'); }
أهميّة الحفاظ على الدين
جعل الله -تعالى- حفظ الدين مقصداً من مقاصد الشريعة الإسلاميّة الكبرى، ممّا يدلّ على أهميّة الحفاظ على الدين، فكُلّ التكاليف في أصولها وفروعها تعدّ مقصداً من مقاصد حفظه، وكُلّ أصول العبادات راجعةٌ لذلك أيضاً، والسبب في ذلك أنّ ذهاب الدين وضياعه يعني ذهاب الدنيا كُلّها، واختلال المقاييس والموازين جميعها فيها، والحقيقة أنّ الدين والإيمان هما ما يمنعان المسلم من الاعتداء على كُلّ المقاصد الأخرى، فحفظ الدين يحفظ ما تبقّى من المقاصد، وقد تضافرت النصوص الشرعيّة للتأكيد على أهميّة الحفاظ على هذه المقاصد.[١]
كيفيّة الحفاظ على الدين
إنّ لحفظ الدين خمسة طرقٍ رئيسيّةٍ، وفيما يأتي بيان كُلٍّ منها:[٢]
'); }
- العمل بالدين، فقد شرع الله -سبحانه- الدين ليُقام في الأرض ويُعمل به، فلو حفظ المسلمون نصوصه وتشريعاته دون أن يطبّقوها أو يلتزموا بها لما كانوا حافظين له، ولذلك فحفظ الدين واجبٌ لا بمجرّد حفظ نصوصه؛ بل بالعمل بها أيضاً.
- إقامة الحدود، وردّ كُلّ ما يخالف الدين.
- الجهاد في سبيل الله؛ وذلك لأنّ الدعوة إلى الدين يقابلها الكثير من العوائق والكثير من المانعين، فالحلّ حينها أن تواجه القوّة بالقوّة؛ لتمكين الناس من التعرّف إلى الإسلام، والدخول فيه.
- الدعوة إلى الدين ونشره، وذلك لأنّ ترك الدعوة يتيح للكفار الظهور والانتشار، كما يتيح لهم فرصة تشويه الإسلام، وطمس معالمه.
- الحكم بالدين؛ وذلك لأنّ حفظ الدين لا يكون ممكناً إلّا إن كان حاكماً في الأرض.
حاجة البشريّة إلى الدين
فطر الله -تعالى- الناس جميعاً على التوجّه لعبادته، وصحيحٌ أنّ هذه الفطرة قد تنحرف في بعض الأحيان؛ إلّا أنّها لا تنكر وجود الإله والربّ بالكليّة، بل تتوجّه غالباً لعبادة آلهةٍ أخرى؛ وذلك لأنّ حاجة الإنسان لوجود الله حاجةٌ تفوق كُلّ الحاجات الأخرى، وممّا يدلّ على ذلك شعوره بالضعف أمام بعض مظاهر قدرة الله -عزّ وجلّ-؛ كالزلالزل والبراكين ونحوها، فمهما بلغ به العلم يبقى عاجزاً ضعيفاً أمامها، وتظهر حاجة الإنسان إلى الدين أيضاً بالنظر إلى بحثه عن إجابات الأسئلة التي حيّرت العلماء باستمرارٍ؛ كالسؤال عن أصل خلق الإنسان، ونهاية مصيره، والهدف من وجوده، وللدين دورٌ مهمٌّ أيضاً في تلبية حاجة الإنسان للشعور بالطمأنينة النفسيّة، فهو محتاجٌ باستمرارٍ إلى قوّةٍ عظيمةٍ يلجأ إليها في الشدّة لتمنحه القوّة والصبر والأمل في لحظات اليأس، والدين كذلك يحقّق للمجتمعات التماسك والترابط والصلاح، فيدفع أفراده إلى فعل الخير، وأداء الواجبات بدافعٍ ذاتيٍ دون رقابة أحدٍ.[٣]
المراجع
- ↑ حسام العيسوي إبراهيم (2014-1-22)، “مقصد حفظ الدين (رؤية مقاصدية معاصرة)”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-7. بتصرّف.
- ↑ “حفظ الدين”، www.almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-7. بتصرّف.
- ↑ “حاجة البشر إلى الدين”، www.library.islamweb.net، 2014-5-5، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-7. بتصرّف.