محتويات
مرض الحصبة
يُعدّ مرض الحصبة (بالإنجليزية: Measles) أحد الأمراض الفيروسيّة الخطيرة وشديدة العدوى، وينتمي الفيروس المسبّب لمرض الحصبة إلى عائلة الفيروسات المخاطيّة (بالإنجليزية: Paramyxovirus)، إذ تنتقل العدوى عن طريق الاتصال المباشر مع الشخص المصاب، أو عن طريق انتشار الفيروس في الهواء، حيث يصيب الفيروس الجهاز التنفسيّ للشخص ثمّ ينتقل إلى باقي أجزاء الجسم، ومن الجدير بالذكر أنّ عدد الوفيّات الناجمة عن الإصابة بالمرض قبل اكتشاف المطعوم المضاد للفيروس عام 1963 تُقدّر بنحو 2.6 مليون وفاة سنويّاً، وبالرغم من توفّر المطعوم الآمن والفعّال إلّا أنّ عدد الوفيات الناجمة عن مرض الحصبة خلال عام 2017 تقدّر بنحو 110 ألف وفاة، يشكّل الأطفال تحت سنّ الخامسة من العُمر معظمها.[١]
أعراض مرض الحصبة
تبدأ أعراض الإصابة بمرض الحصبة بالظهور بعد مدّة تتراوح بين 9-11 يوم تقريباً، ودائماً ما يصاحب الإصابة بمرض الحصبة المعاناة من الحمّى، بالإضافة إلى واحدة على الأقل من ثلاثة أعراض متمثلة بالتهاب الملتحمة (بالإنجليزية: Conjunctivitis)، والسعال، والتهاب الأنف أو سيلان الأنف، كما قد يصاحب الإصابة ظهور طفح جلديّ ذو لون بنيّ مُحمر بعد 3-4 أيام تقريباً من بدء ظهور الأعراض على الشخص المصاب، وغالباً ما يبدأ الطفح بالظهور خلف الأذنين ثم ينتقل بشكلٍ تدريجيّ إلى باقي أنحاء الجسم، وتجدر الإشارة إلى أنّ الحمّى قد تكون شديدة وتصل إلى 40.6 درجة مئويّة في بعض الحالات، وقد تستمرّ لعدّة أيام متتالية، وقد تنخفض وترتفع مرّة أخرى عند بدء ظهور الطفح الجلديّ، ويوجد عدد من الأعراض الأخرى التي قد تصاحب الإصابة بمرض الحصبة نذكر منها الآتي:[٢]
- المعاناة من تدميع العينين.
- الإصابة بحساسيّة تجاه الضوء.
- الشعور بألم عام في الجسم.
- الإصابة بالعطاس.
- ظهور ما يُعرَف ببقع كوبليك (بالإنجليزية: Koplik’s spots) في الفم، وداخل الخدين، والحلق، وهي بقع بيضاء رماديّة صغيرة جداً ذات مركز أبيض مزرق.
مضاعفات مرض الحصبة
هناك عدد من المضاعفات الصحيّة التي قد تصاحب الإصابة بمرض الحصبة، نذكر منها ما يأتي:[٣]
- ذات الرئة: تُعدّ الإصابة بذات الرئة (بالإنجليزية: Pneumonia) أو الالتهاب الرئويّ أحد المضاعفات الصحيّة الشائعة للإصابة بمرض الحصبة، وقد يعاني بعض الأشخاص من التهاب رئويّ شديد قد يؤدي إلى الوفاة في الحالات التي يعاني فيها الشخص من ضعف في الجهاز المناعي.
- عدوى الأذن: تُعدّ الإصابة بعدوى الأذن البكتيريّة أحد أكثر مضاعفات الإصابة بمرض الحصبة شيوعاً.
- التهاب الدماغ: يعاني ما يقارب شخص واحد من بين كل ألف شخص مصاب بمرض الحصبة من ما يُعرف بالتهاب الدماغ (بالإنجليزية: Encephalitis)، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه المشكلة قد تحدث بعد الإصابة بمرض الحصبة بشكلٍ مباشر، أو بعد عدّة شهور.
- مشاكل الجهاز التنفسيّ: قد تؤدي الإصابة بمرض الحصبة إلى المعاناة من التهاب الحنجرة، أو التهاب الشعب الهوائيّة، أو المعاناة من الخانوق (بالإنجليزية: Croup).
- مشاكل الحمل: قد تؤدي إصابة الأم الحامل بمرض الحصبة إلى عدد من مشاكل الحمل، مثل: انخفاض وزن الجنين، والولادة المبكّرة، ووفاة الأم الحامل.
علاج مرض الحصبة
العلاجات الدوائية
في الحقيقة لم يتمّ إلى الآن تطوير علاج محدّد يمكن استخدامه عند الإصابة بمرض الحصبة، إذ إنّ الأعراض غالباً ما تزول من تلقاء نفسها خلال مدّة تتراوح بين 7-10 أيّام، وفي ما يأتي بيان لبعض العلاجات الدوائيّة التي يمكن استخدامها في هذه الحالة:[٢][٤]
- مطعوم الحصبة: يمكن للأشخاص الذين لم يتلقّوا مطعوم الحصبة في السابق، أو الأطفال الرضّع، الحصول على المطعوم خلال 72 ساعة من التعرّض للفيروس للوقاية من تطوّر أعراض المرض، وفي حال ظهور أعراض المرض على الرغم من الحصول على المطعوم فغالباً ما تكون أعراض خفيفة وتدوم لفترة قصيرة فقط.
- الغلُوبولين المَناعِيّ: يتمّ اللجوء إلى العلاج بالغلُوبولين المَناعِيّ (بالإنجليزية: Immunoglobulin)، أو الأجسام المضادّة (بالإنجليزية: Antibodies) في حال معاناة الشخص المصاب بالعدوى من ضعف في الجهاز المناعيّ، أو في حال إصابة الأطفال الرضّع، أو الأم الحامل، ويجب الحصول على هذا العلاج خلال مدّة تصل إلى ستّة أيام من التعرّض للفيروس، وذلك للتخفيف من أعراض المرض، أو منع ظهور الأعراض بشكلٍ نهائيّ.
- خافضات الحرارة: يمكن اللجوء إلى استخدام بعض أدوية خافضات الحرارة، مثل: دواء الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، ودواء الباراسیتامول (بالإنجليزية: Paracetamol)، كما تساعد هذه الأدوية على التخفيف من الألم المصاحب للعدوى، مع ضرورة الحرص على استخدام الجرعة المناسبة، وتجنّب إعطاء دواء الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) للأطفال تحت سنّ 16 من العُمر.
- فيتامين أ: يساعد تناول المكمّلات الغذائيّة التي تحتوي على فيتامين أ على التخفيف من شدّة المرض في حال كان الشخص يعاني من نقص في فيتامين أ، أو لدى الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم السنتين، وتجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل البدء بتناول هذه المكمّلات.
- المضادّات الحيويّة: على الرغم من أنّ استخدام المضادّات الحيويّة (بالإنجليزية: Antibiotics) لا يساعد على القضاء على الفيروس المسبّب لمرض الحصبة، إلّا أنّ الطبيب قد يصف أحد أنواع المضادّات الحيويّة في حال المعاناة من عدوى بكتيريّة نتيجة الإصابة بالمرض، مثل ذات الرئة، أو عدوى الأذن.
العلاجات المنزلية
يوجد عدد من العلاجات المنزليّة التي تساعد على التخفيف من أعراض مرض الحصبة، نذكر منها الآتي:[٢]
- ترطيب الهواء للمساعدة على التخفيف من السعال المصاحب للمرض.
- تناول كوب من الماء الدافئ، يحتوي على ملعقة صغيرة من عصير الليمون، وملعقتين من العسل، للمساعدة على التخفيف من السعال.
- تجنّب التدخين بالقرب من الشخص المصاب.
- ارتداء النظارات الشمسيّة للتخفيف من حساسيّة الضوء.
- الحرص على تناول كميّات كافية من السوائل لتجنّب الإصابة بالجفاف.
- تجنّب ذهاب الشخص المصاب إلى المدرسة أو العمل لمنع انتقال العدوى.
المراجع
- ↑ “Measles”, www.who.int,29-11-2018، Retrieved 4-12-2018. Edited.
- ^ أ ب ت Christian Nordqvist (15-5-2017), “Understanding the causes of measles”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 4-12-2018. Edited.
- ↑ “Measles Symptoms & causes”, www.mayoclinic.org,7-9-2018، Retrieved 4-12-2018. Edited.
- ↑ “Measles Diagnosis & treatment”, www.mayoclinic.org,7-9-2018، Retrieved 4-12-2018. Edited.