شعر عربي

جديد أشعار معبرة عن الحياة

الحياة

الكل في هذه الحياة مسافر، فالحياة قصيرة وأقصر ممّا نتوقّع، لذلك يجب أن ندرك معنى الحياة جيداً ونعيشها بالرّضى والسعادة، فكل شيء يرحل ولا يعود. إليكم أجمل الأشعار التي قيلت عن الحياة، وأبيات رائعة تريح النفس وتحمل من المعاني والعبر والتجارب العديدة.

علمتني الحياة

علَّمتني الحياةُ أن أتلقّى

كلَّ ألوانها رضاً وقبولاً

ورأيتُ الرِّضا يخفِّف أثقا

لي ويُلقي على الماسي سُدولاً

والذي أُلهم الرِّضا لا تراهُ

أبدَ الدهر حاسداً أو عَذولاً

أنا راضٍ بكل ما كتب الله

ومُزْجٍ إليه حَمْداً جَزيلاً

أنا راضٍ بكل صِنفٍ من النا

سِ لئيماً ألفيتُه أو نبيلاً

لستُ أخشى من اللئيم أذاه

لا، ولن أسألَ النبيلَ فتيلاً

فسح الله في فؤادي فلا أر

ضى من الحبِّ والوداد بديلاً

في فؤادي لكل ضيف مكان

فكُنِ الضيفَ مؤنساً أو ثقيلاً

ضلَّ من يحسب الرضا عن هَوان

أو يراه على النِّفاق دليلاً

فالرضا نعمةٌ من الله لم يس

عد بها في العباد إلا القليلا

والرضا آيةُ البراءة والإيـ

ـمان بالله ناصراً ووكيلاً

علمتني الحياةُ أنَّ لها طعـ

ـمَين، مُراً، وسائغاً معسولاً

فتعوَّدتُ حالَتَيْها قريراً

وألفتُ التغيير والتبديلا

أيها الناس كلُّنا شاربُ الكأ

سَين إنْ علقماً وإنْ سلسبيلاً

نحن كالرّوض نُضْرة وذُبولا

نحن كالنَّجم مَطلعَاً وأُفولاً

نحن كالريح ثورة وسكوناً

نحن كالمُزن مُمسكاً وهطولاً

نحن كالظنِّ صادقاً وكذوباً

نحن كالحظِّ منصفاً وخذولاً

قد تسرِّي الحياةُ عني فتبدي

سخرياتِ الورى قَبيلاً قَبيلاً

فأراها مواعظاً ودروساً

ويراها سواي خَطْباً جليلاً

أمعن الناس في مخادعة النّفـ

ـسِ وضلُّوا بصائراً وعقولاً

عبدوا الجاه والنُّضار وعَيْناً

من عيون المَهَا وخدّاً أسيلاً

الأديب الضعيف جاهاً ومالاً

ليس إلا مثرثراً مخبولاً

والعتلُّ القويُّ جاهاً ومالاً

هو أهدَى هُدَى وأقومُ قيلاً

وإذا غادة تجلّت عليهم

خشعوا أو تبتّلوا تبتيلاً

وتَلوا سورة الهيام وغنَّوْ

ها وعافوا القرآن والإنجيلاً

لا يريدون آجلاً من ثواب الله

إنَّ الإنسان كان عجولاً

فتنة عمَّت المدينة والقر

يةَ لم تَعْفِ فتية أو كهولاً

وإذا ما إنبريتَ للوعظ قالوا

لستَ رباً ولا بُعثتَ رسولاً

أرأيت الذي يكذِّب بالدر

ين ولا يرهب الحساب الثقيلا

أكثرُ الناس يحكمون على النا

س وهيهات أن يكونوا عدولاً

فلكم لقّبوا البخيل كريماً

ولكم لقَّبوا الكريم بخيلاً

ولكم أعطوُا الملحَّ فأغنَوا

ولكم أهملوا العفيفَ الخجولا

ربَّ عذراء حرَّة وصموها

وبغيٍّ قد صوّروها بتولاً

وقطيعِ اليدين ظلماً ولصٍ

أشبع الناس كفَّه تقبيلاً

وسجينٍ صَبّوا عليه نكالاً

وسجينٍ مدلّلٍ تدليلاً

جُلُّ من قلَّد الفرنجة منا

قد أساء التقليد والتمثيلا

فأخذنا الخبيث منهم ولم نقـ

ـبسِ من الطيّبات إلا قليلاً

يوم سنَّ الفرنج كذبةَ إبريـ

ـلَ غدا كل عُمْرنا إبريلاً

نشروا الرجس مجملاً فنشرناه

كتاباً مفصَّلاً تفصيلاً

علمتني الحياة أنَّ الهوى سَيْـ

ـلٌ فمن ذا الذي يردُّ السيولا

ثم قالتوالخير في الكون باقٍ

بل أرى الخيرَ فيه أصلاً أصيلاً

إنْ ترَ الشرّ مستفيضاً فهوِّن

لا يحبّ الله اليئوس الملولا

ويطول الصراع بين النقيضَيـ

ـنِ ويَطوي الزمانُ جيلاً فجيلاً

وتظلُّ الأيام تعرض لونَيْـ

ـها على الناس بُكرةً وأصيلاً

فذليلٌ بالأمس صار عزيزاً

وعزيز بالأمس صار ذليلاًً

ولقد ينهض العليلُ سليماً

ولقد يسقطُ السليمُ عليلاً

ربَّ جَوعانَ يشتهي فسحة العمـ

ـرِ وشبعانَ يستحثُّ الرحيلا

وتظلُّ الأرحامُ تدفع قابيـ

ـلاً فيُردي ببغيه هابيلاً

ونشيد السلام يتلوه سفّا

حون سَنُّوا الخراب والتقتيلا

وحقوق الإنسان لوحة رسّا

مٍ أجاد التزوير والتضليلا

صورٌ ما سرحتُ بالعين فيها

وبفكري إلا خشيتُ الذهولا

قال صحبينراك تشكو جروحاً

أين لحن الرضا رخيماً جميلاً

قلت أمّا جروح نفسي فقد عوَّ

دْتُها بَلسَمَ الرضا لتزولاً

غيرَ أنَّ السكوتَ عن جرح قومي

ليس إلا التقاعسَ المرذولا

لستُ أرضى لأمة أنبتتني

خُلُقاً شائهاً وقَدْراً ضئيلاً

لستُ أرضى تحاسداً أو شقاقاً

لستُ أرضى تخاذلاً أو خمولاً

أنا أبغي لها الكرامة والمجـ

ـدَ وسيفاً على العدا مسلولاً

علمتني الحياة أني إن عشـ

ـتُ لنفسي أعِشْ حقيراً هزيلاً

علمتني الحياةُ أنيَ مهما

أتعلَّمْ فلا أزالُ جَهولاً

علمتني الحياةُ أنيَ مهما

أتعلَّمْ فلا أزالُ جَهولاً

يا ابن أمي

ألا إنهض وسر في سبيل الحياة

فمن نام لم تنتظرهٌ الحياة

خلقت طليقاً كطيف النسيم

وحراً كنور الضحى في سماه

تغرّد كالطير أين إندفعت

وتشدو بما شاء وحي الإله

وتمرح بين ورود الصباح

وتنعم بالنور أنىّ تراه

وتمشي كما شئت بين المروج

وتقطف ورد الربى في رُباه

كذا صاغك الله يا ابن الوجود

والقتك في الكون هذي الحياة

فما لك ترضى بذل القيود

وتحني لمن كبّلوك الجباه

وتقنع بالعيش بين الكهوف

فأين النشيد وأين الأباه

أتخشى نشيد السماء الجميل

أترهب نور السما في فضاه

ألا إنهض وسر في سبيل الحياة

فمن نام لم تنتظره الحياة

إلى النور .. فالنور عذبٌ جميل

إلى النور فالنور ظل الإله

دع الأَيام تَفعل ما تشاء

دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ

وَطِبْ نَفْسَاً إِذَا حَكَمَ القَضَاءُ

وَلاَ تَجْزَعْ لِحَادِثَةِ اللَّيَالِي

فَمَا لِحَوادِثِ الدُّنْيَا بَقَاءُ

وََكُنْ رجُلاً عَلَى الأَهْوَالِ جَلْداً

وَشِيمَتُكَ السَّمَاحَةُ وَالوَفَاءُ

وَإِنْ كَثُرَتْ عُيُوبُكَ فِي البَرَايَا

وَسَرَّكَ أَنْ يَكُونَ لَهَا غِطَاءُ

يُغَطّى بِالسَّمَاحَةِ كُلُّ عَيْبٍ

وَكَمْ عَيْبٍ يُغَطِّيهِ السَّخَاءُ

وَلاَ حُزْنٌ يَدُومُ وَلاَ سُرُورٌ

وَلاَ بُؤْسٌ عَلَيْكَ وَلاَ رَخَاءُ

وَلاَ تُرِ لِلأَعادِي قَطٌّ ذُلاًّ

فَإِنَّ شَمَاتَةَ الأَعْدَا بَلاّءٌ

وَلاَ تَرْجُ السَّمَاحَةَ مِنْ بَخِيلٍ

فَمَا فِي النَّارِ لِلظَّمْآنِ مَاءُ

وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَّأَنِّي

وَلَيْسَ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ العَنَاءُ

إِذَا مَا كُنْتَ ذَا قَلْبٍ قَنُوعٍ

فَأَنْتَ وَمَالِكُ الدُّنْيَا سَواءُ

وَمَنْ نَزَلتْ بِسَاحَتِهِ المَنَايَا

فَلاَ أَرْضٌ تَقِيهِ وَلاَ سَماءُ

وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ وَلكِنْ

إِذَا نَزَلَ القَضَا ضَاقَ الفَضَاءُ

دَعِ الأَيَّامَ تَغْدُرْ كُلَّ حِيْنٍ

وَلاَ يُغْنِي عَنِ المَوْتِ الدَّوَاء

النفسُ تبكي على الدنيا

النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت

أن السعادة فيها ترك ما فيها

لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنها

إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها

فإن بناها بخير طاب مسكنُه

وإن بناها بشر خاب بانيها

أموالنا لذوي الميراث نجمعُها

ودورنا لخراب الدهر نبنيها

أين الملوك التي كانت مسلطنةً

حتى سقاها بكأس الموت ساقيها

فكم مدائنٍ في الآفاق قد بنيت

أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها

لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيها

فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها

لكل نفس وإن كانت على وجلٍ

من المَنِيَّةِ آمالٌ تقويها

المرء يبسطها والدهر يقبضُها

والنفس تنشرها والموت يطويها

إنما المكارم أخلاقٌ مطهرةٌ

الدين أولها والعقل ثانيها

والعلم ثالثها والحلم رابعها

والجود خامسها والفضل سادسها

والبر سابعها والشكر ثامنها

والصبر تاسعها واللّين باقيها

والنفس تعلم أني لا أصادقها

ولست أرشدُ إلا حين أعصيها

واعمل لدار ٍغداً رضوانُ خازنها

والجار أحمدُ والرحمن ناشيها

قصورها ذهب والمسك طينتها

والزعفران حشيشٌ نابتٌ فيها

أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عسل

والخمر يجري رحيقاً في مجاريها

والطير تجري على الأغصان عاكفةً

تسبحُ الله جهراً في مغانيها

من يشتري الدار في الفردوس يعمرها

بركعةٍ في ظلام الليل يحييها

قال السماء كئيبة

قال السماء كئيبة ! وتجهّما

قلت: ابتسم يكفي التجهّم في السما !

قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتــسم

لن يُرجع الأسف الصِّبا المُتصرّما !!

قال: التي كانت سمائي في الهوى

صارت لنفسي في الغرام جــهنّما

خانت عــــهودي بعدما ملَّكـتُها

قلبي، فكيف أطيق أن أتبسَّــما !

قلـــت: ابتسم واطرب فلو قارنتها

لقضيتَ عــــمرك كــلّه مُتألّما

قال: الــتجارة في صراع هائل

مثل المسافر كاد يقتله الـــظّما

أو غادة مسلولة محــتاجة

لدم ، وتنفث كلما لهثت دما !

قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها

وشفائها، فإذا ابتسمت فربما

أيكون غيرك مجرماً وتبيت في

وَجَلٍ كأنك أنت صرت المجرما؟

قال: العدى حولي علت صيحاتهم

أَأُسرُّ والأعداء حولي في الحِمى؟

قلت: ابتسم، لم يطلبوك بذمّهم

لو لم تكن منهم أجل وأعظما!

قال: المواسم قد بدت أعلامها

وتعرضت لي في الملابس والدمى

وعلي للأحباب فرض لازم

لكن كفّي ليس تملك درهما

قلت: ابتسم، يكفيك أنّك لم تزل

حيّاً، ولست من الأحبة معدما!

قال: الليالي جرّعتني علقما

قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما

فلعلّ غيرك إن رآك مُرنّما

طرح الكآبة جانباً وترنّما

أتُراك تغنم بالتبرّم درهما

أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما؟

يا صاح، لا خطرٌ على شفتيك أن

تتثلما، والوجه أن يتحطّما

فاضحك فإن الشُّهب تضحك والدُّجى

متلاطم، ولذا نُحبّ الأنجما!

قال: البشاشة ليس تسعد كائناً

يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما

قلت ابتسم ما دام بينك والرّدى

شبرٌ، فإنّك بعد لن تتبسّما

فلسفة الحياة

أيّهذا الشّاكي وما بك داء

كيف تغدو إذا غدوت عليلا؟

إنّ شرّ الجناة في الأرض نفس

تتوقّى، قبل الرّحيل، الرّحيلا

وترى الشّوك في الورود ، وتعمى

أن ترى فوقها النّدى إكليلا

هو عبء على الحياة ثقيل

من يظنّ الحياة عبئا ثقيلا

والذي نفسه بغير جمال

لا يرى في الوجود شيئا جميلا

ليس أشقى مّمن يرى العيش مُرّاً

ويظنّ اللّذات فيه فضولا

أحكم النّاس في الحياة أناس

عللّوها فأحسنوا التّعليلا

فتمتّع بالصّبح ما دمت فيه

لا تخف أن يزول حتى يزولا

وإذا ما أظلّ رأسك همّ

قصّر البحث فيه كيلا يطولا

أدركت كنهها طيور الرّوابي

فمن العار أن تظل جهولا

ما تراها، والحقل ملك سواها

تخذت فيه مسرحاً ومقيلا

تتغنّى، والصّقر قد ملك الجوّ

عليها، والصائدون السّبيلا

تتغنّى، وقد رأت بعضها يؤخذ

حيّاً والبعض يقضي قتيلا

تتغنّى، وعمرها بعض عام

أفتبكي وقد تعيش طويلا؟

فهي فوق الغصون في الفجر تتلو

سور الوجد والهوى ترتيلا

وهي طوراً على الثرى واقعات

تلقط الحبّ أو تجرّ الذيولا

كلّما أمسك الغصون سكون

صفّقت الغصون حتى تميلا

فاذا ذهّب الأصيل الرّوابي

وقفت فوقها تناجي الأصيلا

فأطلب اللّهو مثلما تطلب الأطيار

عند الهجير ظلاّ ظليلا

وتعلّم حبّ الطلّيعة منها

واترك القال للورى والقيلا

فالذي يتّقي العواذل يلقى

كلّ حين في كلّ شخص عذولا

أنت للأرض أولا وأخيراً

كنت ملكاً أو كنت عبداً ذليلا

لا خلود تحت السّماء لحيّ

فلماذا تراود المستحيلا ؟..

كلّ نجم إلى الأقوال ولكنّ

آفة النّجم أن يخاف الأقولا

غاية الورد في الرّياض ذبول

كن حكيماً واسبق إليه الذبولا

وإذا ما وجدت في الأرض ظلاّ

فتفيّأ به إلى أن يحولا

وتوقّع، إذا السّماء اكفهرّت

مطراً يُحيي السّهولا

قل لقوم يستنزفون المآقي

هل شفيتم مع البكاء غليلا؟

ما أتينا إلى الحياة لنشقى

فأريحوا، أهل العقول، العقولا

كلّ من يجمع الهموم عليه

أخذته الهموم أخذاً وبيلا

كن هزارا في عشّه يتغنّى

ومع الكبل لا يبالي الكبولا

لا غراباً يطارد الدّود في الأرض

ويوماً في اللّيل يبكي الطّلولا

كن غديراً يسير في الأرض

رقراقاً فيسقي من جانبيه الحقولا

تستحم النّجوم فيه ويلقى

كلّ شخص وكلّ شيء مثيلا

لا وعاء يقيّد الماء حتى

تستحل المياه فيه وحولا

كن مع الفجر نسمة توسع الأزهار

شمّاً وتارةً تقبيلا

لا سموماً من السّوافي اللّواتي

تملأ الأرض في الظّلام عويلا

ومع اللّيل كوكباً يؤنس الغابات

والنّهر والرّبى والسّهولا

لا دجى يكره العوالم والنّاس

فيلقي على الجميع سدولا

أيّهذا الشّاكي وما بك داء

كن جميلاً ترَ الوجود جميلا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى