محتويات
مدينة بودابست
مدينة بودابست هي عاصمة دولة هنغاريا الأوروبية، وواجهتها الثقافية والسياحية. تشتهر بودابست بالعديد من المزايا، مثل فن عمارتها الفريد، ونهر الدانوب الذي يجري في وسطها، وحمامات الينابيع الحارّة المُنتشرة فيها، فضلاً عن كثرة المقاهي العامة بها، وأيضاً تشتهر بالعديد من الألحان الموسيقية الفريدة، مثل موسيقا الباتروك والكودالي التقليدية، إضافةً إلى الجاز والغيبسي والكليزمر.[١] تُعدّ بودابست المركز الإداري والصناعي والاقتصادي لدولة هنغاريا، كما أنها تعدّ الواجهة الثقافية للبلد، ويُقيم فيها وحدها ما يُقارب خُمْس سكان الدولة بأكملها، وتُلقَّب هذه المدينة أحياناً في لُغتها باسم “ملكة الدنوب”.[٢]
موقع بودابست
بودابست هي مدينة كبرى وعاصمة تقعُ في شمال دولة هنغاريا الأوروبية،[٣] ومقرّ منطقة بيست، وقد سكن البشر القدماء موقعها مُنذ أزمنة ما قبل التاريخ، وتقع المدينة على ضفاف نهر الدانوب، في نُقطة تلتقي عندها مُرتفعات غربي هنغاريا مع سهولها الشرقية والجنوبية،[٢] وهي مُكوَّنة من اتحادٍ لثلاث مُدنٍ متجاورة سابقة، أسماؤها هي بودا، وبست، وأبودا، بالإضافة إلى جزيرة داخل نهر الدانوب تُسمّى مارجريت، وتنقسمُ مساحة المدينة البالغة أكثر من 500 كيلومتر مُربَّع بين ضفتي النهر، ولذلك فإنَّ فيها ثمانية جسورٍ تربطُ الجزء الشرقي منها بالغربي.[٣]
تتألَّفُ بودابست من عدة أجزاء، ويُعدّ الجانب الشرقي من المدينة أي القائم على الضفة الشرقية للدانوب الجزء الأكثر اكتِظاظاً بالسكان؛ حَيث يعيشُ فيها ما يزيد على ثلاثة أرباع أهالي المدينة، وقد كان هذا الجزء هو مدينة بودا السَّابقة، وهي عبارة عن تلالٍ منحدرة تملؤها الكنائس التاريخية الخشبية والمساكن القديمة، وفي وسطها قمة كاسل هلز التي تربَّعُ فوقها القصر الملكي، كما أنَّ مدينة بست القديمة كانت أيضاً قائمةً عليها، وهي مبنيَّةٌ على سلسلة هضابٍ شُيِّدت فيها الكثير من المكاتب الحكومية. تقعُ المنشآت الصناعية في مدينة بودابست على التخوم الجنوبية والشمالية، وأما وسط المدينة فهو سكنيّ، وتقع في النهر المارّ بواسطة المدينة جزيرة مارجريت، التي تُعتبر منطقة ترويحية وسياحية.[٣]
سكان وثقافة بودابست
تأسَّست مدينة بودابست باتحاد ثلاث مدنٍ عام 1873، ومُنذ ذلك الحين تزايد عدد سكانها بسُرعة حتى تجاوز المليون نسمة مع بداية القرن العشرين، ومُنذ منتصف القرن الماضي والمدينة تُواجه نقصاً حاداً في الوحدات السكنية المتوفّرة، ولذلك منحت الحكومة الأهالي قروضاً بفوائد مُنخفضة لبناء المساكن، ومع ذلك لا زال النقص كبيراً. يَنتمي مُعظم سكان المدينة إلى العرق المجريّ، وينطقون باللغة المجريَّة، ومن ناحية دينيّة فإنّ غالبية السكان هُم من المسيحيين أتباع الكنيسة الكاثوليكية، إلا أنَّ بعضهُم ينتمون لطوائف مسيحية أخرى، مثل الكالفينية واللوثرية، وينخرطُ سكان المدينة بأنشطةٍ ثقافيةٍ مُختلفة، فهُم يجتمعون في ميادين المدينة – خلال فصل الصيف – لإقامة الحفلات الموسيقية، وكثيراً ما يسبحون بينابيع المياه الحارة فيها، كما أنّ صالات عُروص الأوبرا والباليه تكثر في أنحائها.[٣]
اقتصاد بودابست
تُعدّ بودابست المركز المالي والمصرفي لهنغاريا، وفيها العديد من المقار المُهمّة، بما فيها مقر الخطوط الجوية المجريّة وشبكة السكة الحديدية وشبكة الطرق، وفيها أكثر من ميناء يُطلّ على الدانوب، وفي بداية القرن العشرين كان يعتمدُ اقتصاد بودابست على الصناعات الصغيرة، التي عمل فيها الكثير من الحرفيين والعمّال وغيرهم، ومُنذ فترة الأربعينيات سيطرت المصانعُ الكبيرة على عجلة الإنتاج في المدينة، وأصبحت تُوفّر وظائف لمُعظم السكان. تنتج المناطق الصناعية حول بودابست ما يربو على نصف السلع التجارية التي تُبَاع في هنغاريا، ومن أهمّ أنواعها مواد البناء والأجهزة الكهربائية والمواد الغذائية.[٣]
تاريخ بودابست
العُصور القديمة
عُثر على بعض المواقع الأثريّة مكان مدينة بودابست الحالية تعودُ إلى فترة العصر الحجري القديم، وتُظهر الحفريات أنّ سكانها القدماء عاشوا – أيضاً – على كلتا الضفتين الشرقية والغربيّة لنهر الدانوب مُنذ العصر النحاسي، أي قبل الميلاد بألفي سنة، وقد استقرَّ القوم السكوثيون فيها في القرن السادس قبل الميلاد. وقعت المنطقة تحت سيطرة الجمهورية الرومانية خلال القرن الثاني قبل الميلاد، فبُني مكانها حصنٌ ومنطقة مدنية يُقال لها أكوينكوم، وأصبحت عاصمة لإقليم إداري صغير، وازدهرت اقتصادياً، ولكن في القرن الخامس الميلادي اجتاح ملك إمبراطورية الهون “أتيلا” كل دولة هنغاريا الحالية، بما فيها موقع مدينة بودابست، وأسَّس فيها مملكة كبيرة، ومن ثمَّ سكنها قومٌ يُعرفون بالآفاريين مُنذ القرن السادس وحتى التاسع بعد الميلاد.[٤]
المملكة المجرية
وصل القوم المجريّون إلى مكان المدينة الحالي في سنة 896، حيث قادهُم إليها ملكهم أرباد، والذي أخذهم إلى الجبال الواقعة غرب مكان بودابست الحالي لجوءاً لما توفّره تضاريسها الوعرة من حماية، وفي عام 1000 أسَّس هؤلاء القوم مملكة في هنغاريا تعتنقُ الدين المسيحي، وبعد ذلك بوقتٍ قصير بدأ تجار أوروبيون كثيرُون بالاستقرار في مكان المدينة الحاليّ على ضفاف نهر الدانوب، فأسَّسُوا مدينتي بودا وبست. ازدهر اقتصاد هاتين المدينتين بفضل التجارة، فنمت مساحتُهما، ورُغم تعرّضهما للغزو المغولي المدمّر في سنة 1242، إلا أنه أعيد بناؤهما وشُيّدت فيهما قلعة حصينة بأمرٍ من الملك المجري، واستمرَّ الملوك المجريّون بحُكم بودا وبست حتى سنة 1526، عندما فتحهما السلطان العثماني سليم الأول، فأمر باستبدال مُعظم كنائسهما بالمساجد.[٤]
التاريخ الحديث
خسر العثمانيون مدينتي بودا وبست في سنة 1686، فانتقلَ حُكمهما إلى إمبراطورية هابسبورج النمساوية. وبدأت الثقافة المجرية بالظهور في المدينة مُنذ منتصف القرن التاسع عشر، عندما نما تيار بين السكان لتعزيز النشاط الثقافي والسياسي فيها، وفي سنة 1848 أعلنت مدينة بست عاصمة للمجر. ووقع الاتحاد بين مدينتي بودا وبست في سنة 1873، وفي العام نفسه اتّحدت معها مدينة أبودا القرية وجزيرة مارجريت الواقعة على الدانوب، وبذلك وُلدت مدينة بودابست الحديثة، وتزايد عدد سكان هذه المدينة بصُورةٍ مُطّردة في القرن التاسع عشر.[٣]
المراجع
- ↑ “Budapest, Hungary”, National Geographic, Retrieved 29-01-2017.
- ^ أ ب László Péter, “Budapest | National Capital, Hungary”، Encyclopedia Britannica, Retrieved 29-01-2017.
- ^ أ ب ت ث ج ح هيئة من المؤلفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 227 – 228 جزء 5 (ب).
- ^ أ ب “History”, Budapest.com, Retrieved 29-01-2017.