مواضيع طبية متفرقة

تضخم البروستاتا أسبابها وعلاجها

مقالات ذات صلة

البروستاتا

تُعدّ البروستاتا (بالإنجليزية: Prostate gland) جزءاً من الجهاز التناسلي الذكري، حيث تقع تحت المثانة، وأمام المستقيم، وتحيط بمجرى البول المسمى بالإحليل (بالإنجليزية: Urethra)، والذي ينقل البول من المثانة إلى الخارج عبر القضيب، وفي الحقيقة يبلغ حجم البروستاتا حجم حبة الجوز، ويصل وزنها إلى 30 غم تقريباً، وتتمثل المهمة الرئيسية لغدة البروستاتا بتصنيع المادة السائلة المكوّنة للسائل المنوي، التي تمتزج مع الحيوانات المنوية بعد انتقالها من الخصيتين إلى الإحليل أثناء عملية القذف.[١]

تضخم البروستاتا

يمكن القول بأنّ نمو غدة البروستاتا يمر بمرحلتين أساسيتين، أولاهما تضاعف حجم البروستاتا عند البلوغ، والأخرى زيادة حجمها عند بلوغ 25 عاماً من العمر واستمرارها في النمو بعد ذلك مع التقدم في العمر، ومن الجدير بالذكر أنّ تضخم البروستاتا هو مرض شائع لدى الرجال كبار السن، إذ يؤثر المرض في 50% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 51-60 عاماً، في حين يؤثر في ما يقارب 90٪ من الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاماً، وفي الحقيقة يحدث تضخم البروستاتا الحميد (بالإنجليزية: Benign prostatic hyperplasia) واختصاراً BPH نتيجة التقدم في العمر، مما يسبب الضغط على مجرى البول، بالإضافة إلى زيادة سمك جدار المثانة، وتؤدي هذه العوامل بمجموعها إلى ضعف عضلات المثانة، وعدم قدرتها على تفريغ البول بشكلٍ كامل، وينبغي التنبيه إلى أنّ تضخم البروستاتا يُعدّ ورماً حميداً وليس له علاقة بسرطان البروستاتا.[١]

أسباب تضخم البروستاتا

في الحقيقة إنّ سبب تضخم البروستاتا الحميد غير معروف على وجه التحديد، إلا أن الملاحظ أنّه يحدث بشكلٍ أساسي في الرجال الأكبر سناً، كما أنّه لا يصيب الرجال الذين تمت إزالة خصيتهم قبل البلوغ، ولذلك يعتقد العلماء أنّ العوامل المتعلقة بالتقدم بالسن، وبالخصيتين يمكن أن تسبب تضخم البروستاتا الحميد، ومن الأسباب التي يمكن أن تفسر تضخم البروستاتا الحميد ما يأتي:[٢]

  • زيادة هرمون الإستروجين بالنسبة لهرمون التستوستيرون: ينتج الرجال هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone)، والذي يعرف بهرمون الذكورة، بالإضافة إلى كميات صغيرة من هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) الأنثوي، ومع تقدم الرجال في العمر يقل إفراز هرمون التستوستيرون دون أن يتأثر تركيز الإستروجين، حيث يعتقد العلماء أنّ هرمون الإستروجين يزيد من نشاط المواد التي تعزز نمو خلايا البروستاتا، مما يسبب تضخم البروستاتا الحميد.
  • زيادة هرمون ديهدروتستوستيرون بالنسبة لهرمون التستوستيرون: يُعدّ هرمون ديهدروتستوستيرون (بالإنجليزية: Dihydrotestosterone) واختصاراً DHT، أحد الهرمونات الذكرية التي تلعب دوراً مهماً في نمو البروستاتا، وفي الحقيقة يقل إفراز هرمون التستوستيرون مع التقدم في العمر، بينما تستمر البروستاتا في إفراز هرمون ديهدروتستوستيرون وتراكمه في الدم، مما يحفز خلايا البروستاتا على الاستمرار في النمو.

عوامل خطر تضخم البروستاتا

تتضمن عوامل خطر الإصابة بتضخم البروستاتا الحميد ما يأتي:[٣]

  • التقدم في العمر: حيث تبدأ الأعراض بالظهور عند بلوغ 60 عاماً من العمر، إذ يعاني ما يقارب ثلث الرجال المصابين بتضخم البروستاتا من الأعراض المتوسطة إلى الشديدة، في حين يعاني ما يقارب نصف الرجال من ظهور الأعراض عند بلوغهم سن 80 عاماً، ومن النادر أن يسبب تضخم البروستاتا الأعراض لدى الرجال الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً.
  • التاريخ العائلي: تزداد احتمالية الإصابة بمشاكل في البروستاتا إذا كان أحد الأقارب مثل الأب أو الأخ، مصاباً بمشاكل في البروستاتا.
  • مرض السكري وأمراض القلب: تشير الدراسات إلى أنّ الإصابة بمرض السكري، وأمراض القلب، واستخدام أدوية معينة مثل حاصرات مستقبلات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers) قد تزيد من خطر الإصابة بتضخم البروستاتا الحميد.
  • نمط الحياة: تقلل ممارسة التمارين الرياضية من احتمالية الإصابة بتضخم البروستاتا، بينما تزيد السمنة من احتمالية الإصابة به.

أعراض تضخم البروستاتا

تكون أعراض تضخم البروستاتا الحميد بسيطة جداً في بداية المرض، إلا أنّها تصبح أكثر خطورة إذا لم يتم علاجها، ومن الأعراض الشائعة لتضخم البروستاتا ما يأتي:[٤]

  • عدم اكتمال عملية تفريغ المثانة.
  • البوال الليلي (بالإنجليزية: Nocturia) وهي الحاجة للتبول مرتين أو أكثر في الليلة الواحدة.
  • تقاطر البول في نهاية التبول.
  • سلس البول أو تسربه.
  • الحاجة للشد عند التبول لإفراغ المثانة.
  • ضعف مجرى البول.
  • الشعور بالحاجة الملحة للتبول بشكلٍ مفاجئ.
  • تباطؤ أو تأخر مجرى البول.
  • الشعور بالألم عند التبول.
  • ظهور الدم في البول.

مضاعفات تضخم البروستاتا

لا يعاني معظم الرجال المصابين بتضخم البروستاتا من المضاعفات، إلا أنّ بعض المضاعفات مثل احتباس البول الحاد وتلف الكلى تمثل تهديداً للحياة، ومما ينبغي التنبيه إليه أنّ تضخم البروستاتا لا يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، ومن مضاعفات تضخم البروستاتا ما يأتي:[٣]

  • احتباس البول: يمكن أن يؤدي تضخم البروستاتا إلى الفقدان المفاجئ للقدرة على التبول، والذي يحتاج إلى إدخال أنبوب قسطرة في المثانة للتخلص من البول، وفي الحالات الشديدة قد يحتاج بعض الرجال المصابين بتضخم البروستاتا إلى إجراء عملية جراحية للتخلص من احتباس البول.
  • عدوى المسالك البولية: (بالإنجليزية: Urinary tract infections) تزداد احتمالية الإصابة بعدوى المسالك البولية لدى الرجال المصابين بتضخم البروستاتا، بسبب عدم القدرة على تفريغ المثانة بشكلٍ كامل، وقد يحتاج المريض إلى الخضوع لعملية جراحية لإزلة جزء من البروستاتا عند تكرر الإصابة بعدوى المسالك البولية.
  • حصوات المثانة: يمكن أن يؤدي عدم القدرة على إفراغ المثانة بشكلٍ كامل إلى زيادة احتمالية تكوّن الحصوات في الجهاز البولي، والتي يمكن أن تسبب حدوث عدوى المسالك البولية، وتهيج المثانة، وظهور الدم في البول، وإعاقة تدفق البول بشكلٍ طبيعي.
  • تلف المثانة: يمكن أن يؤدي تمدد المثانة الحاصل نتيجة عدم تفريغها بشكلٍ كامل إلى ضعفها مع مرور الوقت، مسبباً عدم قدرة الجدار العضلي للمثانة على الانقباض بشكلٍ صحيح، مما يجعل تفريغ المثانة بالكامل أمراً صعباً.
  • تلف الكلى: يمكن أن يؤدي احتباس البول إلى زيادة الضغط داخل المثانة، مما يسبب تلف الكلى بشكلٍ مباشر، كما أنّ تلف الكلى قد ينتج بسبب وصول عدوى المثانة إلى الكلى.

فيديو عن علاج تضخم البروستات

يتحدث الفيديو عن علاج تضخم البروستات.

المراجع

  1. ^ أ ب “?(What is Benign Prostatic Hyperplasia (BPH”, www.urologyhealth.org, Retrieved 4-8-2018. Edited.
  2. “(Prostate Enlargement (Benign Prostatic Hyperplasia”, www.niddk.nih.gov, Retrieved 4-8-2015. Edited.
  3. ^ أ ب “(Benign prostatic hyperplasia (BPH”, www.mayoclinic.org, Retrieved 4-8-2018. Edited.
  4. “?What Do You Want to Know About Enlarged Prostate”, www.healthline.com, Retrieved 4-8-2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

البروستاتا

تُعدّ البروستاتا (بالإنجليزية: Prostate gland) جزءاً من الجهاز التناسلي الذكري، حيث تقع تحت المثانة، وأمام المستقيم، وتحيط بمجرى البول المسمى بالإحليل (بالإنجليزية: Urethra)، والذي ينقل البول من المثانة إلى الخارج عبر القضيب، وفي الحقيقة يبلغ حجم البروستاتا حجم حبة الجوز، ويصل وزنها إلى 30 غم تقريباً، وتتمثل المهمة الرئيسية لغدة البروستاتا بتصنيع المادة السائلة المكوّنة للسائل المنوي، التي تمتزج مع الحيوانات المنوية بعد انتقالها من الخصيتين إلى الإحليل أثناء عملية القذف.[١]

تضخم البروستاتا

يمكن القول بأنّ نمو غدة البروستاتا يمر بمرحلتين أساسيتين، أولاهما تضاعف حجم البروستاتا عند البلوغ، والأخرى زيادة حجمها عند بلوغ 25 عاماً من العمر واستمرارها في النمو بعد ذلك مع التقدم في العمر، ومن الجدير بالذكر أنّ تضخم البروستاتا هو مرض شائع لدى الرجال كبار السن، إذ يؤثر المرض في 50% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 51-60 عاماً، في حين يؤثر في ما يقارب 90٪ من الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاماً، وفي الحقيقة يحدث تضخم البروستاتا الحميد (بالإنجليزية: Benign prostatic hyperplasia) واختصاراً BPH نتيجة التقدم في العمر، مما يسبب الضغط على مجرى البول، بالإضافة إلى زيادة سمك جدار المثانة، وتؤدي هذه العوامل بمجموعها إلى ضعف عضلات المثانة، وعدم قدرتها على تفريغ البول بشكلٍ كامل، وينبغي التنبيه إلى أنّ تضخم البروستاتا يُعدّ ورماً حميداً وليس له علاقة بسرطان البروستاتا.[١]

أسباب تضخم البروستاتا

في الحقيقة إنّ سبب تضخم البروستاتا الحميد غير معروف على وجه التحديد، إلا أن الملاحظ أنّه يحدث بشكلٍ أساسي في الرجال الأكبر سناً، كما أنّه لا يصيب الرجال الذين تمت إزالة خصيتهم قبل البلوغ، ولذلك يعتقد العلماء أنّ العوامل المتعلقة بالتقدم بالسن، وبالخصيتين يمكن أن تسبب تضخم البروستاتا الحميد، ومن الأسباب التي يمكن أن تفسر تضخم البروستاتا الحميد ما يأتي:[٢]

  • زيادة هرمون الإستروجين بالنسبة لهرمون التستوستيرون: ينتج الرجال هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone)، والذي يعرف بهرمون الذكورة، بالإضافة إلى كميات صغيرة من هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) الأنثوي، ومع تقدم الرجال في العمر يقل إفراز هرمون التستوستيرون دون أن يتأثر تركيز الإستروجين، حيث يعتقد العلماء أنّ هرمون الإستروجين يزيد من نشاط المواد التي تعزز نمو خلايا البروستاتا، مما يسبب تضخم البروستاتا الحميد.
  • زيادة هرمون ديهدروتستوستيرون بالنسبة لهرمون التستوستيرون: يُعدّ هرمون ديهدروتستوستيرون (بالإنجليزية: Dihydrotestosterone) واختصاراً DHT، أحد الهرمونات الذكرية التي تلعب دوراً مهماً في نمو البروستاتا، وفي الحقيقة يقل إفراز هرمون التستوستيرون مع التقدم في العمر، بينما تستمر البروستاتا في إفراز هرمون ديهدروتستوستيرون وتراكمه في الدم، مما يحفز خلايا البروستاتا على الاستمرار في النمو.

عوامل خطر تضخم البروستاتا

تتضمن عوامل خطر الإصابة بتضخم البروستاتا الحميد ما يأتي:[٣]

  • التقدم في العمر: حيث تبدأ الأعراض بالظهور عند بلوغ 60 عاماً من العمر، إذ يعاني ما يقارب ثلث الرجال المصابين بتضخم البروستاتا من الأعراض المتوسطة إلى الشديدة، في حين يعاني ما يقارب نصف الرجال من ظهور الأعراض عند بلوغهم سن 80 عاماً، ومن النادر أن يسبب تضخم البروستاتا الأعراض لدى الرجال الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً.
  • التاريخ العائلي: تزداد احتمالية الإصابة بمشاكل في البروستاتا إذا كان أحد الأقارب مثل الأب أو الأخ، مصاباً بمشاكل في البروستاتا.
  • مرض السكري وأمراض القلب: تشير الدراسات إلى أنّ الإصابة بمرض السكري، وأمراض القلب، واستخدام أدوية معينة مثل حاصرات مستقبلات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers) قد تزيد من خطر الإصابة بتضخم البروستاتا الحميد.
  • نمط الحياة: تقلل ممارسة التمارين الرياضية من احتمالية الإصابة بتضخم البروستاتا، بينما تزيد السمنة من احتمالية الإصابة به.

أعراض تضخم البروستاتا

تكون أعراض تضخم البروستاتا الحميد بسيطة جداً في بداية المرض، إلا أنّها تصبح أكثر خطورة إذا لم يتم علاجها، ومن الأعراض الشائعة لتضخم البروستاتا ما يأتي:[٤]

  • عدم اكتمال عملية تفريغ المثانة.
  • البوال الليلي (بالإنجليزية: Nocturia) وهي الحاجة للتبول مرتين أو أكثر في الليلة الواحدة.
  • تقاطر البول في نهاية التبول.
  • سلس البول أو تسربه.
  • الحاجة للشد عند التبول لإفراغ المثانة.
  • ضعف مجرى البول.
  • الشعور بالحاجة الملحة للتبول بشكلٍ مفاجئ.
  • تباطؤ أو تأخر مجرى البول.
  • الشعور بالألم عند التبول.
  • ظهور الدم في البول.

مضاعفات تضخم البروستاتا

لا يعاني معظم الرجال المصابين بتضخم البروستاتا من المضاعفات، إلا أنّ بعض المضاعفات مثل احتباس البول الحاد وتلف الكلى تمثل تهديداً للحياة، ومما ينبغي التنبيه إليه أنّ تضخم البروستاتا لا يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، ومن مضاعفات تضخم البروستاتا ما يأتي:[٣]

  • احتباس البول: يمكن أن يؤدي تضخم البروستاتا إلى الفقدان المفاجئ للقدرة على التبول، والذي يحتاج إلى إدخال أنبوب قسطرة في المثانة للتخلص من البول، وفي الحالات الشديدة قد يحتاج بعض الرجال المصابين بتضخم البروستاتا إلى إجراء عملية جراحية للتخلص من احتباس البول.
  • عدوى المسالك البولية: (بالإنجليزية: Urinary tract infections) تزداد احتمالية الإصابة بعدوى المسالك البولية لدى الرجال المصابين بتضخم البروستاتا، بسبب عدم القدرة على تفريغ المثانة بشكلٍ كامل، وقد يحتاج المريض إلى الخضوع لعملية جراحية لإزلة جزء من البروستاتا عند تكرر الإصابة بعدوى المسالك البولية.
  • حصوات المثانة: يمكن أن يؤدي عدم القدرة على إفراغ المثانة بشكلٍ كامل إلى زيادة احتمالية تكوّن الحصوات في الجهاز البولي، والتي يمكن أن تسبب حدوث عدوى المسالك البولية، وتهيج المثانة، وظهور الدم في البول، وإعاقة تدفق البول بشكلٍ طبيعي.
  • تلف المثانة: يمكن أن يؤدي تمدد المثانة الحاصل نتيجة عدم تفريغها بشكلٍ كامل إلى ضعفها مع مرور الوقت، مسبباً عدم قدرة الجدار العضلي للمثانة على الانقباض بشكلٍ صحيح، مما يجعل تفريغ المثانة بالكامل أمراً صعباً.
  • تلف الكلى: يمكن أن يؤدي احتباس البول إلى زيادة الضغط داخل المثانة، مما يسبب تلف الكلى بشكلٍ مباشر، كما أنّ تلف الكلى قد ينتج بسبب وصول عدوى المثانة إلى الكلى.

فيديو عن علاج تضخم البروستات

يتحدث الفيديو عن علاج تضخم البروستات.

المراجع

  1. ^ أ ب “?(What is Benign Prostatic Hyperplasia (BPH”, www.urologyhealth.org, Retrieved 4-8-2018. Edited.
  2. “(Prostate Enlargement (Benign Prostatic Hyperplasia”, www.niddk.nih.gov, Retrieved 4-8-2015. Edited.
  3. ^ أ ب “(Benign prostatic hyperplasia (BPH”, www.mayoclinic.org, Retrieved 4-8-2018. Edited.
  4. “?What Do You Want to Know About Enlarged Prostate”, www.healthline.com, Retrieved 4-8-2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

البروستاتا

تُعدّ البروستاتا (بالإنجليزية: Prostate gland) جزءاً من الجهاز التناسلي الذكري، حيث تقع تحت المثانة، وأمام المستقيم، وتحيط بمجرى البول المسمى بالإحليل (بالإنجليزية: Urethra)، والذي ينقل البول من المثانة إلى الخارج عبر القضيب، وفي الحقيقة يبلغ حجم البروستاتا حجم حبة الجوز، ويصل وزنها إلى 30 غم تقريباً، وتتمثل المهمة الرئيسية لغدة البروستاتا بتصنيع المادة السائلة المكوّنة للسائل المنوي، التي تمتزج مع الحيوانات المنوية بعد انتقالها من الخصيتين إلى الإحليل أثناء عملية القذف.[١]

تضخم البروستاتا

يمكن القول بأنّ نمو غدة البروستاتا يمر بمرحلتين أساسيتين، أولاهما تضاعف حجم البروستاتا عند البلوغ، والأخرى زيادة حجمها عند بلوغ 25 عاماً من العمر واستمرارها في النمو بعد ذلك مع التقدم في العمر، ومن الجدير بالذكر أنّ تضخم البروستاتا هو مرض شائع لدى الرجال كبار السن، إذ يؤثر المرض في 50% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 51-60 عاماً، في حين يؤثر في ما يقارب 90٪ من الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاماً، وفي الحقيقة يحدث تضخم البروستاتا الحميد (بالإنجليزية: Benign prostatic hyperplasia) واختصاراً BPH نتيجة التقدم في العمر، مما يسبب الضغط على مجرى البول، بالإضافة إلى زيادة سمك جدار المثانة، وتؤدي هذه العوامل بمجموعها إلى ضعف عضلات المثانة، وعدم قدرتها على تفريغ البول بشكلٍ كامل، وينبغي التنبيه إلى أنّ تضخم البروستاتا يُعدّ ورماً حميداً وليس له علاقة بسرطان البروستاتا.[١]

أسباب تضخم البروستاتا

في الحقيقة إنّ سبب تضخم البروستاتا الحميد غير معروف على وجه التحديد، إلا أن الملاحظ أنّه يحدث بشكلٍ أساسي في الرجال الأكبر سناً، كما أنّه لا يصيب الرجال الذين تمت إزالة خصيتهم قبل البلوغ، ولذلك يعتقد العلماء أنّ العوامل المتعلقة بالتقدم بالسن، وبالخصيتين يمكن أن تسبب تضخم البروستاتا الحميد، ومن الأسباب التي يمكن أن تفسر تضخم البروستاتا الحميد ما يأتي:[٢]

  • زيادة هرمون الإستروجين بالنسبة لهرمون التستوستيرون: ينتج الرجال هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone)، والذي يعرف بهرمون الذكورة، بالإضافة إلى كميات صغيرة من هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) الأنثوي، ومع تقدم الرجال في العمر يقل إفراز هرمون التستوستيرون دون أن يتأثر تركيز الإستروجين، حيث يعتقد العلماء أنّ هرمون الإستروجين يزيد من نشاط المواد التي تعزز نمو خلايا البروستاتا، مما يسبب تضخم البروستاتا الحميد.
  • زيادة هرمون ديهدروتستوستيرون بالنسبة لهرمون التستوستيرون: يُعدّ هرمون ديهدروتستوستيرون (بالإنجليزية: Dihydrotestosterone) واختصاراً DHT، أحد الهرمونات الذكرية التي تلعب دوراً مهماً في نمو البروستاتا، وفي الحقيقة يقل إفراز هرمون التستوستيرون مع التقدم في العمر، بينما تستمر البروستاتا في إفراز هرمون ديهدروتستوستيرون وتراكمه في الدم، مما يحفز خلايا البروستاتا على الاستمرار في النمو.

عوامل خطر تضخم البروستاتا

تتضمن عوامل خطر الإصابة بتضخم البروستاتا الحميد ما يأتي:[٣]

  • التقدم في العمر: حيث تبدأ الأعراض بالظهور عند بلوغ 60 عاماً من العمر، إذ يعاني ما يقارب ثلث الرجال المصابين بتضخم البروستاتا من الأعراض المتوسطة إلى الشديدة، في حين يعاني ما يقارب نصف الرجال من ظهور الأعراض عند بلوغهم سن 80 عاماً، ومن النادر أن يسبب تضخم البروستاتا الأعراض لدى الرجال الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً.
  • التاريخ العائلي: تزداد احتمالية الإصابة بمشاكل في البروستاتا إذا كان أحد الأقارب مثل الأب أو الأخ، مصاباً بمشاكل في البروستاتا.
  • مرض السكري وأمراض القلب: تشير الدراسات إلى أنّ الإصابة بمرض السكري، وأمراض القلب، واستخدام أدوية معينة مثل حاصرات مستقبلات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers) قد تزيد من خطر الإصابة بتضخم البروستاتا الحميد.
  • نمط الحياة: تقلل ممارسة التمارين الرياضية من احتمالية الإصابة بتضخم البروستاتا، بينما تزيد السمنة من احتمالية الإصابة به.

أعراض تضخم البروستاتا

تكون أعراض تضخم البروستاتا الحميد بسيطة جداً في بداية المرض، إلا أنّها تصبح أكثر خطورة إذا لم يتم علاجها، ومن الأعراض الشائعة لتضخم البروستاتا ما يأتي:[٤]

  • عدم اكتمال عملية تفريغ المثانة.
  • البوال الليلي (بالإنجليزية: Nocturia) وهي الحاجة للتبول مرتين أو أكثر في الليلة الواحدة.
  • تقاطر البول في نهاية التبول.
  • سلس البول أو تسربه.
  • الحاجة للشد عند التبول لإفراغ المثانة.
  • ضعف مجرى البول.
  • الشعور بالحاجة الملحة للتبول بشكلٍ مفاجئ.
  • تباطؤ أو تأخر مجرى البول.
  • الشعور بالألم عند التبول.
  • ظهور الدم في البول.

مضاعفات تضخم البروستاتا

لا يعاني معظم الرجال المصابين بتضخم البروستاتا من المضاعفات، إلا أنّ بعض المضاعفات مثل احتباس البول الحاد وتلف الكلى تمثل تهديداً للحياة، ومما ينبغي التنبيه إليه أنّ تضخم البروستاتا لا يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، ومن مضاعفات تضخم البروستاتا ما يأتي:[٣]

  • احتباس البول: يمكن أن يؤدي تضخم البروستاتا إلى الفقدان المفاجئ للقدرة على التبول، والذي يحتاج إلى إدخال أنبوب قسطرة في المثانة للتخلص من البول، وفي الحالات الشديدة قد يحتاج بعض الرجال المصابين بتضخم البروستاتا إلى إجراء عملية جراحية للتخلص من احتباس البول.
  • عدوى المسالك البولية: (بالإنجليزية: Urinary tract infections) تزداد احتمالية الإصابة بعدوى المسالك البولية لدى الرجال المصابين بتضخم البروستاتا، بسبب عدم القدرة على تفريغ المثانة بشكلٍ كامل، وقد يحتاج المريض إلى الخضوع لعملية جراحية لإزلة جزء من البروستاتا عند تكرر الإصابة بعدوى المسالك البولية.
  • حصوات المثانة: يمكن أن يؤدي عدم القدرة على إفراغ المثانة بشكلٍ كامل إلى زيادة احتمالية تكوّن الحصوات في الجهاز البولي، والتي يمكن أن تسبب حدوث عدوى المسالك البولية، وتهيج المثانة، وظهور الدم في البول، وإعاقة تدفق البول بشكلٍ طبيعي.
  • تلف المثانة: يمكن أن يؤدي تمدد المثانة الحاصل نتيجة عدم تفريغها بشكلٍ كامل إلى ضعفها مع مرور الوقت، مسبباً عدم قدرة الجدار العضلي للمثانة على الانقباض بشكلٍ صحيح، مما يجعل تفريغ المثانة بالكامل أمراً صعباً.
  • تلف الكلى: يمكن أن يؤدي احتباس البول إلى زيادة الضغط داخل المثانة، مما يسبب تلف الكلى بشكلٍ مباشر، كما أنّ تلف الكلى قد ينتج بسبب وصول عدوى المثانة إلى الكلى.

فيديو عن علاج تضخم البروستات

يتحدث الفيديو عن علاج تضخم البروستات.

المراجع

  1. ^ أ ب “?(What is Benign Prostatic Hyperplasia (BPH”, www.urologyhealth.org, Retrieved 4-8-2018. Edited.
  2. “(Prostate Enlargement (Benign Prostatic Hyperplasia”, www.niddk.nih.gov, Retrieved 4-8-2015. Edited.
  3. ^ أ ب “(Benign prostatic hyperplasia (BPH”, www.mayoclinic.org, Retrieved 4-8-2018. Edited.
  4. “?What Do You Want to Know About Enlarged Prostate”, www.healthline.com, Retrieved 4-8-2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

البروستاتا

تُعدّ البروستاتا (بالإنجليزية: Prostate gland) جزءاً من الجهاز التناسلي الذكري، حيث تقع تحت المثانة، وأمام المستقيم، وتحيط بمجرى البول المسمى بالإحليل (بالإنجليزية: Urethra)، والذي ينقل البول من المثانة إلى الخارج عبر القضيب، وفي الحقيقة يبلغ حجم البروستاتا حجم حبة الجوز، ويصل وزنها إلى 30 غم تقريباً، وتتمثل المهمة الرئيسية لغدة البروستاتا بتصنيع المادة السائلة المكوّنة للسائل المنوي، التي تمتزج مع الحيوانات المنوية بعد انتقالها من الخصيتين إلى الإحليل أثناء عملية القذف.[١]

تضخم البروستاتا

يمكن القول بأنّ نمو غدة البروستاتا يمر بمرحلتين أساسيتين، أولاهما تضاعف حجم البروستاتا عند البلوغ، والأخرى زيادة حجمها عند بلوغ 25 عاماً من العمر واستمرارها في النمو بعد ذلك مع التقدم في العمر، ومن الجدير بالذكر أنّ تضخم البروستاتا هو مرض شائع لدى الرجال كبار السن، إذ يؤثر المرض في 50% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 51-60 عاماً، في حين يؤثر في ما يقارب 90٪ من الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاماً، وفي الحقيقة يحدث تضخم البروستاتا الحميد (بالإنجليزية: Benign prostatic hyperplasia) واختصاراً BPH نتيجة التقدم في العمر، مما يسبب الضغط على مجرى البول، بالإضافة إلى زيادة سمك جدار المثانة، وتؤدي هذه العوامل بمجموعها إلى ضعف عضلات المثانة، وعدم قدرتها على تفريغ البول بشكلٍ كامل، وينبغي التنبيه إلى أنّ تضخم البروستاتا يُعدّ ورماً حميداً وليس له علاقة بسرطان البروستاتا.[١]

أسباب تضخم البروستاتا

في الحقيقة إنّ سبب تضخم البروستاتا الحميد غير معروف على وجه التحديد، إلا أن الملاحظ أنّه يحدث بشكلٍ أساسي في الرجال الأكبر سناً، كما أنّه لا يصيب الرجال الذين تمت إزالة خصيتهم قبل البلوغ، ولذلك يعتقد العلماء أنّ العوامل المتعلقة بالتقدم بالسن، وبالخصيتين يمكن أن تسبب تضخم البروستاتا الحميد، ومن الأسباب التي يمكن أن تفسر تضخم البروستاتا الحميد ما يأتي:[٢]

  • زيادة هرمون الإستروجين بالنسبة لهرمون التستوستيرون: ينتج الرجال هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone)، والذي يعرف بهرمون الذكورة، بالإضافة إلى كميات صغيرة من هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) الأنثوي، ومع تقدم الرجال في العمر يقل إفراز هرمون التستوستيرون دون أن يتأثر تركيز الإستروجين، حيث يعتقد العلماء أنّ هرمون الإستروجين يزيد من نشاط المواد التي تعزز نمو خلايا البروستاتا، مما يسبب تضخم البروستاتا الحميد.
  • زيادة هرمون ديهدروتستوستيرون بالنسبة لهرمون التستوستيرون: يُعدّ هرمون ديهدروتستوستيرون (بالإنجليزية: Dihydrotestosterone) واختصاراً DHT، أحد الهرمونات الذكرية التي تلعب دوراً مهماً في نمو البروستاتا، وفي الحقيقة يقل إفراز هرمون التستوستيرون مع التقدم في العمر، بينما تستمر البروستاتا في إفراز هرمون ديهدروتستوستيرون وتراكمه في الدم، مما يحفز خلايا البروستاتا على الاستمرار في النمو.

عوامل خطر تضخم البروستاتا

تتضمن عوامل خطر الإصابة بتضخم البروستاتا الحميد ما يأتي:[٣]

  • التقدم في العمر: حيث تبدأ الأعراض بالظهور عند بلوغ 60 عاماً من العمر، إذ يعاني ما يقارب ثلث الرجال المصابين بتضخم البروستاتا من الأعراض المتوسطة إلى الشديدة، في حين يعاني ما يقارب نصف الرجال من ظهور الأعراض عند بلوغهم سن 80 عاماً، ومن النادر أن يسبب تضخم البروستاتا الأعراض لدى الرجال الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً.
  • التاريخ العائلي: تزداد احتمالية الإصابة بمشاكل في البروستاتا إذا كان أحد الأقارب مثل الأب أو الأخ، مصاباً بمشاكل في البروستاتا.
  • مرض السكري وأمراض القلب: تشير الدراسات إلى أنّ الإصابة بمرض السكري، وأمراض القلب، واستخدام أدوية معينة مثل حاصرات مستقبلات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers) قد تزيد من خطر الإصابة بتضخم البروستاتا الحميد.
  • نمط الحياة: تقلل ممارسة التمارين الرياضية من احتمالية الإصابة بتضخم البروستاتا، بينما تزيد السمنة من احتمالية الإصابة به.

أعراض تضخم البروستاتا

تكون أعراض تضخم البروستاتا الحميد بسيطة جداً في بداية المرض، إلا أنّها تصبح أكثر خطورة إذا لم يتم علاجها، ومن الأعراض الشائعة لتضخم البروستاتا ما يأتي:[٤]

  • عدم اكتمال عملية تفريغ المثانة.
  • البوال الليلي (بالإنجليزية: Nocturia) وهي الحاجة للتبول مرتين أو أكثر في الليلة الواحدة.
  • تقاطر البول في نهاية التبول.
  • سلس البول أو تسربه.
  • الحاجة للشد عند التبول لإفراغ المثانة.
  • ضعف مجرى البول.
  • الشعور بالحاجة الملحة للتبول بشكلٍ مفاجئ.
  • تباطؤ أو تأخر مجرى البول.
  • الشعور بالألم عند التبول.
  • ظهور الدم في البول.

مضاعفات تضخم البروستاتا

لا يعاني معظم الرجال المصابين بتضخم البروستاتا من المضاعفات، إلا أنّ بعض المضاعفات مثل احتباس البول الحاد وتلف الكلى تمثل تهديداً للحياة، ومما ينبغي التنبيه إليه أنّ تضخم البروستاتا لا يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، ومن مضاعفات تضخم البروستاتا ما يأتي:[٣]

  • احتباس البول: يمكن أن يؤدي تضخم البروستاتا إلى الفقدان المفاجئ للقدرة على التبول، والذي يحتاج إلى إدخال أنبوب قسطرة في المثانة للتخلص من البول، وفي الحالات الشديدة قد يحتاج بعض الرجال المصابين بتضخم البروستاتا إلى إجراء عملية جراحية للتخلص من احتباس البول.
  • عدوى المسالك البولية: (بالإنجليزية: Urinary tract infections) تزداد احتمالية الإصابة بعدوى المسالك البولية لدى الرجال المصابين بتضخم البروستاتا، بسبب عدم القدرة على تفريغ المثانة بشكلٍ كامل، وقد يحتاج المريض إلى الخضوع لعملية جراحية لإزلة جزء من البروستاتا عند تكرر الإصابة بعدوى المسالك البولية.
  • حصوات المثانة: يمكن أن يؤدي عدم القدرة على إفراغ المثانة بشكلٍ كامل إلى زيادة احتمالية تكوّن الحصوات في الجهاز البولي، والتي يمكن أن تسبب حدوث عدوى المسالك البولية، وتهيج المثانة، وظهور الدم في البول، وإعاقة تدفق البول بشكلٍ طبيعي.
  • تلف المثانة: يمكن أن يؤدي تمدد المثانة الحاصل نتيجة عدم تفريغها بشكلٍ كامل إلى ضعفها مع مرور الوقت، مسبباً عدم قدرة الجدار العضلي للمثانة على الانقباض بشكلٍ صحيح، مما يجعل تفريغ المثانة بالكامل أمراً صعباً.
  • تلف الكلى: يمكن أن يؤدي احتباس البول إلى زيادة الضغط داخل المثانة، مما يسبب تلف الكلى بشكلٍ مباشر، كما أنّ تلف الكلى قد ينتج بسبب وصول عدوى المثانة إلى الكلى.

فيديو عن علاج تضخم البروستات

يتحدث الفيديو عن علاج تضخم البروستات.

المراجع

  1. ^ أ ب “?(What is Benign Prostatic Hyperplasia (BPH”, www.urologyhealth.org, Retrieved 4-8-2018. Edited.
  2. “(Prostate Enlargement (Benign Prostatic Hyperplasia”, www.niddk.nih.gov, Retrieved 4-8-2015. Edited.
  3. ^ أ ب “(Benign prostatic hyperplasia (BPH”, www.mayoclinic.org, Retrieved 4-8-2018. Edited.
  4. “?What Do You Want to Know About Enlarged Prostate”, www.healthline.com, Retrieved 4-8-2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

البروستاتا

تُعدّ البروستاتا (بالإنجليزية: Prostate gland) جزءاً من الجهاز التناسلي الذكري، حيث تقع تحت المثانة، وأمام المستقيم، وتحيط بمجرى البول المسمى بالإحليل (بالإنجليزية: Urethra)، والذي ينقل البول من المثانة إلى الخارج عبر القضيب، وفي الحقيقة يبلغ حجم البروستاتا حجم حبة الجوز، ويصل وزنها إلى 30 غم تقريباً، وتتمثل المهمة الرئيسية لغدة البروستاتا بتصنيع المادة السائلة المكوّنة للسائل المنوي، التي تمتزج مع الحيوانات المنوية بعد انتقالها من الخصيتين إلى الإحليل أثناء عملية القذف.[١]

تضخم البروستاتا

يمكن القول بأنّ نمو غدة البروستاتا يمر بمرحلتين أساسيتين، أولاهما تضاعف حجم البروستاتا عند البلوغ، والأخرى زيادة حجمها عند بلوغ 25 عاماً من العمر واستمرارها في النمو بعد ذلك مع التقدم في العمر، ومن الجدير بالذكر أنّ تضخم البروستاتا هو مرض شائع لدى الرجال كبار السن، إذ يؤثر المرض في 50% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 51-60 عاماً، في حين يؤثر في ما يقارب 90٪ من الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاماً، وفي الحقيقة يحدث تضخم البروستاتا الحميد (بالإنجليزية: Benign prostatic hyperplasia) واختصاراً BPH نتيجة التقدم في العمر، مما يسبب الضغط على مجرى البول، بالإضافة إلى زيادة سمك جدار المثانة، وتؤدي هذه العوامل بمجموعها إلى ضعف عضلات المثانة، وعدم قدرتها على تفريغ البول بشكلٍ كامل، وينبغي التنبيه إلى أنّ تضخم البروستاتا يُعدّ ورماً حميداً وليس له علاقة بسرطان البروستاتا.[١]

أسباب تضخم البروستاتا

في الحقيقة إنّ سبب تضخم البروستاتا الحميد غير معروف على وجه التحديد، إلا أن الملاحظ أنّه يحدث بشكلٍ أساسي في الرجال الأكبر سناً، كما أنّه لا يصيب الرجال الذين تمت إزالة خصيتهم قبل البلوغ، ولذلك يعتقد العلماء أنّ العوامل المتعلقة بالتقدم بالسن، وبالخصيتين يمكن أن تسبب تضخم البروستاتا الحميد، ومن الأسباب التي يمكن أن تفسر تضخم البروستاتا الحميد ما يأتي:[٢]

  • زيادة هرمون الإستروجين بالنسبة لهرمون التستوستيرون: ينتج الرجال هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone)، والذي يعرف بهرمون الذكورة، بالإضافة إلى كميات صغيرة من هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) الأنثوي، ومع تقدم الرجال في العمر يقل إفراز هرمون التستوستيرون دون أن يتأثر تركيز الإستروجين، حيث يعتقد العلماء أنّ هرمون الإستروجين يزيد من نشاط المواد التي تعزز نمو خلايا البروستاتا، مما يسبب تضخم البروستاتا الحميد.
  • زيادة هرمون ديهدروتستوستيرون بالنسبة لهرمون التستوستيرون: يُعدّ هرمون ديهدروتستوستيرون (بالإنجليزية: Dihydrotestosterone) واختصاراً DHT، أحد الهرمونات الذكرية التي تلعب دوراً مهماً في نمو البروستاتا، وفي الحقيقة يقل إفراز هرمون التستوستيرون مع التقدم في العمر، بينما تستمر البروستاتا في إفراز هرمون ديهدروتستوستيرون وتراكمه في الدم، مما يحفز خلايا البروستاتا على الاستمرار في النمو.

عوامل خطر تضخم البروستاتا

تتضمن عوامل خطر الإصابة بتضخم البروستاتا الحميد ما يأتي:[٣]

  • التقدم في العمر: حيث تبدأ الأعراض بالظهور عند بلوغ 60 عاماً من العمر، إذ يعاني ما يقارب ثلث الرجال المصابين بتضخم البروستاتا من الأعراض المتوسطة إلى الشديدة، في حين يعاني ما يقارب نصف الرجال من ظهور الأعراض عند بلوغهم سن 80 عاماً، ومن النادر أن يسبب تضخم البروستاتا الأعراض لدى الرجال الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً.
  • التاريخ العائلي: تزداد احتمالية الإصابة بمشاكل في البروستاتا إذا كان أحد الأقارب مثل الأب أو الأخ، مصاباً بمشاكل في البروستاتا.
  • مرض السكري وأمراض القلب: تشير الدراسات إلى أنّ الإصابة بمرض السكري، وأمراض القلب، واستخدام أدوية معينة مثل حاصرات مستقبلات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers) قد تزيد من خطر الإصابة بتضخم البروستاتا الحميد.
  • نمط الحياة: تقلل ممارسة التمارين الرياضية من احتمالية الإصابة بتضخم البروستاتا، بينما تزيد السمنة من احتمالية الإصابة به.

أعراض تضخم البروستاتا

تكون أعراض تضخم البروستاتا الحميد بسيطة جداً في بداية المرض، إلا أنّها تصبح أكثر خطورة إذا لم يتم علاجها، ومن الأعراض الشائعة لتضخم البروستاتا ما يأتي:[٤]

  • عدم اكتمال عملية تفريغ المثانة.
  • البوال الليلي (بالإنجليزية: Nocturia) وهي الحاجة للتبول مرتين أو أكثر في الليلة الواحدة.
  • تقاطر البول في نهاية التبول.
  • سلس البول أو تسربه.
  • الحاجة للشد عند التبول لإفراغ المثانة.
  • ضعف مجرى البول.
  • الشعور بالحاجة الملحة للتبول بشكلٍ مفاجئ.
  • تباطؤ أو تأخر مجرى البول.
  • الشعور بالألم عند التبول.
  • ظهور الدم في البول.

مضاعفات تضخم البروستاتا

لا يعاني معظم الرجال المصابين بتضخم البروستاتا من المضاعفات، إلا أنّ بعض المضاعفات مثل احتباس البول الحاد وتلف الكلى تمثل تهديداً للحياة، ومما ينبغي التنبيه إليه أنّ تضخم البروستاتا لا يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، ومن مضاعفات تضخم البروستاتا ما يأتي:[٣]

  • احتباس البول: يمكن أن يؤدي تضخم البروستاتا إلى الفقدان المفاجئ للقدرة على التبول، والذي يحتاج إلى إدخال أنبوب قسطرة في المثانة للتخلص من البول، وفي الحالات الشديدة قد يحتاج بعض الرجال المصابين بتضخم البروستاتا إلى إجراء عملية جراحية للتخلص من احتباس البول.
  • عدوى المسالك البولية: (بالإنجليزية: Urinary tract infections) تزداد احتمالية الإصابة بعدوى المسالك البولية لدى الرجال المصابين بتضخم البروستاتا، بسبب عدم القدرة على تفريغ المثانة بشكلٍ كامل، وقد يحتاج المريض إلى الخضوع لعملية جراحية لإزلة جزء من البروستاتا عند تكرر الإصابة بعدوى المسالك البولية.
  • حصوات المثانة: يمكن أن يؤدي عدم القدرة على إفراغ المثانة بشكلٍ كامل إلى زيادة احتمالية تكوّن الحصوات في الجهاز البولي، والتي يمكن أن تسبب حدوث عدوى المسالك البولية، وتهيج المثانة، وظهور الدم في البول، وإعاقة تدفق البول بشكلٍ طبيعي.
  • تلف المثانة: يمكن أن يؤدي تمدد المثانة الحاصل نتيجة عدم تفريغها بشكلٍ كامل إلى ضعفها مع مرور الوقت، مسبباً عدم قدرة الجدار العضلي للمثانة على الانقباض بشكلٍ صحيح، مما يجعل تفريغ المثانة بالكامل أمراً صعباً.
  • تلف الكلى: يمكن أن يؤدي احتباس البول إلى زيادة الضغط داخل المثانة، مما يسبب تلف الكلى بشكلٍ مباشر، كما أنّ تلف الكلى قد ينتج بسبب وصول عدوى المثانة إلى الكلى.

فيديو عن علاج تضخم البروستات

يتحدث الفيديو عن علاج تضخم البروستات.

المراجع

  1. ^ أ ب “?(What is Benign Prostatic Hyperplasia (BPH”, www.urologyhealth.org, Retrieved 4-8-2018. Edited.
  2. “(Prostate Enlargement (Benign Prostatic Hyperplasia”, www.niddk.nih.gov, Retrieved 4-8-2015. Edited.
  3. ^ أ ب “(Benign prostatic hyperplasia (BPH”, www.mayoclinic.org, Retrieved 4-8-2018. Edited.
  4. “?What Do You Want to Know About Enlarged Prostate”, www.healthline.com, Retrieved 4-8-2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى