مواضيع دينية متفرقة

أثر الإيمان في حياة الفرد والمجتمع

تعريف الإيمان

يُعرّف الإيمان لغةََ بأنّه التصديق، أمّا الإيمان اصطلاحاََ: فهو اعتقادٌ بالقلب، وقولٌ باللسان، وعملٌ بالأركان، وهو الاعتقاد الجازم بأنّ الله -تعالى- هو ربّ كلّ شيءٍ ومليكه، والمستحقّ وحده للعبادة، والمتّصف بجميع صفات الكمال، المنزّه عن جميع صفات النقص.[١]

أثر الإيمان في حياة الفرد

إنّ أركان الإيمان ستة، حيث ذكرها الله -سبحانه وتعالى- في قوله: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ)،[٢] وكما جاء في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه مع جبريل عليه السلام: (الإِيمانُ: أن تُؤمن بالله وملائكتِه، وكُتبه، و رُسله، و تُؤمن بالجنَّة و النَّارِ، والميزان، و تُؤمن بالبعث بعد الموت، و تُؤمن بِالقدرِ خيرِه و شرِّه)،[٣] فإذا استقرّت هذه الأركان في نفس المسلم، كان لها آثارٌ عظيمة في حياته، ومن هذه الآثار ما يأتي:[٤]

  • التصديق الكامل بما ورد عن الله -عزّ وجلّ- ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: حيث إنّ الإيمان يدعو المسلم إلى تصديق كل ما ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- حتى وإن خالف العقل؛ لأنّ النص مقدّمٌ على العقل، وقد ضرب لنا أبي بكر الصديق أروع الأمثلة في التصديق، ففي حادثة الإسراء والمعراج؛ ذهب المشركون لإخبار أبو بكر الصديق بذلك محاولين الإيقاع بينه وبين رسولنا الكريم، فبادر إلى تصديق كل ما أخبروه به قائلاََ: “إني لأصدِّقه في خبر السَّماء بُكرةً وعشية، أفلا أُصدِّقه في بيت المقدس”، وفي يومنا هذا نحن أحوج ما نكون إلى اليقين الذي لا يعتريه الشك، وإلى التصديق الكامل بما وردنا عن الله -تعالى- وعن نبيّه الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم، لكي تثبت الأمة في وجه المشكّكين في ثوابت الدين.
  • مراقبة الله تعالى في السر والعلن: إنّ مراقبة الله -عزّ وجلّ- من أعظم ثمار الإيمان، حيث إن الفرد يقوم بدوره المكلّف فيه على أكمل وجه، سواء أكان ذلك على مستوى العبادات أم بوظيفته الدنيوية؛ لأنّه يستشعر أنّ الله -سبحانه وتعالى- يراه، فإن عمل عملاََ، كان عمله لله، وإن ترك منكراََ تركه لله، ومراقبة الله -تعالى- لا تأتي إلا بخير، فهي جزءٌ من الإحسان الذي قال فيه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (أن تعبد اللَّه كأنَّك تراه، فإنَّك إن لا تراه فإنَّه يراك).[٥]
  • العزّة: المسلم الذي تغلغل الإيمان في قلبه، يؤمن أنّ العزّة لله تعالى، فقد قال الله عزّ وجلّ: (وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)،[٦] حيث يكون المؤمن عزيزاََ بعزّة خالقه، لذلك لم يكن عجباََ أن يقف المؤمنون الأوائل بعزّةٍ وشموخٍ في وجه الأعداء.
  • الطمأنينة والسكينة: حيث إنّ المسلم الذي يملأ قلبه الإيمان، يشعر بالهدوء والاستقرار النفسي، قال الله عزّ وجلّ: (الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ)،[٧] فهي حياةٌ يطمئن فيها المسلم على حياته ورزقه، ويعيش متوكّلاََ على ربه، مفوّضاََ أموره إلى الله، كما تكون حياته لا قلق فيها ولا مشاكل نفسية؛ لأنّ إيمانه في قلبه.

أثر الإيمان في حياة المجتمع

إنّ للإيمان آثاراً كبيرةً على المجتمع؛ لأنّ الشريعة الإسلامية ما نزلت إلا لإصلاح المجتمعات والأمم، وتكوين أمة إسلاميةً عظيمةً يباهي بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- باقي الأمم، ومن هذه الآثار نذكر ما يأتي:

  • الاجتماع وعدم التفرقة: حيث إنّه عند انتشار الإيمان في المجتمع، فإنّ ذلك يؤدي إلى الوحدة والائتلاف، وعدم التشتتّ والفرقة، فالإسلام دين الائتلاف، وليس دين الاختلاف، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يد الله مع الجماعة وإنَّ الشَّيطان مع من فارق الجماعة يرتكضُ).[٨][٩]
  • السلوك المستقيم مع الآخرين: حيث إنّه اذا ملأ الإيمان صدور أفراد المجتمع، فإنّهم سيتخلّون عن الأساليب السيئة في معاملة بعضهم البعض، فتقل نسبة الكذب والغش والمداهنة في المجتمع، وإذا علم العبد أنّ ما يقع في حقّه من تقصيرٍ أو إساءةٍ من الناس إنّما هو بتقدير الله عزّ وجلّ، فإنّه يبادر إلى العفو اقتداءََ برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث كان لا يغضب لنفسه، وإنّما يغضب إذا انتهكت حرمات الله تعالى.[١٠]

وسائل الحفاظ على الإيمان

إنّ الحفاظ على الإيمان في زمن الفتن والشبهات يتطلّب من المؤمن المجاهدة في سبيل ذلك، وسنذكر وسائل تُعين المسلم على الثبات في طريق الحق، ومنها ما يأتي:[١١]

  • التضرّع إلى الله سبحانه وتعالى، والدعاء بأن يهدينا ويثبتّنا على الصراط المستقيم.
  • الاستقامة على دين الله -تعالى- بفعل الأوامر واجتناب النواهي، قال الله عزّ وجلّ: (يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ).[١٢]
  • الاقتداء بنبيّنا المعصوم صلى الله عليه وسلم، والتمسّك بسنّته الشريفة، قال الرسول عليه السلام: (عليكم بسُنَّتي وسنَّة الخلفاء الرَّاشدين المهديِّين من بعدي، تمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنَّواجذ).[١٣]
  • ذكر الله تعالى، والإكثار من ذلك، قال ابن عباس رضي الله عنه: (الشيطانُ جاثِمٌ على قلبِ ابنِ آدمَ، فإذا ذَكَر اللهَ خَنَسَ وإذا غَفَل وَسْوَسَ).[١٤]
  • الصبر على الطاعة، والاستعاذة بالله من الفتن، حيث إنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بذلك بقوله: (تعوَّذُوا باللَّه من الفتَنِ، ما ظهر منها وما بطن).[١٥]
  • اختيار الصحبة الصالحة، والابتعاد عن رفاق السوء والمفتونين، وقد أمرنا نبيّنا الكريم -عليه الصلاة والسلام- بعدم التعرّض للفتن، وأن يحاول المؤمن جاهداََ الابتعاد عنها وتوقّيها.
  • عدم الأمن من مكر الله عزّ وجلّ، حيث إنّ الله -سبحانه وتعالى- قد حذّر عباده من مكره بقوله تعالى: (أَفَأَمِنوا مَكرَ اللَّـهِ فَلا يَأمَنُ مَكرَ اللَّـهِ إِلَّا القَومُ الخاسِرونَ)،[١٦] فالظالم لنفسه نسي تحذير الله -تعالى- وأسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي كأنّه أخذ توقيعاََ من الله -عزّ وجلّ- بالأمان، أمّا المؤمنون حقاً، فقد سلكوا طريق الخوف من الله تعالى، فحسن بذلك عملهم وطاعتهم لله سبحانه وتعالى.[١٧]

المراجع

  1. صالح الأطرم، الأسئلة والأجوبة في العقيدة (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الوكن، صفحة 24. بتصرّف.
  2. سورة البقرة، آية: 285.
  3. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 2798، صحيح.
  4. محمود الدوسري (5-2-2018)، “أثر الإيمان في حياة الإنسان”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-5-2019.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9، صحيح.
  6. سورة المنافقون، آية: 8.
  7. سورة الرعد، آية: 28.
  8. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عرفجة بن شريح الأشجعي، الصفحة أو الرقم: 4577، أخرجه في صحيحه.
  9. “أثر الإسلام في جوانب حياة الإنسان كلها”، www.fatwa.islamweb.net، 2003-2-4، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
  10. “أثر الإيمان بالقدر في سلوك المؤمنين”، www.ar.islamway.net، 2014-8-17، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
  11. “من عوامل الثبات على الدين”، www.islamqa.info، 2010-5-12، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2019. بتصرّف.
  12. سورة ابراهيم، آية: 27.
  13. رواه ابن تيمية، في مجموع الفتاوى، عن العرباض بن سارية، الصفحة أو الرقم: 28/493، صحيح.
  14. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2221، إسناده صحيح.
  15. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم: 2867، صحيح.
  16. سورة الأعراف، آية: 99.
  17. أمير المدري، “مع الثبات وأسبابه”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

تعريف الإيمان

يُعرّف الإيمان لغةََ بأنّه التصديق، أمّا الإيمان اصطلاحاََ: فهو اعتقادٌ بالقلب، وقولٌ باللسان، وعملٌ بالأركان، وهو الاعتقاد الجازم بأنّ الله -تعالى- هو ربّ كلّ شيءٍ ومليكه، والمستحقّ وحده للعبادة، والمتّصف بجميع صفات الكمال، المنزّه عن جميع صفات النقص.[١]

أثر الإيمان في حياة الفرد

إنّ أركان الإيمان ستة، حيث ذكرها الله -سبحانه وتعالى- في قوله: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ)،[٢] وكما جاء في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه مع جبريل عليه السلام: (الإِيمانُ: أن تُؤمن بالله وملائكتِه، وكُتبه، و رُسله، و تُؤمن بالجنَّة و النَّارِ، والميزان، و تُؤمن بالبعث بعد الموت، و تُؤمن بِالقدرِ خيرِه و شرِّه)،[٣] فإذا استقرّت هذه الأركان في نفس المسلم، كان لها آثارٌ عظيمة في حياته، ومن هذه الآثار ما يأتي:[٤]

  • التصديق الكامل بما ورد عن الله -عزّ وجلّ- ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: حيث إنّ الإيمان يدعو المسلم إلى تصديق كل ما ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- حتى وإن خالف العقل؛ لأنّ النص مقدّمٌ على العقل، وقد ضرب لنا أبي بكر الصديق أروع الأمثلة في التصديق، ففي حادثة الإسراء والمعراج؛ ذهب المشركون لإخبار أبو بكر الصديق بذلك محاولين الإيقاع بينه وبين رسولنا الكريم، فبادر إلى تصديق كل ما أخبروه به قائلاََ: “إني لأصدِّقه في خبر السَّماء بُكرةً وعشية، أفلا أُصدِّقه في بيت المقدس”، وفي يومنا هذا نحن أحوج ما نكون إلى اليقين الذي لا يعتريه الشك، وإلى التصديق الكامل بما وردنا عن الله -تعالى- وعن نبيّه الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم، لكي تثبت الأمة في وجه المشكّكين في ثوابت الدين.
  • مراقبة الله تعالى في السر والعلن: إنّ مراقبة الله -عزّ وجلّ- من أعظم ثمار الإيمان، حيث إن الفرد يقوم بدوره المكلّف فيه على أكمل وجه، سواء أكان ذلك على مستوى العبادات أم بوظيفته الدنيوية؛ لأنّه يستشعر أنّ الله -سبحانه وتعالى- يراه، فإن عمل عملاََ، كان عمله لله، وإن ترك منكراََ تركه لله، ومراقبة الله -تعالى- لا تأتي إلا بخير، فهي جزءٌ من الإحسان الذي قال فيه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (أن تعبد اللَّه كأنَّك تراه، فإنَّك إن لا تراه فإنَّه يراك).[٥]
  • العزّة: المسلم الذي تغلغل الإيمان في قلبه، يؤمن أنّ العزّة لله تعالى، فقد قال الله عزّ وجلّ: (وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)،[٦] حيث يكون المؤمن عزيزاََ بعزّة خالقه، لذلك لم يكن عجباََ أن يقف المؤمنون الأوائل بعزّةٍ وشموخٍ في وجه الأعداء.
  • الطمأنينة والسكينة: حيث إنّ المسلم الذي يملأ قلبه الإيمان، يشعر بالهدوء والاستقرار النفسي، قال الله عزّ وجلّ: (الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ)،[٧] فهي حياةٌ يطمئن فيها المسلم على حياته ورزقه، ويعيش متوكّلاََ على ربه، مفوّضاََ أموره إلى الله، كما تكون حياته لا قلق فيها ولا مشاكل نفسية؛ لأنّ إيمانه في قلبه.

أثر الإيمان في حياة المجتمع

إنّ للإيمان آثاراً كبيرةً على المجتمع؛ لأنّ الشريعة الإسلامية ما نزلت إلا لإصلاح المجتمعات والأمم، وتكوين أمة إسلاميةً عظيمةً يباهي بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- باقي الأمم، ومن هذه الآثار نذكر ما يأتي:

  • الاجتماع وعدم التفرقة: حيث إنّه عند انتشار الإيمان في المجتمع، فإنّ ذلك يؤدي إلى الوحدة والائتلاف، وعدم التشتتّ والفرقة، فالإسلام دين الائتلاف، وليس دين الاختلاف، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يد الله مع الجماعة وإنَّ الشَّيطان مع من فارق الجماعة يرتكضُ).[٨][٩]
  • السلوك المستقيم مع الآخرين: حيث إنّه اذا ملأ الإيمان صدور أفراد المجتمع، فإنّهم سيتخلّون عن الأساليب السيئة في معاملة بعضهم البعض، فتقل نسبة الكذب والغش والمداهنة في المجتمع، وإذا علم العبد أنّ ما يقع في حقّه من تقصيرٍ أو إساءةٍ من الناس إنّما هو بتقدير الله عزّ وجلّ، فإنّه يبادر إلى العفو اقتداءََ برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث كان لا يغضب لنفسه، وإنّما يغضب إذا انتهكت حرمات الله تعالى.[١٠]

وسائل الحفاظ على الإيمان

إنّ الحفاظ على الإيمان في زمن الفتن والشبهات يتطلّب من المؤمن المجاهدة في سبيل ذلك، وسنذكر وسائل تُعين المسلم على الثبات في طريق الحق، ومنها ما يأتي:[١١]

  • التضرّع إلى الله سبحانه وتعالى، والدعاء بأن يهدينا ويثبتّنا على الصراط المستقيم.
  • الاستقامة على دين الله -تعالى- بفعل الأوامر واجتناب النواهي، قال الله عزّ وجلّ: (يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ).[١٢]
  • الاقتداء بنبيّنا المعصوم صلى الله عليه وسلم، والتمسّك بسنّته الشريفة، قال الرسول عليه السلام: (عليكم بسُنَّتي وسنَّة الخلفاء الرَّاشدين المهديِّين من بعدي، تمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنَّواجذ).[١٣]
  • ذكر الله تعالى، والإكثار من ذلك، قال ابن عباس رضي الله عنه: (الشيطانُ جاثِمٌ على قلبِ ابنِ آدمَ، فإذا ذَكَر اللهَ خَنَسَ وإذا غَفَل وَسْوَسَ).[١٤]
  • الصبر على الطاعة، والاستعاذة بالله من الفتن، حيث إنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بذلك بقوله: (تعوَّذُوا باللَّه من الفتَنِ، ما ظهر منها وما بطن).[١٥]
  • اختيار الصحبة الصالحة، والابتعاد عن رفاق السوء والمفتونين، وقد أمرنا نبيّنا الكريم -عليه الصلاة والسلام- بعدم التعرّض للفتن، وأن يحاول المؤمن جاهداََ الابتعاد عنها وتوقّيها.
  • عدم الأمن من مكر الله عزّ وجلّ، حيث إنّ الله -سبحانه وتعالى- قد حذّر عباده من مكره بقوله تعالى: (أَفَأَمِنوا مَكرَ اللَّـهِ فَلا يَأمَنُ مَكرَ اللَّـهِ إِلَّا القَومُ الخاسِرونَ)،[١٦] فالظالم لنفسه نسي تحذير الله -تعالى- وأسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي كأنّه أخذ توقيعاََ من الله -عزّ وجلّ- بالأمان، أمّا المؤمنون حقاً، فقد سلكوا طريق الخوف من الله تعالى، فحسن بذلك عملهم وطاعتهم لله سبحانه وتعالى.[١٧]

المراجع

  1. صالح الأطرم، الأسئلة والأجوبة في العقيدة (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الوكن، صفحة 24. بتصرّف.
  2. سورة البقرة، آية: 285.
  3. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 2798، صحيح.
  4. محمود الدوسري (5-2-2018)، “أثر الإيمان في حياة الإنسان”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-5-2019.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9، صحيح.
  6. سورة المنافقون، آية: 8.
  7. سورة الرعد، آية: 28.
  8. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عرفجة بن شريح الأشجعي، الصفحة أو الرقم: 4577، أخرجه في صحيحه.
  9. “أثر الإسلام في جوانب حياة الإنسان كلها”، www.fatwa.islamweb.net، 2003-2-4، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
  10. “أثر الإيمان بالقدر في سلوك المؤمنين”، www.ar.islamway.net، 2014-8-17، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
  11. “من عوامل الثبات على الدين”، www.islamqa.info، 2010-5-12، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2019. بتصرّف.
  12. سورة ابراهيم، آية: 27.
  13. رواه ابن تيمية، في مجموع الفتاوى، عن العرباض بن سارية، الصفحة أو الرقم: 28/493، صحيح.
  14. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2221، إسناده صحيح.
  15. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم: 2867، صحيح.
  16. سورة الأعراف، آية: 99.
  17. أمير المدري، “مع الثبات وأسبابه”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

تعريف الإيمان

يُعرّف الإيمان لغةََ بأنّه التصديق، أمّا الإيمان اصطلاحاََ: فهو اعتقادٌ بالقلب، وقولٌ باللسان، وعملٌ بالأركان، وهو الاعتقاد الجازم بأنّ الله -تعالى- هو ربّ كلّ شيءٍ ومليكه، والمستحقّ وحده للعبادة، والمتّصف بجميع صفات الكمال، المنزّه عن جميع صفات النقص.[١]

أثر الإيمان في حياة الفرد

إنّ أركان الإيمان ستة، حيث ذكرها الله -سبحانه وتعالى- في قوله: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ)،[٢] وكما جاء في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه مع جبريل عليه السلام: (الإِيمانُ: أن تُؤمن بالله وملائكتِه، وكُتبه، و رُسله، و تُؤمن بالجنَّة و النَّارِ، والميزان، و تُؤمن بالبعث بعد الموت، و تُؤمن بِالقدرِ خيرِه و شرِّه)،[٣] فإذا استقرّت هذه الأركان في نفس المسلم، كان لها آثارٌ عظيمة في حياته، ومن هذه الآثار ما يأتي:[٤]

  • التصديق الكامل بما ورد عن الله -عزّ وجلّ- ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: حيث إنّ الإيمان يدعو المسلم إلى تصديق كل ما ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- حتى وإن خالف العقل؛ لأنّ النص مقدّمٌ على العقل، وقد ضرب لنا أبي بكر الصديق أروع الأمثلة في التصديق، ففي حادثة الإسراء والمعراج؛ ذهب المشركون لإخبار أبو بكر الصديق بذلك محاولين الإيقاع بينه وبين رسولنا الكريم، فبادر إلى تصديق كل ما أخبروه به قائلاََ: “إني لأصدِّقه في خبر السَّماء بُكرةً وعشية، أفلا أُصدِّقه في بيت المقدس”، وفي يومنا هذا نحن أحوج ما نكون إلى اليقين الذي لا يعتريه الشك، وإلى التصديق الكامل بما وردنا عن الله -تعالى- وعن نبيّه الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم، لكي تثبت الأمة في وجه المشكّكين في ثوابت الدين.
  • مراقبة الله تعالى في السر والعلن: إنّ مراقبة الله -عزّ وجلّ- من أعظم ثمار الإيمان، حيث إن الفرد يقوم بدوره المكلّف فيه على أكمل وجه، سواء أكان ذلك على مستوى العبادات أم بوظيفته الدنيوية؛ لأنّه يستشعر أنّ الله -سبحانه وتعالى- يراه، فإن عمل عملاََ، كان عمله لله، وإن ترك منكراََ تركه لله، ومراقبة الله -تعالى- لا تأتي إلا بخير، فهي جزءٌ من الإحسان الذي قال فيه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (أن تعبد اللَّه كأنَّك تراه، فإنَّك إن لا تراه فإنَّه يراك).[٥]
  • العزّة: المسلم الذي تغلغل الإيمان في قلبه، يؤمن أنّ العزّة لله تعالى، فقد قال الله عزّ وجلّ: (وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)،[٦] حيث يكون المؤمن عزيزاََ بعزّة خالقه، لذلك لم يكن عجباََ أن يقف المؤمنون الأوائل بعزّةٍ وشموخٍ في وجه الأعداء.
  • الطمأنينة والسكينة: حيث إنّ المسلم الذي يملأ قلبه الإيمان، يشعر بالهدوء والاستقرار النفسي، قال الله عزّ وجلّ: (الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ)،[٧] فهي حياةٌ يطمئن فيها المسلم على حياته ورزقه، ويعيش متوكّلاََ على ربه، مفوّضاََ أموره إلى الله، كما تكون حياته لا قلق فيها ولا مشاكل نفسية؛ لأنّ إيمانه في قلبه.

أثر الإيمان في حياة المجتمع

إنّ للإيمان آثاراً كبيرةً على المجتمع؛ لأنّ الشريعة الإسلامية ما نزلت إلا لإصلاح المجتمعات والأمم، وتكوين أمة إسلاميةً عظيمةً يباهي بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- باقي الأمم، ومن هذه الآثار نذكر ما يأتي:

  • الاجتماع وعدم التفرقة: حيث إنّه عند انتشار الإيمان في المجتمع، فإنّ ذلك يؤدي إلى الوحدة والائتلاف، وعدم التشتتّ والفرقة، فالإسلام دين الائتلاف، وليس دين الاختلاف، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يد الله مع الجماعة وإنَّ الشَّيطان مع من فارق الجماعة يرتكضُ).[٨][٩]
  • السلوك المستقيم مع الآخرين: حيث إنّه اذا ملأ الإيمان صدور أفراد المجتمع، فإنّهم سيتخلّون عن الأساليب السيئة في معاملة بعضهم البعض، فتقل نسبة الكذب والغش والمداهنة في المجتمع، وإذا علم العبد أنّ ما يقع في حقّه من تقصيرٍ أو إساءةٍ من الناس إنّما هو بتقدير الله عزّ وجلّ، فإنّه يبادر إلى العفو اقتداءََ برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث كان لا يغضب لنفسه، وإنّما يغضب إذا انتهكت حرمات الله تعالى.[١٠]

وسائل الحفاظ على الإيمان

إنّ الحفاظ على الإيمان في زمن الفتن والشبهات يتطلّب من المؤمن المجاهدة في سبيل ذلك، وسنذكر وسائل تُعين المسلم على الثبات في طريق الحق، ومنها ما يأتي:[١١]

  • التضرّع إلى الله سبحانه وتعالى، والدعاء بأن يهدينا ويثبتّنا على الصراط المستقيم.
  • الاستقامة على دين الله -تعالى- بفعل الأوامر واجتناب النواهي، قال الله عزّ وجلّ: (يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ).[١٢]
  • الاقتداء بنبيّنا المعصوم صلى الله عليه وسلم، والتمسّك بسنّته الشريفة، قال الرسول عليه السلام: (عليكم بسُنَّتي وسنَّة الخلفاء الرَّاشدين المهديِّين من بعدي، تمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنَّواجذ).[١٣]
  • ذكر الله تعالى، والإكثار من ذلك، قال ابن عباس رضي الله عنه: (الشيطانُ جاثِمٌ على قلبِ ابنِ آدمَ، فإذا ذَكَر اللهَ خَنَسَ وإذا غَفَل وَسْوَسَ).[١٤]
  • الصبر على الطاعة، والاستعاذة بالله من الفتن، حيث إنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بذلك بقوله: (تعوَّذُوا باللَّه من الفتَنِ، ما ظهر منها وما بطن).[١٥]
  • اختيار الصحبة الصالحة، والابتعاد عن رفاق السوء والمفتونين، وقد أمرنا نبيّنا الكريم -عليه الصلاة والسلام- بعدم التعرّض للفتن، وأن يحاول المؤمن جاهداََ الابتعاد عنها وتوقّيها.
  • عدم الأمن من مكر الله عزّ وجلّ، حيث إنّ الله -سبحانه وتعالى- قد حذّر عباده من مكره بقوله تعالى: (أَفَأَمِنوا مَكرَ اللَّـهِ فَلا يَأمَنُ مَكرَ اللَّـهِ إِلَّا القَومُ الخاسِرونَ)،[١٦] فالظالم لنفسه نسي تحذير الله -تعالى- وأسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي كأنّه أخذ توقيعاََ من الله -عزّ وجلّ- بالأمان، أمّا المؤمنون حقاً، فقد سلكوا طريق الخوف من الله تعالى، فحسن بذلك عملهم وطاعتهم لله سبحانه وتعالى.[١٧]

المراجع

  1. صالح الأطرم، الأسئلة والأجوبة في العقيدة (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الوكن، صفحة 24. بتصرّف.
  2. سورة البقرة، آية: 285.
  3. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 2798، صحيح.
  4. محمود الدوسري (5-2-2018)، “أثر الإيمان في حياة الإنسان”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-5-2019.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9، صحيح.
  6. سورة المنافقون، آية: 8.
  7. سورة الرعد، آية: 28.
  8. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عرفجة بن شريح الأشجعي، الصفحة أو الرقم: 4577، أخرجه في صحيحه.
  9. “أثر الإسلام في جوانب حياة الإنسان كلها”، www.fatwa.islamweb.net، 2003-2-4، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
  10. “أثر الإيمان بالقدر في سلوك المؤمنين”، www.ar.islamway.net، 2014-8-17، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
  11. “من عوامل الثبات على الدين”، www.islamqa.info، 2010-5-12، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2019. بتصرّف.
  12. سورة ابراهيم، آية: 27.
  13. رواه ابن تيمية، في مجموع الفتاوى، عن العرباض بن سارية، الصفحة أو الرقم: 28/493، صحيح.
  14. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2221، إسناده صحيح.
  15. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم: 2867، صحيح.
  16. سورة الأعراف، آية: 99.
  17. أمير المدري، “مع الثبات وأسبابه”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

تعريف الإيمان

يُعرّف الإيمان لغةََ بأنّه التصديق، أمّا الإيمان اصطلاحاََ: فهو اعتقادٌ بالقلب، وقولٌ باللسان، وعملٌ بالأركان، وهو الاعتقاد الجازم بأنّ الله -تعالى- هو ربّ كلّ شيءٍ ومليكه، والمستحقّ وحده للعبادة، والمتّصف بجميع صفات الكمال، المنزّه عن جميع صفات النقص.[١]

أثر الإيمان في حياة الفرد

إنّ أركان الإيمان ستة، حيث ذكرها الله -سبحانه وتعالى- في قوله: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ)،[٢] وكما جاء في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه مع جبريل عليه السلام: (الإِيمانُ: أن تُؤمن بالله وملائكتِه، وكُتبه، و رُسله، و تُؤمن بالجنَّة و النَّارِ، والميزان، و تُؤمن بالبعث بعد الموت، و تُؤمن بِالقدرِ خيرِه و شرِّه)،[٣] فإذا استقرّت هذه الأركان في نفس المسلم، كان لها آثارٌ عظيمة في حياته، ومن هذه الآثار ما يأتي:[٤]

  • التصديق الكامل بما ورد عن الله -عزّ وجلّ- ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: حيث إنّ الإيمان يدعو المسلم إلى تصديق كل ما ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- حتى وإن خالف العقل؛ لأنّ النص مقدّمٌ على العقل، وقد ضرب لنا أبي بكر الصديق أروع الأمثلة في التصديق، ففي حادثة الإسراء والمعراج؛ ذهب المشركون لإخبار أبو بكر الصديق بذلك محاولين الإيقاع بينه وبين رسولنا الكريم، فبادر إلى تصديق كل ما أخبروه به قائلاََ: “إني لأصدِّقه في خبر السَّماء بُكرةً وعشية، أفلا أُصدِّقه في بيت المقدس”، وفي يومنا هذا نحن أحوج ما نكون إلى اليقين الذي لا يعتريه الشك، وإلى التصديق الكامل بما وردنا عن الله -تعالى- وعن نبيّه الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم، لكي تثبت الأمة في وجه المشكّكين في ثوابت الدين.
  • مراقبة الله تعالى في السر والعلن: إنّ مراقبة الله -عزّ وجلّ- من أعظم ثمار الإيمان، حيث إن الفرد يقوم بدوره المكلّف فيه على أكمل وجه، سواء أكان ذلك على مستوى العبادات أم بوظيفته الدنيوية؛ لأنّه يستشعر أنّ الله -سبحانه وتعالى- يراه، فإن عمل عملاََ، كان عمله لله، وإن ترك منكراََ تركه لله، ومراقبة الله -تعالى- لا تأتي إلا بخير، فهي جزءٌ من الإحسان الذي قال فيه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (أن تعبد اللَّه كأنَّك تراه، فإنَّك إن لا تراه فإنَّه يراك).[٥]
  • العزّة: المسلم الذي تغلغل الإيمان في قلبه، يؤمن أنّ العزّة لله تعالى، فقد قال الله عزّ وجلّ: (وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)،[٦] حيث يكون المؤمن عزيزاََ بعزّة خالقه، لذلك لم يكن عجباََ أن يقف المؤمنون الأوائل بعزّةٍ وشموخٍ في وجه الأعداء.
  • الطمأنينة والسكينة: حيث إنّ المسلم الذي يملأ قلبه الإيمان، يشعر بالهدوء والاستقرار النفسي، قال الله عزّ وجلّ: (الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ)،[٧] فهي حياةٌ يطمئن فيها المسلم على حياته ورزقه، ويعيش متوكّلاََ على ربه، مفوّضاََ أموره إلى الله، كما تكون حياته لا قلق فيها ولا مشاكل نفسية؛ لأنّ إيمانه في قلبه.

أثر الإيمان في حياة المجتمع

إنّ للإيمان آثاراً كبيرةً على المجتمع؛ لأنّ الشريعة الإسلامية ما نزلت إلا لإصلاح المجتمعات والأمم، وتكوين أمة إسلاميةً عظيمةً يباهي بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- باقي الأمم، ومن هذه الآثار نذكر ما يأتي:

  • الاجتماع وعدم التفرقة: حيث إنّه عند انتشار الإيمان في المجتمع، فإنّ ذلك يؤدي إلى الوحدة والائتلاف، وعدم التشتتّ والفرقة، فالإسلام دين الائتلاف، وليس دين الاختلاف، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يد الله مع الجماعة وإنَّ الشَّيطان مع من فارق الجماعة يرتكضُ).[٨][٩]
  • السلوك المستقيم مع الآخرين: حيث إنّه اذا ملأ الإيمان صدور أفراد المجتمع، فإنّهم سيتخلّون عن الأساليب السيئة في معاملة بعضهم البعض، فتقل نسبة الكذب والغش والمداهنة في المجتمع، وإذا علم العبد أنّ ما يقع في حقّه من تقصيرٍ أو إساءةٍ من الناس إنّما هو بتقدير الله عزّ وجلّ، فإنّه يبادر إلى العفو اقتداءََ برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث كان لا يغضب لنفسه، وإنّما يغضب إذا انتهكت حرمات الله تعالى.[١٠]

وسائل الحفاظ على الإيمان

إنّ الحفاظ على الإيمان في زمن الفتن والشبهات يتطلّب من المؤمن المجاهدة في سبيل ذلك، وسنذكر وسائل تُعين المسلم على الثبات في طريق الحق، ومنها ما يأتي:[١١]

  • التضرّع إلى الله سبحانه وتعالى، والدعاء بأن يهدينا ويثبتّنا على الصراط المستقيم.
  • الاستقامة على دين الله -تعالى- بفعل الأوامر واجتناب النواهي، قال الله عزّ وجلّ: (يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ).[١٢]
  • الاقتداء بنبيّنا المعصوم صلى الله عليه وسلم، والتمسّك بسنّته الشريفة، قال الرسول عليه السلام: (عليكم بسُنَّتي وسنَّة الخلفاء الرَّاشدين المهديِّين من بعدي، تمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنَّواجذ).[١٣]
  • ذكر الله تعالى، والإكثار من ذلك، قال ابن عباس رضي الله عنه: (الشيطانُ جاثِمٌ على قلبِ ابنِ آدمَ، فإذا ذَكَر اللهَ خَنَسَ وإذا غَفَل وَسْوَسَ).[١٤]
  • الصبر على الطاعة، والاستعاذة بالله من الفتن، حيث إنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بذلك بقوله: (تعوَّذُوا باللَّه من الفتَنِ، ما ظهر منها وما بطن).[١٥]
  • اختيار الصحبة الصالحة، والابتعاد عن رفاق السوء والمفتونين، وقد أمرنا نبيّنا الكريم -عليه الصلاة والسلام- بعدم التعرّض للفتن، وأن يحاول المؤمن جاهداََ الابتعاد عنها وتوقّيها.
  • عدم الأمن من مكر الله عزّ وجلّ، حيث إنّ الله -سبحانه وتعالى- قد حذّر عباده من مكره بقوله تعالى: (أَفَأَمِنوا مَكرَ اللَّـهِ فَلا يَأمَنُ مَكرَ اللَّـهِ إِلَّا القَومُ الخاسِرونَ)،[١٦] فالظالم لنفسه نسي تحذير الله -تعالى- وأسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي كأنّه أخذ توقيعاََ من الله -عزّ وجلّ- بالأمان، أمّا المؤمنون حقاً، فقد سلكوا طريق الخوف من الله تعالى، فحسن بذلك عملهم وطاعتهم لله سبحانه وتعالى.[١٧]

المراجع

  1. صالح الأطرم، الأسئلة والأجوبة في العقيدة (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الوكن، صفحة 24. بتصرّف.
  2. سورة البقرة، آية: 285.
  3. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 2798، صحيح.
  4. محمود الدوسري (5-2-2018)، “أثر الإيمان في حياة الإنسان”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-5-2019.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9، صحيح.
  6. سورة المنافقون، آية: 8.
  7. سورة الرعد، آية: 28.
  8. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عرفجة بن شريح الأشجعي، الصفحة أو الرقم: 4577، أخرجه في صحيحه.
  9. “أثر الإسلام في جوانب حياة الإنسان كلها”، www.fatwa.islamweb.net، 2003-2-4، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
  10. “أثر الإيمان بالقدر في سلوك المؤمنين”، www.ar.islamway.net، 2014-8-17، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
  11. “من عوامل الثبات على الدين”، www.islamqa.info، 2010-5-12، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2019. بتصرّف.
  12. سورة ابراهيم، آية: 27.
  13. رواه ابن تيمية، في مجموع الفتاوى، عن العرباض بن سارية، الصفحة أو الرقم: 28/493، صحيح.
  14. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2221، إسناده صحيح.
  15. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم: 2867، صحيح.
  16. سورة الأعراف، آية: 99.
  17. أمير المدري، “مع الثبات وأسبابه”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

تعريف الإيمان

يُعرّف الإيمان لغةََ بأنّه التصديق، أمّا الإيمان اصطلاحاََ: فهو اعتقادٌ بالقلب، وقولٌ باللسان، وعملٌ بالأركان، وهو الاعتقاد الجازم بأنّ الله -تعالى- هو ربّ كلّ شيءٍ ومليكه، والمستحقّ وحده للعبادة، والمتّصف بجميع صفات الكمال، المنزّه عن جميع صفات النقص.[١]

أثر الإيمان في حياة الفرد

إنّ أركان الإيمان ستة، حيث ذكرها الله -سبحانه وتعالى- في قوله: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ)،[٢] وكما جاء في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه مع جبريل عليه السلام: (الإِيمانُ: أن تُؤمن بالله وملائكتِه، وكُتبه، و رُسله، و تُؤمن بالجنَّة و النَّارِ، والميزان، و تُؤمن بالبعث بعد الموت، و تُؤمن بِالقدرِ خيرِه و شرِّه)،[٣] فإذا استقرّت هذه الأركان في نفس المسلم، كان لها آثارٌ عظيمة في حياته، ومن هذه الآثار ما يأتي:[٤]

  • التصديق الكامل بما ورد عن الله -عزّ وجلّ- ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: حيث إنّ الإيمان يدعو المسلم إلى تصديق كل ما ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- حتى وإن خالف العقل؛ لأنّ النص مقدّمٌ على العقل، وقد ضرب لنا أبي بكر الصديق أروع الأمثلة في التصديق، ففي حادثة الإسراء والمعراج؛ ذهب المشركون لإخبار أبو بكر الصديق بذلك محاولين الإيقاع بينه وبين رسولنا الكريم، فبادر إلى تصديق كل ما أخبروه به قائلاََ: “إني لأصدِّقه في خبر السَّماء بُكرةً وعشية، أفلا أُصدِّقه في بيت المقدس”، وفي يومنا هذا نحن أحوج ما نكون إلى اليقين الذي لا يعتريه الشك، وإلى التصديق الكامل بما وردنا عن الله -تعالى- وعن نبيّه الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم، لكي تثبت الأمة في وجه المشكّكين في ثوابت الدين.
  • مراقبة الله تعالى في السر والعلن: إنّ مراقبة الله -عزّ وجلّ- من أعظم ثمار الإيمان، حيث إن الفرد يقوم بدوره المكلّف فيه على أكمل وجه، سواء أكان ذلك على مستوى العبادات أم بوظيفته الدنيوية؛ لأنّه يستشعر أنّ الله -سبحانه وتعالى- يراه، فإن عمل عملاََ، كان عمله لله، وإن ترك منكراََ تركه لله، ومراقبة الله -تعالى- لا تأتي إلا بخير، فهي جزءٌ من الإحسان الذي قال فيه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (أن تعبد اللَّه كأنَّك تراه، فإنَّك إن لا تراه فإنَّه يراك).[٥]
  • العزّة: المسلم الذي تغلغل الإيمان في قلبه، يؤمن أنّ العزّة لله تعالى، فقد قال الله عزّ وجلّ: (وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)،[٦] حيث يكون المؤمن عزيزاََ بعزّة خالقه، لذلك لم يكن عجباََ أن يقف المؤمنون الأوائل بعزّةٍ وشموخٍ في وجه الأعداء.
  • الطمأنينة والسكينة: حيث إنّ المسلم الذي يملأ قلبه الإيمان، يشعر بالهدوء والاستقرار النفسي، قال الله عزّ وجلّ: (الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ)،[٧] فهي حياةٌ يطمئن فيها المسلم على حياته ورزقه، ويعيش متوكّلاََ على ربه، مفوّضاََ أموره إلى الله، كما تكون حياته لا قلق فيها ولا مشاكل نفسية؛ لأنّ إيمانه في قلبه.

أثر الإيمان في حياة المجتمع

إنّ للإيمان آثاراً كبيرةً على المجتمع؛ لأنّ الشريعة الإسلامية ما نزلت إلا لإصلاح المجتمعات والأمم، وتكوين أمة إسلاميةً عظيمةً يباهي بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- باقي الأمم، ومن هذه الآثار نذكر ما يأتي:

  • الاجتماع وعدم التفرقة: حيث إنّه عند انتشار الإيمان في المجتمع، فإنّ ذلك يؤدي إلى الوحدة والائتلاف، وعدم التشتتّ والفرقة، فالإسلام دين الائتلاف، وليس دين الاختلاف، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يد الله مع الجماعة وإنَّ الشَّيطان مع من فارق الجماعة يرتكضُ).[٨][٩]
  • السلوك المستقيم مع الآخرين: حيث إنّه اذا ملأ الإيمان صدور أفراد المجتمع، فإنّهم سيتخلّون عن الأساليب السيئة في معاملة بعضهم البعض، فتقل نسبة الكذب والغش والمداهنة في المجتمع، وإذا علم العبد أنّ ما يقع في حقّه من تقصيرٍ أو إساءةٍ من الناس إنّما هو بتقدير الله عزّ وجلّ، فإنّه يبادر إلى العفو اقتداءََ برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث كان لا يغضب لنفسه، وإنّما يغضب إذا انتهكت حرمات الله تعالى.[١٠]

وسائل الحفاظ على الإيمان

إنّ الحفاظ على الإيمان في زمن الفتن والشبهات يتطلّب من المؤمن المجاهدة في سبيل ذلك، وسنذكر وسائل تُعين المسلم على الثبات في طريق الحق، ومنها ما يأتي:[١١]

  • التضرّع إلى الله سبحانه وتعالى، والدعاء بأن يهدينا ويثبتّنا على الصراط المستقيم.
  • الاستقامة على دين الله -تعالى- بفعل الأوامر واجتناب النواهي، قال الله عزّ وجلّ: (يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ).[١٢]
  • الاقتداء بنبيّنا المعصوم صلى الله عليه وسلم، والتمسّك بسنّته الشريفة، قال الرسول عليه السلام: (عليكم بسُنَّتي وسنَّة الخلفاء الرَّاشدين المهديِّين من بعدي، تمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنَّواجذ).[١٣]
  • ذكر الله تعالى، والإكثار من ذلك، قال ابن عباس رضي الله عنه: (الشيطانُ جاثِمٌ على قلبِ ابنِ آدمَ، فإذا ذَكَر اللهَ خَنَسَ وإذا غَفَل وَسْوَسَ).[١٤]
  • الصبر على الطاعة، والاستعاذة بالله من الفتن، حيث إنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بذلك بقوله: (تعوَّذُوا باللَّه من الفتَنِ، ما ظهر منها وما بطن).[١٥]
  • اختيار الصحبة الصالحة، والابتعاد عن رفاق السوء والمفتونين، وقد أمرنا نبيّنا الكريم -عليه الصلاة والسلام- بعدم التعرّض للفتن، وأن يحاول المؤمن جاهداََ الابتعاد عنها وتوقّيها.
  • عدم الأمن من مكر الله عزّ وجلّ، حيث إنّ الله -سبحانه وتعالى- قد حذّر عباده من مكره بقوله تعالى: (أَفَأَمِنوا مَكرَ اللَّـهِ فَلا يَأمَنُ مَكرَ اللَّـهِ إِلَّا القَومُ الخاسِرونَ)،[١٦] فالظالم لنفسه نسي تحذير الله -تعالى- وأسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي كأنّه أخذ توقيعاََ من الله -عزّ وجلّ- بالأمان، أمّا المؤمنون حقاً، فقد سلكوا طريق الخوف من الله تعالى، فحسن بذلك عملهم وطاعتهم لله سبحانه وتعالى.[١٧]

المراجع

  1. صالح الأطرم، الأسئلة والأجوبة في العقيدة (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الوكن، صفحة 24. بتصرّف.
  2. سورة البقرة، آية: 285.
  3. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 2798، صحيح.
  4. محمود الدوسري (5-2-2018)، “أثر الإيمان في حياة الإنسان”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-5-2019.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9، صحيح.
  6. سورة المنافقون، آية: 8.
  7. سورة الرعد، آية: 28.
  8. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عرفجة بن شريح الأشجعي، الصفحة أو الرقم: 4577، أخرجه في صحيحه.
  9. “أثر الإسلام في جوانب حياة الإنسان كلها”، www.fatwa.islamweb.net، 2003-2-4، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
  10. “أثر الإيمان بالقدر في سلوك المؤمنين”، www.ar.islamway.net، 2014-8-17، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
  11. “من عوامل الثبات على الدين”، www.islamqa.info، 2010-5-12، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2019. بتصرّف.
  12. سورة ابراهيم، آية: 27.
  13. رواه ابن تيمية، في مجموع الفتاوى، عن العرباض بن سارية، الصفحة أو الرقم: 28/493، صحيح.
  14. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2221، إسناده صحيح.
  15. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم: 2867، صحيح.
  16. سورة الأعراف، آية: 99.
  17. أمير المدري، “مع الثبات وأسبابه”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

تعريف الإيمان

يُعرّف الإيمان لغةََ بأنّه التصديق، أمّا الإيمان اصطلاحاََ: فهو اعتقادٌ بالقلب، وقولٌ باللسان، وعملٌ بالأركان، وهو الاعتقاد الجازم بأنّ الله -تعالى- هو ربّ كلّ شيءٍ ومليكه، والمستحقّ وحده للعبادة، والمتّصف بجميع صفات الكمال، المنزّه عن جميع صفات النقص.[١]

أثر الإيمان في حياة الفرد

إنّ أركان الإيمان ستة، حيث ذكرها الله -سبحانه وتعالى- في قوله: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ)،[٢] وكما جاء في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه مع جبريل عليه السلام: (الإِيمانُ: أن تُؤمن بالله وملائكتِه، وكُتبه، و رُسله، و تُؤمن بالجنَّة و النَّارِ، والميزان، و تُؤمن بالبعث بعد الموت، و تُؤمن بِالقدرِ خيرِه و شرِّه)،[٣] فإذا استقرّت هذه الأركان في نفس المسلم، كان لها آثارٌ عظيمة في حياته، ومن هذه الآثار ما يأتي:[٤]

  • التصديق الكامل بما ورد عن الله -عزّ وجلّ- ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: حيث إنّ الإيمان يدعو المسلم إلى تصديق كل ما ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- حتى وإن خالف العقل؛ لأنّ النص مقدّمٌ على العقل، وقد ضرب لنا أبي بكر الصديق أروع الأمثلة في التصديق، ففي حادثة الإسراء والمعراج؛ ذهب المشركون لإخبار أبو بكر الصديق بذلك محاولين الإيقاع بينه وبين رسولنا الكريم، فبادر إلى تصديق كل ما أخبروه به قائلاََ: “إني لأصدِّقه في خبر السَّماء بُكرةً وعشية، أفلا أُصدِّقه في بيت المقدس”، وفي يومنا هذا نحن أحوج ما نكون إلى اليقين الذي لا يعتريه الشك، وإلى التصديق الكامل بما وردنا عن الله -تعالى- وعن نبيّه الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم، لكي تثبت الأمة في وجه المشكّكين في ثوابت الدين.
  • مراقبة الله تعالى في السر والعلن: إنّ مراقبة الله -عزّ وجلّ- من أعظم ثمار الإيمان، حيث إن الفرد يقوم بدوره المكلّف فيه على أكمل وجه، سواء أكان ذلك على مستوى العبادات أم بوظيفته الدنيوية؛ لأنّه يستشعر أنّ الله -سبحانه وتعالى- يراه، فإن عمل عملاََ، كان عمله لله، وإن ترك منكراََ تركه لله، ومراقبة الله -تعالى- لا تأتي إلا بخير، فهي جزءٌ من الإحسان الذي قال فيه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (أن تعبد اللَّه كأنَّك تراه، فإنَّك إن لا تراه فإنَّه يراك).[٥]
  • العزّة: المسلم الذي تغلغل الإيمان في قلبه، يؤمن أنّ العزّة لله تعالى، فقد قال الله عزّ وجلّ: (وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)،[٦] حيث يكون المؤمن عزيزاََ بعزّة خالقه، لذلك لم يكن عجباََ أن يقف المؤمنون الأوائل بعزّةٍ وشموخٍ في وجه الأعداء.
  • الطمأنينة والسكينة: حيث إنّ المسلم الذي يملأ قلبه الإيمان، يشعر بالهدوء والاستقرار النفسي، قال الله عزّ وجلّ: (الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ)،[٧] فهي حياةٌ يطمئن فيها المسلم على حياته ورزقه، ويعيش متوكّلاََ على ربه، مفوّضاََ أموره إلى الله، كما تكون حياته لا قلق فيها ولا مشاكل نفسية؛ لأنّ إيمانه في قلبه.

أثر الإيمان في حياة المجتمع

إنّ للإيمان آثاراً كبيرةً على المجتمع؛ لأنّ الشريعة الإسلامية ما نزلت إلا لإصلاح المجتمعات والأمم، وتكوين أمة إسلاميةً عظيمةً يباهي بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- باقي الأمم، ومن هذه الآثار نذكر ما يأتي:

  • الاجتماع وعدم التفرقة: حيث إنّه عند انتشار الإيمان في المجتمع، فإنّ ذلك يؤدي إلى الوحدة والائتلاف، وعدم التشتتّ والفرقة، فالإسلام دين الائتلاف، وليس دين الاختلاف، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يد الله مع الجماعة وإنَّ الشَّيطان مع من فارق الجماعة يرتكضُ).[٨][٩]
  • السلوك المستقيم مع الآخرين: حيث إنّه اذا ملأ الإيمان صدور أفراد المجتمع، فإنّهم سيتخلّون عن الأساليب السيئة في معاملة بعضهم البعض، فتقل نسبة الكذب والغش والمداهنة في المجتمع، وإذا علم العبد أنّ ما يقع في حقّه من تقصيرٍ أو إساءةٍ من الناس إنّما هو بتقدير الله عزّ وجلّ، فإنّه يبادر إلى العفو اقتداءََ برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث كان لا يغضب لنفسه، وإنّما يغضب إذا انتهكت حرمات الله تعالى.[١٠]

وسائل الحفاظ على الإيمان

إنّ الحفاظ على الإيمان في زمن الفتن والشبهات يتطلّب من المؤمن المجاهدة في سبيل ذلك، وسنذكر وسائل تُعين المسلم على الثبات في طريق الحق، ومنها ما يأتي:[١١]

  • التضرّع إلى الله سبحانه وتعالى، والدعاء بأن يهدينا ويثبتّنا على الصراط المستقيم.
  • الاستقامة على دين الله -تعالى- بفعل الأوامر واجتناب النواهي، قال الله عزّ وجلّ: (يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ).[١٢]
  • الاقتداء بنبيّنا المعصوم صلى الله عليه وسلم، والتمسّك بسنّته الشريفة، قال الرسول عليه السلام: (عليكم بسُنَّتي وسنَّة الخلفاء الرَّاشدين المهديِّين من بعدي، تمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنَّواجذ).[١٣]
  • ذكر الله تعالى، والإكثار من ذلك، قال ابن عباس رضي الله عنه: (الشيطانُ جاثِمٌ على قلبِ ابنِ آدمَ، فإذا ذَكَر اللهَ خَنَسَ وإذا غَفَل وَسْوَسَ).[١٤]
  • الصبر على الطاعة، والاستعاذة بالله من الفتن، حيث إنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بذلك بقوله: (تعوَّذُوا باللَّه من الفتَنِ، ما ظهر منها وما بطن).[١٥]
  • اختيار الصحبة الصالحة، والابتعاد عن رفاق السوء والمفتونين، وقد أمرنا نبيّنا الكريم -عليه الصلاة والسلام- بعدم التعرّض للفتن، وأن يحاول المؤمن جاهداََ الابتعاد عنها وتوقّيها.
  • عدم الأمن من مكر الله عزّ وجلّ، حيث إنّ الله -سبحانه وتعالى- قد حذّر عباده من مكره بقوله تعالى: (أَفَأَمِنوا مَكرَ اللَّـهِ فَلا يَأمَنُ مَكرَ اللَّـهِ إِلَّا القَومُ الخاسِرونَ)،[١٦] فالظالم لنفسه نسي تحذير الله -تعالى- وأسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي كأنّه أخذ توقيعاََ من الله -عزّ وجلّ- بالأمان، أمّا المؤمنون حقاً، فقد سلكوا طريق الخوف من الله تعالى، فحسن بذلك عملهم وطاعتهم لله سبحانه وتعالى.[١٧]

المراجع

  1. صالح الأطرم، الأسئلة والأجوبة في العقيدة (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الوكن، صفحة 24. بتصرّف.
  2. سورة البقرة، آية: 285.
  3. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 2798، صحيح.
  4. محمود الدوسري (5-2-2018)، “أثر الإيمان في حياة الإنسان”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-5-2019.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9، صحيح.
  6. سورة المنافقون، آية: 8.
  7. سورة الرعد، آية: 28.
  8. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عرفجة بن شريح الأشجعي، الصفحة أو الرقم: 4577، أخرجه في صحيحه.
  9. “أثر الإسلام في جوانب حياة الإنسان كلها”، www.fatwa.islamweb.net، 2003-2-4، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
  10. “أثر الإيمان بالقدر في سلوك المؤمنين”، www.ar.islamway.net، 2014-8-17، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
  11. “من عوامل الثبات على الدين”، www.islamqa.info، 2010-5-12، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2019. بتصرّف.
  12. سورة ابراهيم، آية: 27.
  13. رواه ابن تيمية، في مجموع الفتاوى، عن العرباض بن سارية، الصفحة أو الرقم: 28/493، صحيح.
  14. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2221، إسناده صحيح.
  15. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم: 2867، صحيح.
  16. سورة الأعراف، آية: 99.
  17. أمير المدري، “مع الثبات وأسبابه”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

تعريف الإيمان

يُعرّف الإيمان لغةََ بأنّه التصديق، أمّا الإيمان اصطلاحاََ: فهو اعتقادٌ بالقلب، وقولٌ باللسان، وعملٌ بالأركان، وهو الاعتقاد الجازم بأنّ الله -تعالى- هو ربّ كلّ شيءٍ ومليكه، والمستحقّ وحده للعبادة، والمتّصف بجميع صفات الكمال، المنزّه عن جميع صفات النقص.[١]

أثر الإيمان في حياة الفرد

إنّ أركان الإيمان ستة، حيث ذكرها الله -سبحانه وتعالى- في قوله: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ)،[٢] وكما جاء في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه مع جبريل عليه السلام: (الإِيمانُ: أن تُؤمن بالله وملائكتِه، وكُتبه، و رُسله، و تُؤمن بالجنَّة و النَّارِ، والميزان، و تُؤمن بالبعث بعد الموت، و تُؤمن بِالقدرِ خيرِه و شرِّه)،[٣] فإذا استقرّت هذه الأركان في نفس المسلم، كان لها آثارٌ عظيمة في حياته، ومن هذه الآثار ما يأتي:[٤]

  • التصديق الكامل بما ورد عن الله -عزّ وجلّ- ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: حيث إنّ الإيمان يدعو المسلم إلى تصديق كل ما ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- حتى وإن خالف العقل؛ لأنّ النص مقدّمٌ على العقل، وقد ضرب لنا أبي بكر الصديق أروع الأمثلة في التصديق، ففي حادثة الإسراء والمعراج؛ ذهب المشركون لإخبار أبو بكر الصديق بذلك محاولين الإيقاع بينه وبين رسولنا الكريم، فبادر إلى تصديق كل ما أخبروه به قائلاََ: “إني لأصدِّقه في خبر السَّماء بُكرةً وعشية، أفلا أُصدِّقه في بيت المقدس”، وفي يومنا هذا نحن أحوج ما نكون إلى اليقين الذي لا يعتريه الشك، وإلى التصديق الكامل بما وردنا عن الله -تعالى- وعن نبيّه الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم، لكي تثبت الأمة في وجه المشكّكين في ثوابت الدين.
  • مراقبة الله تعالى في السر والعلن: إنّ مراقبة الله -عزّ وجلّ- من أعظم ثمار الإيمان، حيث إن الفرد يقوم بدوره المكلّف فيه على أكمل وجه، سواء أكان ذلك على مستوى العبادات أم بوظيفته الدنيوية؛ لأنّه يستشعر أنّ الله -سبحانه وتعالى- يراه، فإن عمل عملاََ، كان عمله لله، وإن ترك منكراََ تركه لله، ومراقبة الله -تعالى- لا تأتي إلا بخير، فهي جزءٌ من الإحسان الذي قال فيه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (أن تعبد اللَّه كأنَّك تراه، فإنَّك إن لا تراه فإنَّه يراك).[٥]
  • العزّة: المسلم الذي تغلغل الإيمان في قلبه، يؤمن أنّ العزّة لله تعالى، فقد قال الله عزّ وجلّ: (وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)،[٦] حيث يكون المؤمن عزيزاََ بعزّة خالقه، لذلك لم يكن عجباََ أن يقف المؤمنون الأوائل بعزّةٍ وشموخٍ في وجه الأعداء.
  • الطمأنينة والسكينة: حيث إنّ المسلم الذي يملأ قلبه الإيمان، يشعر بالهدوء والاستقرار النفسي، قال الله عزّ وجلّ: (الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ)،[٧] فهي حياةٌ يطمئن فيها المسلم على حياته ورزقه، ويعيش متوكّلاََ على ربه، مفوّضاََ أموره إلى الله، كما تكون حياته لا قلق فيها ولا مشاكل نفسية؛ لأنّ إيمانه في قلبه.

أثر الإيمان في حياة المجتمع

إنّ للإيمان آثاراً كبيرةً على المجتمع؛ لأنّ الشريعة الإسلامية ما نزلت إلا لإصلاح المجتمعات والأمم، وتكوين أمة إسلاميةً عظيمةً يباهي بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- باقي الأمم، ومن هذه الآثار نذكر ما يأتي:

  • الاجتماع وعدم التفرقة: حيث إنّه عند انتشار الإيمان في المجتمع، فإنّ ذلك يؤدي إلى الوحدة والائتلاف، وعدم التشتتّ والفرقة، فالإسلام دين الائتلاف، وليس دين الاختلاف، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يد الله مع الجماعة وإنَّ الشَّيطان مع من فارق الجماعة يرتكضُ).[٨][٩]
  • السلوك المستقيم مع الآخرين: حيث إنّه اذا ملأ الإيمان صدور أفراد المجتمع، فإنّهم سيتخلّون عن الأساليب السيئة في معاملة بعضهم البعض، فتقل نسبة الكذب والغش والمداهنة في المجتمع، وإذا علم العبد أنّ ما يقع في حقّه من تقصيرٍ أو إساءةٍ من الناس إنّما هو بتقدير الله عزّ وجلّ، فإنّه يبادر إلى العفو اقتداءََ برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث كان لا يغضب لنفسه، وإنّما يغضب إذا انتهكت حرمات الله تعالى.[١٠]

وسائل الحفاظ على الإيمان

إنّ الحفاظ على الإيمان في زمن الفتن والشبهات يتطلّب من المؤمن المجاهدة في سبيل ذلك، وسنذكر وسائل تُعين المسلم على الثبات في طريق الحق، ومنها ما يأتي:[١١]

  • التضرّع إلى الله سبحانه وتعالى، والدعاء بأن يهدينا ويثبتّنا على الصراط المستقيم.
  • الاستقامة على دين الله -تعالى- بفعل الأوامر واجتناب النواهي، قال الله عزّ وجلّ: (يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ).[١٢]
  • الاقتداء بنبيّنا المعصوم صلى الله عليه وسلم، والتمسّك بسنّته الشريفة، قال الرسول عليه السلام: (عليكم بسُنَّتي وسنَّة الخلفاء الرَّاشدين المهديِّين من بعدي، تمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنَّواجذ).[١٣]
  • ذكر الله تعالى، والإكثار من ذلك، قال ابن عباس رضي الله عنه: (الشيطانُ جاثِمٌ على قلبِ ابنِ آدمَ، فإذا ذَكَر اللهَ خَنَسَ وإذا غَفَل وَسْوَسَ).[١٤]
  • الصبر على الطاعة، والاستعاذة بالله من الفتن، حيث إنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بذلك بقوله: (تعوَّذُوا باللَّه من الفتَنِ، ما ظهر منها وما بطن).[١٥]
  • اختيار الصحبة الصالحة، والابتعاد عن رفاق السوء والمفتونين، وقد أمرنا نبيّنا الكريم -عليه الصلاة والسلام- بعدم التعرّض للفتن، وأن يحاول المؤمن جاهداََ الابتعاد عنها وتوقّيها.
  • عدم الأمن من مكر الله عزّ وجلّ، حيث إنّ الله -سبحانه وتعالى- قد حذّر عباده من مكره بقوله تعالى: (أَفَأَمِنوا مَكرَ اللَّـهِ فَلا يَأمَنُ مَكرَ اللَّـهِ إِلَّا القَومُ الخاسِرونَ)،[١٦] فالظالم لنفسه نسي تحذير الله -تعالى- وأسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي كأنّه أخذ توقيعاََ من الله -عزّ وجلّ- بالأمان، أمّا المؤمنون حقاً، فقد سلكوا طريق الخوف من الله تعالى، فحسن بذلك عملهم وطاعتهم لله سبحانه وتعالى.[١٧]

المراجع

  1. صالح الأطرم، الأسئلة والأجوبة في العقيدة (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الوكن، صفحة 24. بتصرّف.
  2. سورة البقرة، آية: 285.
  3. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 2798، صحيح.
  4. محمود الدوسري (5-2-2018)، “أثر الإيمان في حياة الإنسان”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-5-2019.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9، صحيح.
  6. سورة المنافقون، آية: 8.
  7. سورة الرعد، آية: 28.
  8. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عرفجة بن شريح الأشجعي، الصفحة أو الرقم: 4577، أخرجه في صحيحه.
  9. “أثر الإسلام في جوانب حياة الإنسان كلها”، www.fatwa.islamweb.net، 2003-2-4، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
  10. “أثر الإيمان بالقدر في سلوك المؤمنين”، www.ar.islamway.net، 2014-8-17، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
  11. “من عوامل الثبات على الدين”، www.islamqa.info، 2010-5-12، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2019. بتصرّف.
  12. سورة ابراهيم، آية: 27.
  13. رواه ابن تيمية، في مجموع الفتاوى، عن العرباض بن سارية، الصفحة أو الرقم: 28/493، صحيح.
  14. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2221، إسناده صحيح.
  15. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم: 2867، صحيح.
  16. سورة الأعراف، آية: 99.
  17. أمير المدري، “مع الثبات وأسبابه”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

تعريف الإيمان

يُعرّف الإيمان لغةََ بأنّه التصديق، أمّا الإيمان اصطلاحاََ: فهو اعتقادٌ بالقلب، وقولٌ باللسان، وعملٌ بالأركان، وهو الاعتقاد الجازم بأنّ الله -تعالى- هو ربّ كلّ شيءٍ ومليكه، والمستحقّ وحده للعبادة، والمتّصف بجميع صفات الكمال، المنزّه عن جميع صفات النقص.[١]

أثر الإيمان في حياة الفرد

إنّ أركان الإيمان ستة، حيث ذكرها الله -سبحانه وتعالى- في قوله: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ)،[٢] وكما جاء في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه مع جبريل عليه السلام: (الإِيمانُ: أن تُؤمن بالله وملائكتِه، وكُتبه، و رُسله، و تُؤمن بالجنَّة و النَّارِ، والميزان، و تُؤمن بالبعث بعد الموت، و تُؤمن بِالقدرِ خيرِه و شرِّه)،[٣] فإذا استقرّت هذه الأركان في نفس المسلم، كان لها آثارٌ عظيمة في حياته، ومن هذه الآثار ما يأتي:[٤]

  • التصديق الكامل بما ورد عن الله -عزّ وجلّ- ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: حيث إنّ الإيمان يدعو المسلم إلى تصديق كل ما ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- حتى وإن خالف العقل؛ لأنّ النص مقدّمٌ على العقل، وقد ضرب لنا أبي بكر الصديق أروع الأمثلة في التصديق، ففي حادثة الإسراء والمعراج؛ ذهب المشركون لإخبار أبو بكر الصديق بذلك محاولين الإيقاع بينه وبين رسولنا الكريم، فبادر إلى تصديق كل ما أخبروه به قائلاََ: “إني لأصدِّقه في خبر السَّماء بُكرةً وعشية، أفلا أُصدِّقه في بيت المقدس”، وفي يومنا هذا نحن أحوج ما نكون إلى اليقين الذي لا يعتريه الشك، وإلى التصديق الكامل بما وردنا عن الله -تعالى- وعن نبيّه الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم، لكي تثبت الأمة في وجه المشكّكين في ثوابت الدين.
  • مراقبة الله تعالى في السر والعلن: إنّ مراقبة الله -عزّ وجلّ- من أعظم ثمار الإيمان، حيث إن الفرد يقوم بدوره المكلّف فيه على أكمل وجه، سواء أكان ذلك على مستوى العبادات أم بوظيفته الدنيوية؛ لأنّه يستشعر أنّ الله -سبحانه وتعالى- يراه، فإن عمل عملاََ، كان عمله لله، وإن ترك منكراََ تركه لله، ومراقبة الله -تعالى- لا تأتي إلا بخير، فهي جزءٌ من الإحسان الذي قال فيه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (أن تعبد اللَّه كأنَّك تراه، فإنَّك إن لا تراه فإنَّه يراك).[٥]
  • العزّة: المسلم الذي تغلغل الإيمان في قلبه، يؤمن أنّ العزّة لله تعالى، فقد قال الله عزّ وجلّ: (وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)،[٦] حيث يكون المؤمن عزيزاََ بعزّة خالقه، لذلك لم يكن عجباََ أن يقف المؤمنون الأوائل بعزّةٍ وشموخٍ في وجه الأعداء.
  • الطمأنينة والسكينة: حيث إنّ المسلم الذي يملأ قلبه الإيمان، يشعر بالهدوء والاستقرار النفسي، قال الله عزّ وجلّ: (الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ)،[٧] فهي حياةٌ يطمئن فيها المسلم على حياته ورزقه، ويعيش متوكّلاََ على ربه، مفوّضاََ أموره إلى الله، كما تكون حياته لا قلق فيها ولا مشاكل نفسية؛ لأنّ إيمانه في قلبه.

أثر الإيمان في حياة المجتمع

إنّ للإيمان آثاراً كبيرةً على المجتمع؛ لأنّ الشريعة الإسلامية ما نزلت إلا لإصلاح المجتمعات والأمم، وتكوين أمة إسلاميةً عظيمةً يباهي بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- باقي الأمم، ومن هذه الآثار نذكر ما يأتي:

  • الاجتماع وعدم التفرقة: حيث إنّه عند انتشار الإيمان في المجتمع، فإنّ ذلك يؤدي إلى الوحدة والائتلاف، وعدم التشتتّ والفرقة، فالإسلام دين الائتلاف، وليس دين الاختلاف، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يد الله مع الجماعة وإنَّ الشَّيطان مع من فارق الجماعة يرتكضُ).[٨][٩]
  • السلوك المستقيم مع الآخرين: حيث إنّه اذا ملأ الإيمان صدور أفراد المجتمع، فإنّهم سيتخلّون عن الأساليب السيئة في معاملة بعضهم البعض، فتقل نسبة الكذب والغش والمداهنة في المجتمع، وإذا علم العبد أنّ ما يقع في حقّه من تقصيرٍ أو إساءةٍ من الناس إنّما هو بتقدير الله عزّ وجلّ، فإنّه يبادر إلى العفو اقتداءََ برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث كان لا يغضب لنفسه، وإنّما يغضب إذا انتهكت حرمات الله تعالى.[١٠]

وسائل الحفاظ على الإيمان

إنّ الحفاظ على الإيمان في زمن الفتن والشبهات يتطلّب من المؤمن المجاهدة في سبيل ذلك، وسنذكر وسائل تُعين المسلم على الثبات في طريق الحق، ومنها ما يأتي:[١١]

  • التضرّع إلى الله سبحانه وتعالى، والدعاء بأن يهدينا ويثبتّنا على الصراط المستقيم.
  • الاستقامة على دين الله -تعالى- بفعل الأوامر واجتناب النواهي، قال الله عزّ وجلّ: (يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ).[١٢]
  • الاقتداء بنبيّنا المعصوم صلى الله عليه وسلم، والتمسّك بسنّته الشريفة، قال الرسول عليه السلام: (عليكم بسُنَّتي وسنَّة الخلفاء الرَّاشدين المهديِّين من بعدي، تمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنَّواجذ).[١٣]
  • ذكر الله تعالى، والإكثار من ذلك، قال ابن عباس رضي الله عنه: (الشيطانُ جاثِمٌ على قلبِ ابنِ آدمَ، فإذا ذَكَر اللهَ خَنَسَ وإذا غَفَل وَسْوَسَ).[١٤]
  • الصبر على الطاعة، والاستعاذة بالله من الفتن، حيث إنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بذلك بقوله: (تعوَّذُوا باللَّه من الفتَنِ، ما ظهر منها وما بطن).[١٥]
  • اختيار الصحبة الصالحة، والابتعاد عن رفاق السوء والمفتونين، وقد أمرنا نبيّنا الكريم -عليه الصلاة والسلام- بعدم التعرّض للفتن، وأن يحاول المؤمن جاهداََ الابتعاد عنها وتوقّيها.
  • عدم الأمن من مكر الله عزّ وجلّ، حيث إنّ الله -سبحانه وتعالى- قد حذّر عباده من مكره بقوله تعالى: (أَفَأَمِنوا مَكرَ اللَّـهِ فَلا يَأمَنُ مَكرَ اللَّـهِ إِلَّا القَومُ الخاسِرونَ)،[١٦] فالظالم لنفسه نسي تحذير الله -تعالى- وأسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي كأنّه أخذ توقيعاََ من الله -عزّ وجلّ- بالأمان، أمّا المؤمنون حقاً، فقد سلكوا طريق الخوف من الله تعالى، فحسن بذلك عملهم وطاعتهم لله سبحانه وتعالى.[١٧]

المراجع

  1. صالح الأطرم، الأسئلة والأجوبة في العقيدة (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الوكن، صفحة 24. بتصرّف.
  2. سورة البقرة، آية: 285.
  3. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 2798، صحيح.
  4. محمود الدوسري (5-2-2018)، “أثر الإيمان في حياة الإنسان”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-5-2019.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9، صحيح.
  6. سورة المنافقون، آية: 8.
  7. سورة الرعد، آية: 28.
  8. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عرفجة بن شريح الأشجعي، الصفحة أو الرقم: 4577، أخرجه في صحيحه.
  9. “أثر الإسلام في جوانب حياة الإنسان كلها”، www.fatwa.islamweb.net، 2003-2-4، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
  10. “أثر الإيمان بالقدر في سلوك المؤمنين”، www.ar.islamway.net، 2014-8-17، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
  11. “من عوامل الثبات على الدين”، www.islamqa.info، 2010-5-12، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2019. بتصرّف.
  12. سورة ابراهيم، آية: 27.
  13. رواه ابن تيمية، في مجموع الفتاوى، عن العرباض بن سارية، الصفحة أو الرقم: 28/493، صحيح.
  14. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2221، إسناده صحيح.
  15. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم: 2867، صحيح.
  16. سورة الأعراف، آية: 99.
  17. أمير المدري، “مع الثبات وأسبابه”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

تعريف الإيمان

يُعرّف الإيمان لغةََ بأنّه التصديق، أمّا الإيمان اصطلاحاََ: فهو اعتقادٌ بالقلب، وقولٌ باللسان، وعملٌ بالأركان، وهو الاعتقاد الجازم بأنّ الله -تعالى- هو ربّ كلّ شيءٍ ومليكه، والمستحقّ وحده للعبادة، والمتّصف بجميع صفات الكمال، المنزّه عن جميع صفات النقص.[١]

أثر الإيمان في حياة الفرد

إنّ أركان الإيمان ستة، حيث ذكرها الله -سبحانه وتعالى- في قوله: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ)،[٢] وكما جاء في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه مع جبريل عليه السلام: (الإِيمانُ: أن تُؤمن بالله وملائكتِه، وكُتبه، و رُسله، و تُؤمن بالجنَّة و النَّارِ، والميزان، و تُؤمن بالبعث بعد الموت، و تُؤمن بِالقدرِ خيرِه و شرِّه)،[٣] فإذا استقرّت هذه الأركان في نفس المسلم، كان لها آثارٌ عظيمة في حياته، ومن هذه الآثار ما يأتي:[٤]

  • التصديق الكامل بما ورد عن الله -عزّ وجلّ- ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: حيث إنّ الإيمان يدعو المسلم إلى تصديق كل ما ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- حتى وإن خالف العقل؛ لأنّ النص مقدّمٌ على العقل، وقد ضرب لنا أبي بكر الصديق أروع الأمثلة في التصديق، ففي حادثة الإسراء والمعراج؛ ذهب المشركون لإخبار أبو بكر الصديق بذلك محاولين الإيقاع بينه وبين رسولنا الكريم، فبادر إلى تصديق كل ما أخبروه به قائلاََ: “إني لأصدِّقه في خبر السَّماء بُكرةً وعشية، أفلا أُصدِّقه في بيت المقدس”، وفي يومنا هذا نحن أحوج ما نكون إلى اليقين الذي لا يعتريه الشك، وإلى التصديق الكامل بما وردنا عن الله -تعالى- وعن نبيّه الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم، لكي تثبت الأمة في وجه المشكّكين في ثوابت الدين.
  • مراقبة الله تعالى في السر والعلن: إنّ مراقبة الله -عزّ وجلّ- من أعظم ثمار الإيمان، حيث إن الفرد يقوم بدوره المكلّف فيه على أكمل وجه، سواء أكان ذلك على مستوى العبادات أم بوظيفته الدنيوية؛ لأنّه يستشعر أنّ الله -سبحانه وتعالى- يراه، فإن عمل عملاََ، كان عمله لله، وإن ترك منكراََ تركه لله، ومراقبة الله -تعالى- لا تأتي إلا بخير، فهي جزءٌ من الإحسان الذي قال فيه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (أن تعبد اللَّه كأنَّك تراه، فإنَّك إن لا تراه فإنَّه يراك).[٥]
  • العزّة: المسلم الذي تغلغل الإيمان في قلبه، يؤمن أنّ العزّة لله تعالى، فقد قال الله عزّ وجلّ: (وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)،[٦] حيث يكون المؤمن عزيزاََ بعزّة خالقه، لذلك لم يكن عجباََ أن يقف المؤمنون الأوائل بعزّةٍ وشموخٍ في وجه الأعداء.
  • الطمأنينة والسكينة: حيث إنّ المسلم الذي يملأ قلبه الإيمان، يشعر بالهدوء والاستقرار النفسي، قال الله عزّ وجلّ: (الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ)،[٧] فهي حياةٌ يطمئن فيها المسلم على حياته ورزقه، ويعيش متوكّلاََ على ربه، مفوّضاََ أموره إلى الله، كما تكون حياته لا قلق فيها ولا مشاكل نفسية؛ لأنّ إيمانه في قلبه.

أثر الإيمان في حياة المجتمع

إنّ للإيمان آثاراً كبيرةً على المجتمع؛ لأنّ الشريعة الإسلامية ما نزلت إلا لإصلاح المجتمعات والأمم، وتكوين أمة إسلاميةً عظيمةً يباهي بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- باقي الأمم، ومن هذه الآثار نذكر ما يأتي:

  • الاجتماع وعدم التفرقة: حيث إنّه عند انتشار الإيمان في المجتمع، فإنّ ذلك يؤدي إلى الوحدة والائتلاف، وعدم التشتتّ والفرقة، فالإسلام دين الائتلاف، وليس دين الاختلاف، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يد الله مع الجماعة وإنَّ الشَّيطان مع من فارق الجماعة يرتكضُ).[٨][٩]
  • السلوك المستقيم مع الآخرين: حيث إنّه اذا ملأ الإيمان صدور أفراد المجتمع، فإنّهم سيتخلّون عن الأساليب السيئة في معاملة بعضهم البعض، فتقل نسبة الكذب والغش والمداهنة في المجتمع، وإذا علم العبد أنّ ما يقع في حقّه من تقصيرٍ أو إساءةٍ من الناس إنّما هو بتقدير الله عزّ وجلّ، فإنّه يبادر إلى العفو اقتداءََ برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث كان لا يغضب لنفسه، وإنّما يغضب إذا انتهكت حرمات الله تعالى.[١٠]

وسائل الحفاظ على الإيمان

إنّ الحفاظ على الإيمان في زمن الفتن والشبهات يتطلّب من المؤمن المجاهدة في سبيل ذلك، وسنذكر وسائل تُعين المسلم على الثبات في طريق الحق، ومنها ما يأتي:[١١]

  • التضرّع إلى الله سبحانه وتعالى، والدعاء بأن يهدينا ويثبتّنا على الصراط المستقيم.
  • الاستقامة على دين الله -تعالى- بفعل الأوامر واجتناب النواهي، قال الله عزّ وجلّ: (يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ).[١٢]
  • الاقتداء بنبيّنا المعصوم صلى الله عليه وسلم، والتمسّك بسنّته الشريفة، قال الرسول عليه السلام: (عليكم بسُنَّتي وسنَّة الخلفاء الرَّاشدين المهديِّين من بعدي، تمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنَّواجذ).[١٣]
  • ذكر الله تعالى، والإكثار من ذلك، قال ابن عباس رضي الله عنه: (الشيطانُ جاثِمٌ على قلبِ ابنِ آدمَ، فإذا ذَكَر اللهَ خَنَسَ وإذا غَفَل وَسْوَسَ).[١٤]
  • الصبر على الطاعة، والاستعاذة بالله من الفتن، حيث إنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بذلك بقوله: (تعوَّذُوا باللَّه من الفتَنِ، ما ظهر منها وما بطن).[١٥]
  • اختيار الصحبة الصالحة، والابتعاد عن رفاق السوء والمفتونين، وقد أمرنا نبيّنا الكريم -عليه الصلاة والسلام- بعدم التعرّض للفتن، وأن يحاول المؤمن جاهداََ الابتعاد عنها وتوقّيها.
  • عدم الأمن من مكر الله عزّ وجلّ، حيث إنّ الله -سبحانه وتعالى- قد حذّر عباده من مكره بقوله تعالى: (أَفَأَمِنوا مَكرَ اللَّـهِ فَلا يَأمَنُ مَكرَ اللَّـهِ إِلَّا القَومُ الخاسِرونَ)،[١٦] فالظالم لنفسه نسي تحذير الله -تعالى- وأسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي كأنّه أخذ توقيعاََ من الله -عزّ وجلّ- بالأمان، أمّا المؤمنون حقاً، فقد سلكوا طريق الخوف من الله تعالى، فحسن بذلك عملهم وطاعتهم لله سبحانه وتعالى.[١٧]

المراجع

  1. صالح الأطرم، الأسئلة والأجوبة في العقيدة (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الوكن، صفحة 24. بتصرّف.
  2. سورة البقرة، آية: 285.
  3. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 2798، صحيح.
  4. محمود الدوسري (5-2-2018)، “أثر الإيمان في حياة الإنسان”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-5-2019.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9، صحيح.
  6. سورة المنافقون، آية: 8.
  7. سورة الرعد، آية: 28.
  8. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عرفجة بن شريح الأشجعي، الصفحة أو الرقم: 4577، أخرجه في صحيحه.
  9. “أثر الإسلام في جوانب حياة الإنسان كلها”، www.fatwa.islamweb.net، 2003-2-4، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
  10. “أثر الإيمان بالقدر في سلوك المؤمنين”، www.ar.islamway.net، 2014-8-17، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
  11. “من عوامل الثبات على الدين”، www.islamqa.info، 2010-5-12، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2019. بتصرّف.
  12. سورة ابراهيم، آية: 27.
  13. رواه ابن تيمية، في مجموع الفتاوى، عن العرباض بن سارية، الصفحة أو الرقم: 28/493، صحيح.
  14. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2221، إسناده صحيح.
  15. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم: 2867، صحيح.
  16. سورة الأعراف، آية: 99.
  17. أمير المدري، “مع الثبات وأسبابه”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

تعريف الإيمان

يُعرّف الإيمان لغةََ بأنّه التصديق، أمّا الإيمان اصطلاحاََ: فهو اعتقادٌ بالقلب، وقولٌ باللسان، وعملٌ بالأركان، وهو الاعتقاد الجازم بأنّ الله -تعالى- هو ربّ كلّ شيءٍ ومليكه، والمستحقّ وحده للعبادة، والمتّصف بجميع صفات الكمال، المنزّه عن جميع صفات النقص.[١]

أثر الإيمان في حياة الفرد

إنّ أركان الإيمان ستة، حيث ذكرها الله -سبحانه وتعالى- في قوله: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ)،[٢] وكما جاء في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه مع جبريل عليه السلام: (الإِيمانُ: أن تُؤمن بالله وملائكتِه، وكُتبه، و رُسله، و تُؤمن بالجنَّة و النَّارِ، والميزان، و تُؤمن بالبعث بعد الموت، و تُؤمن بِالقدرِ خيرِه و شرِّه)،[٣] فإذا استقرّت هذه الأركان في نفس المسلم، كان لها آثارٌ عظيمة في حياته، ومن هذه الآثار ما يأتي:[٤]

  • التصديق الكامل بما ورد عن الله -عزّ وجلّ- ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: حيث إنّ الإيمان يدعو المسلم إلى تصديق كل ما ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- حتى وإن خالف العقل؛ لأنّ النص مقدّمٌ على العقل، وقد ضرب لنا أبي بكر الصديق أروع الأمثلة في التصديق، ففي حادثة الإسراء والمعراج؛ ذهب المشركون لإخبار أبو بكر الصديق بذلك محاولين الإيقاع بينه وبين رسولنا الكريم، فبادر إلى تصديق كل ما أخبروه به قائلاََ: “إني لأصدِّقه في خبر السَّماء بُكرةً وعشية، أفلا أُصدِّقه في بيت المقدس”، وفي يومنا هذا نحن أحوج ما نكون إلى اليقين الذي لا يعتريه الشك، وإلى التصديق الكامل بما وردنا عن الله -تعالى- وعن نبيّه الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم، لكي تثبت الأمة في وجه المشكّكين في ثوابت الدين.
  • مراقبة الله تعالى في السر والعلن: إنّ مراقبة الله -عزّ وجلّ- من أعظم ثمار الإيمان، حيث إن الفرد يقوم بدوره المكلّف فيه على أكمل وجه، سواء أكان ذلك على مستوى العبادات أم بوظيفته الدنيوية؛ لأنّه يستشعر أنّ الله -سبحانه وتعالى- يراه، فإن عمل عملاََ، كان عمله لله، وإن ترك منكراََ تركه لله، ومراقبة الله -تعالى- لا تأتي إلا بخير، فهي جزءٌ من الإحسان الذي قال فيه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (أن تعبد اللَّه كأنَّك تراه، فإنَّك إن لا تراه فإنَّه يراك).[٥]
  • العزّة: المسلم الذي تغلغل الإيمان في قلبه، يؤمن أنّ العزّة لله تعالى، فقد قال الله عزّ وجلّ: (وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)،[٦] حيث يكون المؤمن عزيزاََ بعزّة خالقه، لذلك لم يكن عجباََ أن يقف المؤمنون الأوائل بعزّةٍ وشموخٍ في وجه الأعداء.
  • الطمأنينة والسكينة: حيث إنّ المسلم الذي يملأ قلبه الإيمان، يشعر بالهدوء والاستقرار النفسي، قال الله عزّ وجلّ: (الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ)،[٧] فهي حياةٌ يطمئن فيها المسلم على حياته ورزقه، ويعيش متوكّلاََ على ربه، مفوّضاََ أموره إلى الله، كما تكون حياته لا قلق فيها ولا مشاكل نفسية؛ لأنّ إيمانه في قلبه.

أثر الإيمان في حياة المجتمع

إنّ للإيمان آثاراً كبيرةً على المجتمع؛ لأنّ الشريعة الإسلامية ما نزلت إلا لإصلاح المجتمعات والأمم، وتكوين أمة إسلاميةً عظيمةً يباهي بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- باقي الأمم، ومن هذه الآثار نذكر ما يأتي:

  • الاجتماع وعدم التفرقة: حيث إنّه عند انتشار الإيمان في المجتمع، فإنّ ذلك يؤدي إلى الوحدة والائتلاف، وعدم التشتتّ والفرقة، فالإسلام دين الائتلاف، وليس دين الاختلاف، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يد الله مع الجماعة وإنَّ الشَّيطان مع من فارق الجماعة يرتكضُ).[٨][٩]
  • السلوك المستقيم مع الآخرين: حيث إنّه اذا ملأ الإيمان صدور أفراد المجتمع، فإنّهم سيتخلّون عن الأساليب السيئة في معاملة بعضهم البعض، فتقل نسبة الكذب والغش والمداهنة في المجتمع، وإذا علم العبد أنّ ما يقع في حقّه من تقصيرٍ أو إساءةٍ من الناس إنّما هو بتقدير الله عزّ وجلّ، فإنّه يبادر إلى العفو اقتداءََ برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث كان لا يغضب لنفسه، وإنّما يغضب إذا انتهكت حرمات الله تعالى.[١٠]

وسائل الحفاظ على الإيمان

إنّ الحفاظ على الإيمان في زمن الفتن والشبهات يتطلّب من المؤمن المجاهدة في سبيل ذلك، وسنذكر وسائل تُعين المسلم على الثبات في طريق الحق، ومنها ما يأتي:[١١]

  • التضرّع إلى الله سبحانه وتعالى، والدعاء بأن يهدينا ويثبتّنا على الصراط المستقيم.
  • الاستقامة على دين الله -تعالى- بفعل الأوامر واجتناب النواهي، قال الله عزّ وجلّ: (يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ).[١٢]
  • الاقتداء بنبيّنا المعصوم صلى الله عليه وسلم، والتمسّك بسنّته الشريفة، قال الرسول عليه السلام: (عليكم بسُنَّتي وسنَّة الخلفاء الرَّاشدين المهديِّين من بعدي، تمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنَّواجذ).[١٣]
  • ذكر الله تعالى، والإكثار من ذلك، قال ابن عباس رضي الله عنه: (الشيطانُ جاثِمٌ على قلبِ ابنِ آدمَ، فإذا ذَكَر اللهَ خَنَسَ وإذا غَفَل وَسْوَسَ).[١٤]
  • الصبر على الطاعة، والاستعاذة بالله من الفتن، حيث إنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بذلك بقوله: (تعوَّذُوا باللَّه من الفتَنِ، ما ظهر منها وما بطن).[١٥]
  • اختيار الصحبة الصالحة، والابتعاد عن رفاق السوء والمفتونين، وقد أمرنا نبيّنا الكريم -عليه الصلاة والسلام- بعدم التعرّض للفتن، وأن يحاول المؤمن جاهداََ الابتعاد عنها وتوقّيها.
  • عدم الأمن من مكر الله عزّ وجلّ، حيث إنّ الله -سبحانه وتعالى- قد حذّر عباده من مكره بقوله تعالى: (أَفَأَمِنوا مَكرَ اللَّـهِ فَلا يَأمَنُ مَكرَ اللَّـهِ إِلَّا القَومُ الخاسِرونَ)،[١٦] فالظالم لنفسه نسي تحذير الله -تعالى- وأسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي كأنّه أخذ توقيعاََ من الله -عزّ وجلّ- بالأمان، أمّا المؤمنون حقاً، فقد سلكوا طريق الخوف من الله تعالى، فحسن بذلك عملهم وطاعتهم لله سبحانه وتعالى.[١٧]

المراجع

  1. صالح الأطرم، الأسئلة والأجوبة في العقيدة (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الوكن، صفحة 24. بتصرّف.
  2. سورة البقرة، آية: 285.
  3. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 2798، صحيح.
  4. محمود الدوسري (5-2-2018)، “أثر الإيمان في حياة الإنسان”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-5-2019.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9، صحيح.
  6. سورة المنافقون، آية: 8.
  7. سورة الرعد، آية: 28.
  8. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عرفجة بن شريح الأشجعي، الصفحة أو الرقم: 4577، أخرجه في صحيحه.
  9. “أثر الإسلام في جوانب حياة الإنسان كلها”، www.fatwa.islamweb.net، 2003-2-4، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
  10. “أثر الإيمان بالقدر في سلوك المؤمنين”، www.ar.islamway.net، 2014-8-17، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
  11. “من عوامل الثبات على الدين”، www.islamqa.info، 2010-5-12، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2019. بتصرّف.
  12. سورة ابراهيم، آية: 27.
  13. رواه ابن تيمية، في مجموع الفتاوى، عن العرباض بن سارية، الصفحة أو الرقم: 28/493، صحيح.
  14. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2221، إسناده صحيح.
  15. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم: 2867، صحيح.
  16. سورة الأعراف، آية: 99.
  17. أمير المدري، “مع الثبات وأسبابه”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

تعريف الإيمان

يُعرّف الإيمان لغةََ بأنّه التصديق، أمّا الإيمان اصطلاحاََ: فهو اعتقادٌ بالقلب، وقولٌ باللسان، وعملٌ بالأركان، وهو الاعتقاد الجازم بأنّ الله -تعالى- هو ربّ كلّ شيءٍ ومليكه، والمستحقّ وحده للعبادة، والمتّصف بجميع صفات الكمال، المنزّه عن جميع صفات النقص.[١]

أثر الإيمان في حياة الفرد

إنّ أركان الإيمان ستة، حيث ذكرها الله -سبحانه وتعالى- في قوله: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ)،[٢] وكما جاء في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه مع جبريل عليه السلام: (الإِيمانُ: أن تُؤمن بالله وملائكتِه، وكُتبه، و رُسله، و تُؤمن بالجنَّة و النَّارِ، والميزان، و تُؤمن بالبعث بعد الموت، و تُؤمن بِالقدرِ خيرِه و شرِّه)،[٣] فإذا استقرّت هذه الأركان في نفس المسلم، كان لها آثارٌ عظيمة في حياته، ومن هذه الآثار ما يأتي:[٤]

  • التصديق الكامل بما ورد عن الله -عزّ وجلّ- ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: حيث إنّ الإيمان يدعو المسلم إلى تصديق كل ما ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- حتى وإن خالف العقل؛ لأنّ النص مقدّمٌ على العقل، وقد ضرب لنا أبي بكر الصديق أروع الأمثلة في التصديق، ففي حادثة الإسراء والمعراج؛ ذهب المشركون لإخبار أبو بكر الصديق بذلك محاولين الإيقاع بينه وبين رسولنا الكريم، فبادر إلى تصديق كل ما أخبروه به قائلاََ: “إني لأصدِّقه في خبر السَّماء بُكرةً وعشية، أفلا أُصدِّقه في بيت المقدس”، وفي يومنا هذا نحن أحوج ما نكون إلى اليقين الذي لا يعتريه الشك، وإلى التصديق الكامل بما وردنا عن الله -تعالى- وعن نبيّه الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم، لكي تثبت الأمة في وجه المشكّكين في ثوابت الدين.
  • مراقبة الله تعالى في السر والعلن: إنّ مراقبة الله -عزّ وجلّ- من أعظم ثمار الإيمان، حيث إن الفرد يقوم بدوره المكلّف فيه على أكمل وجه، سواء أكان ذلك على مستوى العبادات أم بوظيفته الدنيوية؛ لأنّه يستشعر أنّ الله -سبحانه وتعالى- يراه، فإن عمل عملاََ، كان عمله لله، وإن ترك منكراََ تركه لله، ومراقبة الله -تعالى- لا تأتي إلا بخير، فهي جزءٌ من الإحسان الذي قال فيه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (أن تعبد اللَّه كأنَّك تراه، فإنَّك إن لا تراه فإنَّه يراك).[٥]
  • العزّة: المسلم الذي تغلغل الإيمان في قلبه، يؤمن أنّ العزّة لله تعالى، فقد قال الله عزّ وجلّ: (وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)،[٦] حيث يكون المؤمن عزيزاََ بعزّة خالقه، لذلك لم يكن عجباََ أن يقف المؤمنون الأوائل بعزّةٍ وشموخٍ في وجه الأعداء.
  • الطمأنينة والسكينة: حيث إنّ المسلم الذي يملأ قلبه الإيمان، يشعر بالهدوء والاستقرار النفسي، قال الله عزّ وجلّ: (الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ)،[٧] فهي حياةٌ يطمئن فيها المسلم على حياته ورزقه، ويعيش متوكّلاََ على ربه، مفوّضاََ أموره إلى الله، كما تكون حياته لا قلق فيها ولا مشاكل نفسية؛ لأنّ إيمانه في قلبه.

أثر الإيمان في حياة المجتمع

إنّ للإيمان آثاراً كبيرةً على المجتمع؛ لأنّ الشريعة الإسلامية ما نزلت إلا لإصلاح المجتمعات والأمم، وتكوين أمة إسلاميةً عظيمةً يباهي بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- باقي الأمم، ومن هذه الآثار نذكر ما يأتي:

  • الاجتماع وعدم التفرقة: حيث إنّه عند انتشار الإيمان في المجتمع، فإنّ ذلك يؤدي إلى الوحدة والائتلاف، وعدم التشتتّ والفرقة، فالإسلام دين الائتلاف، وليس دين الاختلاف، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يد الله مع الجماعة وإنَّ الشَّيطان مع من فارق الجماعة يرتكضُ).[٨][٩]
  • السلوك المستقيم مع الآخرين: حيث إنّه اذا ملأ الإيمان صدور أفراد المجتمع، فإنّهم سيتخلّون عن الأساليب السيئة في معاملة بعضهم البعض، فتقل نسبة الكذب والغش والمداهنة في المجتمع، وإذا علم العبد أنّ ما يقع في حقّه من تقصيرٍ أو إساءةٍ من الناس إنّما هو بتقدير الله عزّ وجلّ، فإنّه يبادر إلى العفو اقتداءََ برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث كان لا يغضب لنفسه، وإنّما يغضب إذا انتهكت حرمات الله تعالى.[١٠]

وسائل الحفاظ على الإيمان

إنّ الحفاظ على الإيمان في زمن الفتن والشبهات يتطلّب من المؤمن المجاهدة في سبيل ذلك، وسنذكر وسائل تُعين المسلم على الثبات في طريق الحق، ومنها ما يأتي:[١١]

  • التضرّع إلى الله سبحانه وتعالى، والدعاء بأن يهدينا ويثبتّنا على الصراط المستقيم.
  • الاستقامة على دين الله -تعالى- بفعل الأوامر واجتناب النواهي، قال الله عزّ وجلّ: (يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ).[١٢]
  • الاقتداء بنبيّنا المعصوم صلى الله عليه وسلم، والتمسّك بسنّته الشريفة، قال الرسول عليه السلام: (عليكم بسُنَّتي وسنَّة الخلفاء الرَّاشدين المهديِّين من بعدي، تمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنَّواجذ).[١٣]
  • ذكر الله تعالى، والإكثار من ذلك، قال ابن عباس رضي الله عنه: (الشيطانُ جاثِمٌ على قلبِ ابنِ آدمَ، فإذا ذَكَر اللهَ خَنَسَ وإذا غَفَل وَسْوَسَ).[١٤]
  • الصبر على الطاعة، والاستعاذة بالله من الفتن، حيث إنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بذلك بقوله: (تعوَّذُوا باللَّه من الفتَنِ، ما ظهر منها وما بطن).[١٥]
  • اختيار الصحبة الصالحة، والابتعاد عن رفاق السوء والمفتونين، وقد أمرنا نبيّنا الكريم -عليه الصلاة والسلام- بعدم التعرّض للفتن، وأن يحاول المؤمن جاهداََ الابتعاد عنها وتوقّيها.
  • عدم الأمن من مكر الله عزّ وجلّ، حيث إنّ الله -سبحانه وتعالى- قد حذّر عباده من مكره بقوله تعالى: (أَفَأَمِنوا مَكرَ اللَّـهِ فَلا يَأمَنُ مَكرَ اللَّـهِ إِلَّا القَومُ الخاسِرونَ)،[١٦] فالظالم لنفسه نسي تحذير الله -تعالى- وأسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي كأنّه أخذ توقيعاََ من الله -عزّ وجلّ- بالأمان، أمّا المؤمنون حقاً، فقد سلكوا طريق الخوف من الله تعالى، فحسن بذلك عملهم وطاعتهم لله سبحانه وتعالى.[١٧]

المراجع

  1. صالح الأطرم، الأسئلة والأجوبة في العقيدة (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الوكن، صفحة 24. بتصرّف.
  2. سورة البقرة، آية: 285.
  3. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 2798، صحيح.
  4. محمود الدوسري (5-2-2018)، “أثر الإيمان في حياة الإنسان”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-5-2019.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9، صحيح.
  6. سورة المنافقون، آية: 8.
  7. سورة الرعد، آية: 28.
  8. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عرفجة بن شريح الأشجعي، الصفحة أو الرقم: 4577، أخرجه في صحيحه.
  9. “أثر الإسلام في جوانب حياة الإنسان كلها”، www.fatwa.islamweb.net، 2003-2-4، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
  10. “أثر الإيمان بالقدر في سلوك المؤمنين”، www.ar.islamway.net، 2014-8-17، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
  11. “من عوامل الثبات على الدين”، www.islamqa.info، 2010-5-12، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2019. بتصرّف.
  12. سورة ابراهيم، آية: 27.
  13. رواه ابن تيمية، في مجموع الفتاوى، عن العرباض بن سارية، الصفحة أو الرقم: 28/493، صحيح.
  14. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2221، إسناده صحيح.
  15. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم: 2867، صحيح.
  16. سورة الأعراف، آية: 99.
  17. أمير المدري، “مع الثبات وأسبابه”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى