محتويات
أضرار الكافيين
تعدّ مادة الكافيين (بالإنجليزية: Caffeine) إحدى المواد المنشّطة التي توجد في الأغذية بشكل طبيعي، والتي يتناولها الملايين يوميًا لتحفيز الاستيقاظ، وتخفيف التعب، وتحسين التركيز. وعلى الرغم من كثرة الشائعات التي تدور حول فوائد ومخاطر تناول الكافيين إلّا أنّ بعض الدلائل قد أشارت إلى أنّ الاستهلاك المعتدل منها قد يجلب منافعها وأضرارها، وقد أوصّت مؤسسة الغذاء والدواء أن لا يزيد الاستهلاك اليومي للشخص البالغ عن 400 ملليغراماً يوميًا من الكافيين أي ما يعادل 2 – 3 أكواب من القهوة،[١] ومن أهم الآثار السلبية الناتجة عن الإفراط في تناول الكافيين:
القلق والتعب والأرق
تعرف مادة الكافيين بتحفيزها لليقظة وذلك عن طريق منع إفراز هرمون الأدينوسين (بالإنجليزية: Adenosine) المرتبط بالشعور بالتعب وزيادة إفراز هرمون الأدرينالين المرتبط بزيادة الطاقة في الجسم ولكن قد يؤدي الإفراط في تناولها إلى حدوث التوتر والقلق، إضافة إلى ذلك ربطت بعض الدراسات زيادة كمية الكافيين المستهلكة بازدياد الوقت اللازم للاستغراق في النوم وتقليل مدة النوم الكليّة خاصةً عند كبار السن، نقيضًا لذلك فإنّ الاستهلاك المعتدل أو المنخفض منه قد لا يؤثر على النوم عند الأشخاص الذين ينامون جيدًا أو الذين يعانون من الأرق. كما أثبت العديد من الدراسات أنّ مشروبات الطاقة المحتوية على بالكافيين تُحفز اليقظة وتحسن المزاج لساعات عدّة لكنها غالبّا ما تزيد من حالات التعب في اليوم التالي.[٢]
مشاكل الجهاز الهضمي
تعمل مادة الكافيين على تحفيز حركة الأمعاء عن طريق زيادة انقباض وانبساط عضلات الجهاز الهضمي التي تُحرّك الطعام (بالإنجليزية: Peristalsis)، وبالتالي يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الكافيين إلى حدوث الإسهال أو البراز الرخو عند بعض الأشخاص، وتشير بعض الدراسات إلى أنّ الكافيين قد يزيد بعض الحالات المصابة بالارتداد المعدي المريئي سوءًا وخاصًة عند تناول القهوة، وعلى الرغم من اعتقاد العديد من الأشخاص أنّ القهوة تسبب قرحة المعدة إلّا أنّه لم يثبت ذلك في دراسة كبيرة لأكثر من 8000 شخص.[٢]
ارتفاع ضغط الدم
أثبت عدة أبحاث أنّ استهلاك الكافيين يرفع ضغط الدم بسبب تأثيره التحفيزي على الجهاز العصبي، ولكن تأثير الكافيين على ضغط الدم مؤقتًا ويظهر تأثيره الأقوى على الأشخاص غير المعتادين على استهلاكه، ويبدو أنّه لا يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke) عند معظم الأشخاص. وارتبطت زيادة تناول الكافيين بزيادة ضغط الدم أثناء ممارسة الرياضة عند الأشخاص الأصحاء والمصابين بارتفاع ضغط الدم المعتدل.[٢]
سرعة ضربات القلب ومشاكل التّنفس
قد ترتبط زيادة استهلاك الكافيين بزيادة سرعة ضربات القلب أو عدم انتظامها أو مشاكل في التنفس وفي حالات نادرة، ويمكن أن يؤدي الإفراط في تناوله إلى الوفاة بسبب التشنجات أو عدم انتظام ضربات القلب.[٣] ويسمى تغيّر ضربات القلب بالرجفان الأُذيني (بالإنجليزية: Atrial fibrillation) وهو غالبًا ما يصيب الشباب الذين يتناولون مشروبات الطاقة التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين، لكن قد تختلف هذه الآثار اختلافًا كبيرًا من شخص لآخر فقد أثبتت الدراسات أنّ بعض الأشخاص الذين يعانون من مشاكل القلب قد تكون لديهم القدرة على تحمّل كميات كبيرة من الكافيين دون أي آثار سلبية.[٢]
كثرة التبول
يعدّ ازدياد التبول أحد الآثار الناجمة عن الإفراط في تناول الكافيين بسبب التأثير التحفيزي على المثانة، ويظهر هذا التأثير خاصةً عند كبار السن والأشخاص ذوي النشاط المفرط في المثانة (بالإنجليزية: Overactive bladder) أو سلس المثانة، إضافة إلى ذلك قد يزيد التناول المفرط للكافيين من احتمال حدوث سلس البول لدى الأشخاص الذين ليس لديهم مشاكل صحية في المثانة.[٢]
انحلال العضلات
أثبتت العديد من الدراسات أنّ انحلال العضلات المخططـة (بالإنجليزية: Rhabdomyolysis) قد ينتج عن الإفراط في تناول الكافيين، وهو حالة خطيرة جدًا تدخل فيها ألياف العضلات التالفة في مجرى الدم مؤديًا إلى الفشل الكلوي وغيرها من المشاكل. ويفضّل الحد من تناول من تناول الكافيين لما يقارب 250ملغ في اليوم ، إلّا إذا كان الشخص معتادًا على استهلاك أكثر من هذه الكمية.[٢]
الخصوبة والحمل والرضاعة الطبيعية
تناول كميات كبيرة من الكافيين خلال فترة الحمل قد يكون غير آمنًا؛ فإن تناول أكثر من 300ملغ يوميًا أو ما يعادل 3 أكواب من القهوة يزيد من فرص الإجهاض، وتأخر نمو الجنين وقد تصبح ضربات قلب الجنين غير طبيعية (بالإنجليزية: Abnormal fetal heart rhythm)، وإضافة اإلى ذلك أثبتت بعض الدراسات أنّ الكافيين يقلل من فرص حمل المرأة بنحو 27٪،[١] أما خلال فترة الرضاعة الطبيعية فينتقل الكافيين إلى الجنين عبر حليب الأم، ويمكن أن يسبب الإفراط في تناول الكافيين خلال فترة الرضاعة الطبيعية اضطرابات النوم، والتهيج، وزيادة النشاط المعوي عند الرّضع الذين يتناولون الحليب الطبيعي.[٤]
هشاشة العظام
قد يتعارض الإفراط في تناول الكافيين مع امتصاص الكالسيوم مما يؤدي إلى زيادة طرح الكالسيوم عن طريق البول، وإذا كان الشخص يعاني من انخفاض كثافة العظم أو هشاشته فيجب تقليل كمية الكافيين المتناولة إلى 300 ملغ يوميًا أو أقل، ويجب تناول الكافيين بحذر عند النساء الكبيرات في السن اللواتي يعانين من اضطراب وراثي يؤثر على عمل فيتامين د في الجسم؛ وذلك لأنّ فيتامين د والكالسيوم يعملان معًا على بناء العظام.[٤]
إدمان الكافيين
يشعر بعض الأشخاص بعدم القدرة على القيام بوظائفهم بالشكل الطبيعي إلاّ بعد شربهم للقهوة في الصباح، فينشط الكافيين العديد من الآليات العصبية الدوائية (بالإنجليزية: Neuropharmacological mechanisms) والسلوكية التي يتم تنشيطها عن طريق بعض المنبّهات الأخرى بما فيها تعاطي المخدرات، ويمكن أن يصبح بعض الأشخاص معتمدين جسديًا على الكافيين فعند تقليل أو عدم تناول الكافيين ستبدأ أعراض الانقطاع عن الكافيين من الجسم بالظهور لديهم، ومن هذه الأعراض: الصداع، والتعب، والنعاس، والاكتئاب، والتهيج، صعوبات التركيز، والغثيان والقيء،[٥] فتبدأ هذه الأعراض بالظهور عادةً بعد 12 – 24 ساعة من الامتناع عن شرب الكافيين ويمكن أن تزداد شدّتها بعد 20-51 ساعة، وتستمر أعراض الانقطاع عن الكافيين لمدة تتراوح بين 2 – 9 أيام، وهذا ما يفسر صعوبة الامتناع عن تناول الكافيين للأشخاص المعتادين عليها، ويجدر بالذكر أنّ إدمان الكافيين لا يعدّ أمرًا خطيرًا أمّا بالنسبة لأولئك الذين يشعرون بأعراض الانقطاع عنه فمن الأفضل تقليل تناولهم للكافيين بالتدريج حتى يعتاد الجسم على كميات أقل منه.[٦]
تأثير الكافيين على الأطفال والمراهقين
يحذر أطباء الأطفال من خطورة تناول الأطفال المشروبات الغازية التي تحتوي على الكافيين؛ بسبب عدم معرفة تأثير الإفراط في تناول الكافيين. وتشير بعض الأبحاث إلى أنّ الكافيين يؤثر على النوم والتعلّم عند المراهقين مما يؤدي إلى إعاقة النمو العصبي الطبيعي في مرحلة البلوغ، ويعتبر بعض علماء النفس نمط تناول الكافيين أو الإدمان عليه قد يؤدي إلى تعاطي المخدرات أو إدمان الكحول لاحقًا.[٥]
المراجع
- ^ أ ب Hannah Nichols (16-10-2017), “What does caffeine do to your body?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 3-1-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح Franziska Spritzler (14-8-2017), “9 Side Effects of Too Much Caffeine”، www.healthline.com, Retrieved 3-1-2019.
- ↑ Natalie Olsen (7-8-2017), “The Effects of Caffeine on Your Body”، www.healtline.com, Retrieved 4-1-2019. Edited.
- ^ أ ب “CAFFEINE”, www.webmd.com, Retrieved 4-1-2019. Edited.
- ^ أ ب Honor Whiteman (28-10-2018), “Caffeine: how does it affect our health?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 3-1-2019. Edited.
- ↑ Betty Kovacs Harbolic, “Caffeine”، www.medicinenet.com, Retrieved 3-1-2019.