إسلام

تفسير آية إن كيدكن عظيم

تفسير آية إن كيدكن عظيم

مقالات ذات صلة

معنى آية (إنّ كيدكنّ عظيم)

يأتي معنى الكيد بالتّخطيط بالمكر والاحتيال الخفي للوصول إلى المقصود،[١] ويقصد بكيدهنّ قوّة مكرهن، فالفعل لم يكن مستغرباً عندما صدر من امرأة العزيز،[٢] وقال النسفي في تفسيره: “لأنهن ألطف كيداً وأعظم حيلة وبذلك يغلبن الرجال”.[٣]

على لسان من وردت آية (إنّ كيدكنّ عظيم)؟

وردت آية “إنّ كيدكن عظيم” على لسان العزيز مخاطبًا لزوجته جرّاء ما كانت قد كادته ليوسف -عليه السّلام- في بيتها، قال الله -تعالى-: (فَلَمّا رَأى قَميصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قالَ إِنَّهُ مِن كَيدِكُنَّ إِنَّ كَيدَكُنَّ عَظيمٌ)،[٤][٥] قيل إنّ القائل لهذه الجملة هو الشاهد الذي كان حاضرًا في الموقف.[٦]

السياق الذي وردت فيه آية (إنّ كيدكنّ عظيم)

ورد سياق هذه الجملة حينما راودت امرأة العزيز يوسف -عليه السّلام- عن نفسها، فأبى -عليه السّلام- ورفض تأدية مطلبها، واستعاذ الله -تعالى- من هذا الأمر، وتوجّه نحو الباب قاصدًا الخروج، فقامت امرأة العزيز باللّحاق به لمنعه من ذلك، وقامت بتمزيق قميصه من الخلف وهي تحاول إمساكه، وحين وصوله إلى الباب فإذ بعزيز مصر يدخل الباب ويرى ما قد حصل.[٧]

فاتّهمت امرأته أنّ يوسف -عليه السّلام- قد أراد مراودتها، لكنّها رفضت ذلك، فدخل شاهد ليشهد بما حدث ليحكموا على المسيء من المظلوم، فلمّا رأى الشاهد بأنّ قميص يوسف قد مُزّق من الخلف، علم أنّ امرأة العزيز كاذبة في دعواها، وبأنّ يوسف -عليه السّلام- عليه السلام بريء، وحينها قال زوجها بأنّ ما دبّرته امرأته من كيد النّساء.[٧]

أمّا سياق القصة في القرآن فقد قال الله -تعالى-: (وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ قالَ مَعاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ* وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ* وَاسْتَبَقَا الْبابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ قالَتْ مَا جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلاَّ أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذابٌ أَلِيمٌ* قالَ هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكاذِبِينَ *وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ* فَلَمَّا رَأى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ).[٨]

ملخّص المقال: إنّ القائل لجملة “إنّ كيدكنّ عظيم” هو العزيز مخاطباً امرأته، وقيل هو الشاهد الذي شهد ببراءة يوسف -عليه السّلام-، وقيلت هذه الجملة في معرض مكر امرأة العزيز ليوسف أثناء مراودتها له، ولا علاقة بقوة مكر المرأة وكيدها في جميع شؤون الحياة، فهو أمر مخصوص بعدّة أمور معدودة تلجأ لها المرأة حينما لا تقدر على المواجهة، فقد قيلت بسياق الدّفاع عن نفسها، خوفًا من زوجها العزيز، فلجأت للمكر والكيد، لتبرّئ نفسها.

المراجع

  1. ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 258. بتصرّف.
  2. عبدالكريم يونس، التفسير القرآني للقرآن، صفحة 1261. بتصرّف.
  3. النسفي (1998)، تفسير النسفي (الطبعة 1)، بيروت:دار الكلم الطيب، صفحة 106، جزء 2.
  4. سورة يوسف، آية:28
  5. جلال الدين المحلي، الجلالين، صفحة 307. بتصرّف.
  6. البغوي، تفسير البغوي، صفحة 235. بتصرّف.
  7. ^ أ ب جعفر شرف الدين، الموسوعة القرانية خصائص السور، صفحة 129. بتصرّف.
  8. سورة يوسف، آية:23-28

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى