معلومات غذائية

جديد أضرار الإكثار من تناول السمك

أضرار الإكثار من تناول السمك

تحتوي الأسماك على الزئبق، وقد يؤدي تناول كميات كبيرة من السمك، أو تناول أنواع محددة من الأسماك التي تحتوي على الزئبق إلى حدوث تسمم بمركب ميثيل الزئبق (بالإنجليزية: Methylmercury)، ومن المحتمل أيضاً الإصابة بتسمم الزئبق من خلال تناول كمية كبيرة من المأكولات البحرية، ويصل الزئبق إلى الأسماك عن طريق المياه التي تعيش بها، وتمتلك جميع أنواع الأسماك كميات من الزئبق، ولكنّ الأنواع الكبيرة منه تحتوي على كميات أكبر، لأنّها تتغذّى على الأسماك الأصغر حجماً التي تحتوي على الزئبق أيضاً، ويُعدُّ سمك القرش وسمك أبو سيف من أكثر هذه الأنواع شيوعاً، وتحتوي أسماك أخرى مثل سمك تونة كبيرة العين، والأسماك المرلينية، وسمك الإسقمري الملكي على نسبٍ عالية من الزئبق.[١]

ومن الجدير بالذكر أنَّ استهلاك معظم الأشخاص للأسماك لا يسبب مشاكل صحية، ولكن تبيّن أنّ وجود نسب عالية من مركب ميثيل الزئبق في الدم عند الأجنة أو الأطفال بأعمار صغيرة قد يسبب تضرر الجهاز العصبي، ممّا يؤثر في قدرة الطفل على التفكير والتعلم بشكل سيء،[٢] لذا تُنصح السيدات في فترة الحمل بعدم تناول كميات أكبر من 170 غراماً من التونة في الأسبوع، وأنّ لا تزيد الكمية عن عن 226 إلى 340 غراماً في الأسبوع من الأسماك الأخرى، وقد يقلل هذا الإجراء من خطر تعرض الجنين للزئبق، وتُنصح النساء خلال فترة الرضاعة بمراقبة الكمية التي يتمّ تناولها من السمك، إذ يمكن للزئبق العبور عن طريق حليب الأم إلى الرضيع.[١]

ويمكن أن يحتوي السمك على ملوثات أخرى، مثل: مركب ثنائي الفينيل متعدد الكلور (بالإنجليزية: PCBs)، والإيثرات ثنائية الفينيل متعددة البروم (بالإنجليزية: PBDEs)، ومركبات الديوكسين (بالإنجليزية: Dioxins)، ومبيدات الآفات التي تحتوي على الكلور، ويمكن لهذه المواد الملوثة وغيرها أن تتراكم في الجسم لفترات طويلة وقد تسبب مشاكل صحية، إذ يرتبط مركب ثنائي الفينيل متعدد الكلور بوجود مشاكل متعلّقة بالنموّ لدى الرضع عند تعرّض الأم لهذا المركب، حتى قبل حصول الحمل، فيمكن أن يسبب هذا المركب تَغيراً في دم الإنسان، والكبد ووظائف جهاز المناعة للبالغين، ومن الجدير بالذكر أنَّ مركب ثنائي الفينيل متعدد الكلور والمواد الملوثة الأخرى يمكن أن تصل إلى الجنين عن طريق المشيمة، لكنَّ ذلك لا يعني عدم تناول السمك بل الأفضل الالتزام بالكميات الموصى بها.[٣]

هل يجب تجنّب تناول السمك بسبب محتواه من الملوثات

يفوق الحصول على الأحماض الدهنية أوميغا 3 من الأسماك خطر التعرّض لكمية كبيرة من الزئبق أو المواد الملوثة الأخرى الموجودة فيها لمعظم البالغين، ولكن يمكن أن يؤدي تناول كمية كافية من السمك الذي يحتوي على الزئبق، إلى تراكم الزئبق في الجسم، على الرغم من أنَّ احتمالية أن يسبب الزئبق أي مشاكل صحية لمعظم البالغين ضعيفة، ولكنَّه يُعدُّ ضاراً بشكل خاص للأجنة والأطفال كما ذُكر سابقاً، وتنصح إدارة الغذاء والدواء (بالإنجليزية: FDA)، ووكالة حماية البيئة الأمريكية (بالإنجليزية: Environmental Protection Agency) النساء في فترة الحمل أو التي تخطط للحمل، والأمهات المرضعات، والأطفال الصغار بتقليل كمية الأسماك التي يتمّ تناولها، ولكن من الممكن لهم الحصول على الفوائد الصحية من الأسماك والأطعمة البحرية المختلفة، التي يُعدُّ محتواها من الزئبق منخفض.[٤]

تصنيف الأسماك وفق محتواها من الزئبق

يوضح الجدول التالي تصنيف للأسماك وفق احتوائها على الزئبق إلى ثلاثة مجموعات وهي كالتالي:[٥]

تصنيف الأسماك مثال على الأسماك
أفضل خيارات الأسماك Best choices سمك الأنشوفة (بالإنجليزية: Anchovy)، وسمك شماهي أطلسي (بالإنجليزية: Atlantic croaker)، وسمك الإسقمري الأطلسي، وسمك القاروص الأسود، وسمك الزبيدي الأطلسي، وسمك السلوريات (بالإنجليزية: Catfish)، وسمك القد، وسمك الرنجة، وسمك الفرخ النهري، والسردين، والسلمون، والتونة المعلبة، وسمك الرساف (بالإنجليزية: Plaice)، وسمك بُلوق (بالإنجليزية: Pollocks)، والسمك الأبيض، وسمك السلمون المرقط، وسمك البلطي.
خيارات جيّدة Good choices السمكة الزرقاء، وسمك الشبوط (بالإنجليزية: Carp)، وسمك القاروص التشيلي، وسمك الهامور، وسمك الهلبوت، وسمك ماهي ماهي، وسمكة الراهب، وسمك الفرخ الأحمر، والسمك النهاش، والإسقمري الأسباني، و سمك القاروق المخطط، وسمك التلفيش (بالإنجليزية: Tilefishes)، والتونة البيضاء، و تونة الزعنفة الصفراء.
الأسماك التي يجب تجنّبها Choice to Avoid الإسقمري الملكي، وسمك مارلين، وسمكة أبوسيف، والسمك الخشن البرتقالي، وسمك تونة كبيرة العين، وسمك القرش.

نصائح لتجنب الأضرار المرتبطة بتناول السمك

فيما ياتي بعض النصائح لتقليل التعرض للملوثات الموجودة في السمك:

  • تناول مجموعة مختلفة من الأسماك التي تحتوي كميات أقلّ من الملوثات.[٣]
  • طهي الأسماك جيداً، إذ إنّ أنواع معينة من المواد الملوثة مثل مركب ثنائي الفينيل متعدد الكلور، والديوكسين وبعض المبيدات الحشرية يمكن أنّ تقلّ نسبتها في الأسماك إلى 50% عن طريق تقليل كمية الدهون في الأسماك خلال عملية الطهي، ولكن تجدر الإشارة إلى عدم وجود طريقة للطهي تساعد على التقليل من نسبة الزئبق في الأسماك، إذ إنَّه من المعادن التي ترتبط بالبروتين في النسيج العضلي للأسماك.[٦]
  • إزالة الجلد، واللحوم الداكنة، وجزء من بطن السمكة قبل تناولها، إذ توجد بعض الملوثات مثل مركب ثنائي الفينيل متعدد الكلور، والمركبات الكيميائية المشابهة في هذه الأجزاء الدهنية من السمك، بالإضافة إلى ذلك يُنصح بتناول الأسماك الصغيرة بالعمر، إذ إنَّ الأسماك الكبيرة عاشت لفترة أطول مقارنةً بالأسماك الصغيرة ما يعني أنّها تحتوي على كمية أكبر من المواد الكيميائية.[٧]
  • تناول الأسماك منخفضة المحتوى من الزئبق ومنها: الأنشوفة، والإسقمري الأطلسي، والسلمون، والرنجة، والسردين، والتونة المعلبة،[٥] كما تُنصح السيدات في فترة الحمل، أو الرضاعة، أو التي تخطط لحملٍ قريب، بالإضافة إلى الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 10 سنوات بتناول ما يتراوح 227 إلى 340 غراماً من مجموعة متنوعة من الأسماك التي تحتوي على كمية منخفضة من الزئبق، أي بمقا يعادل وجبتين إلى 3 وجبات في الأسبوع، أمّا الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن 10 سنوات يجب عليهم تناول كمية أقلّ من السمك.[٨]

الكميات الموصى بتناولها من الأسماك

تعادل الكمية الموصى بها من الأسماك للبالغين ما بتراوح بين حصتين إلى 3 حصص، والذي يعادل ما يقارب 227 إلى 340 غراماً في الأسبوع من الأسماك التي تندرج تحت قائمة أفضل الخيارات التي ذُكرت سابقاً، أو حصّة واحدة من الأسماك التي تندرج أسفل قائمة خيارات جيدة، إذ تساوي الحصة الواحدة منه قبل الطهي ما يقارب 113 غراماً،[٩] أمّا بالنسبة للحامل والمرضع فكما ذُكر سابقاً يمكنها تناول ما يقارب 226 إلى 340 غراماً في الأسبوع من الأسماك التي تحتوي على كميات منخفضة من الزئبق.[١٠]

وتعادل الكمية الموصى بها من الأسماك للأطفال بعمر السنتين ما يقارب 28 غراماً، وتزيد خلال تقدمهم في العمر إلى أن تصل إلى 113 غراماً في سن 11 عاماً، ويُنصح بتقديم السمك للأطفال مرة أو مرتين في الأسبوع من مختلف الأنواع، ويجب أن تكون الحصة للأطفال أصغر من الحصة الخاصة بالبالغين، وذلك بالاعتماد على عمر الطفل، والكمية التي يحتاجها من السعرات الحرارية.[٩]

السمك وفوائده

تمتلك الأسماك والمنتجات البحرية قيمة غذائية مرتفعة، إذ تحتوي على كميات جيدة من البروتين، والدهون، بالإضافة إلى أنّها توفر مجموعة من العناصر الغذائية الصغرى الأساسية، ومن جهة أخرى فإنّها منخفضة السعرات الحرارية، وتحتوي على كمية كبيرة من الأحماض الدهنية غير المشبعة أوميغا 3 طويلة السلسلة، والذي يمتلك فوائد تعود على صحة الإنسان،[١١] وتُعدُّ الأسماك مصدراً جيداً لفيتامين د، الذي يساعد في الحفاظ على صحة العظام، وفيتامين ب2 المفيد لصحة الجلد، والعين، وكريات الدم الحمراء، والجهاز العصبي،[١٢] كما أنَّها غنيةٌ بالكالسيوم، والفسفور بالإضافة إلى أنَّها مصدر مهم للمعادن، مثل: الحديد، والزنك، واليود، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم.[١٣]

وللاطّلاع على فوائد السمك يمكنك قراءة مقال فوائد السمك.

أسئلة شائعة حول السمك وأضراره

هل يجب على الحامل الامتناع عن تناول السمك

تساعد الأسماك على الحصول على نظام غذائي صحي خلال فترة الحمل والرضاعة، وبيّنت الدراسات التي شاركت فيها مجموعة من السيدات في فترة الحمل، أنّ العناصر الغذائية الموجودة في السمك مهمة لنموّ الطفل خلال فترة الحمل وفي مرحلة الطفولة، ولكن من المهم الانتباه إلى أهمية تقليل كمية الزئبق في النظام الغذائي للنساء في فترة الحمل والرضاعة، والاطفال الصغار في العمر، إذ توجد مجموعة كبيرة من الأسماك المغذية والتي تحتوي على نسب منخفضة من الزئبق كما ذُكر سابقاً.[١٤]

في المقابل، توجد أنواع معينة من الأسماك يجب على المرأة الحامل والمرضع تجنّبها، وأنواعٌ أخرى يجب التقليل من الكمية المتناولة منها، وذلك لأنّها تحتوي على نسب من الزئبق والمواد الملوثة الأخرى، ويمكن تقليل حطر التعرض لحالات التسمم الغذائي خلال فترة الحمل عن طريق تجنّب تناول المحاريات، والتأكد من أنّها مطهوة بشكلٍ كامل في حال تناولها،[١٥] وتُنصح المرأة الحامل، والتي في سنّ الحمل بعدم تناول أنواع السمك التي تحتوي على كمية كبيرة من الزئبق مثل سمك التلفيش، وسمك القرش، وسمك أبو سيف، وسمك الإسقمري الملكي، والحرص على تناول الكمية الموصى بها من الأسماك التي ذُكرت سابقاً.[١٦]

ما أضرار تناول السمك النيء

قد يسبب تناول السمك النيء الإصابة بالتسمم الغذائي، وتتضمن الأنواع الرئيسية من التسمم الغذائي الناتجة عن تناول السمك النيء، أوالمحاريات النيئة أو غير المطهوة بشكلٍ كاملٍ بكتيريا السلمونيلا، وبكتيريا الضمة (بالإنجليزية: Vibrio vulnificus)، ويُعدُّ الأشخاص الذين يعانون من نقص في جهاز المناعة، والنساء في فترة الحمل، والرضع، والأطفال الصغار، وكبار السن هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالتسمم الغذائي الناتج عن تناول السمك النيئ، أو غير المطهو بشكل كامل، لذا فإنَّهم لا ينصحون بتناوله.[١٧]

كما أنّ تناول السمك النيء بشكل منتظم يزيد من خطر العدوى الطفيلية، ويمكن للعديد من مسببات المرض الطفيلية الموجودة في السمك العيش في جسم الإنسان، على الرغم من أنّ معظمها نادر، أو يوجد فقط في المناطق الاستوائية،[١٨] لذا فمن الأفضل اتباع ممارسات سلامة الغذاء، وطهي الاطعمة البحرية بشكلٍ كافي، والتاكد من وصول درجة حرارة السمك عند الطهي إلى 62.7 درجة مئوية، أو حتى يتحول لون اللحم إلى لونٍ معتم، أو يسهل فصله عن الشوك، وذلك لتقليل خطر الإصابة بأي نوع من التسمم الغذائي.[١٧]

السمك وفوائده

تمتلك الأسماك والمنتجات البحرية قيمة غذائية مرتفعة، إذ تحتوي على كميات جيدة من البروتين، والدهون، بالإضافة إلى أنّها توفر مجموعة من العناصر الغذائية الصغرى الأساسية، ومن جهة أخرى فإنّها منخفضة السعرات الحرارية، وتحتوي على كمية كبيرة من الأحماض الدهنية غير المشبعة أوميغا 3 طويلة السلسلة، والذي يمتلك فوائد تعود على صحة الإنسان،[١١] وتُعدُّ الأسماك مصدراً جيداً لفيتامين د، الذي يساعد في الحفاظ على صحة العظام، وفيتامين ب2 المفيد لصحة الجلد، والعين، وكريات الدم الحمراء، والجهاز العصبي،[١٢] كما أنَّها غنيةٌ بالكالسيوم، والفسفور بالإضافة إلى أنَّها مصدر مهم للمعادن، مثل: الحديد، والزنك، واليود، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم.[١٣]

وللاطّلاع على فوائد السمك يمكنك قراءة مقال فوائد السمك.

المراجع

  1. ^ أ ب Kristeen Cherney (13-12-2018), “Understanding Mercury Poisoning”، www.healthline.com, Retrieved 27-7-2020. Edited.
  2. “Mercury Poisoning”, www.medicinenet.com, Retrieved 27-7-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “Contaminants in Fish”, www.doh.wa.gov, Retrieved 27-7-2020. Edited.
  4. “Omega-3 in fish: How eating fish helps your heart”, www.mayoclinic.org, Retrieved 27-7-2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Advice about Eating Fish”, www.fda.gov, Retrieved 29-7-2020. Edited.
  6. “Healthy Fish Guide”, www.doh.wa.gov, Retrieved 29-7-2020. Edited.
  7. “How to Protect Your Health While Eating Fish”, www.mde.maryland.gov, Retrieved 29-7-2020. Edited.
  8. “Avoiding Mercury in Fish”, www.uofmhealth.org, Retrieved 31-7-2020. Edited.
  9. ^ أ ب “Maternal Diet”, www.cdc.gov, Retrieved 31-7-2020. Edited.
  10. Colleen de Bellefonds (1-6-2020), “Eating Fish During Pregnancy: What Varieties Are Safe?”، www.whattoexpect.com, Retrieved 31-7-2020. Edited.
  11. ^ أ ب Sarvenaz Tilami, Sabine Sampels (2018), “Nutritional Value of Fish: Lipids, Proteins, Vitamins, and Minerals”, Reviews in Fisheries Science & Aquaculture, Issue 2, Folder 26, Page 243-253. Edited.
  12. ^ أ ب “Fish”, www.diabetes.co.uk,15-1-2019، Retrieved 27-7-2020. Edited.
  13. ^ أ ب “Health Benefits of Fish”, www.doh.wa.gov, Retrieved 27-7-2020. Edited.
  14. “Questions & Answers from the FDA/EPA Advice about Eating Fish for Women Who Are or Might Become Pregnant, Breastfeeding Mothers, and Young Children”, www.fda.gov, Retrieved 31-7-2020. Edited.
  15. “Fish and shellfish”, www.nhs.uk, Retrieved 31-7-2020. Edited.
  16. “Mercury Levels in Fish”, www.americanpregnancy.org, Retrieved 31-7-2020. Edited.
  17. ^ أ ب Jackie Newgent (30-5-2019), “Is Raw Seafood Safe To Eat?”، www.eatright.org, Retrieved 31-7-2020. Edited.
  18. Atli Arnarson (25-2-2017), “Is Eating Raw Fish Safe and Healthy?”، www.healthline.com, Retrieved 31-7-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى