الوصول إليها، ويجب التأكد من تفريغها في أكياس بلاستيكية وإغلاقها بإحكام والتخلص منها خارج المنزل، كما يجب التأكد من تنظيف المكنسة الكهربائية للتأكد من عدم وجود حشرات متبقية عالقة فيها.[١١]
  • جمع الملابس التي تحتوي على هذه الحشرة وغسلها بالغسالة الكهربائية على درجات حرارة عالية، أمّا الملابس التي لا يمكن وضعها في الغسالة الكهربائية فيُمكن وضعها في مُجفف الملابس على درجات حرارة عالية؛ لضمان القضاء على الحشرة وعدم انتشارها مرة أخرى.[١١]
  • استخدام طريقة المعالجة بالحرارة الجافة، لضمان وصول الحرارة إلى الدرجة المطلوبة للقضاء على الحشرات، ولكن هذه الطريقة تُستخدَم فقط من قِبل الشركات المتخصصة في القضاء على الحشرات.[١١]
  • في حال تفشي هذه الحشرة يُنصح بالاستعانة بالشركات المتخصصة في القضاء على الحشرات، حيث تَستخدِم هذه الشركات المبيدات الحشرية الخاصة بهذا النوع من الحشرات فقط.[١١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت “bed bug”, entnemdept.ufl.edu, Retrieved 17-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ Michael F. Potter, “Bed Bugs”، entomology.ca.uky.edu, Retrieved 17-11-2019. Edited.
  3. JAMES STUDDIFORD, KATHRYN M. CONNIFF، KATHRYN P. TRAYES، and others (1-10-2012)، “Bedbug Infestation”، www.aafp.org, Retrieved 17-11-2019. Edited.
  4. “بَقّ”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-11-2019. بتصرّف.
  5. “Cimicidae Latreille”, www.itis.gov, Retrieved 17-11-2019. Edited.
  6. “Bedbug”, www.britannica.com, Retrieved 17-11-2019. Edited.
  7. ^ أ ب “Bed bugs”, ipm.ucanr.edu, Retrieved 17-11-2019. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث ج Dini Miller, Andrea Polanco، “Bed Bug Biology and Behavior”، www.vdacs.virginia.gov, Retrieved 17-11-2019. Edited.
  9. “4 Common Health Risks of Bed Bugs”, rentokil.co.id, Retrieved 29-1-2020. Edited.
  10. “Bedbugs”, mayoclinic.org, Retrieved 29-1-2020. Edited.
  11. ^ أ ب ت ث ج ح “Bed Bug Control in Residences”, bedbugs.umn.edu, Retrieved 29-1-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى