أمراض القلب و الشرايين

ما هو معدل دقات القلب الطبيعي

مقالات ذات صلة

معدل دقات القلب

يختلف معدل ضربات قلب الإنسان في حالة الراحة عن معدل ضربات القلب عند ممارسة نشاط بدني، أو عند التعّرّض للخطر، أو لانفعال عاطفي، فعلى سبيل المثال يُحفّز الشّعور بالخوف أو التفاجؤ إفراز هرمون الأدرينالين الذي يزيد سرعة ضربات القلب لتزويد الجسم بكميةٍ أكبر من الأكسجين والطّاقة اللازمين لمواجهة الخطر أو الهروب منه، وعليه يمكن بيان معدل ضربات القلب كما يأتي.[١]

معدل دقات القلب الطّبيعي

يُمكن بيان معدل ضربات القلب الطبيعي في وقت الراحة وعدم بذل مجهود حسب العمر على النحو الآتي:[٢]

  • معدل دقات القلب الطّبيعي عند الجنين: تبدأ عضلة القلب لدى الجنين بالانقباض خلال الأسبوع الثالث من الحمل، ولكن تُسمع ضربات قلبه لأول مرة باستخدام التّخطيط التّصواتي أو تخطيط صدى الصوت (بالإنجليزيّة: Sonography) خلال الأسبوع السادس من الحمل تقريبًا، ويتراوح معدل ضربات القلب عندئذ بين 100-120 ضربةٍ في الدقيقة الواحدة، وتنبغي الإشارة إلى أن معدل ضربات القلب الطبيعي لدى الجنين يختلف باختلاف فترة الحمل؛ فكما أشرنا سابقاً أن معدل ضربات قلب الجنين تصل إلى 110 ضربة في الدّقيقة ما بين الأسبوع الخامس إلى السّادس، ثم تزداد لتصبح حوالي 170 ضربة في الدّقيقة ما بين الأسبوع التّاسع إلى العاشر، بعد ذلك تنخفض لتصل إلى ما يُقارب 150 ضربة في الدّقيقة خلال الأسبوع الرابع عشر من الحمل، وحوالي 140 ضربة في الدّقيقة خلال الأسبوع العشرين من الحمل، لتستقر بعد ذلك وتصبح 130 ضربةٍ في الدّقيقة حتى نهاية الحمل، وخلاصة القول يُمكن أن يتراوح معدل ضربات القلب الطبيعي لدى الجنين أثناء فترة الحمل بشكلٍ عام ما بين 120-160 ضربةً في الدّقيقة.[٣]
  • معدل دقات القلب الطبيعي عند الأطفال والبالغين: يتراوح معدل ضربات القلب أثناء الرّاحة للإنسان الطّبيعي ما بين 60-100 ضربة في الدّقيقة[٤]، ويوضح الجدول الآتي معدل دقات القلب الطّبيعي لدى الأطفال والبالغين:[١]

العمر معدل دقات القلب الطّبيعي خلال دقيقة
من الولادة حتى نهاية الشّهر الأول من العمر 70 – 190
من الشّهر الأول حتى 11 شهر 80 – 160
من عمر سنة إلى سنتين 80 – 130
من عمر 3-4 سنوات 80 – 120
من عمر 5-6 سنوات 75- 115
من عمر 7-9 سنوات 70 – 110
أكثر من 10 سنوات 60 – 100

وفي سياق الحديث عن معدل دقات القلب يجدر الذكر أنّ هناك ما يُعرف بمعدل دقات القلب القصوى (بالإنجليزية: maximum heart rate)، وهو مصطلح يُطلق على معدل نبض القلب في الحالات التي يتطلب فيها الأمر بذل القلب قصارى جهده لتلبية حاجة الجسم من الأكسجين، وإنّ معدل دقات القلب القصوى يلعب دورًا في تحديد قدرة القلب والرئتين على تزويد العضلات بالأكسجين، وكلما كتنت قدرتهما أعلى كانت صحة الشخص أفضل، إذ إنّ ذلك قد يُقلل فرصة التعرض للنوبات القلبية وحتى الوفاة.[٥][٦]

معدل دقات القلب خلال التمارين

على الرغم من تسبب التمارين الرياضية والنشاط البدني عامة بزيادة معدل ضربات القلب عامة، إلا أنّ المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية يُؤدي إلى خفض معدل ضربات القلب على المدى البعيد، وهذا يعني أنّ القلب يحتاج لبذل جهد أقل لتزويد الجسم بحاجته من الأكسجين والعناصر الغذائية، مما يزيد كفاءة الجسم على أداء وظائفه،[١] فوفقاً لجمعية لقلب الأمريكيّة (بالإنجليزيّة: American Heart Association) فقد تبيّن أن التّدريب المتواصل يُحفّز عضلة القلب على العمل بكفاءة أكبر، وبالتالي لن تحتاج عضلة القلب لبذل جهدٍ أكبر للحفاظ على ثبات معدل ضربات القلب؛ فينخفض المعدل ليصل ما بين 40-60 ضربة في الدّقيقة لدى هؤلاء الرياضيين أثناء الراحة والاسترخاء،[٧] كذلك تزيد التّمارين الرّياضّية المكثفة معدل دقات القلب القصوى، وفي هذه الحالة يُنصح الأشخاص الرّياضيون بزيادة شدة التّدريبات بشكلٍ تدريجي؛ بحيث يبدأ الشخص الرياضي ببمارسة التمارين الرياضية ضمن برنامجٍ تدريبيٍ يُحقق 50% من معدل ضربات القلب المستهدف، ثم يزيد كثافة التّمارين تدريجياً حتى يصل إلى 70-80% من معدل ضربات القلب المستهدف، أما إذا كان الفرد الراغب بزيادة معدل دقات القلب القصوى لا يمارس التّمارين الرّياضيّة بانتظام، فيتوجب عليه مراجعة الطّبيب قبل تحديد معدل ضربات القلب المستهدف، خاصةََ إذا كان يتناول أدوية يمكن أن تخفض معدل دقات القلب مثل حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers)[٥]، وبشكلٍ عام يُمكن حساب معدل دقات القلب القصوى خلال ممارسة التّمارين الرّياضيّة عن طريق طرح العمر من العدد 220، فعلى سبيل المثال يكون معدل دقات القلب القصوى لشخص يبلغ الأربعين من العمر 175 دقة في الدّقيقة، ولكن يُنصح بعدم محاولة الوصول لهذا المستوى،[٨] والاكتفاء بزيادة معدل دقات القلب لتصل إلى حوالي 50-70٪ من الحد الأقصى لمعدل ضربات القلب، بحيث يضمن الشخص زيادة لياقته وقوته البدنية بشكلٍ آمن ودون تعريضه للخطر.[٤]

معدل دقات القلب غير الطبيعي

حقيقة توجد الكثير من الحالات التي يتغير فيها معدل نبض القلب عن الوضع الطبيعيّ، وقد يكون هذا التغير نتيجة التعرض لعوامل أو ظروف طبيعية، وسيأتي بيانها في أدنى المقال، ولكن في حال استمرار ارتفاع ضربات القلب، أو انخفاضها دون ممارسة الرياضة، أو في حال ظهور أعراض أخرى إلى جانب اضطراب معدل ضربات القلب؛ فعندئذ تجدر مراجعة الطبيب لمعرفة السبب الكامن وراء ذلك، ومن هذه الأعراض التي يجدر عدم تجاهلها: الإغماء والدوخة وضيق التنفس. وفي سياق هذا الحديث يُشار إلى أنّ انخفاض معدل ضربات القلب عن 60 ضربة في الدقيقة قد يُعزى إلى تأخر أو عدم وصول الإشارة الكهربائية التي تُحفز عضلة القلب على الانقباض وضخّ الدم، مما يؤدي إلى اضطراب نظم القلب والذي يُعرف ببطء القلب أو اضطراب النظم البُطئي (بالإنجليزيّة: Bradycardia)، عندئذٍ قد يشعر الفرد بالضّعف والتّعب عند بذل مجهود بسيط مثل صعود الدرج.[٩][١٠] ومن الأسباب التي قد تكمن وراء المعاناة من بطء معدل ضربات القلب: مشاكل الغدة الدرقية، ومشاكل القلب، وتناول بعض أنواع الادوية.[١١]

في المقابل قد تتسارع ضربات القلب أثناء الراحة والاسترخاء لتزيد عن 100 ضربة في الدقيقة، وعندئذٍ تُعرف هذه الحالة بتسرع القلب (بالإنجليزيّة: Tachycardia) والتي بدورها تُقلل من كفاءة عملية ضخ الدّم المحمّل بالأكسجين من القلب إلى باقي أجزاء الجسم، ويُقسم تسرع القلب إلى عدة أنواع أكثرها شيوعاً هي: تسرع القلب الأذيني (بالإنجليزيّة: Atrial tachycardia) والذي يحدث في حجرات القلب العلويّة أي الأذينين، وتسرّع القلب البطيني (بالإنجليزيّة: Ventricular tachycardia) والذي يحدث في حجرات القلب السّفليّة أي البطينين، وتوجد عوامل عدّة تؤدي إلى الإصابة بتسرّع والتي تشمل: بعض الاضطرابات الصّحيّة المتعلقة بالقلب مثل تصلب الشّرايين، أو أمراض صمامات القلب، أو اعتلال عضلة القلب، أو قصور القلب، أو تعرّض القلب العدوى، أو ارتفاع ضغط الدّم وغيرها، وبعض أمراض الرّئة، واضطراب الكهارل (بالإنجليزية: Electrolyte imbalance)، واضطرابات الغدة الدّرقيّة، وإدمان الكحول والمخدرات، والإكثار من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، بالإضافة إلى التوتر والإجهاد العاطفي، ويُمكن أن يسبّب تسرّع القلب ظهور بعض الأعراض والعلامات مثل ضيق التّنفس، والدّوار أو الدّوخة، الشعور بخفقانٍ في الصدر، والشّعور بضعفٍ مفاجئٍ وربما فقدان الوعي.[١٢]

العوامل المؤثرة في معدل دقات القلب

تؤثر العديد من العوامل في معدل دقات القلب، نذكر منها:

  • العمر: ينخفض معدل ضربات القلب أثناء الرّاحة مع التقدّم في العمر.[١٣]
  • وضعيّة الجسم: يختلف معدل دقات القلب في حالة الجلوس عنه في حالة الحركة.[٧]، فمن المتوقع أن يزيد معدل ضربات القلب بشكلٍ مؤقت عند الانتقال من وضعية الجلوس إلى الوقوف.[١٣]
  • درجة الحرارة: يزداد معدل دقات القلب عند التعرّض لدرجات الحرارة المرتفعة.[١٣]
  • التّوتر والإجهاد العاطفي: يؤدي القلق والحماس الزّائد إلى زيادة معدل دقات القلب وضغط الدّم، ويُمكن النخفيف من التوتر عن طريق ممارسة تمارين التّنفس العميق، واليوغا، والتدريب الذّهني، والتّأمل.[١][١٣]
  • الوزن: تؤدي السّمنة إلى ارتفاع معدل دقات القلب لأنّ القلب يعمل بجهد أكبر لتزويد جميع أجزاء الجسم بالأكسجين والمواد المغذية، لذلك لا بد من إنقاص الوزن للمحافظة على صحة القلب وخفض معدل دقات القلب.[١]
  • التّدخين: يسبب التّدخين ارتفاع معدل دقات القلب، ويمكن استعادة المعدل الطّبيعي لدقات القلب بالإقلاع عن التّدخين.[١]

كيفية قياس معدل دقات القلب

يمكن قياس معدل دقات القلب عن طريق وضع أطراف الإصبع الثّاني والثّالث (السّبابة والوسطى) على الرّسغ في نهاية قاعدة الإبهام من جهة الكف، أو على جانبي القصبة الهوائيّة أسفل العنق، والضّغط برفق للتمكّن من الشعور بالنّبض، والبدء بعد النّبضات خلال عشر ثوان باستخدام ساعة توقيتٍ زمني، ثم ضرب الرّقم الذي نحصل عليه بالعدد 6 للحصول على معدل دقات القلب خلال دقيقة.[٢]

نظرة عامة حول معدل دقات القلب

معدل ضربات القلب أو معدل دقات القلب أو سرعة القلب أو وتيرة القلب (بالإنجليزيّة: Heart Rate) هو عدد المرات التي تنقبض فيها عضلة القلب خلال الدقيقة الواحدة، وتنبغي الإشارة هنا إلى أن ضربات القلب في الوضع الطبيعي تحدث ضمن نمطٍ إيقاعيٍ منظم بحيث يفصل بينها فاصلٌ زمنيٌ متساوٍ وهو ما يُعرف بنظم القلب (بالإنجليزية: Heart rhythm)، وكلاهما مؤشر مهم يُؤخذ بعين الاعتبار عندما يتعلق الأمر بالحالة الصّحيّة للإنسان، ولفهم ذلك بطريقة أوضح يجدر بيان أنّ القلب عضو عضليٌّ يقع في منتصف الصدر وتتمثل وظيفته في ضخ الدّم الغني بالأكسجين والمواد الغذائيّة إلى أجزاء الجسم المختلفة، واستعادة الدّم المحمّل بالفضلات منها؛ حيث تتناسب كمية الدّم التي يضخها القلب السّليم مع احتياجات الجسم تبعاً للنشاط الذي يؤديه.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ Markus MacGill (15-11-2017),“What should my heart rate be?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب “Pulse & Heart Rate”, my.clevelandclinic.org,18-11-2018, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  3. Henry Knipe, Yuranga Weerakkody، “Fetal heart rate”، radiopaedia.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  4. ^ أ ب “Your heart rate”, www.bhf.org.uk, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  5. ^ أ ب “What your heart rate is telling you”, www.health.harvard.edu,23-10-2018، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  6. “aerobic capacity “, www.yourdictionary.com, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  7. ^ أ ب Bahar Gholipour (12-1-2018), “What Is a Normal Heart Rate?”، www.livescience.com, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  8. KELLIE BRAMLET BLACKBURN (2-2018) “How to get your heart rate up”, www.mdanderson.org, Retrieved 24-12-2919. Edited.
  9. “Slow Heartbeat”, www.hrsonline.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  10. “What’s a normal resting heart rate?”, www.mayoclinic.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  11. “Bradycardia: Slow Heart Rate”, www.heart.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  12. “ABOUT TACHYCARDIA”, www.medtronic.com, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  13. ^ أ ب ت ث Jill Seladi-Schulman (19-10-2018), “What’s Considered a Dangerous Heart Rate?”، www.healthline.com, Retrieved 24-12-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى