محتويات
تعريف السهول
هي أراضٍ ليست شديدة الانحدار أو كبيرة الارتفاع بحيث لا تغير شدة انحدارها أو كثرة مرتفعاتها أو كبر حجمها من مظهرها السهلي العام، وحتى وإن وجدت فيها مرتفعات فيجب ألّا تكون كبيرة حيث لا تزيد عن عشرات الأمتار ويجب أيضاً أن تكون قليلة، ويمكن القول إنه ليس بالضرورة أن تكون الأرض تامة الاستواء لتسمى سهلاً وإنما يشترط أن تكون معتدلة الانحدار، والسهول هي الأماكن من سطح الأرض التي يغلب عليها الاستواء وقد يكون البعض منها تام الاستواء، وقد تكثر في بعضها المنحدرات والتلال والوديان، وتسمى مثل هذه بأشباه السهول.[١]
تتشابه السهول في كثير من الصفات العامة لها كما تختلف في صفات أخرى، مثلاً تختلف السهول في ارتفاعها عن مستوى سطح البحر، فنجد أن بعضها يكون في مستوى سطح البحر نفسه، في حين يصل ارتفاع البعض منها إلى بضعة آلاف من الأمتار، مثل السهول الواقعة بين سلاسل الجبال الكبرى، فيتوفر فيها شرط الاعتدال في الانحدار والارتفاع،[١] والسهول هي أكثر الأراضي صالحة للزراعة إذا ما توافر فيها المناخ الملائم لذلك، كما أنها من أصلح الأماكن للسكن والنمو الحضري،[٢] بصرف النظر عمّا إذا كان المناخ غير ملائم في بعض السهول، أو لا تتوافر فيها الموارد المائية اللازمة لعملية الزراعة.[١]
وبشكل عام تعتبر المناطق السهلية من المناطق الأوفر حظاً في الاستيطان العمراني بسبب استواء سطحها وقلة وجود المنحدرات فيها، الأمر الذي يسهل على البشر ممارسة أنشطتهم المختلفة فيها سواء كانت صناعية أو زراعية أو غيرها، كما يمكن تعميرها وإنشاء طرق النقل فيها بسهولة؛[٣] ولهذا توجد معظم أقاليم العالم الزراعية في السهول ويتركز فيها السكان وشبكات النقل، ولا ينطبق القول على جميع السهول في مختلف أنحاء العالم، حيث توجد مساحات كبيرة من السهول لا تصلح للاستخدام البشري ويكثر فيها الجفاف كما تكون تربتها غير خصبة وغير صالحة للزراعة، كما توجد سهول يكثر فيها الصقيع.[٤]
نشأة السهول
ترجع نشأة السهول إلى عوامل النحت والإرساب والتي تغلبت بدورها على العوامل التي تغير في القشرة الأرضية، كما أن هناك سهول تكونت بفعل التجعد البطيء الحاصل في القشرة الأرضية خلال فترة طويلة من الزمن الجيولوجي، مثل السهول الداخلية في أمريكا الشمالية، كما توجد بعض السهول المرتفعة التي تعرضت لارتفاع بسيط في الفترات الجيولوجية المتأخرة إلّا أنها لم تتعمق في انحدارها بعد، مثل سهول وسط وجنوب أفريقيا، كما تكونت بعض السهول بفعل حدوث تشوهات كبيرة في القشرة الأرضية فأصبحت تمثل مناطق منخفضة جداً مليئة بالفتات والرسوبيات التي حملتها مياه الأنهار من الجبال المجاورة أثناء مرورها عبرها، مثل سهول دجلة والفرات وسهول المجر.[٤]
ويعود أصل السهول إلى عدة عوامل وهي:[٥]
- عوامل طبيعية تزيل مختلف التضاريس وتخفّض من مناسيب الأرض، أو عوامل طبيعية ترسب مواد معينة تحملها من الخارج لتستقر في الأرض وتعمل على تسويتها لتصبح سهلية.
- عدم تعرض المنطقة لحركات التكوين الأرضية بكثرة عبر الزمن التعرية، حيث إنه لم تكن هناك فترة زمنية كافية لحدوث عوامل التعرية وخاصةً عن طريق الأنهار التي تؤدي إلى تمزيق الأرض وتغيير شكلها.
- عدم تعرض سطح المنطقة إلى الحركات الأرضية الباطنية على طول الأزمنة الجيولوجية المتأخرة، وخاصة حركات الرفع التي يتبعها تمزق في الكتل البارزة من السطح وبالتالي انفصالها عن السطوح المستوية.
تسمية السهول
يمكن تسمية السهول تبعاً لمواقعها، مثلاً السهول الواطئة هي السهول القريبة من مستوى سطح البحر، أو الواقعة تحت منسوب ما يجاورها من أرض، أما السهول الساحلية فهي السهول التي تعدّت خط الساحل، أو هي الجزء الساحلي غير العميق من قاع بحرٍ ضحل، وهناك السهول بين الجبلية وهي الواقعة بين السلاسل الجبلية، كما توجد السهول المرتفعة والتي تعلو بشكل واضح عن المناطق المجاورة لها والتي تسمى أحياناً بالهضاب، وتسمى السهول أيضاً تبعاً لأسباب نشأتها والتي تجعل منها أنواعاً مختلفة.[٤]
أنواع السهول
للسهول أنواع متعددة تبعاً لسبب نشأتها، ومن أهم أنواعها:[١]
- السهول الناتجة عن عمليات النحت بشكل رئيسي، وعوامل أخرى كالتعرية المائية، وتتضمن:
- سهول النحت البحري، وهي عبارة عن سهول نتجت بسبب النحت الذي تقوم به الأمواج البحرية، وتوجد هذه السهول على السواحل.
- سهول النحت الجليدي، وهي السهول التي نشأت بفعل زحف الجليد فوقها في عصور سابقة قديمة.
- سهول أقدام الجبال، وهي عبارة عن سهول صخرية تكونت بالقرب من سفوح الجبال، كنتيجة لعوامل النحت بفعل حركة مياه الوديان، كما أنها مرحلة تسبق تكوّن أشباه السهول فيما بعد.
- السهول التحاتية الكبيرة، وهي التي تمثل المرحلة الأخيرة من مراحل النحت المائي الحاصل في المناطق الجبلية، والتي تشكّل أشباه السهول.
- سهول الكارست (بالإنجليزية: Carst)، وهي سهول تشكّلت في مناطق التكوينات الجيرية، ونتجت عن عمليات التجوية التي تؤديها المياه الجوفية.
- سهول الكويستا (بالإنجليزية: Cuesta)، وهي عبارة عن سهول تكونت بسبب النحت في طبقات المنطقة المائلة والمتميزة بصلابتها خاصة في أجزائها العليا.
- السهول الناتجة عن عمليات الإرساب وتتميز بتربتها الخصبة حيث تمثل أهم مناطق الزراعة في العالم، وتتضمن:[١][٣]
- سهول رواسب المياه الجارية والتي تشتمل على سهول الدلتا والتي تتشكّل بالقرب من مصبات الأنهار الدلتاوية مثل دلتا النيل في مصر، والسهول الفيضية (بالإنجليزية: Flood Plains) والتي تكونت بسبب فيضان المياه على جانبَي مجرى النهر وتتكون في أودية الأنهار، وسهول الباجادا (بالإنجليزية: Bajada) والتي تتكون في المناطق السفلى من الجبال بسبب التقاء الدلتاوات الناشئة عن رواسب الوديان الجبلية في المناطق الجافة، وهناك أيضاً سهول البلايا (بالإنجليزية: Playa) وتنشأ في الأحواض الداخلية التي تصل إليها المياه بانحدارها من الجبال الموجودة في المناطق الجافة.
- سهول الإرساب الهوائي، ومن أهمها السهول الرملية، وسهول اللويس (بالإنجليزية: Loess)، وتعرف أيضاً بالسهول الريحيّة،[٣] حيث تنتج عن إرسابات طينية تحملها الرياح إلى المناطق الحوضية لتترسب فيها.
- سهول الإرساب الجليدي: وهي السهول المكونة من الرّكاميات الجليدية المختلفة.
- السهول الساحلية الحديثة: وهي السهول حديثة الظهور الناتجة بسبب ارتفاع جزء من قاع البحر، أو بسبب ارتفاع الأرض وتراكم الرواسب على القاع مما أدى إلى انحسار المياه عنها وتكشّفها، ومن الأمثلة عليها السهول الساحلية الأرجنتينيّة، وسهل الموزمبيق الموجود في جنوب شرق أفريقيا، وتكون السهول الساحلية مستويةً في بداية تشكلها، إلّا أنها لا تلبث أن تتعرض لعوامل التعرية التي تمزق سطحها بسبب مرور الأنهار بطيئة الانحدار وقليلة العمق بشكل عام والتي تقطعها من جهة اليابسة،[١] ولا يزيد ارتفاع هذه السهول عن 500 قدم عن مستوى سطح البحر عادة، ويتأثر ضيقها أو اتساعها بمدى بعد أو قرب الحواف الجبلية أو الهضبية التي تحد من انتشارها، كما تنحدر هذه السهول نحو المسطحات المائية.[٣]
التوزيع الجغرافي للسهول في العالم
تحتل السهول في العالم جزءاً كبيراً من مساحة اليابسة والتي قد تصل إلى أكثر من الثلث تقريباً، ويمكن القول إن كل قارة من قارات العالم تحتوي على مساحة واحدة كبيرة على الأقل من الأراضي السهلية، بالإضافة إلى وجود مساحات أخرى صغيرة، باستثناء قارة انتركتيكا الجليدية،[٤] كما أنها تختلف من حيث مساحتها وحجمها، فنجد سهول صغيرة مثل سهول الأحواض الجبلية، وسهول كبيرة وواسعة مثل سهول سيبيريا الممتدة من شرق أوروبا وصولاً إلى المحيط الهادئ عبر قارة آسيا،[٣] ومن خلال الإمعان في خريطة العالم التضاريسية يمكن ملاحظة أن غالبية السهول الكبيرة والشاسعة في العالم تكون إما مفتوحة على المحيط الأطلسي وإما على المحيط المتجمد الشمالي، أما السهول الصغيرة فهي في الغالب مفتوحة على المحيط الهندي والمحيط الهادئ.[١]
السهول في آسيا
تشتمل قارة آسيا على أكثر السهول امتداداً في العالم، فمثلاً يمتد السهل الآسيوي من بحر قزوين إلى المحيط المتجمد الشمالي، ويختلف اتساعه بعبوره من منطقة إلى أخرى، إلّا أن أقصى ارتفاع له يكون في غرب سيبيريا، ثم يضيق شيئاً فشيئاً عند الاقتراب من المرتفعات والسلاسل الجبلية وفي أواسط القارة، وتوجد في سهل آسيا سهول كبيرة صالحة للزراعة وخاصة السهل الممتد إلى الجنوب من سكة الحديد التي تربط بين روسيا وساحل المحيط الأطلسي، كما يوجد سهل كبير جداً شمال هضبة الدّكن، وتقطنه أعداد كبيرة من السكان في الهند، أما الجانب الغربي من هذا السهل فيُعرف باسم سهول السند، وتنقسم إلى جزء صحراوي جنوبي، وجزء شمالي أقل تصحراً يسكنه الناس وتقام فيه مشاريع الري.[٥]
توجد في جنوب شرق قارة آسيا سهول كثيرة مثل بورما، وتايلاند، وكمبوديا، وفي جنوب غرب قارة آسيا توجد سهول الرافدين التي يمر عبرها نهر دجلة والفرات، والتي قامت فيها حضارات قديمة وعريقة على الرغم من مناخها الجاف.[٥]
السهول في أمريكا الشمالية
توجد السهول الرئيسية في قارة أمريكا الشمالية في الجهة الشرقية لجبال روكي، كما توجد في النصف الشرقي منها سهول ساحلية ممتدة على خليج المكسيك لتصل إلى العروض القطبية باتجاه الشمال لتشتمل على سهول البراري، وهي السهول العظمى الموجودة في الولايات المتحدة في جنوبها ووسطها لتصل إلى وسط كندا وشمالها، كما وتشتمل السهول الشرقية للقارة على سهول بحيرية تقع في منطقة البحيرات العظمى في كندا والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى دلتاوات الأنهار مثل دلتا المسيسبي، وهناك السهول الساحلية الشرقية المطلة على المحيط الأطلسي، وتوجد السهول الصحراوية في الجزء الجنوبي الغربي من ولايات أريزونا، وفلوريدا، وتكساس، وفي كندا توجد عدة سهول، ففي الجزء الشمالي الشرقي منها توجد سهول نيوفوندلاند، أما في وسطها وشمالها فتكثر السهول الجليدية، وفي الغرب الأمريكي تتناثر بعض السهول النهرية، والساحلية، كما تكثر فيها السهول الفيضية.[٥]
السهول في أمريكا الجنوبية
تمتد السهول في قارة أمريكا الجنوبية من الشمال إلى الجنوب، وتحدها المرتفعات من الغرب والشرق، ومن أهمها سهول البمباس الأرجنتينية، وسهول الأمازون المطلة على المحيط الأطلسي،[٥] أما سهول البمباس فتمتد على شكل شبه دائري حول خليج لابلاتا، كما تمتد إلى الجزء الشرقي من جبال الأنديز، وتكون معظمها سهولاً منبسطة وواسعة، أما سهل الأمازون فهو ناتج عن مجموعة تطورات جيولوجية طويلة، وقد كان حوض الأمازون متصلاً بالمحيط الهادئ من خلال فتحة عريضة، إلّا أنه في العصور الجيولوجية المتأخرة انفصل عن المحيط الهادئ، وشكّل بحراً داخلياً، ثم انفتح واتصل بالمحيط الأطلسي.[٦]
يوجد في أمريكا الجنوبية سهل اللانوس الواقع في حوض نهر الأورنوكو، ويتكون من مناطق منبسطة تقع بين جبال الأنديز وهضبة جيانا، ومع تقدم السهل ترتفع الأرض لتمتد الأودية العميقة ولتغطيها الغابات، وينفتح السهل في الجزء العلوي منه، في حين يكون الجزء السفلي ضيقاً، ويصبح مكوناً من سهول متفرقة تمتلئ بنباتات غير متجانسة.[٦]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ “المقدمات في الجغرافيا الطبيعية، صفحة 192-194”، www.shamela.ws، اطّلع عليه بتاريخ 2017-9-12. بتصرّف.
- ↑ د. علاء داوود المختار، د.حسين مجاهد مسعود (2011)، أساسيات الجغرافيا الطبيعية (الطبعة الأولى)، عمان- الأردن: زهران للنشر والتوزيع، صفحة 81-82. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج موسوعة الكويت العلمية للاطفال الجزء الحادي عشر، “السهول وأنواعها”، www.ksag.com، اطّلع عليه بتاريخ 2017-9-12. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث “السهول: تعريفها وتوزيعها وأصلها”، www.ksag.com، اطّلع عليه بتاريخ 2017-9-12. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج د.حسام جاد الرب (2007)، الجغرافيا العامة، صفحة 50-53. بتصرّف.
- ^ أ ب أ. جاسم شعلان كريم الغزالي (2016-3-11)، “قارة امريكا الجنوبية البنية الجيولوجية ومظاهر السطح”، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 2017-9-12. بتصرّف.