تعليم

توضيح مطابقة الفعل للفاعل تأنيثُا وتذكيرًا

صورة مقال توضيح مطابقة الفعل للفاعل تأنيثُا وتذكيرًا

ماذا تعني مطابقة الفعل للفاعل تأنيثًا وتذكيرًا؟

كل فعل يجب أن يكون له فاعل، وهذا الفاعل قد يكون مذكرًا، وقد يكون مؤنثًا، وإنّ صياغة الفعل تتأثر بتغير جنس الفاعل، وهذا عند النحاة يمكن تقسيمه إلى ثلاثة مواضع، هي:[١]

وجوب تذكير الفعل مع الفاعل

وذلك في الحالات التالية:[٢]

  • إذا كان الفاعل مذكرًا مفردًا أو مثنى أو جمع مذكر سالم

مثال المذكَّر معنى ولفظًا: جاء المزارع، وجاء المزارعان، وجاء المزارعون، مثال المذكَّر معنى لا لفظًا: جاء طلحة.

  • إذا كان الفاعل مؤنَّثًا ظاهرًا قد فُصِلَ بينه وبين فعله بأداة الاستثناء “إلا”

مثاله: ما درس إلا عائشة.

وجوب تأنيث الفعل مع الفاعل

وذلك في الحالات الآتية:[٢]

  • إذا كان الفاعل مؤنثًا حقيقيًا ظاهرًا متصلًا بفعله سواء أكان مفردًا أم مثنى أم جمع مؤنث سالم

مثاله: جلستْ فاطمةُ، وجلست الفاطمتان، وجلست الفاطمات.

  • إذا كان الفاعل ضميرًا مستترًا عائدًا إلى مؤنث حقيقي أو مؤنث مجازي.

مثاله: جويريةُ أتتْ، والشمس غربتْ.

  • إذا كان الفاعل ضميرًا عائدًا إلى جمع مؤنث سالم أو جمع تكسير لمؤنث أو لمذكَّر غير عاقل

مثال العائد لجمع مؤنث سالم: الهندات درستْ، مثال العائد إلى جمع تكسير لمؤنث: الفواطمُ قامتْ، مثال العائد إلى مذكَّر غير عاقل: الجِمالُ تبرك.

جواز التذكير والتأنيث على الفعل مع الفاعل

وذلك في الحالات كثيرة، نذكر منها ما يأتي:[٢]

  • إذا كان الفاعل مؤنثًا مجازيًا ظاهرًا

مثاله: أشرقتْ الشمس، وأشرق الشمس.

  • إذا كان الفاعل مؤنثًا حقيقيًا مفصولًا بينه وبين فعله بفاصل غير “إلا”

مثاله: كتب المقالَ طالبة العلم، وكتبت المقال طالبة العلم.

  • إذا كان الفاعل ضميرًا منفصلًا لمؤنث.

مثاله: إنما جلس، وإنما جلستْ هي.

  • إذا كان الفاعل مؤنثًا ظاهرًا، والفعل “نِعم، أو ساء، أو بئس”.

مثاله: نِعمتْ الفتاة سلمى، ونعم الفتاة سلمى.

  • إذا كان الفاعل مذكرًا مجموعًا بالألف والتاء.

مثاله: جاء الحمزات، وجاءت الحمزات.

كيف يُحول الفعل من مذكر إلى مؤنث والعكس؟

إنّ الأصل العام أن كل فاعل كان مؤنثًا فإن فعله الماضي يتأنث بإضافة تاء التأنيث الساكنة عليه، فتقول: نامتْ هند، وإن كان الفاعل مؤنثًا فإن فعله المضارع يتأنث بإضافة تاء المضارعة في أول الفعل، فتقول: تنامُ هند.[١]

وعليه؛ فإنّ التحويل من مذكر لمؤنث أو العكس مبني على جنس الفاعل، وبيانه بالمثال: جاء الطالب، فهذا الفعل الماضي مذكر، وإذا أردنا تأنيثه فإننا نأتي بفاعل مؤنث ونقول: جاءت الطالبة، والعكس يكون بالإتيان بفاعل مذكر ثم تعرية الفعل من علامة التأنيث، هذه أبسط طريقة،[١] ويوجَد غيرها باستحضار القواعد السابقة.[١]

أمثلة على مطابقة الفعل للفاعل تأنيثا وتذكيرًا

فيما يأتي أمثلة على ما تقدم:

  • قال تعالى: {وَلَمّا جاءَ موسى لِميقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قالَ رَبِّ أَرِني أَنظُر إِلَيكَ}.[٣]

جاء: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. موسى: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر.

  • قال جميل بثينة: بُثَينَةُ قالَت يا جَميلُ أَرَبتَني ** فَقُلتُ كِلانا يا بُثَينَ مُريبُ[٤]

بثينة: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. قالتْ: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، وتاء التأنيث: حرف مبني لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هي.

  • اجتمع المحاضرون في مكان واحد.

اجتمع: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. المحاضرون: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.

  • درست الموضوع باحثة الأدب.

درست: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، وتاء التأنيث: حرف مبني لا محل له من الإعراب. باحثة: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.

  • قال أبو تمام: نامَت عُيونُ الشامِتينَ تَيَقُّنًا ** أَن لَيسَ يَهجَعُ وَالهُمومُ تُسامِرُه[٥]

نامت: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، وتاء التأنيث: حرف مبني لا محل له من الإعراب. عيون: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.

تدريبات على مطابقة الفعل للفاعل تأنيثًا وتذكيرًا

فيما يأتي تدريبات متنوعة على ما سبق:

صوب الخطأ في الجمل التالية

  • سلمى يشرب الحليب كل صباح.
  • جاءت أبي ليلقنني درسًا في الاجتهاد.
  • يمسح كوثر الغبار عن الزجاج.
  • ما نامت إلا مريم.

حول الأفعال التالية من مذكر إلى مؤنث والعكس في جمل مفيدة من إنشائك

الفعل
شرب
سافر
أتى
باع
مذكر
مؤنث

املأ الفراغ بالفعل المناسب

  • ….. الشمس من المشرق.
  • أمي….. الخبز كل صباح.
  • الفاطمات….. معا.
  • ما…. إلا خولة.

إنّ الفعل والفاعل بينهما تشارك في بعض الأحكام، ومن ضمن ذلك التذكير والتأنيث، وإنما قعدت العرب هذه الأحكام رفعًا للوهم وتسهيلًا للخطاب، ولا يمكن لأي كاتب أن يكون كاتبًا إذا جهل هذه الأحوال الضرورية.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية، صفحة 398-399. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية، صفحة 399-402. بتصرّف.
  3. سورة الأعراف، آية:143
  4. “بثينة قالت يا جميل أربتني”، ديوان الشعر، اطّلع عليه بتاريخ 11/10/2021.
  5. “أَفنى وَلَيلي لَيسَ يَفنى آخِرُه”، ديوان، اطّلع عليه بتاريخ 11/10/2021.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى