إسلام

معلومات عن سيدنا يوسف

صورة مقال معلومات عن سيدنا يوسف

التعريف بسيدنا يوسف عليه السلام

اسمه يوسف بن يعقوب بن إسحاق -عليهم السّلام-، واسم أمّه راحيل، وسيّدنا يوسف أحد الأسباط الذين ذكرهم الله -تعالى- في سورة البقرة، وكان سيّدنا يعقوب -عليه السّلام- يُحبّ سيّدنا يوسف -عليه السّلام- حُبّاً شديداً؛ مما أدّى إلى غيرة إخوة يوسف -عليه السّلام- منه؛ فقاموا بفعل مكيدة عظيمة لإبعاد سيّدنا يوسف -عليه السّلام- عن والده.[١]

كان لسيّدنا يعقوب -عليه السّلام- اثني عشر ولداً، ويقع ترتيب سيّدنا يوسف -عليه السّلام- الثاني عشر بين إخوته، وله أخ شقيق واحد اسمه بنيامين، أمّا الباقين فهم أشقاؤه من جهة أبيه فقط لا من جهة أمه، وقد كان سيّدنا يوسف -عليه السّلام- متميزاً منذ صغره برجاحة عقله، وحُسن خلقه، وذكائه.[٢]

ولد سيّدنا يوسف -عليه السّلام- في مدينة فدام آرام، وكان سيّدنا يوسف -عليه السّلام- شديد الجمال، وعندما وصل إلى سنّ الثانية عشر أو السابعة عشر شاهد في المنام أحد عشر كوكباً والشّمس والقمر ساجدين له، فقصّ الرّؤيا على أبيه، فأخبره سيّدنا يعقوب -عليه السّلام- بأنّ رؤياه تدل على أنَّه سيكون نبيّاً ومفسراً للرّؤى.[٣]

وبُعث سيّدنا يوسف -عليه السّلام- نبيّاً لبني إسرائيل لدعوتهم لعبادة الله -تعالى- وحده، وقد وردت قصّة سيّدنا يوسف -عليه السّلام- بالتفصيل في سورة كاملة في القرآن الكريم؛ وهي سورة يوسف، وأخبرتنا السّورة عن نشأة سيّدنا يوسف -عليه السّلام- وحياته، وشبابه، وقصّته مع إخوته ومع امرأة العزيز، وقصّته في السّجن، وقصّته وهو عزيزاً لمصر، ووالياً على خزائن الأرض، ورجوع أبيه وإخوته إليه.[٤]

نشأة يوسف عليه السلام

نشأ سيّدنا يوسف -عليه السّلام- مع أبيه وإخوته الأحد عشر؛ فأبوه نبيّ الله -تعالى- يعقوب بن إسحاق -عليهم السّلام-، وعندما كان سيّدنا يوسف -عليه السّلام- صغيراً شاهد رؤيا في المنام أنّ أحد عشر كوكباً يسجدون له، والشّمس والقمر ساجدين له أيضاً، فأخبر أباه بالرّؤيا، وقد كان بين تحقّق الرّؤيا ورؤيتها في المنام؛ ما يُقارب الأربعين أو الثمانين سنة، قال الله -تعالى-: (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ)،[٥][٦] فاستبشر سيّدنا يعقوب -عليه السّلام- بالرّؤيا، وأخبره بعدم إخبار إخوته بما رآه؛ لكي لا يكيدوا له مكيدة يُهلكونه بها.[٧]

وحدثتنا سورة يوسف في نهايتها عن تحقّق رؤيا سيّدنا يوسف -عليه السّلام-، فعندما كان عزيزاً لمصر جاء إخوته لأخذ الطعام، فعلم بقدومهم وأخبروه بندمهم على ما فعلوه معه وهو صغير، فاستغفر لهم الله -تعالى- وعفى عنهم، وأرسل معهم قميصه ليعود بصر أبيه، فرجعوا إلى أبيهم نادمين متحسّرين على ما فعلوه بأخيهم، فأخبرهم بأنّه سيستغفر لهم عن ذنبهم، ووصل إخوة يوسف -عليه السّلام- مع والديه إلى قصر يوسف، فدخلوا عليه وسجدوا له تحيةً وإكراماً، وطلبوا العفو والمغفرة من أبيهم؛ فاستغفر لهم ليتوب الله -تعالى- عليهم ويغفر ذنبهم.[٨]

المحن التي تعرض لها يوسف عليه السلام

تعرض سيدنا يوسف -عليه السلام- إلى الكثير من المحن والصعوبات، نورد أهمها على الوجه الآتي:

مكيدة إخوة يوسف ليوسف عليه السلام

كان سيّدنا يعقوب -عليه السّلام- يُحب ابنه يوسف -عليه السّلام- وأخيه بنيامين حباً شديداً وواضحاً، ممّا أدى إلى نشوء نار الغيرة بين إخوته العشرة، إذ قالوا نحن أحق بمحبة أبينا منهما؛ فهما صغيران ونحن أنفع وأكثر نفعاً لأبينا،[٩] فاجتمع الإخوة واتّفقوا على قتل أخيهم يوسف -عليه السّلام- أو الإلقاء به في أرض بعيدة مجهولة؛ لكي يُقبِل أبوهم بعد ذلك عليهم ويكون لهم مكانة عنده، فينصلح حالهم عند أبيهم بعد التخلّص من يوسف -عليه السّلام-.[١٠]

ولتحقيق ما يكيدون له استأذن إخوة يوسف أبيهم لأخذ يوسف -عليه السّلام- معهم عند ذهابهم للصّيد ليأكل وليلعب ويمرح؛ وقالوا إنهم سيحفظونه من أيّ مكروه يصيبه،[١١] فذهبوا به واجتمعوا على إلقائه في بئر عميق للتخلّص منه؛ ورجعوا إلى أبيهم وأخبروه كذباً أنّ الذئب قد أكل يوسف، وجاؤوا بقميصه ملطخاً بالدّماء كدليل على صدق قصتهم، فلم يصدقهم سيّدنا يعقوب -عليه السّلام- وعلم بأنّهم قاموا بمكيدة، فصبر وسلَّم أمره لله -تعالى-.[١٢]

وبعث الله -تعالى- قافلة تسير بجانب البئر الذي أُلقي فيه يوسف -عليه السلام-، فأرسلوا غلاماً ليأتي لهم بالماء من ذلك البئر، وعندما أرسل الغلام الدلو لداخل البئر تعلّق يوسف -عليه السّلام- بحبل الدلو، فخرج بذلك من البئر وأخذته القافلة وباعته في ما بعد في سوق مصر لعزيز مصر، والذي جعله مساعداً له في شؤونه، وتولّاه الله -تعالى- بالتربية والاستقامة.[١٢]

مراودة امرأة العزيز ليوسف عليه السلام

عندما بلغ سيّدنا يوسف -عليه السّلام- رشده، احتالت امرأة العزيز عليه وراوغته وأغلقت الأبواب وطلبت منه أن يُواقعها؛ فرفض سيّدنا يوسف -عليه السّلام- طلبها وأخبرها بفضل زوجها عليه، فلن يخونه في زوجته، وأنّ الله لا يُفلح الظالمين من الزّناة الخائنين.[١٣]

فلمّا شاهدهما العزيز عند الباب اتّهمت زوجة العزيز يوسف -عليه السّلام- بأنّ يوسف -عليه السلام- يُريدها بسوء، فكذّب سيّدنا يوسف -عليه السّلام- قولها فاحتكموا إلى الأدلّة؛ فإن كان قميصه تمزّق من الأمام فهي الصادقة، وإن كان قميصه تمزّق من الخلف فهو الصّادق، ولما رأوا القميص تبيّنت براءة سيّدنا يوسف -عليه السّلام- من ادعائها الباطل، وطلب العزيز من يوسف كتمان السر، وأخبره زوجته بالاستغفار عن ذنبها.[١٤]

وما لبث إلّا وانتشر الخبر في المدينة، فلامت نسوة المدينة امرأة العزيز على فعلتها، فقامت امرأة العزيز بفعل مكيدة لهنّ؛ فدعتهنّ إلى بيتها وأعدت لهنَّ طعاماً يحتجن فيه استخدام السّكين، وأمرت يوسف -عليه السّلام- بالخروج عليهنّ؛ فلمّا شاهدنه قطعن أيديهن -جرحنها- من شدة جماله، وتوقَّفن عن لومها؛ فانتشر الخبر في المدينة وأمر العزيز بحبس يوسف -عليه السّلام- حتّى يحمي سمعة امرأته.[١٥]

دخول يوسف عليه السلام السجن

عندما دخل سيّدنا يوسف -عليه السّلام- إلى السّجن، دخل معه فتيان من حاشية الملك، وأخبراه بالرّؤيا التي شاهداها في منامهما، وقد وهب الله -تعالى- سيّدنا يوسف -عليه السّلام- علم التّفسير والتّأويل، فدعاهم إلى عبادة الله -تعالى- وحده ثم أخبرهم بتأويل رؤيا كلّ شخص منهما؛ فأخبر الأوّل بأنّه سيُصلب وستأكل الطّير من رأسه، وأمّا الآخر فسيعمل ساقياً لشراب الملك، وتحقّق ذلك الأمر، وعلى أرجح الأقوال أنّ سيّدنا يوسف -عليه السّلام- بقيَ في السّجن سبع سنوات.[١٦]

المراجع

  1. ابن عاشور (1984)، كتاب التحرير والتنوير، تونس:الدار التونسية للنشر، صفحة 205، جزء 12. بتصرّف.
  2. أحمد غلوش (1423)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة 1)، صفحة 191. بتصرّف.
  3. الزحيلي (1418)، كتاب التفسير المنير (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 191، جزء 12. بتصرّف.
  4. أحمد غلوش (1423)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة 1)، صفحة 187. بتصرّف.
  5. سورة يوسف، آية:4
  6. النسفي (1419)، كتاب تفسير النسفي (الطبعة 1)، بيروت:دار الكلم الطيب، صفحة 94-95، جزء 2. بتصرّف.
  7. سعيد حوى (1424)، كتاب الأساس في التفسير (الطبعة 6)، القاهرة:دار السلام، صفحة 2631، جزء 5. بتصرّف.
  8. ناصر السيف، كتاب مشاهد من قصة يوسف عليه السلام، صفحة 41-45. بتصرّف.
  9. النسفي (1419)، كتاب تفسير النسفي (الطبعة 1)، بيروت:دار الكلم الطيب، صفحة 96-97، جزء 2. بتصرّف.
  10. النسفي (1419)، تفسير النسفي (الطبعة 1)، بيروت:دار الكلم الطيب، صفحة 97، جزء 2. بتصرّف.
  11. النسفي (1419)، كتاب تفسير النسفي (الطبعة 1)، بيروت:دار الكلم الطيب، صفحة 98، جزء 2. بتصرّف.
  12. ^ أ ب الزحيلي (1418)، كتاب التفسير المنير (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 191، جزء 12. بتصرّف.
  13. النسفي (1419)، كتاب تفسير النسفي (الطبعة 1)، بيروت:دار الكلم الطيب، صفحة 102-103، جزء 2. بتصرّف.
  14. الزحيلي (1418)، كتاب التفسير المنير (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 192، جزء 12. بتصرّف.
  15. الزحيلي (1418)، كتاب التفسير المنير (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 192، جزء 12. بتصرّف.
  16. زاهية الدجاني (1415)، كتاب يوسف في القرآن الكريم والتوراة (الطبعة 1)، بيروت:دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 69-75. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى