العمل في الإسلام
أمر الله تعالى الإنسان بالعمل، ورفع من قيمته ومكانته، بالإضافة إلى تيسيره بتسخير الكون له، فمهّد الله تعالى طرق العمل، منها ما ذُكر في القرآن الكريم، وهي: التجارة والصناعة والزراعة، كما رفع رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- مكانة العمل في الإسلام، وجعله بمكانة الجهاد في سبيل الله تعالى، وعَمِلَ على تيسيره وتسهيله للناس.[١]
أحاديث عن فضل العمل
ينمو الإنسان بالعمل ويرتفع به، فكلما تفوق الإنسان في عمله يسرّ الله له رزقاً من حيث لا يحتسب، والرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ذكر في ذلك أحاديث عديدة، منها الآتي:[٢][٣]
- عن عائشة رضي الله عنها، عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إنَّ أطيبَ ما أَكَلتُمْ من كسبِكُم، وإنَّ أولادَكُم من كسبِكُم).[٤]
- قال صلّى الله عليه وسلّم: (لَأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً علَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ له مِن أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا فيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ).[٥]
- مر على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم رجل، فرأى أصحابُ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من جلده ونشاطه، فقالوا: يا رسول الله لو كان هذا في سبيل الله؟ فقال: (إنْ كان خرجَ يَسعَى على ولَدِهِ صِغارًا فهوَ في سبيلِ اللهِ، وإنْ كان خرجَ يَسعَى على أبويْنِ شيْخيْنِ كبيريْنِ، فهوَ في سبيلِ اللهِ، وإنْ كان خرجَ يَسعَى على نفسِهِ يَعِفُّها فهوَ في سبيلِ اللهِ، وإنْ كان خرجَ يسعَى رِياءً ومُفاخَرةً فهوَ في سبيلِ الشيْطانِ).[٦]
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (أنَّ داوُدَ النبيَّ عليه السَّلامُ، كانَ لا يَأْكُلُ إلَّا مِن عَمَلِ يَدِهِ).[٧]
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (ما بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إلَّا رَعَى الغَنَمَ، فقالَ أصْحابُهُ: وأَنْتَ؟ فقالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أرْعاها علَى قَرارِيطَ لأهْلِ مَكَّةَ).[٨]
- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنْ قامَتِ الساعةُ وفي يدِ أحدِكمْ فَسِيلةٌ، فإنِ استطاعَ أنْ لا تقومَ حتى يَغرِسَها فلْيغرِسْهَا).[٩]
- (إنَّ اللهَ تعالى يحبُّ إذا عملَ أحدُكمْ عملًا أنْ يتقنَهُ).[١٠]
- عن صخر الغامدي قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (اللهمَ باركْ لأمتي في بكورِها. قال: وكان إذا بعث سريةً أو جيشًا، بعثهم أولَ النهارِ. وكان صخرُ رجلًا تاجرًا. وكان إذا بعث تجارةً بعثهم أولَ النهارِ، فأثرى وكثر مالُه).[١١]
آيات قرآنية عن العمل
حثّ القرآن الكريم على العمل، وذلك بذكر آيات عديدة عنه، بالإضافة إلى طرقه ومكانته، منها قوله تعالى:[١٢][١٣]
- (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ).[١٤]
- (وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ۖ ).[١٥]
- (وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ).[١٦]
- (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ*فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ*وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).[١٧]
- (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ).[١٨]
- (وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ).[١٩]
- (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ).[٢٠]
- (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ).[٢١]
- (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا ۖ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ۚ).[٢٢]
- (وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ۙ).[٢٣]
- (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).[٢٤]
- (فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا).[٢٥]
- (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).[٢٦]
- (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا).[٢٧]
المراجع
- ↑ محمد محمود مصطفى (2-12-2013)، “العمل في الإسلام”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-2-2019. بتصرّف.
- ↑ حسان أحمد العماري (18-5-2013)، “مكانة العمل وآدابه في الإسلام”، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-2-2019. بتصرّف.
- ↑ “كسب الرزق”، www.nabulsi.com، 20-7-1992، اطّلع عليه بتاريخ 25-2-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حزم، في المحلى، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 8/102، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2374، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم: 1428، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2073، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2262، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1424، صحيح.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1855، حسن.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن صخر بن وداعة الغامدي، الصفحة أو الرقم: 1212، حسن.
- ↑ “آيات تحدثت عن العمل”، www.islamweb.net، 15-3-2006، اطّلع عليه بتاريخ 25-2-2019. بتصرّف.
- ↑ ياسر بن خالد السعد (4-10-2017)، “آيات عن العمل”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-2-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الملك، آية: 2.
- ↑ سورة الأنبياء، آية: 80.
- ↑ سورة الروم، آية: 23.
- ↑ سورة الزلزلة، آية: 6-8.
- ↑ سورة سبأ، آية: 13.
- ↑ سورة النحل، آية: 14.
- ↑ سورة الحديد، آية: 25.
- ↑ سورة الملك، آية: 15.
- ↑ سورة النساء، آية: 32.
- ↑ سورة المزمل، آية: 20.
- ↑ سورة الزخرف، آية: 72.
- ↑ سورة المؤمنون، آية: 27.
- ↑ سورة الكهف، آية: 110.
- ↑ سورة الكهف، آية: 107.