مفهوم سوء الخلق
يطلق سوء الخلق في الاصطلاح الشرعي على ما كان قبيحاً من الأخلاق، فمساوئ الأخلاق هي المنكرات من الأخلاق والقبائح منها، أو أنّه التحلي بالرذائل من الأخلاق وترك فضائلها، وهو عمل غير مرغوب به سواء أكان عند الله -عزّ وجلّ- أم عند الخلق،[١] ويمكن أن يطلق سوء الخلق على الامتناع عن الجميل من الأخلاق وبذل القبيح منها.[٢]
أسباب سوء الخلق
من الدوافع والبواعث التي تقوم عند الإنسان لتجعله من ذوي الأخلاق السيئة، ما يأتي:[٣]
- طبيعة الإنسان؛ فيكون هذا الإنسان قد جُبل على الشرّ، أو أنّ جانب السوء فيه قد غلب على جانب الخير، فيصبح هذا الجانب هو الموجّه له في معاملاته، ويزيد الأمر سوءاً إذا لم يسعَ الإنسان لإصلاح الخلل عنده.
- تربية الإنسان؛ فالبيت هو الأساس الذي يزرع في الإنسان جميع القيم خيرها وسيئها، فإن كانت التربية في المنزل على مساوئ الأخلاق فمن الطبيعي أن يتصف الإنسان بها ويتعامل وفقها مع الخلق، كما يعدّ الوالدين هما الأساس الذي تقوم عليه أخلاق الأبناء، فقد يكون الوالدين من ذوي الأخلاق السيئة قيأخذ الأولاد منهم هذه الطباع، أو أنّ الخلل يقع في طبيعة التربية للأبناء أو التقصير فيها.
- البيئة والمجتمع، فمن الطبيعي أن الولد إذا تربّى ونشأ في مجتمع يتصّف بالأخلاق الحسنة اكتسب هذه الأخلاق واتصف فيها، وإذا كانت ممتلئة بالأخلاق السيئة فإنه يتشرّبها ويبدأ بتطبيقها، قال -تعالى-: (وَالبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخرُجُ نَباتُهُ بِإِذنِ رَبِّهِ وَالَّذي خَبُثَ لا يَخرُجُ إِلّا نَكِدًا كَذلِكَ نُصَرِّفُ الآياتِ لِقَومٍ يَشكُرونَ).[٤]
- الظلم؛ فإذا وقع الإنسان تحت الظلم صار إلى التصرف في كل موضع يعيشه بخلاف ما يجب أن يتصرف فيه، فتراه يغضب في الموضع الذي يجب أن يهدأ فيه، ويتكبّر في الموضع الذي يجب أن يتواضع فيه، إلى غير ذلك.
- الشهوة؛ فإنها تدفع صاحبها إلى البخل، والشحّ، والسعي وراء فسافس الأمور ومحقراتها.
- الغضب؛ لأنّه يدفع صاحبه إلى الكبر، والحقد، والعدوان على الآخرين، وذلك من مساوئ الأخلاق.
- الجهل؛ لأنّه لا يعلم الأثر الطيّب لمكارم الأخلاق، فيساق وراء السيء منها.
- الولاية؛ حيث إنّ تولّي المناصب يؤدي إلى تغير الأخلاق والطباع.
- العزل من الولاية؛ فيصبح المعزول ضيق الخلق، قليل الصبر، سريع الطيش.
ذمّ الإسلام لسوء الخلق
أوردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة ذمّ الإسلام ورسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للأخلاق السيئة، منها ما يأتي:
- روى قطبة بن مالك -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يدعو ويقول: (اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من منكراتِ الأخلاقِ و الأعمالِ و الأهواءِ و الأدواءِ).[٥][٦]
- روى أبو ثعلبة الخشني -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إنَّ أحَبَّكم إليَّ وأقرَبَكم منِّي في الآخرةِ أحاسِنُكم أخلاقًا وإنَّ أبغَضَكم إليَّ وأبعَدَكم منِّي في الآخرةِ أسوَؤُكم أخلاقًا المُتشدِّقونَ المُتفيهقونَ الثَّرثارونَ).[٧][٨]
المراجع
- ↑ محمد الحمد ، سوء الخلق (الطبعة 2)، الرياض:دار بن خزيمة، صفحة 11-12. بتصرّف.
- ↑ أبو فيصل البدراني ، المسلم وحقوق الآخرين، صفحة 2. بتصرّف.
- ↑ محمد الحمد ، سوء الخلق (الطبعة 2)، الرياض :دار ابن خزيمة ، صفحة 62-66. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعراف ، آية:58
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح الجامع ، عن قطبة بن مالك ، الصفحة أو الرقم:1298، صحيح .
- ↑ إسماعيل الأصبهاني (1993)، الترغيب والترهيب (الطبعة 1)، القاهرة :دار الحديث ، صفحة 90، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان ، في صحيح ابن حبان ، عن أبي ثعلبة الخشني ، الصفحة أو الرقم:5557، أخرجه في صحيحه .
- ↑ حسن الفيومي (2018)، فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب (الطبعة 1)، الرياض:مكتبة دار السلام، صفحة 48، جزء 11. بتصرّف.