الذبحة الصدرية
في الحقيقة لا تُعدَ الذبحة الصدرية (بالإنجليزية: Angina) مرضاً، وإنّما هي عرض أساسيّ لمرض القلب التاجي (بالإنجليزية: coronary heart disease (CHD)). ويُمكن تعريف الذبحة الصدرية على أنّها الشعور بالألم وعدم الراحة في الصدر بسبب نقص كمية الأكسجين الواصلة إلى عضلة القلب نتيجة تضيق أو انسداد الشرايين التاجية. وتقسم الذبحة الصدرية إلى أنواع مختلفة منها: ذبحة برنزميتال (بالإنجليزية: Prinzmetal angina) التي تُعرف بالذبحة المخالفة للمعتاد (بالإنجليزية: Variant angina)، والذبحة الصدرية المستقرة (بالإنجليزية: Stable Angina or Angina Pectoris)، والذبحة الصدرية غير المستقرة (بالإنجليزية: Unstable Angina). وينبغي القول أنّ الذبحة الصدرية قد تكون عرضاً من أعراض مرض الأوعية الدموية الدقيقة التاجية (بالإنجليزية: (Coronary microvascular disease (MVD) الذي يُعرف أيضاً بمتلازمة القلب (X)، وهو أحد أمراض القلب التي تُؤثّر على أصغر الشرايين التاجية في القلب، والذي يُعدّ أكثر شيوعاً لدى النساء مقارنة بالرجال. ومما ينبغي التنويه إليه أنّ ألم الصدر قد يكون ناتجاً عن العديد من الأمراض الأخرى مثل: انسداد الشريان الرئوي الذي يُعرف بالانصمام الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary embolism)، وتسلخ الأبهر (بالإنجليزية: Aortic dissection)، وعدوى الرئة، وتضيق الصمام الأبهري (بالإنجليزية: Aortic stenosis)، إضافةً إلى اعتلال عضلة القلب الضخامي (بالإنجليزية: Hypertrophic cardiomyopathy)، والتهاب الأنسجة المحيطة بالقلب والذي يُعرف بالتهاب التامور (بالإنجليزية: Pericarditis)، بالإضافة إلى نوبة الهلع (بالإنجليزية: panic attack).[١]
أعراض الذبحة الصدرية
تتضمن أعراض الذبحة الصدرية بشكل عام: الشعور بالألم وعدم الراحة في منطقة الصدر، والذي يمكن أن يُوصف بأنّه يشبه الشعور بالضغط، والعصر، والحرقان، والامتلاء، وقد يمتد هذا الألم من الصدر إلى الكتفين، والذراعين، والرقبة، والفك، والظهر، كما قد يصاحب ألم الصدر الشعور بالغثيان، والإعياء، وضيق التنفس، إضافة إلى زيادة التعرق، والشعور بالدوخة. ومن الجدير بالذكر أنّ أعراض الذبحة الصدرية لدى النساء قد تختلف عن أعراض الذبحة الصدرية التي ذكرناها آنفاً، ولذا فقد تؤدي هذه الاختلافات إلى تأخر النساء في تلقي العلاج المناسب؛ فعلى سبيل المثال، يُعدّ ألم الصدر من الأعراض الشائعة لدى النساء المصابات بالذبحة الصدرية إلا أنّه لا يُعدّ العرض الوحيد أو العرض الأكثر انتشاراً لدى النساء، فقد تتضمن أعراض الذبحة الصدرية الشائعة لدى النساء الغثيان، وضيق التنفس، ووجع البطن، وانعدام الراحة في الرقبة، والفك، والظهر، إضافة للشعور بألم الصدر الذي يوصف بأنه يُشبه الشعور بالطعن.[٢]
وممّا يُميّز أعراض الذبحة المستقرة التي تعدّ أكثر أنواع الذبحة الصدرية شيوعاً، أنّها تحدث عادة عند ممارسة النشاط البدني كصعود الدرج والمشي في الطقس البارد وتستمرّ لفترة قصيرة لا تزيد عن خمس دقائق، كما أنّه يمكن التنبؤ بحدوثها، وتكون طبيعة الألم في كل مرة مشابهة لطبيعته في المرات السابقة، وتجدر الإشارة أن هذا الألم لا يدوم لفترة طويلة ويختفي بمجرد استخدام الدواء الخاص بأعراض الذبحة الصدرية الحادة عند حدوثها أو بمجرد التوقف عن ممارسة أي مجهود والتزام الراحة. أمّا أعراض الذبحة الصدرية غير المستقرة فإنها تختلف عن أعراض الذبحة الصدرية المستقرة حيث أنّها يُمكن أن تحدث أثناء الراحة وأثناء ممارسة المجهود البدني على حدّ سواء، ولا يمكن التنبؤ بحدوثها، إذ أنّ نمطها يتغيّر في كل مرة تحدث بها، وعلى عكس الذبحة الصدرية المستقرة فإنّ غير المستقرّة تستمر لفترة طويلة قد تصل إلى نصف ساعة أو أكثر، وتكون شدتها أكبر، ولا يختفي الألم المصاحب لها عند التزام الراحة أو عند استخدام الأدوية الخاصة بالذبحة الصدرية، وفي الحقيقة قد تكون الذبحة الصدرية غير المستقرة مؤشراً على قرب الإصابة بنوبة قلبية؛ ولذا فإنّها تحتاج إلى رعاية طبية فورية. أمّا بالنّسبة للذبحة الصدرية المخالفة للمعتاد أو ذبحة برنزميتال فإنّ أعراضها تظهر أثناء الراحة، وغالباً ما تكون شديدة، وقد تستجيب لأدوية الذبحة الصدرية.[٢]
أسباب الذبحة الصدرية
غالبا ما تحدث الذبحة الصدرية نتيجة الإصابة بمرض الشريان التاجي (بالإنجليزية: Coronary artery disease) الذي يُسبّب تضيق الشرايين التي تُزود القلب بالدم المحمل بالأكسجين، وفي العادة يحدث هذا التضيق نتيجة تراكم كتل الكوليسترول على جدران الشرايين، وفي بعض الأحيان يكون نتيجة التدخين وارتفاع مستوى السكر في الدم، وهذا ما يُؤدي إلى تشكّل لويحات صلبة (بالإنجليزية: Hard plaques) تعمل على تضيق الشريان، ويمكن لتلك اللويحات أن تنفصل من مكانها الذي نشأت فيه لتشكل جلطات دموية صغيرة يُمكن أن تعيق تدفق الدم في الشرايين التاجية بشكل جزئي أو كلي مُسببة بذلك أعراض الذبحة غير المستقرة، وفي حال كان انسداد الشريان كبيراً فقد يؤدي ذلك إلى الإصابة بالنوبة القلبية. أمّا بالنسبة للذبحة الصدرية المخالفة للمعتاد فإنها تحدث نتيجة تشنج أحد الشرايين مما يؤدي إلى شدها وتضيقها، وبالتالي انخفاض نسبة الدم المحمل بالأكسجين الواصل إلى القلب. وبشكل عام قد تساعد بعض المحفزات على الشعور بأعراض الذبحة الصدرية؛ كالقيام بمجهود جسدي، والتعرض لإجهاد عاطفي شديد، وتناول وجبة طعام ثقيلة، والتعرض للبرد الشديد، والتدخين، واستخدام بعض الأدوية، وتعاطي الكوكايين. وكما أسلفنا القول أنّ الذبحة الصدرية تحدث في العادة نتيجة الإصابة بمرض الشريان التاجي، فإنّ عوامل الخطر التي تزيد فرصة الإصابة بهذا المرض تزيد فرصة الإصابة بالذبحة الصدرية أيضاً؛ ومن هذه العوامل نذكر ما يأتي:[٣]
- ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم فوق المستوى الطبيعي.
- زيادة الوزن أو السمنة.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الإصابة بمرض السكري.
- الإصابة بمتلازمة الأيض (بالإنجليزية: metabolic syndrome).
- اتّباع نمط حياة خامل.
- تدخين التبغ.
- العمر؛ إذ يُعدّ الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 45 سنة، وكذلك النساء اللواتي تزيد أعمارهن عن 55 سنة أكثر عرضة للإصابة بمرض الشريان التاجي.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب في وقت مبكر.
المراجع
- ↑ “(Angina (Chest Pain”, www.heart.org, Retrieved 8-12-2008. Edited.
- ^ أ ب “Angina”, www.mayoclinic.org, Retrieved 8-12-2018. Edited.
- ↑ “Everything you need to know about angina”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-12-2018. Edited.