محتويات
قرأتُ في وجهك عنواناً
قرأتُ في وجهك عنواناً
-
-
-
-
-
- آذَنني بالغَدْرِ إيذاناً
-
-
-
-
تالله أنسى ما ذكرتُ الصِّبى
-
-
-
-
-
- بل ما ذكرت الله لهفانا-
-
-
-
-
يومَ التقينا فتجهَّمتني
-
-
-
-
-
- تجهُّم المديونِ دَيَّانا
-
-
-
-
وكيف أنسى ذاك مستيقظا
-
-
-
-
-
- ولست أنسى ذاك وسنانا
-
-
-
-
طلعتُ من بُعد فأوهمتني
-
-
-
-
-
- أنك قد عاينت شيطانا
-
-
-
-
لاقيتَني ساعة َ لاقيتني
-
-
-
-
-
- أثقلَ خلق الله أجفانا
-
-
-
-
كأنما كنتَ تضمَّنت لي
-
-
-
-
-
- ردَّ شبابي كالذي كانا
-
-
-
-
أو طمَّ بحر الصين في طرفة ٍ
-
-
-
-
-
- أو كَسْحَ أروندَ وثهلانا
-
-
-
-
أو كلَّ ما لم يستطع فعلَه
-
-
-
-
-
- عيسى ولا موسى بن عمرانا
-
-
-
-
ياحَسَنَ الوجه لقد شِنْتَهُ
-
-
-
-
-
- فاضمم إلى حُسْنِك إحسانا
-
-
-
-
أنت ملولٌ حائل عهدُه
-
-
-
-
-
- تصبغُك الساعات ألوانا
-
-
-
-
تصرم ذا الوصل وتضحي إلى
-
-
-
-
-
- من يجتوي وصلَك ظمآنا
-
-
-
-
حتى إذا واصلَ صارمْتَه
-
-
-
-
-
- أوسُمتَه صدَّاً وهجرانا
-
-
-
-
وتستلينُ الدَّهْر ذا خُشنة ٍ
-
-
-
-
-
- فظّاً وتستخسن من لانا
-
-
-
-
وتعقد الوعدَ فانجازُه
-
-
-
-
-
- خُلفٌ إذا إنجازهُ آنا
-
-
-
-
حتى إذا أنجزته مرة ً
-
-
-
-
-
- مَنَنْتَهُ سرا وإعلانا
-
-
-
-
وماأحبُّ الواعدي مُخلفاً
-
-
-
-
-
- كلا ولا الممتنَّ منانا
-
-
-
-
حذَّرتني الناسَ فقد أصبحتْ
-
-
-
-
-
- نفسي لاتألف إنسانا
-
-
-
-
أهنتني جداً فأعززتني
-
-
-
-
-
- رُبَّ امرىء عَزَّ بأن هانا[١]
-
-
-
-
هو الحب فاسلم بالحشا ما الهوى سهل
هو الحُبّ فاسلمْ بالحشا ما الهَوَى سَهْلُ
-
-
-
-
-
- فَما اختارَهُ مُضْنًى بهِ، ولهُ عَقْلُ
-
-
-
-
وعِشْ خالياً فالحبُّ راحتُهُ عناً
-
-
-
-
-
- وأوّلُهُ سُقمٌ، وآخِرُهُ قَتلُ
-
-
-
-
ولكن لديَّ الموتُ فيه صبابة ً
-
-
-
-
-
- حَياة ٌ لمن أهوَى، عليّ بها الفَضلُ
-
-
-
-
نصحتُكَ علماً بالهوى والَّذي أرَى
-
-
-
-
-
- مُخالفتي فاخترْ لنفسكَ ما يحلو
-
-
-
-
فإنْ شِئتَ أنْ تحيا سَعيداً، فَمُتْ بهِ
-
-
-
-
-
- شَهيداً، وإلاّ فالغرامُ لَهُ أهْلُ
-
-
-
-
فَمَنْ لم يَمُتْ في حُبّهِ لم يَعِشْ بهِ،
-
-
-
-
-
- ودونَ اجتِناءَالنّحلِ ما جنتِ النّحلُ
-
-
-
-
تمسّكْ بأذيالِ الهوى واخلعْ الحيا
-
-
-
-
-
- وخلِّ سبيلَ النَّاسكينَ وإنْ جلُّوا
-
-
-
-
وقلْ لقتيلِ الحبِّ وفَّيتَ حقَّهُ
-
-
-
-
-
- وللمدَّعي هيهاتَ مالكحلُ الكحلُ
-
-
-
-
تعرّضَ قومٌ للغرامِ، وأعرضوا،
-
-
-
-
-
- بجانبهمْ عنْ صحّتي فيهِ واعتلُّوا
-
-
-
-
رَضُوا بالأماني، وَابتُلوا بحُظوظِهِم،
-
-
-
-
-
- وخاضوا بحارَالحبّ، دعوَى ، فما ابتلّوا
-
-
-
-
فَهُمْ في السّرى لم يَبْرَحوا من مكانهم
-
-
-
-
-
- وما ظَعنوا في السّيرِعنه، وقد كَلّوا
-
-
-
-
عن مَذهَبي، لمّا استَحَبّوا العمى على الـ
-
-
-
-
-
- ـهُدى حَسَداً من عِندِ أنفُسِهم ضَلّوا
-
-
-
-
أحبَّة َ قلبي والمحبَّة ُ شافعي
-
-
-
-
-
- لدَيكُمْ، إذا شِئتُمْ بها اتّصَل الحبلُ
-
-
-
-
عسَى عَطفَة ٌ منكُمْ عَليّ بنَظرَة ٍ،
-
-
-
-
-
- فقدْ تعبتْ بيني وبينكمُ الرُّسلُ
-
-
-
-
أحبَّايَ أنتمْ أحسنَ الدَّهرُ أمْ أسا
-
-
-
-
-
- فكونوا كما شئتمْ أنا ذلكَ الخلُّ
-
-
-
-
إذا كانَ حَظّي الهَجرَ منكم، ولم يكن
-
-
-
-
-
- بِعادٌ، فذاكَ الهجرُ عندي هوَ الوَصْل
-
-
-
-
وما الصّدّ إلاّ الوُدّ، ما لم يكنْ قِلًى ،
-
-
-
-
-
- وأصعبُ شئٍ غيرَ إعراضكمْ سهلُ
-
-
-
-
وتعذيبكمْ عذبٌ لديَّ وجوركمْ
-
-
-
-
-
- عليَّ بما يقضي الهوى لكمُ عدلُ
-
-
-
-
وصبري صبرٌ عنكمْ وعليكمْ
-
-
-
-
-
- أرى أبداً عندي مرارتهُ تحلو
-
-
-
-
أخذتمْ فؤادي وهوَ بعضي فما الَّذي
-
-
-
-
-
- يَضَرّكُمُ لو كانَ عِندَكَمُ الكُلّ
-
-
-
-
نأيتمْ فغيرَ الدَّمعِ لمْ أرَ وافياً
-
-
-
-
-
- سوى زفرة ٍ منْ حرِّ نارِ الجوى تغلو
-
-
-
-
فسهديَ حيٌّ في جفوني مخلَّدٌ
-
-
-
-
-
- ونومي بها ميتٌ ودمعي لهُ غسلُ
-
-
-
-
هوى ً طلَّ ما بينَ الطُّلولِ دمي فمنْ
-
-
-
-
-
- جُفوني جرى بالسّفحِ من سَفحِه وَبلُ
-
-
-
-
تبالَهَ قومي، إذ رأوني مُتَيّماً،
-
-
-
-
-
- وقالوا يمنْ هذا الفتى مسَّهُ الخبلُ
-
-
-
-
وماذا عسى عنِّي يقالُ سوى غدا
-
-
-
-
-
- بنعمٍ لهُ شغلٌ نعمْ لي لها شغلُ
-
-
-
-
وقالَ نِساءُ الحَيّ:عَنّا بذكرِ مَنْ
-
-
-
-
-
- جفانا وبعدَ العزِّ لذَّ لهُ الذلُّ
-
-
-
-
إذا أنعَمَتْ نُعْمٌ عليّ بنَظرة ٍ،
-
-
-
-
-
- فلا أسعدتْ سعدي ولا أجملتْ جملُ
-
-
-
-
وقد صَدِئَتْ عَيني بُرؤية ِ غَيرِها،
-
-
-
-
-
- ولَثمُ جُفوني تُربَها للصَّدا يجلو
-
-
-
-
وقدْ علموا أنِّي قتيلُ لحاظها
-
-
-
-
-
- فإنَّ لها في كلِّ جارحة ٍ نصلُ
-
-
-
-
حَديثي قَديمٌ في هواها، وما لَهُ،
-
-
-
-
-
- كماعلمتْ بعدٌ وليسَ لها قبلُ
-
-
-
-
وما ليَ مِثلٌ في غَرامي بها، كمَا
-
-
-
-
-
- فإن حَدّثوا عَنها، فكُلّي مَسامعٌ،
-
-
-
-
حرامٌ شفاسقمي لديها رضيتُ ما
-
-
-
-
-
- بهِ قسمتْ لي في الهوى ودمي حلُّ
-
-
-
-
فحالي وإنْ ساءَتْفقد حَسُنَتْ بهِ
-
-
-
-
-
- وما حطّ قدري في هواها به أعْلو
-
-
-
-
وعنوانُ ما فيها لقيتُ ومابهِ
-
-
-
-
-
- شقيتُ وفي قولي اختصرتُ ولمْ أغلُ
-
-
-
-
خفيتُ ضنى ً حتَّى لقدْ ضلَّ عائدي
-
-
-
-
-
- وكيفَ تَرى العُوّادُ مَن لا له ظِلّ
-
-
-
-
وما عثرَتْ عَينٌ على أثَري، ولم
-
-
-
-
-
- تدعْ لي رسماً في الهوى الأعينُ النُّجلُ
-
-
-
-
ولي همَّة ٌ تعلو إذا ما ذكرتها
-
-
-
-
-
- وروحٌ بذِكراها، إذا رَخُصَتْ، تغلُو
-
-
-
-
جَرَى حُبُّها مَجَرى دمي في مَفاصلي،
-
-
-
-
-
- فأصبَحَ لي، عن كلّ شُغلٍ، بها شغلُ
-
-
-
-
فنافِس ببَذلِ النَّفسِ فيها أخا الهوَى ،
-
-
-
-
-
- فإن قبلتها منكَ ياحبَّذا البذلُ
-
-
-
-
فمَن لم يجُدْ، في حُبِّ نُعْمٍ، بنفسِه،
-
-
-
-
-
- ولو جادَ بالدّنيا، إليهِ انتهَى البُخلُ
-
-
-
-
ولولا مراعاة ُ الصِّيانة ِ غيرة ً
-
-
-
-
-
- ولو كثروا أهل الصَّبابة ِ أو قلُّوا
-
-
-
-
لقُلتُ لِعُشّاقِ الملاحة ِ:أقبِلوا
-
-
-
-
-
- إليها، على رأيي، وعن غيرِها ولّوا
-
-
-
-
وإنْ ذكرتْ يوماً فخرُّوا لذكرها
-
-
-
-
-
- سجوداً وإنْ لاحتْ إلى وجهها صلُّوا
-
-
-
-
وفي حبّها بِعتُ السّعادة َ بالشّقا
-
-
-
-
-
- ضلالاً وعقلي عنْ هدايَ بهِ عقلُ
-
-
-
-
وقُلتُ لرُشْدي والتّنَسكِ، والتّقَى :
-
-
-
-
-
- تخَلَّوا، وما بَيني وبَينَ الهوَى خَلّوا
-
-
-
-
وفرغتُ قلبي عنْ وجودي مخلصاً
-
-
-
-
-
- لَعَلّيَ في شُغلي بها، مَعَها أخلو
-
-
-
-
ومِن أجلِها أسعى لِمَنْ بَينَنا سَعى ،
-
-
-
-
-
- وأغدو ولا أعدو لمنْ دأبهُ العذلُ
-
-
-
-
فأرتاحُ للواشينَ بيني وبينها
-
-
-
-
-
- لتَعْلَمَ ماألقَى ، وما عندَها جَهلُ
-
-
-
-
وأصبو إلى العذّال، حُبّاً لذكرِها،
-
-
-
-
-
- كأنّهُمُ، مابينَنا في الهوى رُسلُ
-
-
-
-
فـإن حـدثوا عـنها،فكلي مـسامع
-
-
-
-
-
- وكُلّيَ، إن حَدّثتُهُمْ، ألسُنٌ تَتلو
-
-
-
-
تَخالَفَتِ الأقوالُ فينا، تبايُناً،
-
-
-
-
-
- برَجْمِ ظُنونٍ بَينَنا، ما لها أصلُ
-
-
-
-
فشَنّعَ قومٌ بالوِصالِ، ولم تَصِل،
-
-
-
-
-
- وأرجفَ بالسِّلوانِ قومٌ ولمْ أسلُ
-
-
-
-
فما صدَّقَ التَّشنيعُ عنها لشقوتي
-
-
-
-
-
- وقد كذبَتْ عني الأراجيفُ والنّقْلُ
-
-
-
-
وكيفَ أرجّي وَصْلَ مَنْ لو تَصَوّرَتْ
-
-
-
-
-
- حماها المنى وهماً لضاقتْ بها السُّبلُ
-
-
-
-
وإن وَعدَتْ لم يَلحَقِ الفِعلُ قَوْلها ؛
-
-
-
-
-
- وإنْ أوعدتْ فالقولُ يسبقهُ الفعلُ
-
-
-
-
عِديني بِوَصلٍ، وامطُلي بِنَجازِهِ،
-
-
-
-
-
- فعندي إذا صحَّ الهوى حسنَ المطلُ
-
-
-
-
وَحُرْمة ِ عَهْدٍ بينَنا، عنه لم أحُلْ،
-
-
-
-
-
- وعَقـدٍ بأيدٍ بينَنا، ما له حَلُ
-
-
-
-
لأنتِ، على غَيظِ النّوى ورِضَى الهَوَى ،
-
-
-
-
-
- لديَّ وقلبي ساعة ً منكِ ما يخلو
-
-
-
-
ترى مقلتي يوماً ترى منْ أحبُّهمْ
-
-
-
-
-
- ويَعتِبُني دَهْري، ويَجتمِعُ الشَّملُ
-
-
-
-
وما برحوا معنى ً أراهمْ معي فإنْ
-
-
-
-
-
- نأوا صورة ً في الذِّهنِ قامَ لهمْ شكلُ
-
-
-
-
فهمْ نصبَ عيني ظاهراً حيثما سروا
-
-
-
-
-
- وهمْ في فؤادي باطناً أينما حلُّوا
-
-
-
-
لهمْ أبداًَ منِّي حنوٌّ وإنْ جفوا
-
-
-
-
-
- ولي أبداً ميلٌ إلَيهِمْ، وإنْ مَلّوا[٢]
-
-
-
-
إن لا تزوري فإنّ الطيف قد زارا
إن لا تزوري، فإنّ الطيْفَ قد زارَا ،
-
-
-
-
-
- وقد قضيتُ لُبَاناتٍ وأوْطارَا
-
-
-
-
قال: لقد بَعُـدَ المسْـرَى ، فـقلتُ لها :
-
-
-
-
-
- من عالجَ الشّوْقَ لا يستبْعد الدّارا
-
-
-
-
قالت: كذبتَ على طيْفي! فقلتُ لها:
-
-
-
-
-
- إذنْ فَـعـاديتُ ، يامـكـنون، خمّـارا
-
-
-
-
ولانقـلتُ إلى حـانـوتِهِ قَـــدَمــــاً ،
-
-
-
-
-
- ولا نبذت إليه النّقْدَ، فاخْتارا
-
-
-
-
ولا رأى شفَــة ٌ مـنْـهُ على شَفَـتي ،
-
-
-
-
-
- إطْباقَ عينيكِ بالأشْفارِ أشْفارا
-
-
-
-
قـالتْ: حلفتَ يمـيـنـاً لا كفــاءَ لهَـا ،
لَعمرك ما الدّنيا بدار بقاء
لعَمْرُكَ، ما الدّنيا بدارِ بَقَاءِ؛
-
-
-
-
-
- كَفَاكَ بدارِ المَوْتِ دارَ فَنَاءِ
-
-
-
-
فلا تَعشَقِ الدّنْيا، أُخيَّ، فإنّما
-
-
-
-
-
- يُرَى عاشِقُ الدُّنيَا بجُهْدِ بَلاَءِ
-
-
-
-
حَلاَوَتُهَا ممزَوجَة ٌ بمرارة ٍ
-
-
-
-
-
- ورَاحتُهَا ممزوجَة ٌ بِعَناءِ
-
-
-
-
فَلا تَمشِ يَوْماً في ثِيابِ مَخيلَة ٍ
-
-
-
-
-
- فإنَّكَ من طينٍ خلقتَ ومَاءِ
-
-
-
-
لَقَلّ امرُؤٌ تَلقاهُ لله شاكِراً؛
-
-
-
-
-
- وقلَّ امرؤٌ يرضَى لهُ بقضَاءِ
-
-
-
-
وللّهِ نَعْمَاءٌ عَلَينا عَظيمَة ٌ،
-
-
-
-
-
- وللهِ إحسانٌ وفضلُ عطاءِ
-
-
-
-
ومَا الدهرُ يوماً واحداً في اختِلاَفِهِ
-
-
-
-
-
- ومَا كُلُّ أيامِ الفتى بسَوَاءِ
-
-
-
-
ومَا هُوَ إلاَّ يومُ بؤسٍ وشدة ٍ
-
-
-
-
-
- ويومُ سُرورٍ مرَّة ً ورخاءِ[٤]
-
-
-
-
المراجع
- ↑ “قرأتُ في وجهك عنواناً”، adab، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2019.
- ↑ “هو الحب فاسلم بالحشا ما الهوى سهل”، aldiwan، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2019.
- ↑ أبو نواس، ديوان أبي نواس برواية الصولي شعر، صفحة 611.
- ↑ “لعَمْرُكَ، ما الدّنيا بدارِ بَقَاءِ؛”، adab، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2019.