أهم أحداث غزوة الأحزاب
بدأت أحداث غزوة الأحزاب حينما ذهب نفر من يهود بني النضير فيهم حيي بن أخطب وسلامة بن الحقيق إلى قريش حتى يألبونهم على حرب المسلمين، وقد وعد اليهود قريشاً بأن يقفون معهم وينصرونهم، ثم ذهب اليهود إلى بني غطفان فوعدوهم بثمار خيبر سنة كاملة، مقابل اشتراكهم في الحرب على المسلمين، فاجتمعت كلمة الأحزاب على حصار النبيّ والمسلمين في المدينة، وجمعوا لتلك المهمة جيشاً قوامه عشرة آلاف مقاتل، وعندما سمع النبيّ الكريم بخبر الأحزاب استشار الصحابة -رضوان الله عليهم- في أمرهم.[١]
فأشار عليه سلمان الفارسي -رضي الله عنه- بأن يحفر خندقاً لحماية المدينة المنورة من غدر الأحزاب، فأُعجب النبيّ والمسلمون بهذا الاقتراح، فجهزوا لذلك جيشاً قوامه ثلاثة آلاف مقاتل، حيث شرع بمهمة بناء الخندق حول المدينة، ثم أقبلت قريش ومعها الأحزاب إلى المدينة، فتفاجأت من حيلة المسلمين في حماية مدينتهم، ولم يتمكن المشركون من اختراق الخندق إلّا في مكان ضيق منه، حيث حاول بعضهم اجتيازه، ولكن عيون المسلمين كانت لهم بالمرصاد، حيث تصدى له المجاهدون وأرغموهم على الفرار، كما تمكّن علي -رضي الله عنه- من قتل أحد فرسان قريش يُدعى عمرو بن عبدود.[١]
فاشتد بعدها الحصار على المسلمين، وضاق عليهم الأمر حينما وصلت إليهم أنباء بنقض يهود بني قريظة عهدها مع النبيّ عليه الصلاة والسلام، فبعث النبيّ الكريم مائتي رجل مع سَلَمة بن أسلَم وثلاثمائة رجل مع زيد بن حارثة إلى المدينة؛ لحماية الذراري من اليهود، كما حاول مع قائدي غَطفان الرجوع عن المدينة مقابل إعطائهما نصيباً من ثمار المدينة يُقدر بالثلث، إلّا أنّ الصحابة أصروا على عدم منح أعداء الدين أي مقابل، وقد جاءت تباشير النصر على الأعداء، حينما أسلم رجل يُدعى نُعيم الغطفاني، حيث أتى قبائل الأحزاب، وأحدث الفرقة والخلاف بينها، كما بعث الله عليهم ريحاً أتت على خيامهم وقبابهم فقلعتها من مكانها، فدبّ الرعب في قلوبهم، ثم رجعوا عن حصارهم خائبين منهزمين، وكفى الله المؤمنين القتال.[١]
حصار بني قريظة بعد المعركة
توجه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بكتائب المسلمين بعد انتهاء حصار الأحزاب إلى بني قريظة، حيث ضرب عليهم حصاراً شديداً استمر بضعة عشر يوماً، وقد انتهى ذلك الحصار باستلام اليهود، ونزولهم على حكم سعد بن معاذ، حيث حكم أن يقتل رجالهم وتُسبى نساؤهم وذراريُّهم، فجعل لهم المسلمون خنادق في المدينة ضربت أعناقهم فيها.[٢]
دروس من المعركة
هناك العديد من الدروس المستفادة من أحداث غزوة الخندق؛ أهمها: التبشير بالنصر حتى في أصعب لحظات الشدة والحصار، فلقد بشر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- المسلمين بفتح مدائن كسرى وقيصر والحبشة، حينما كان يضرب بمعوله الحجر الذي استعصى على المسلمين عند حفر الخندق، والدرس الثاني: علاقة الراعي برعيته والقائد بكتيبته، وكرامة المجاهدين وبركة الجهاد في سبيل الله تعالى.[٣]
المراجع
- ^ أ ب ت د. محمد زيتون (2012-9-11)، “غزوة الخندق “، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-28. بتصرّف.
- ↑ “من هم بني قريظة؟ وماذا حدث لهم؟”، www.islamqa.info، 2013-9-21، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-28. بتصرّف.
- ↑ محمد مسعد ياقوت، “غزوة الخندق (الأحزاب).. دروس في ذكراها”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-28. بتصرّف.