مواضيع دينية متفرقة

فوائد تعلم القرآن الكريم

مقالات ذات صلة

فوائد تعلُّم القرآن الكريم

لتعلّم القرآن الكريم العديد من الفوائد ومنها[١][٢] :

  • يُعَدّ تعلُّم القرآن الكريم من أشرف أبواب الدعوة إلى الله -تعالى-.
  • يتم من خلال تعلُّم القرآن الكريم معرفة الشرائع والأحكام التي تسير عليها الأمّة.
  • يُعَدّ مفتاحاً للعلوم جميعها؛ فتُستَنتَج المَعارف، ويُستَنتَج كلّ خير.
  • يُقوّي الإيمان في قلب المسلم، ويزيده.
  • يُعرِّف العبد بربّه، ويُقرّبه إليه؛ فيعلم العبد أنّ صفات الكمال لله -تعالى- وحده، وهو يتنزّه عن كلّ نَقص.
  • يزيد العِلم، والعمل، والبصيرة.
  • يساعد مُتعلِّمَ القرآن الكريم في معرفة الطريق المُوصِلة إلى الله -تعالى-، ويعرف صفات أهلها، وما ينتظرهم من نعيم دائم عند مُلاقاة ربّهم.
  • يساعد مُتعلِّمَ القرآن الكريم على تجنُّب الطريق المُوصِلة إلى غضب الله -تعالى-، وعذابه، ومعرفة صفات أهل النار، وما ينتظرهم من عقاب.
  • يُميّز مُتعلِّمَ القرآن الكريم بالسُّمعة الحَسَنة، والأخلاق الحميدة.[٣]
  • يُميّز مُتعلِّمَ القرآن الكريم بفصاحة اللسان، والنُّطق السليم للحروف العربيّة؛ بإخراج كلّ حرف منها من مَخرجه الطبيعيّ.[٣]

فضل تعليم القرآن الكريم

ورد الفَضل العظيم لتعليم القرآن الكريم في العديد من الأحاديث الصحيحة، ومن أشهرها قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ)،[٤] كما أنّ بعض العلماء، كسفيان الثوريّ، فضَّلَوا إقراء القرآن وتعليمه على الجهاد في سبيل الله -تعالى-؛ مُستدلّين بالحديث السابق، وقد ورد عن أبي عبدالرحمن السلمي التابعيّ الجليل وقد كان مُعلّماً للقرآن الكريم منذ خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- إلى عهد الحجّاج بن يوسف، أنّه جلس لتعليم القرآن، وكان الحديث السابق هو الذي حمله على ذلك؛ للأفضليّة التي أشار إليها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، والخاصّة بمُعلِّم القرآن، ومُتعلِّمه.[٥]

ويُعَدّ تعليم القرآن الكريم أشرف العلوم، وأفضلها؛ لأنّ كلام الله -تعالى- أفضل العلوم، والداعي إلى الخير هو الذي يعمل بالقرآن، وهو مأجور من عند ربّه، كما أنّ النَّفع المُتحصِّل من تعليم القرآن الكريم يُعَدّ من النَّفْع الجاري الذي يصل ثوابه إلى صاحبه ولو بعد مَماته؛ لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (من علَّم علمًا فله أجرُ من عمِل به، لا ينقصُ من أجرِ العاملِ).[٦] ولأنّ أمّة محمد -صلّى الله عليه وسلّم- خيرُ الأُمَم كما أخبر الله -تعالى- في قوله: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)،[٧] ومُعلّم القرآن من خيار الأمّة؛ فيكون الأفضل من الأفضليّة.[٢]

الحرص على تعلم القرآن

حرص رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على تعليم القرآن الكريم لصحابته؛ فكان لا يتوانى عن تبليغهم الآيات القرآنية التي تنزل عليه، وتعليمهم إيّاها؛ امتثالاً لقوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)،[٨] ولأنّ القرآن الكريم أفضل الكُتب وأشرفها كان حَرِيّاً بأمّة القرآن ألّا تدّخر جُهداً في تعلُّمه، وتعليمه، ومَن صاحبَ القرآن؛ سواء كان مُعلِّماً، أو مُتعلِّماً، أو تالياً، أو حافظاً، فإنّ نفسه تصفو، وأخلاقه تسمو،[٩] والأفضل من ذلك كلّه أنّه يصبح من أهل القرآن، وخاصّته؛ قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاسِ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ ، من هُم ؟ قالَ: هم أَهْلُ القرآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ)،[١٠][٩][١١] ومَن لم يكن له نصيب من القرآن، فحاله كحال البيت التالف؛ لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الذي ليس في جوفِه شيءٌ من القرآنِ كالبيتِ الْخَرِبِ).[١٢][٩]

أهداف تحفيظ القرآن للأطفال

يُجيدُ الأطفال التقليد والمُحاكاة؛ ولذلك تُعَدّ القُدوة الصالحة من أفضل أساليب التربية التي يُمكن اتِّباعها معهم؛ فما يراه المُربّي حَسَناً، استحسنَه الطفل، وما يراه المُربّي قبيحاً، استقبحَه الطفل، وهكذا، وإن تعوّد على رؤية الخير أمامه اعتاده؛ فما الخير إلّا عادَة، وهذا ما أشار إليه عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-،[١٣] وأفضل الخير الذي يُمكن تعليمه للطفل هو القرآن الكريم، خاصّة أنّ التعليم حال الصِّغَر أكثر ثباتاً، ورسوخاً، ولا بُدّ أن يكون القرآن هو الأساس الذي يُعتَمَد عليه في بناء المَلَكات، والمَعارف لدى الأطفال؛ لأنّ حال ما يُبنى على الأساس يكون كحال الأساس،[١٤] فيَنشأ الطفل على معرفة عَظَمة الخالق، والخوف منه، ويتعرّف على آياته في الأنفُس، والآفاق، ويتعلّم تدريجيّاً أركان الإسلام، وبعض الواجبات، والآداب، وبذلك يَنشأ على الفِطرة السليمة السويّة قبل أن تُكدِّرها المعاصي، والذنوب،[١٣] ولتحفيظ القرآن الكريم للأطفال العديد من الأهداف، ومنها ما يأتي:[١٥]

  • يعزِّز مبدأ أنّ القرآن الكريم دستور حياة المؤمن، وأنّ حِفظه من قِبل الطفل، والتمسُّك بتعاليمه ضمانٌ بإذن الله -تعالى- لنقاء سريرته، وغزارة عِلمه، وهدايته؛ كي لا يَضِلّ في حياته أبداً.
  • يربط الطفل روحيّاً، وإيمانيّاً، وخُلقيّاً بمبادئ القرآن الكريم، وتشريعاته؛ إذ إنّ أفضل ما يُثبّت العقيدة الإسلاميّة في النفس، ويغرس الطمأنينة والرضا في القلب هو القرآن الكريم، وهو أفضل ما يُناجي به العبد ربّه.
  • يغرس المكانة العظيمة للقرآن الكريم في قلوبهم؛ فإذا شبّوا وكَبروا، اتَّخذوه مَنهجاً ودستوراً في حياتهم.
  • يحفظهم من شرور الدُّنيا، والآخرة، وليس هذا فحسب، بل يحفظ ألسنتهم أيضاً من البذاءات؛ فمَن ينطق كلام الله -تعالى-، ويحفظه، فإنّ فمه يأبى أن يكون له نصيب من الشتائم، والغيبة، وسيّئ الكلام.
  • يحفظهم من الضياع؛ والضياع قد يكون في الدِّين، أو في الخُلُق، أو في النفس، أو حتى في المال، وقد أوصى الله -تعالى-، ورسوله -صلّى الله عليه وسلّم- بالأطفال؛ فهم أمانة في في أعناق ذَويهم يُسألون عنها يوم القيامة؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (كفَى بالمرءِ إثمًا أن يُضيعَ من يقوتُ).[١٦]
  • يُمتِّع الطفل بذاكرة بيضاء، فالطفل عند حِفظه القرآنَ، يملأ ذاكرته بالخير، وبكلّ ما هو مُفيد، وإلّا فسَتمتَلئ بما هو موجودٌ ومُتاح.
  • يُعَدّ المفتاح الذي يُخفِّف من حِدّة عقوق الوالدَين؛ فقد أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ من علامات الساعة أن تُصبح الابنة في تعامُلها مع والدتها وكأنّها هي الأم؛ فقال -صلّى الله عليه وسلّم-: (أنْ تَلِدَ الأمَةُ رَبَّتَها).[١٧]
  • يُعَدّ صدقةً جاريةً في ميزان حَسَنات ذَويه.
  • يربط الطفل بإخوانه المسلمين في شتّى بِقاع الأرض؛ فالقرآن الكريم هو حبل الله -تعالى- الذي يُوحّد المسلمين، ويجمع بين قلوبهم على اختلاف أجناسهم، ولغاتهم.
  • يُلبس الطفلَ تاج الوَقار في الجنّة؛ قال -عليه الصلاة والسلام- في حافظ القرآن: (يوضعُ على رأسِهِ تاجُ الوقارِ ، ويُكسى والداهُ حُلَّتيْنِ لا يقومُ لهما أهلُ الدُّنيا ، فيقولانِ : بِمَ كُسينا هذه ؟ فيقالُ لهما : بأخذِ ولدِكُما القرآنَ).[١٨][١٩]
  • تُعتَبر قراءة القرآن الكريم وحِفظه من المظاهر الدالّة على صلاح الوَلد الذي عَدّه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أحد الأمور الثلاثة التي لا ينقطع أجرُها عن الإنسان بعد مَماته؛ فقد قال رسول الله: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له).[٢٠][١٩]
  • يُعَدّ القرآن الكريم سبباً في رِفعة حافظه في الآخرة؛ لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (يُقالُ لصاحبِ القرآنِ اقرأْ وارتقِ ورتِّلْ كما كنت تُرتِّلُ في الدنيا فإنَّ منزلَك عند آخرِ آيةٍ تقرؤُها).[٢١][٢٢]
  • يُعَدّ حِفظ القرآن الكريم شفيعاً للعبد يوم القيامة؛ فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ويقولُ القرآنُ منعتُهُ النَّومَ باللَّيلِ فشفِّعني فيهِ).[٢٣][٢٤]

المراجع

  1. محمود الملاح (2010)، فتح الرحمن في بيان هجر القرآن (الطبعة الأولى)، الرياض: دار ابن خزيمة، صفحة 210-211. بتصرّف.
  2. ^ أ ب “تعليم القرآن الكريم”، www.alimam.ws، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2020. بتصرّف.
  3. ^ أ ب عبد الرب نواب الدين (2001)، كيف تحفظ القرآن الكريم (الطبعة الرابعة)، الرياض: دار طويق، صفحة 42. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم: 5027 ، صحيح.
  5. عبد الرحمن المحمود، دروس للشيخ عبد الرحمن المحمود، صفحة 5، جزء 29. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن معاذ بن أنس، الصفحة أو الرقم: 6396 ، صحيح.
  7. سورة آل عمران، آية: 110.
  8. سورة المائدة، آية: 67.
  9. ^ أ ب ت عطية نصر، غاية المريد في علم التجويد (الطبعة السابعة)، القاهرة: دار القاهرة، صفحة 13-14. بتصرّف.
  10. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 179 ، صحيح.
  11. ياسر الحمداني، موسوعة الرقائق والأدب، صفحة 175. بتصرّف.
  12. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2913 ، صحيح.
  13. ^ أ ب سليمان العودة (2013)، شعاع من المحراب (الطبعة الثانية)، الرياض: دار المغني، صفحة 79، جزء 7. بتصرّف.
  14. ابن خلدون (1988)، تاريخ ابن خلدون (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الفكر، صفحة 740. بتصرّف.
  15. أماني الرمادي، “كيف نُعين أطفالنا على حب القرآن الكريم”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2020. بتصرّف.
  16. رواه النووي، في تحقيق رياض الصالحين، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 153، صحيح.
  17. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 8، صحيح.
  18. رواه السيوطي، في البدور السافرة، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 73، إسناده صحيح.
  19. ^ أ ب أحمد الشيباني (14-2-2014)، “فضل القرآن وفضل أهله وأهمية قراءته للمسلم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2020. بتصرّف.
  20. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1631 ، صحيح.
  21. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1464 ، صحيح.
  22. سامي محمد، العمل الصالح، صفحة 275. بتصرّف.
  23. رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبدالله بن عمرو ، الصفحة أو الرقم: 10/118، صحيح.
  24. سامي محمد، العمل الصالح، صفحة 276. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

فوائد تعلُّم القرآن الكريم

حرص رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على تعليم القرآن الكريم لصحابته؛ فكان لا يتوانى عن تبليغهم الآيات القرآنية التي تنزل عليه، وتعليمهم إيّاها؛ امتثالاً لقوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)،[١] ولأنّ القرآن الكريم أفضل الكُتب وأشرفها كان حَرِيّاً بأمّة القرآن ألّا تدّخر جُهداً في تعلُّمه، وتعليمه، ومَن صاحبَ القرآن؛ سواء كان مُعلِّماً، أو مُتعلِّماً، أو تالياً، أو حافظاً، فإنّ نفسه تصفو، وأخلاقه تسمو،[٢] والأفضل من ذلك كلّه أنّه يصبح من أهل القرآن، وخاصّته؛ قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاسِ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ ، من هُم ؟ قالَ: هم أَهْلُ القرآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ)،[٣][٢][٤] ومَن لم يكن له نصيب من القرآن، فحاله كحال البيت التالف؛ لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الذي ليس في جوفِه شيءٌ من القرآنِ كالبيتِ الْخَرِبِ).[٥][٢]

ويُعَدّ تعلُّم القرآن الكريم من أشرف أبواب الدعوة إلى الله -تعالى-؛ فالشرائع والأحكام التي تسير عليها الأمّة إنّما تُعرَف من خلاله؛ ولذلك أخذ الله -تعالى- عهداً من كلّ أمّة أَنزلَ عليها كتاباً أن تتعلّمه، وتُعلِّمه؛ فقد قال في كتابه العزيز: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ)،[٦] وليس هذا فحسب، وإنّما توعَّدَ مَن تعلَّم القرآن، فكتمه، ولم يُعلّمه، أو يُبيّن أحكامه للأمّة بالطَّرد من رحمته؛ لقوله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ)،[٧][٨] ولهذا كان لتعلُّم القرآن الكريم فوائد عديدة أشار إليها العلّامة السعدي -رحمه الله-، ومنها ما يأتي:[٩]

  • يُعَدّ مفتاحاً للعلوم جميعها؛ فتُستَنتَج المَعارف، ويُستَنتَج كلّ خير.
  • يُقوّي الإيمان في قلب المسلم، ويزيده.
  • يُعرِّف العبد بربّه، ويُقرّبه إليه؛ فيعلم العبد أنّ صفات الكمال لله -تعالى- وحده، وهو يتنزّه عن كلّ نَقص.
  • يزيد العِلم، والعمل، والبصيرة.
  • يساعد مُتعلِّمَ القرآن الكريم في معرفة الطريق المُوصِلة إلى الله -تعالى-، ويعرف صفات أهلها، وما ينتظرهم من نعيم دائم عند مُلاقاة ربّهم.
  • يساعد مُتعلِّمَ القرآن الكريم على تجنُّب الطريق المُوصِلة إلى غضب الله -تعالى-، وعذابه، ومعرفة صفات أهل النار، وما ينتظرهم من عقاب.
  • يُميّز مُتعلِّمَ القرآن الكريم بالسُّمعة الحَسَنة، والأخلاق الحميدة.[١٠]
  • يُميّز مُتعلِّمَ القرآن الكريم بفصاحة اللسان، والنُّطق السليم للحروف العربيّة؛ بإخراج كلّ حرف منها من مَخرجه الطبيعيّ.[١٠]

فضل تعليم القرآن الكريم

ورد الفَضل العظيم لتعليم القرآن الكريم في العديد من الأحاديث الصحيحة، ومن أشهرها قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ)،[١١] كما أنّ بعض العلماء، كسفيان الثوريّ، فضَّلَوا إقراء القرآن وتعليمه على الجهاد في سبيل الله -تعالى-؛ مُستدلّين بالحديث السابق، وقد ورد عن أبي عبدالرحمن السلمي التابعيّ الجليل وقد كان مُعلّماً للقرآن الكريم منذ خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- إلى عهد الحجّاج بن يوسف، أنّه جلس لتعليم القرآن، وكان الحديث السابق هو الذي حمله على ذلك؛ للأفضليّة التي أشار إليها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، والخاصّة بمُعلِّم القرآن، ومُتعلِّمه.[١٢]

ويُعَدّ تعليم القرآن الكريم أشرف العلوم، وأفضلها؛ لأنّ كلام الله -تعالى- أفضل العلوم، والداعي إلى الخير هو الذي يعمل بالقرآن، وهو مأجور من عند ربّه، كما أنّ النَّفع المُتحصِّل من تعليم القرآن الكريم يُعَدّ من النَّفْع الجاري الذي يصل ثوابه إلى صاحبه ولو بعد مَماته؛ لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (من علَّم علمًا فله أجرُ من عمِل به، لا ينقصُ من أجرِ العاملِ).[١٣] ولأنّ أمّة محمد -صلّى الله عليه وسلّم- خيرُ الأُمَم كما أخبر الله -تعالى- في قوله: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)،[١٤] ومُعلّم القرآن من خيار الأمّة؛ فيكون الأفضل من الأفضليّة.[٨]

أهداف تحفيظ القرآن للأطفال

يُجيدُ الأطفال التقليد والمُحاكاة؛ ولذلك تُعَدّ القُدوة الصالحة من أفضل أساليب التربية التي يُمكن اتِّباعها معهم؛ فما يراه المُربّي حَسَناً، استحسنَه الطفل، وما يراه المُربّي قبيحاً، استقبحَه الطفل، وهكذا، وإن تعوّد على رؤية الخير أمامه اعتاده؛ فما الخير إلّا عادَة، وهذا ما أشار إليه عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-،[١٥] وأفضل الخير الذي يُمكن تعليمه للطفل هو القرآن الكريم، خاصّة أنّ التعليم حال الصِّغَر أكثر ثباتاً، ورسوخاً، ولا بُدّ أن يكون القرآن هو الأساس الذي يُعتَمَد عليه في بناء المَلَكات، والمَعارف لدى الأطفال؛ لأنّ حال ما يُبنى على الأساس يكون كحال الأساس،[١٦] فيَنشأ الطفل على معرفة عَظَمة الخالق، والخوف منه، ويتعرّف على آياته في الأنفُس، والآفاق، ويتعلّم تدريجيّاً أركان الإسلام، وبعض الواجبات، والآداب، وبذلك يَنشأ على الفِطرة السليمة السويّة قبل أن تُكدِّرها المعاصي، والذنوب،[١٥] ولتحفيظ القرآن الكريم للأطفال العديد من الأهداف، ومنها ما يأتي:[١٧]

  • يعزِّز مبدأ أنّ القرآن الكريم دستور حياة المؤمن، وأنّ حِفظه من قِبل الطفل، والتمسُّك بتعاليمه ضمانٌ بإذن الله -تعالى- لنقاء سريرته، وغزارة عِلمه، وهدايته؛ كي لا يَضِلّ في حياته أبداً.
  • يربط الطفل روحيّاً، وإيمانيّاً، وخُلقيّاً بمبادئ القرآن الكريم، وتشريعاته؛ إذ إنّ أفضل ما يُثبّت العقيدة الإسلاميّة في النفس، ويغرس الطمأنينة والرضا في القلب هو القرآن الكريم، وهو أفضل ما يُناجي به العبد ربّه.
  • يغرس المكانة العظيمة للقرآن الكريم في قلوبهم؛ فإذا شبّوا وكَبروا، اتَّخذوه مَنهجاً ودستوراً في حياتهم.
  • يحفظهم من شرور الدُّنيا، والآخرة، وليس هذا فحسب، بل يحفظ ألسنتهم أيضاً من البذاءات؛ فمَن ينطق كلام الله -تعالى-، ويحفظه، فإنّ فمه يأبى أن يكون له نصيب من الشتائم، والغيبة، وسيّئ الكلام.
  • يحفظهم من الضياع؛ والضياع قد يكون في الدِّين، أو في الخُلُق، أو في النفس، أو حتى في المال، وقد أوصى الله -تعالى-، ورسوله -صلّى الله عليه وسلّم- بالأطفال؛ فهم أمانة في في أعناق ذَويهم يُسألون عنها يوم القيامة؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (كفَى بالمرءِ إثمًا أن يُضيعَ من يقوتُ).[١٨]
  • يُمتِّع الطفل بذاكرة بيضاء، فالطفل عند حِفظه القرآنَ، يملأ ذاكرته بالخير، وبكلّ ما هو مُفيد، وإلّا فسَتمتَلئ بما هو موجودٌ ومُتاح.
  • يُعَدّ المفتاح الذي يُخفِّف من حِدّة عقوق الوالدَين؛ فقد أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ من علامات الساعة أن تُصبح الابنة في تعامُلها مع والدتها وكأنّها هي الأم؛ فقال -صلّى الله عليه وسلّم-: (أنْ تَلِدَ الأمَةُ رَبَّتَها).[١٩]
  • يُعَدّ صدقةً جاريةً في ميزان حَسَنات ذَويه.
  • يربط الطفل بإخوانه المسلمين في شتّى بِقاع الأرض؛ فالقرآن الكريم هو حبل الله -تعالى- الذي يُوحّد المسلمين، ويجمع بين قلوبهم على اختلاف أجناسهم، ولغاتهم.
  • يُلبس الطفلَ تاج الوَقار في الجنّة؛ قال -عليه الصلاة والسلام- في حافظ القرآن: (يوضعُ على رأسِهِ تاجُ الوقارِ ، ويُكسى والداهُ حُلَّتيْنِ لا يقومُ لهما أهلُ الدُّنيا ، فيقولانِ : بِمَ كُسينا هذه ؟ فيقالُ لهما : بأخذِ ولدِكُما القرآنَ).[٢٠][٢١]
  • تُعتَبر قراءة القرآن الكريم وحِفظه من المظاهر الدالّة على صلاح الوَلد الذي عَدّه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أحد الأمور الثلاثة التي لا ينقطع أجرُها عن الإنسان بعد مَماته؛ فقد قال رسول الله: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له).[٢٢][٢١]
  • يُعَدّ القرآن الكريم سبباً في رِفعة حافظه في الآخرة؛ لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (يُقالُ لصاحبِ القرآنِ اقرأْ وارتقِ ورتِّلْ كما كنت تُرتِّلُ في الدنيا فإنَّ منزلَك عند آخرِ آيةٍ تقرؤُها).[٢٣][٢٤]
  • يُعَدّ حِفظ القرآن الكريم شفيعاً للعبد يوم القيامة؛ فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ويقولُ القرآنُ منعتُهُ النَّومَ باللَّيلِ فشفِّعني فيهِ).[٢٥][٢٦]

المراجع

  1. سورة المائدة، آية: 67.
  2. ^ أ ب ت عطية نصر، غاية المريد في علم التجويد (الطبعة السابعة)، القاهرة: دار القاهرة، صفحة 13-14. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 179 ، صحيح.
  4. ياسر الحمداني، موسوعة الرقائق والأدب، صفحة 175. بتصرّف.
  5. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2913 ، صحيح.
  6. سورة آل عمران، آية: 187.
  7. سورة البقرة، آية: 159.
  8. ^ أ ب “تعليم القرآن الكريم”، www.alimam.ws، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2020. بتصرّف.
  9. محمود الملاح (2010)، فتح الرحمن في بيان هجر القرآن (الطبعة الأولى)، الرياض: دار ابن خزيمة، صفحة 210-211. بتصرّف.
  10. ^ أ ب عبد الرب نواب الدين (2001)، كيف تحفظ القرآن الكريم (الطبعة الرابعة)، الرياض: دار طويق، صفحة 42. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم: 5027 ، صحيح.
  12. عبد الرحمن المحمود، دروس للشيخ عبد الرحمن المحمود، صفحة 5، جزء 29. بتصرّف.
  13. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن معاذ بن أنس، الصفحة أو الرقم: 6396 ، صحيح.
  14. سورة آل عمران، آية: 110.
  15. ^ أ ب سليمان العودة (2013)، شعاع من المحراب (الطبعة الثانية)، الرياض: دار المغني، صفحة 79، جزء 7. بتصرّف.
  16. ابن خلدون (1988)، تاريخ ابن خلدون (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الفكر، صفحة 740. بتصرّف.
  17. أماني الرمادي، “كيف نُعين أطفالنا على حب القرآن الكريم”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2020. بتصرّف.
  18. رواه النووي، في تحقيق رياض الصالحين، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 153، صحيح.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 8، صحيح.
  20. رواه السيوطي، في البدور السافرة، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 73، إسناده صحيح.
  21. ^ أ ب أحمد الشيباني (14-2-2014)، “فضل القرآن وفضل أهله وأهمية قراءته للمسلم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2020. بتصرّف.
  22. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1631 ، صحيح.
  23. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1464 ، صحيح.
  24. سامي محمد، العمل الصالح، صفحة 275. بتصرّف.
  25. رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبدالله بن عمرو ، الصفحة أو الرقم: 10/118، صحيح.
  26. سامي محمد، العمل الصالح، صفحة 276. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

فوائد تعلُّم القرآن الكريم

حرص رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على تعليم القرآن الكريم لصحابته؛ فكان لا يتوانى عن تبليغهم الآيات القرآنية التي تنزل عليه، وتعليمهم إيّاها؛ امتثالاً لقوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)،[١] ولأنّ القرآن الكريم أفضل الكُتب وأشرفها كان حَرِيّاً بأمّة القرآن ألّا تدّخر جُهداً في تعلُّمه، وتعليمه، ومَن صاحبَ القرآن؛ سواء كان مُعلِّماً، أو مُتعلِّماً، أو تالياً، أو حافظاً، فإنّ نفسه تصفو، وأخلاقه تسمو،[٢] والأفضل من ذلك كلّه أنّه يصبح من أهل القرآن، وخاصّته؛ قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاسِ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ ، من هُم ؟ قالَ: هم أَهْلُ القرآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ)،[٣][٢][٤] ومَن لم يكن له نصيب من القرآن، فحاله كحال البيت التالف؛ لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الذي ليس في جوفِه شيءٌ من القرآنِ كالبيتِ الْخَرِبِ).[٥][٢]

ويُعَدّ تعلُّم القرآن الكريم من أشرف أبواب الدعوة إلى الله -تعالى-؛ فالشرائع والأحكام التي تسير عليها الأمّة إنّما تُعرَف من خلاله؛ ولذلك أخذ الله -تعالى- عهداً من كلّ أمّة أَنزلَ عليها كتاباً أن تتعلّمه، وتُعلِّمه؛ فقد قال في كتابه العزيز: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ)،[٦] وليس هذا فحسب، وإنّما توعَّدَ مَن تعلَّم القرآن، فكتمه، ولم يُعلّمه، أو يُبيّن أحكامه للأمّة بالطَّرد من رحمته؛ لقوله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ)،[٧][٨] ولهذا كان لتعلُّم القرآن الكريم فوائد عديدة أشار إليها العلّامة السعدي -رحمه الله-، ومنها ما يأتي:[٩]

  • يُعَدّ مفتاحاً للعلوم جميعها؛ فتُستَنتَج المَعارف، ويُستَنتَج كلّ خير.
  • يُقوّي الإيمان في قلب المسلم، ويزيده.
  • يُعرِّف العبد بربّه، ويُقرّبه إليه؛ فيعلم العبد أنّ صفات الكمال لله -تعالى- وحده، وهو يتنزّه عن كلّ نَقص.
  • يزيد العِلم، والعمل، والبصيرة.
  • يساعد مُتعلِّمَ القرآن الكريم في معرفة الطريق المُوصِلة إلى الله -تعالى-، ويعرف صفات أهلها، وما ينتظرهم من نعيم دائم عند مُلاقاة ربّهم.
  • يساعد مُتعلِّمَ القرآن الكريم على تجنُّب الطريق المُوصِلة إلى غضب الله -تعالى-، وعذابه، ومعرفة صفات أهل النار، وما ينتظرهم من عقاب.
  • يُميّز مُتعلِّمَ القرآن الكريم بالسُّمعة الحَسَنة، والأخلاق الحميدة.[١٠]
  • يُميّز مُتعلِّمَ القرآن الكريم بفصاحة اللسان، والنُّطق السليم للحروف العربيّة؛ بإخراج كلّ حرف منها من مَخرجه الطبيعيّ.[١٠]

فضل تعليم القرآن الكريم

ورد الفَضل العظيم لتعليم القرآن الكريم في العديد من الأحاديث الصحيحة، ومن أشهرها قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ)،[١١] كما أنّ بعض العلماء، كسفيان الثوريّ، فضَّلَوا إقراء القرآن وتعليمه على الجهاد في سبيل الله -تعالى-؛ مُستدلّين بالحديث السابق، وقد ورد عن أبي عبدالرحمن السلمي التابعيّ الجليل وقد كان مُعلّماً للقرآن الكريم منذ خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- إلى عهد الحجّاج بن يوسف، أنّه جلس لتعليم القرآن، وكان الحديث السابق هو الذي حمله على ذلك؛ للأفضليّة التي أشار إليها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، والخاصّة بمُعلِّم القرآن، ومُتعلِّمه.[١٢]

ويُعَدّ تعليم القرآن الكريم أشرف العلوم، وأفضلها؛ لأنّ كلام الله -تعالى- أفضل العلوم، والداعي إلى الخير هو الذي يعمل بالقرآن، وهو مأجور من عند ربّه، كما أنّ النَّفع المُتحصِّل من تعليم القرآن الكريم يُعَدّ من النَّفْع الجاري الذي يصل ثوابه إلى صاحبه ولو بعد مَماته؛ لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (من علَّم علمًا فله أجرُ من عمِل به، لا ينقصُ من أجرِ العاملِ).[١٣] ولأنّ أمّة محمد -صلّى الله عليه وسلّم- خيرُ الأُمَم كما أخبر الله -تعالى- في قوله: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)،[١٤] ومُعلّم القرآن من خيار الأمّة؛ فيكون الأفضل من الأفضليّة.[٨]

أهداف تحفيظ القرآن للأطفال

يُجيدُ الأطفال التقليد والمُحاكاة؛ ولذلك تُعَدّ القُدوة الصالحة من أفضل أساليب التربية التي يُمكن اتِّباعها معهم؛ فما يراه المُربّي حَسَناً، استحسنَه الطفل، وما يراه المُربّي قبيحاً، استقبحَه الطفل، وهكذا، وإن تعوّد على رؤية الخير أمامه اعتاده؛ فما الخير إلّا عادَة، وهذا ما أشار إليه عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-،[١٥] وأفضل الخير الذي يُمكن تعليمه للطفل هو القرآن الكريم، خاصّة أنّ التعليم حال الصِّغَر أكثر ثباتاً، ورسوخاً، ولا بُدّ أن يكون القرآن هو الأساس الذي يُعتَمَد عليه في بناء المَلَكات، والمَعارف لدى الأطفال؛ لأنّ حال ما يُبنى على الأساس يكون كحال الأساس،[١٦] فيَنشأ الطفل على معرفة عَظَمة الخالق، والخوف منه، ويتعرّف على آياته في الأنفُس، والآفاق، ويتعلّم تدريجيّاً أركان الإسلام، وبعض الواجبات، والآداب، وبذلك يَنشأ على الفِطرة السليمة السويّة قبل أن تُكدِّرها المعاصي، والذنوب،[١٥] ولتحفيظ القرآن الكريم للأطفال العديد من الأهداف، ومنها ما يأتي:[١٧]

  • يعزِّز مبدأ أنّ القرآن الكريم دستور حياة المؤمن، وأنّ حِفظه من قِبل الطفل، والتمسُّك بتعاليمه ضمانٌ بإذن الله -تعالى- لنقاء سريرته، وغزارة عِلمه، وهدايته؛ كي لا يَضِلّ في حياته أبداً.
  • يربط الطفل روحيّاً، وإيمانيّاً، وخُلقيّاً بمبادئ القرآن الكريم، وتشريعاته؛ إذ إنّ أفضل ما يُثبّت العقيدة الإسلاميّة في النفس، ويغرس الطمأنينة والرضا في القلب هو القرآن الكريم، وهو أفضل ما يُناجي به العبد ربّه.
  • يغرس المكانة العظيمة للقرآن الكريم في قلوبهم؛ فإذا شبّوا وكَبروا، اتَّخذوه مَنهجاً ودستوراً في حياتهم.
  • يحفظهم من شرور الدُّنيا، والآخرة، وليس هذا فحسب، بل يحفظ ألسنتهم أيضاً من البذاءات؛ فمَن ينطق كلام الله -تعالى-، ويحفظه، فإنّ فمه يأبى أن يكون له نصيب من الشتائم، والغيبة، وسيّئ الكلام.
  • يحفظهم من الضياع؛ والضياع قد يكون في الدِّين، أو في الخُلُق، أو في النفس، أو حتى في المال، وقد أوصى الله -تعالى-، ورسوله -صلّى الله عليه وسلّم- بالأطفال؛ فهم أمانة في في أعناق ذَويهم يُسألون عنها يوم القيامة؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (كفَى بالمرءِ إثمًا أن يُضيعَ من يقوتُ).[١٨]
  • يُمتِّع الطفل بذاكرة بيضاء، فالطفل عند حِفظه القرآنَ، يملأ ذاكرته بالخير، وبكلّ ما هو مُفيد، وإلّا فسَتمتَلئ بما هو موجودٌ ومُتاح.
  • يُعَدّ المفتاح الذي يُخفِّف من حِدّة عقوق الوالدَين؛ فقد أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ من علامات الساعة أن تُصبح الابنة في تعامُلها مع والدتها وكأنّها هي الأم؛ فقال -صلّى الله عليه وسلّم-: (أنْ تَلِدَ الأمَةُ رَبَّتَها).[١٩]
  • يُعَدّ صدقةً جاريةً في ميزان حَسَنات ذَويه.
  • يربط الطفل بإخوانه المسلمين في شتّى بِقاع الأرض؛ فالقرآن الكريم هو حبل الله -تعالى- الذي يُوحّد المسلمين، ويجمع بين قلوبهم على اختلاف أجناسهم، ولغاتهم.
  • يُلبس الطفلَ تاج الوَقار في الجنّة؛ قال -عليه الصلاة والسلام- في حافظ القرآن: (يوضعُ على رأسِهِ تاجُ الوقارِ ، ويُكسى والداهُ حُلَّتيْنِ لا يقومُ لهما أهلُ الدُّنيا ، فيقولانِ : بِمَ كُسينا هذه ؟ فيقالُ لهما : بأخذِ ولدِكُما القرآنَ).[٢٠][٢١]
  • تُعتَبر قراءة القرآن الكريم وحِفظه من المظاهر الدالّة على صلاح الوَلد الذي عَدّه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أحد الأمور الثلاثة التي لا ينقطع أجرُها عن الإنسان بعد مَماته؛ فقد قال رسول الله: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له).[٢٢][٢١]
  • يُعَدّ القرآن الكريم سبباً في رِفعة حافظه في الآخرة؛ لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (يُقالُ لصاحبِ القرآنِ اقرأْ وارتقِ ورتِّلْ كما كنت تُرتِّلُ في الدنيا فإنَّ منزلَك عند آخرِ آيةٍ تقرؤُها).[٢٣][٢٤]
  • يُعَدّ حِفظ القرآن الكريم شفيعاً للعبد يوم القيامة؛ فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ويقولُ القرآنُ منعتُهُ النَّومَ باللَّيلِ فشفِّعني فيهِ).[٢٥][٢٦]

المراجع

  1. سورة المائدة، آية: 67.
  2. ^ أ ب ت عطية نصر، غاية المريد في علم التجويد (الطبعة السابعة)، القاهرة: دار القاهرة، صفحة 13-14. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 179 ، صحيح.
  4. ياسر الحمداني، موسوعة الرقائق والأدب، صفحة 175. بتصرّف.
  5. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2913 ، صحيح.
  6. سورة آل عمران، آية: 187.
  7. سورة البقرة، آية: 159.
  8. ^ أ ب “تعليم القرآن الكريم”، www.alimam.ws، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2020. بتصرّف.
  9. محمود الملاح (2010)، فتح الرحمن في بيان هجر القرآن (الطبعة الأولى)، الرياض: دار ابن خزيمة، صفحة 210-211. بتصرّف.
  10. ^ أ ب عبد الرب نواب الدين (2001)، كيف تحفظ القرآن الكريم (الطبعة الرابعة)، الرياض: دار طويق، صفحة 42. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم: 5027 ، صحيح.
  12. عبد الرحمن المحمود، دروس للشيخ عبد الرحمن المحمود، صفحة 5، جزء 29. بتصرّف.
  13. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن معاذ بن أنس، الصفحة أو الرقم: 6396 ، صحيح.
  14. سورة آل عمران، آية: 110.
  15. ^ أ ب سليمان العودة (2013)، شعاع من المحراب (الطبعة الثانية)، الرياض: دار المغني، صفحة 79، جزء 7. بتصرّف.
  16. ابن خلدون (1988)، تاريخ ابن خلدون (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الفكر، صفحة 740. بتصرّف.
  17. أماني الرمادي، “كيف نُعين أطفالنا على حب القرآن الكريم”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2020. بتصرّف.
  18. رواه النووي، في تحقيق رياض الصالحين، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 153، صحيح.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 8، صحيح.
  20. رواه السيوطي، في البدور السافرة، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 73، إسناده صحيح.
  21. ^ أ ب أحمد الشيباني (14-2-2014)، “فضل القرآن وفضل أهله وأهمية قراءته للمسلم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2020. بتصرّف.
  22. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1631 ، صحيح.
  23. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1464 ، صحيح.
  24. سامي محمد، العمل الصالح، صفحة 275. بتصرّف.
  25. رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبدالله بن عمرو ، الصفحة أو الرقم: 10/118، صحيح.
  26. سامي محمد، العمل الصالح، صفحة 276. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى