احكام الشريعة الاسلامية

جديد ما حكم تربية الطيور

مقدمة

لا شكّ أن الاسلام لم يدع شأنا من شؤون الحياة الا وتحدّث عنه ولم يترك حكما إلا وأورده ، ووصل هذا الينا من كلام الله عزّ وجلّ ومن سنّة النبي صلّى الله عليه وسلّم ، ومن أفعال الصحابة رضوان الله تعالى عنهم ، فأفعال الصحابة أيضاً وهم أقرب الناس إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم لا يفعلون أمراً يخالف هديه صلّى الله عليه وسلّم أو سنته عليه الصلاة والسلام .

موقف الإسلام من العناية و الرأفة بالحيوان

وبالتالي فإن الدّين الإسلامي الحنيف لم يُغفل الحديث عن الرأفة بالحيوان والطير ، ففي السنّة النبوية نجد أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد تحدّث عن امرأةٍ دخلت النار في هرّة ( قطّة ) حبستها فلم تتركها تأكل من خشاش الأرض ولم تطعمها ، وتحدّث صلى الله عليه وسلم عن امرأةٍ من بني اسرائيل وقد كانت بغيّة قد دخلت الجنة بسبب كلب سقته ماء .

رأي الرسول صلى الله عليه و سلم بتربية الطيور

أمّا ما يخص تربية الطيور فلم ينهى النبيّ صلى الله عليه وسلّم عن ذلك وفيه رأى العلماء جواز تربية الطيور ولو كانت في الأقفاص ولكن شريطة أن يعتني فيها ويطعمها ولا يمنعها من الطعام أو الشراب ، وقد ورد في السنة النبوية المطهّرة عن مداعبة النبيّ صلى الله عليه وسلّم للصبي عمير في الحديث الذي ثبت في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أنه ‏قال ” كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً، وكان لي أخ يقال له: أبو عمير، ‏قال: أحسبه فطيماً، وكان إذا جاء قال يا أبا عمير ما فعل النغير”. والنغير طائر صغير كان يلعب به.

وفي شرح الحديث للإمام المحدّث الحافظ ابن حجر العسقلاني حيث يستخلص الحكم والفوائد من هذا الحديث ما ننقله اليكم حيث يقول رحمه الله : ((جواز إنفاق المال فيما يتلهى به الصغير من المباحات، وجواز إمساك ‏الطير في القفص ونحوه، وقص جناح الطير، إذ لا يخلو حال طير أبي عمير من واحد منهما، ‏وأيهما كان الواقع التحق به الآخر في الحكم.)‏)

ولا ننسى أن الإسلام قد سبق جميع المنظّمات العالية التي تنادي بحقوق الحيوان وتُدافع عنه ، فالإسلام تعامل مع الحيوان ككائن حي يشعر وله حقوق لا يمكن تجاهلها ، فيوم القيامة يأخذ كل حيوان حقه ممن أذاه في الدنيا ، وهذا من تما عدل الخالق سبحانه وتعالى ، فلا يأتي كائن حي على النيل من حقوف كائن حي آخر إلا ويُحاسَب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى