منوعات اجتماعية

جديد ما أفضل سن لزواج البنت

مقالات ذات صلة

سن الزواج

اختلف متوسط الأعمار المُناسبة للزواج بين الآباء في الألفيّة القديمة والشباب والفتيات في زماننا الحاضر، حيث إنّ مقوّمات وتداعيات الزواج ومقدار نُضج الأزواج، والظروف الاقتصاديّة المتباينة، شكّلت عوامل أساسيّة أثّرت على قدرة وحاجة ورغبة الرجال والنساء في القبول والإقدام على خطوة الزواج الهامة التي ستُغيّر حياتهم، كما أنّ هنالك بعض العوامل الثقافيّة التي تختلف بين فئات وعائلات المجتمع نفسه، والتي تدعم فكرة الزواج في سنٍ معيّن، ولا تُشجعه في سنٍ آخر، والتي تختلف بين الجنسين أيضاً، لكن يبقى الزواج في سنٍ وظروفٍ مناسبة واختيار الشريك بحكمةٍ قراراً هادفاً وهاماً؛ لأنه يعود بالنفع على الزوجين، ويؤثّر بشكلٍ كبير على نُضج العلاقة بينهما واستقرارها ونجاحها لاحقاً.[١]

عوامل تُحدد أفضل سن المُناسب لزواج الفتاة

هُنالك العديد من العوامل المُختلفة التي بناءً عليها يُحدد السن المُناسب لزواج الفتاة، ومنها ما يأتي:

النُضج العاطفي والعقلي للفتاة

حيث إنّ العلاقة الزوجيّة والارتباط العاطفي بالشريك يتطلب إحساس الفتاة المُرهف ونُضجها ورغبتها من الداخل بالدخول في علاقةٍ مُستمرّة وحقيقيّة معه دون تأثيرٍ خارجيّ وإلحاح عليها؛ لأنّ هذا القرار المصيري لا يعتمد على رقمٍ مُحدد لعمر الفتاة، بل ينبع من حاجة ومشاعر داخليّة ورغبة بالارتباط، كما أنّ خطوة الإرتباط بحدّ ذاتها يجب أن تكون مدروسةً بعناية من جميع الجهات؛ حتى تكون مُثمرة وناجحة، كما أن هنالك شعوراً مُشجعّاً يحثّها على الإقدام على الزواج ورغبة بتجربة إحساس الأمومة والاعتناء بالأطفال ورعاية العائلة الخاصة بها، مع ضرورة الوعي والقدرة على إدارة خلافات العلاقة وتخطّيها بشكلٍ منطقيّ وصحيح، وبالتالي تميل بعض الفتيات لهذا القرار بسنٍ مُعيّن ويجدنّ الزواج عالماً خاصاً يصنعنّ من خلاله حياةً مُستقلة سعيدة مُختلفة عن حياة الأهل، ويُشكّلن عبره عائلةً جديدة مُتناغمة مع وجوب العناية بصحتهنّ النفسيّة والخارجيّة أيضاً.[٢][٣]

النُضج الجسدي للفتاة

يُخطئ الكثير من الآباء باعتقادهم بأنّ وصول الفتاة لسن البلوغ أو دخولها في مراحل المُراهقة يجعل منها أنثى ناضجة وجاهزة للزواج، حيث إنّ بلوغ الفتاة وتغيّر معالم وأجزاء جسدها لا يجعلها ناضجةً تماماً ومُهيّئةً داخلياً للزواج، وإنما هي مراحل حرجة تحتاج التوعيّة والإرشاد وتوضيح طبيعة التغيّرات الجسديّة الداخليّة والخارجيّة التي سترافقها من النموّ والتغيّرات وآثارها عليهن، والتي تختلف الفتيات في فئاتهن العمريّة أثناء المرور بها، فهنالك فتيات يصلنّ لسن البلوغ في أعمارٍ صغيرة مما يجعل الزواج المُبكّر يُضر بهن ولا يتناسب مع وعيهنّ ونضجهنّ العقلي، ويسلبهنّ حقهنّ في العيش بحريّةٍ، والدراسة، والعمل، وممارسة الأنشطة الأخرى التي يطمحن لها، ويسوقهن وراء مسؤولياتٍ أكبر من أعمارهن واحتياجاتهن، ويُشكّل مشكلةً مجتمعيّة تقف عائقاً أمام قراراتهن وشعورهن بالراحة والأمان.[٤]

الاستعداد النفسي وتقبّل وجود شريكٍ دائم في حياتها

حيث إنّ استعداد الفتاة النفسي ونُضجها من الداخل وتقبّلها للزوج أمرٌ في غاية الأهميّة، ولا بد من النظر له عند التخطيط والتحضير للزواج، والذي يختلف بحسب عمر الفتاة وتجاربها وفهمها لطبيعة وتغيّرات هذه المرحلة، وبالتالي يجب أن تُدرك الفتاة حقيقة وجود نصفٍ آخر جديد في حياتها يجعلهما يتشاركان جميع لحظاتها ومراحلها وصعوباتها معاً، وينسجمان كروحٍ واحدة بشكلٍ جيّد ويتواصلان بطرقٍ هادفة، ويرغبان بتكوين عائلة سعيدة تحت مظلة زواجٍ ناجح، وعدم استعداد الفتاة للعيش مع هذا الشريك وفهم المسؤوليات التي ستُرافق هذه الخطوة يؤخّر من إقبالها على الزواج، وأمر يحتاج للمزيد من الوقت، كما أنه يعتمد على النموّ العقلي والنُضج العاطفي لها أيضاً.[٥]

تمتع الفتاة بالاستقلاليّة الماديّة والشخصيّة

تنظر بعض الفتيات للزواج على أنه قرار مصيري يتطلب الكثير من الوعي والتركيز والدراسة البحتة، وهو أمر يعتمد على وعي الفتاة وإدراكها لهذه الخطوة، إضافةً لتلقي الإرشاد والدعم ممن حولها، وبالتالي تجده بعضهنّ مرحلةً هامة جداً وأساسيّة للسعادة والاستقرار النفسي، وتكوين أسرةٍ جديدة، ودعم المُجتمع؛ لأنهنّ يتمتعن بالانفتاح العقلي والبصيرة والوعي والتأني في القرار، لكنهن في نفس الوقت يرونها خطوةً تتطلب استعدادهنّ الشخصي التام لها، والذي يتمثل بإتمام الدراسة، والشعور بالاكتفاء الذاتي والاستقلاليّة الماديّة، وتحقيق بعض الأهداف المرسومة من قبل، الأمر الذي يؤخّر سنهنّ عند الزواج، ويحد من رغبتهنّ في الإقبال عليه؛ لغاية تحقيق تلك الأهداف وإنجازها على أكمل وجه، والتي قد تنعكس آثارها على نجاح علاقتهن الزوجيّة لاحقاً، وجعلها أكثر استقراراً من الناحيّة الماديّة والمعنويّة.[٦]

اتباع الطقوس والعادات القديمة والسير حذوها

يختلف السن المُناسب لزواج الفتيات نظراً لاختلاف الثقافات والعادات المُجتمعيّة التي تتباين من بلدٍ لآخر وبين الفئات المُجتمعيّة في نفس المكان، حيث إن هُنالك بعض المُجتمعات التي تُشجّع على فكرة الزواج المُبكر للجنسين، وبشكلٍ خاص للفتيات، والتي قد لا تُراعي العوامل النفسيّة والشخصيّة الأخرى لها، وبالتالي تنتهك خصوصيتها ورغبتها في الاختيار والقرار، وهو أمرٌ ينعكس بشكلٍ سلبيّ لاحقاً على طبيعة ونجاح العلاقة، لكن في ظل القوانين الصارمة، والمنشورات الهادفة، وحملات التوعيّة والنُصح والإرشاد الكبير الذي قدمته العديد من المُنظمات التي تحمي حقوق الفتاة، لوحظ انحسار هذه الظاهرة بشكلٍ كبير والحد منها ونجاح عمليّة التوعية.[٧]

تأثير عمر الفتاة المُناسب للزواج (عليها وعلى المجتمع)

يجب الانتباه إلى سن الفتاة عند الإقدام على الزواج نظراً لأهميّة هذه الخطوة وآثارها التي تنعكس عليها وعلى المُجتمع أيضاً، والتي قد تتضمن النقاط الآتية:[٢]

  • تأثّر الوضع الصحيّ للفتاة والذي قد يتدهور في بعض حالات الزواج في فئةٍ عمريّةٍ غير مُناسبة، والتي لا تنسجم مع مسؤوليات الزواج من عناية بالأسرة والأطفال وتستنزف طاقة وصحة الأنثى التي تكون غير مؤهلة جسديّاً وصحيّاً لهذه المسؤوليّة الكبيرةـ فتُعاني من سوء التغذيّة وبعض الأمراض الأخرى في سنٍّ مُبكّر.
  • تأثر الفتاة من الناحيّة الاجتماعيّة عند الزواج في سنٍ غير مُناسب بحيث قد تفقد جزءاً من حريتها وأهدافها الشخصيّة وتسرقها الحياة الزوجيّة الجديدة وتمنعها من إكمال دراستها أو الحصول على فرص عملٍ أو دورات تدريبيّة كانت تطمح لها من قبل.
  • تأثر الزواج بالفئة العمريّة لأطرافه، حيث إن الدراسات تُشير لأن زواج المُراهقين في فئات مُبكرة قد يكون غير ناجحٍ وينتهي بالطلاق، وسُجلت نسبة مُرتفعة لحالات الانفصال لهذه الفئة العمريّة وصلت إلى 38% وهي نسبة لا يُستهان بها وتُوضّح أثر هذه الظاهرة على المُجتمع، والتي تُسبب تفكك الأسر خاصةً تلك التي يتواجد بها الأطفال.[٨]

المراجع

  1. Marni Feuerman (30-6-2019), “The State of Millennials and Marriage”، www.verywellmind.com, Retrieved 8-5-2020. Edited.
  2. ^ أ ب “Women’s Marriage Age Matters for Public Health: A Review of the Broader Health and Social Implications in South Asia”, www.ncbi.nlm.nih.gov,18-10-2017، Retrieved 8-5-2020. Edited.
  3. Ann J. MacDonald“When Should You Expect a Marriage Proposal”, www.ovetoknow.com/, Retrieved 8-5-2020. Edited.
  4. Simin Montazeri, Maryam Gharacheh, and others, “Determinants of Early Marriage from Married Girls’ Perspectives in Iranian Setting: A Qualitative Study”، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 8-5-2020. Edited.
  5. Andrea Bonior Ph.D. (24-5-2017),“18 Questions to Ask Before Getting Married”، www.psychologytoday.com, Retrieved 8-5-2020. Edited.
  6. Léa Rose Emery (15-9-2019), “Is There Really a Best Age to Get Married?”، www.brides.com, Retrieved 8-5-2020. Edited.
  7. “The Transition to Marriage”, www.nap.edu, Retrieved 8-5-2020. Edited.
  8. Theresa E DiDonato Ph.D. (1-6-2016), “These Are the Best (and Worst) Ages to Get Married”، www.psychologytoday.com, Retrieved 8-5-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى