رسل و أنبياء

آثار الأنبياء

صورة مقال آثار الأنبياء

مقالات ذات صلة

آثار الأنبياء

مقام إبراهيم

يُعرف مقامُ إبراهيم -عليه السّلام- بالحِجر الموجود في المسجدِ الحرام، ويُصلّي إليه الأئمة، وهو الحِجر الذي قام عليه نبي الله إبراهيم -عليه السلام- وهو يَبني البيت؛ ولذلك سُميّ باسمه، قال -تعالى-: (وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى)[١] وقيل: بقيت آثار أصابع رجلِه واضحةً فيه، ولكنَّها اختفت بسبب كثرة مسح النّاس له بالأيدي،[٢] فقد كان إبراهيم -عليه السلام- يقف عليه عندما كان يرتفع البناء عن طولِه، فأّثرت قدماه فيه، وبقيت آثارها إلى بداية الإسلام، ورُويَ أنّهُ كان مُلتصقاً بالكعبة إلى زمن عُمر بن الخطّاب -رضيّ الله عنه-، ولكنَّه قام بتأخيره عن البيتِ؛ لإعطاء السّعة للمُصلّين والطائفين.[٣] وتوجد العديد مِنَ الحِكم من اتّخاذ مقام إبراهيم -عليه السّلام- مُصلّى، ومن هذه الحكم ما يأتي:[٤]

  • ذهاباً للحرج الذي كان عند الصّحابة الكرام من الصّلاة فيه؛ لأنَّ من يُصلي خلف المقام يكون الحِجر بينه وبين الكعبة، فكانوا يتحرّجون من جعل شيءٍ بينهم وبين الكعبة، فأشار عُمر بن الخطّاب -رضيَ الله عنه- على النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- باتّخاذهِ مُصلّى، فنزل قولهُ -تعالى-: (وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى).[٥]
  • الاقتداء بالسّابقين، والشُّعور بشرف أعمالهم.[٦][٧]
  • إبقاءً لِذكر إبراهيم -عليه السّلام-.[٨]

حِجر إسماعيل

حِجر إسماعيل هو الجُزء الخارج عن جدارِ الكعبة، وهو على صورة نصف دائرة، كما يُسمّى أيضاً بالحَطيم، وجاء عن ابن إسحاق أنَّ إبراهيم -عليه السلام- جعلهُ بجانب البيت عريشاً من شجر الأراك تقتحمهُ العنز، وكان مكاناً لغنم إسماعيل -عليه السلام-.[٩] ويقع الحِجْر في الجهة الشَّمال من الكعبة، ويكون على يسار الطائفين.[١٠]

قبر النبي محمد

يقع قبر النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- في المدينةِ المُنوّرة؛ والتي سُميت بالمُنوّرة لوجود القبر فيها، ويقع القبر في المسجد النبويّ في وسط المدينة في المقصورة الشريفة في طرفه الجنوبيّ الشرقيّ،[١١] وأُلحق في الوقت المُعاصر بسقفِ المسجد، وعليه قُبةٌ من رَصاص.[١٢]

الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

يُعدُّ المسجدُ الحرام أوّل المساجد وضعاً على الأرض، ويقع في مكّة المُكرّمة، قال -تعالى-: (إِنَّ أَوَّل بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ)،[١٣] وجاء عن ابن الجوزيّ أنَّ المسجد كان صغيراً ولم يكُن مُحاطاً بِجدارٍ، وإنَّما كانت البيوت تُحيط به، ويدخُل النَّاس منها إليه، وفي عهد عُمر بن الخطّاب -رضيَ الله عنه- اشترى بعض هذه البيوت، ثُمّ بنى حوله جداراً صغيراً، وفي عهد عُثمان بن عفان -رضيَ الله عنه- قام بتوسعته، وذكر الحنفيّة أنّه أعظم المساجد من حيث الحُرمة، وهو أحد المساجد الثلاثة الذي تُشدُّ إليه الرِّحال؛ ممَّا يدلُ على فضيلته ومزيته.[١٤]

والصّلاة فيه تعادل مئة ألفِ صلاة، فقد جاء عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنَّه قال: (صلاةٌ في مسجدي أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سواه إلَّا المسجدَ الحرامِ ، وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضلُ من مئةِ ألفِ صلاةٍ فيما سواه)،[١٥][١٤] وقد تمّ بناؤهُ من قِبل أنبياء الله إبراهيم وابنه إسماعيل -عليهما السلام-، وهو قِبلة المُسلمين، كما أنَّ الله -تعالى- باركه، وجعلهُ هُدىً للعالمين،[١٦] وذكر السيوطي في كتبه أنَّ أوّل من بناه آدم -عليه السلام-، وجعل طولهُ خمسةً وعشرين ذراعاً، وعرضهُ عشرين.[١٧]

الْمَسْجِدُ الأَْقْصَى

يقع المسجد الأقصى في مدينة القُدس، والذي بُنيَ على سفح جبل، كما يُسمّى بالبيت المُقدّس؛ أي البيت المُطهّر الذي يُتطهّر فيه من الذُّنوب، وهو أحد المساجِد التي تُشدُّ إليها الرِّحال، ويُضاعف فيهِ الأجر،[١٨] وهو ثاني مسجدٍ بُنيَ في الأرضِ بعد المسجد الحرام، وثالث الحرمين الشريفيّن، ومسرى النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-، وقد جاء ذكر ذلك في القُرآن الكريم بقولهِ -تعالى-: (سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ).[١٩][٢٠]

وقيل إنَّ الّذي بناهُ هو آدم -عليه السلام-، ثُمّ قام إبراهيم -عليه السلام- بتجديده، ثُمّ قام عُمر بن الخطّاب -رضيَ الله عنه- بترميمهِ وتجديده، وبقيَ أسيراً قُرابة التسعين عاماً ونيف حتى استردّهُ صلاح الدّين الأيوبيّ في عام خمسمئة وثلاثةٍ وثمانين للهجرة،[٢٠] وقيل إنَّ الذي بناهُ هو يعقوب -عليه السلام-، وهو أولى قبلتَي المُسلمين.[٢١]

ورُويَ أنَّ إبراهيم -عليه السلام- هو الّذي بناه، وكان بينهُ وبين بناء المسجد الحرام أربعون سنة، فالمسجد الأقصى هو ثاني مسجدٍ بُني في الإسلام، عن أبي ذر -رضي الله عنه-: (قُلتُ يا رَسولَ اللهِ: أيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ في الأرْضِ أوَّلُ؟ قالَ: المَسْجِدُ الحَرَامُ قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: المَسْجِدُ الأقْصَى قُلتُ: كَمْ بيْنَهُمَا؟ قالَ: أرْبَعُونَ سَنَةً)،[٢٢] ثُمّ أُعيد بناؤهُ في عهدِ سُليمان بن داود -عليهما السلام-، وفي ليلةِ الإسراءِ والمعراج كان مُتهدّماً، ولم يبقَ منه إلَّا بعض معالمه وأطلاله، وربط جبريل -عليه السلام- البُراق في حلقةِ بابه، ولمَّا فتحهُ المُسلمون كانت أطلالهُ موجودة، ووقف عُمر -رضيَ الله عنه- عنده وبدأ يُنظّفه، ثُمّ أُعيد بناؤه من جديد في عهد الوليد بن عبد الملك.[٢٣]

المسجد النبوي

بنى النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- المسجد النّبويّ في المدينةِ المنوّرة بعد هجرتهِ إليها، وأسّسهُ على التقوى، وهو ثاني الحرمين الشريفين، وهو من المساجد التي تُشدُّ الرِحال إليها، ويُضاعف فيه الأجر،[١٨][٢٤] ويضمُّ المسجد النبويّ قبر النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-.[٢٥]

جبل الطور

وهو اسمٌ للجبلِ الّذي كلَّم الله -تعالى- عنده نبيّهُ موسى -عليه السّلام-، وقد ذُكر ذلك في عددٍ من آيات القرآن الكريم، كقولهِ -تعالى-: (آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا)،[٢٦] ويُقال عنه: طور سَيناء، وطور سينين،[٢٧] فكان ذلك التّكليم على جبل الطور في الجانب الأيمن منه، الواقع في وادي طُوى المُبارك، في شبه جزيرة سَيناء،[٢٨] ويسمّى هذا الوادي بالوادي المُقدّس؛ أيّ المُطهّر، قال -تعالى-: (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً)،[٢٩] وهو الوادي الذي أوحى الله -تعالى- به إلى نبيّه موسى -عليه السّلام-، فقيل: هو وادٍ في أصل الطّور، وقيل: هو جبلٌ بالشام.[٣٠]

أثر قدم آدم عليه السلام

ذكر المؤرّخون وجود أثر قدم آدم -عليه السّلام على جبلٍ من جبال السرنديب الذي هبط عليه آدم -عليه السلام-، ويُقال له: برد، ويُرى من البحر من مسيرة ثلاثةِ أيام، وبلغ طول قدمه سبعةُ أذرع، وقيل: سبعون ذراعاً، وحوله الكثير من أنواعِ الياقوت،[٣١] وقيل: إنّ سرنديب هي جزيرةٌ عظيمة في بحر هركند في بلاد الهند، وتحتوي على الجبل الذي هبط عليه آدم -عليه السلام-، ويُقال له: الرهون، وفيه أثر قدمه، وهي قدمٌ واحدةٌ مغموسة في الحجر، ويُقال: إنّه خطا الخطوة الثانية في البحرِ، وبين الخطوتين مسيرة يوم وليلة.[٣٢]

المراجع

  1. سورة البقرة، آية: 125.
  2. منصور بن محمد بن عبد الجبار ابن أحمد المروزى السمعاني (1997م)، تفسير القرآن (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الوطن، صفحة 137، جزء 1. بتصرّف.
  3. محمد بن محمد بن سويلم أبو شُهبة (1427هـ)، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة (الطبعة الثامنة)، دمشق: دار القلم، صفحة 133، جزء 1. بتصرّف.
  4. محمد متولي الشعراوي (1997م)، تفسير الشعراوي – الخواطر، مصر: مطابع أخبار اليوم، صفحة 577، جزء 1. بتصرّف.
  5. سورة البقرة، آية: 125.
  6. محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين الحسيني (1990م)، تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار)، مصر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، صفحة 379، جزء 1. بتصرّف.
  7. “تفسير قوله تعالى وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-3-2021. بتصرّف.
  8. محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد المعروف بأبي زهرة، زهرة التفاسير، مصر: دار الفكر العربي، صفحة 398، جزء 1. بتصرّف.
  9. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 102، جزء 17. بتصرّف.
  10. الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية – مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 150، جزء 1. بتصرّف.
  11. عبد الله عبد الجبار، محمد عبد المنعم خفاجى، قصة الأدب في الحجاز، القاهرة: مكتبة الكليات الأزهرية، صفحة 51. بتصرّف.
  12. عبد المؤمن بن عبد الحق (1412هـ)، مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الجيل، صفحة 1247، جزء 3. بتصرّف.
  13. سورة آل عمران، آية: 96.
  14. ^ أ ب وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 236-238، جزء 37. بتصرّف.
  15. رواه الألباني، في مناسك الحج والعمرة، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 42، صحيح.
  16. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2010م)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 691. بتصرّف.
  17. جلال الدين السيوطي (1988م)، معترك الأقران في إعجاز القرآن، ويُسمَّى (إعجاز القرآن ومعترك الأقران) (الطبعة الأولى)، بيروت – لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 82، جزء 2. بتصرّف.
  18. ^ أ ب وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 236، جزء 37. بتصرّف.
  19. سورة الإسراء، آية: 1.
  20. ^ أ ب مجموعة من المؤلّفين نقلا عن موسوعة سفير للتاريخ الإسلامي، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 57، جزء 16. بتصرّف.
  21. محمد التويجري (2010م)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 692. بتصرّف.
  22. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 520، صحيح.
  23. صلاح عبد الفتاح الخالدي (2007م)، القرآن ونقض مطاعن الرهبان (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 499، جزء 1. بتصرّف.
  24. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2010م)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 690. بتصرّف.
  25. محمد بن محمد حسن شُرَّاب (1411هـ)، المعالم الأثيرة في السنة والسيرة (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 270. بتصرّف.
  26. سورة القصص، آية: 29.
  27. أحمد مختار عبد الحميد عمر (2008م)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)، بيروت: عالم الكتب، صفحة 1420، جزء 2. بتصرّف.
  28. صالح بن عوّاد بن صالح المغامسي، القطوف الدانية، صفحة 27، جزء 4. بتصرّف.
  29. سورة طه، آية: 12.
  30. مجموعة من الأساتذة والعلماء المتخصصين (2002م)، الموسوعة القرآنية المُتخصصة، مصر: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، صفحة 767. بتصرّف.
  31. شمس الدين المعروف بـ «سبط ابن الجوزي» (2013م)، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (الطبعة الأولى)، دمشق: دار الرسالة العالمية، صفحة 92، جزء 1. بتصرّف.
  32. عبد المؤمن بن عبد الحق (1412هـ)، مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الجيل، صفحة 710، جزء 2. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى