معارك و غزوات

ما سبب قيام غزوة أحد

سبب غزوة أحد

يعود السبب الأساسي في قيام غزوة أحد الهزيمة المرّة التي لحقت في قريش في غزوة بدر، والتي قَتَل فيها المسلمون عدداً من سادات قريش وأشرافها، فعند عودة أبي سفيان بالقافلة والبعير سالمة إلى مكة، وعادت قريش بدورها منهزمة في بدر، اقترح عدد من أهل مكة ممن قُتِل لهم آباء وأبناء في بدر أن يستخدم أبو سفيان تلك الأموال في قتال المسلمين والثأر منهم، فخرجت قريش بمعاونة كنانة وأهل تهامة لقتال النبي عليه الصلاة والسلام والمسلمين، أما المسلمون فقد أشار فريق منهم على الرسول صلى الله عليه وسلم الخروج إلى لقاء قريش، وفريق آخر اقترح التحصّن داخل المدينة، فنزل عليه السلام عند رأس الغالبية وقرر الخروج إلى أحد.[١]

مجريات غزوة أحد

تأهب المسلمون للخروج للقاء المشركين يوم الجمعة، وعيّن عليه الصلاة والسلام حرّاسًا للمدينة، وكان جيش المسلمين مكوّناً من ألف جندي، وساروا حيث وصلوا إلى منطقة تسمى بالشوط، وانسحب هناك عبد الله بن أبي مع ثلث الجيش بنية إيقاع الفرقة بين صفوف المسلمين، ولكن الله تعالى ثبّت المسلمين، حيث وصلوا إلى جبل أحد يوم السبت وعسكروا هناك، وقد قسّم الرسول عليه السلام الجيش إلى ثلاثة أقسام: كتيبة المهاجرين يقودها مصعب بن عمير، وكتيبة الأوس يقودها أُسيد بن حضير، وكتيبة الخزرج يقودها الحُباب بن المنذر رضي الله عنهم أجمعين.[٢]

بدأت المعركة بالمبارزة وأظهر المسلمون بسالة وشجاعة لا نظير لها، وانتصر المسلمون في بداية المعركة، حيث أخذت قريش تتقهقر من المكان، مما أوحى إلى الرماة أنّ المعركة انتهت، فنزلوا عن الجبل لجمع الغنائم، واستغلّ خالد بن الوليد رضي الله عنه ذلك لقتال المسلمون الالتفات عليهم، وتفرّق المسلمون، ولم يبقَ حول النبي عليه الصلاة والسلام إلّا قلّة قليلة، قاتلو بضراوة، وقد استشهد من المسلمين سبعين وجرح آخرون، وانصرف المشركين بما حققوه.[٢]

الآيات التي أنزلت في غزوة أحد

ذُكرت الآيات التي تتحدث عن غزوة أحد في سورة آل عمران،[٣] تبدأ بقوله تعالى: (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)،[٤] ثمّ ذكر الله سبب الهزيمة في المعركة، في قوله: (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ ۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ۖ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) ،[٥] وفي هذه الآية درس عظيم للمسلمين بأنّ العصيان والمخالفات الشرعية سبب من أسباب الهزيمة والخذلان.[٣]

المراجع

  1. د. محمد منير الجنباز (12-1-2017)، “أحداث غزوة أحد”، شبكة الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2018.
  2. ^ أ ب “غزوة أحد”، إسلام ويب، 3-5-2006، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2018. بتصرّف.
  3. ^ أ ب “سبب الهزيمة في غزوة أحد”، إسلام ويب، 13-5-2010، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2018. بتصرّف.
  4. سورة آل عمران، آية: 121.
  5. سورة آل عمران، آية: 152.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى