تاريخ الدول

جديد قيام الدولة الفاطمية في المغرب

الدولة الفاطمية

نشأت الدولة الفاطمية عام 959م، وقد اتخذ الفاطميون اللغة العربية لغةً رسمية لهم إلى جانب السريانية، والبربرية، والقبطية، وكان الدينار عملتهم الرسمية، تنسب الدولة الفاطمية إلى مؤسسها عبيد الله المهدي الذي نشر دعوته في الأقاليم البعيدة عن مركز الخلافة العباسية مثل: بلاد الشام، والحجاز، وصقلية، وبلاد المغرب، فامتدت حدود الدولة الفاطمية على طول ساحل البحر المتوسط من المغرب إلى مصر.[١]

نشأة وتأسيس الدولة الفاطمية في المغرب

كانت بيئة المغرب العربي بيئة حاضنة ومواتية لتبنّي الخلافة الفاطمية، حيث كان المذهب العلوي منتشراً بين السكان من الأمازيغ والبربر، إضافة للحب العظيم الذي يكنّه السكان لآل بيت الرسول محمد عليه السلام، كما أنّ المغرب كان يحكمها الأدارسة العلويون ممّا سهل على دعاة الفاطمية نشر دعوتهم بين السكان، فكان الإمام عبيد الله المهدي حريصاً على نشر دعوته في المغرب، فأرسل رجلاً اسمه عبد الله الذي توجّه للمغرب وبدأ بنشر الدعوة الفاطمية، فلاقى الترحيب من السكان، واستغلّ ذلك لبسط نفوذ الفاطميين على شمال إفريقيا.[٢]

إلا أنَّ بعض الأسر العربية الحاكمة كالأغالبة وعاصمتهم القيروان كانت موالية للسلطة العباسية في بغداد، فكان على عبد لله التخلص منهم ليبسط النفوذ الفاطمي على أهمّ مناطق المغرب العربي، وفي 290هـ اشتبك الأغالبة مع الفاطميين في معركة قاسية انتصر فيها الفاطميون بقيادة عبد الله فاستولى على بلزمة، وطبنة، وسطيف، ثمَّ استولى على القيروان ورقادة، وبالتالي أبطل السيطرة العباسية على أهمّ مناطق المغرب العربي.[٢]

الخلفاء الفاطميون في المغرب

في عام 297هـ كان عبيد الله المهدي كان قد نجح بنشر وترسيخ الدعوة الفاطميّة في المغرب، كما استطاع أن يجمع سكان المغرب حوله الذين سارعوا بالترحيب به، فسكن في إحدى قصور رقادة ولقّب بالمهدي أمير المؤمنين، وذكر اسمه بالخطبة ودعي له على منابر المساجد، إلا أنّ الخراب كان قد انتشر في الجهاز الإداري للمغرب فعمل على إعادة بنائه واستعان بالسكان كعمال وزعماء على الولايات المغربية، كما أمر بقتل عبد الله، وأسّس مدينة المهدية جنوب القيروان فحصّنها واتخذها مركزاً له.[٣]

توفي عبيد الله المهدي سنة 322هـ وخلفه ابنه أبي القاسم الذي لقّب بأمر الله، ونشبت في عصره عدّة ثورات أشهرها ثورة أبو يزيد كيدار الذي دعا للخروج عن الخلافة الفاطمية ووصل إلى القيروان واستولى عليها، ثم توفي أبي القاسم في 433هـ وجاء ابنه إسماعيل الذي لقب بالمنصور واستطاع أن يقضي على ثورة أبي يزيد وقتله، كما قام ببناء مدينة المنصورية واتّخذها مركزاً له، كما أمر ببناء أسطول كبير.[٣]

توفّي المنصور في 341هـ وخلفه ابنه المعزّ الذي سعى إلى محاربة الثورات القائمة ضدّ الوجود الفاطمي، فأرسل جيشه إلى المغرب الأقصى وفتح جميع مدنه باستثناء سبته وطنجة، إلا أنّ حالة من الفوضى والاضطراب عادة تضرب المغرب فتجدّدت الثورات ضدّ الفاطميين، فانتقل المعزّ إلى مصر، حيث لم يكن يرى المغرب المكان المناسب لاستقرار الدولة الفاطميّة، فانتقل مركز الدولة الفاطمية إلى مصر وبقيت بعض مناطق المغرب تابعة لها.[٤]

المراجع

  1. The Editors of Encyclopaedia Britannica, “Fāṭimid Dynasty ISLAMIC DYNASTY”، www.britannica.com, Retrieved 30-6-2018. Edited.
  2. ^ أ ب Prof .Dr. Ali Hassan Ghadban, Prof .Dr. Khalil Jalil Bakhit, “The beginnings of the Fatimid state in the country of Morocco (Historical study)”، alustathiq.com, Retrieved 30-6-2018. Edited.
  3. ^ أ ب DAVID HATCHER CHILDRESS, Lost Cities of Atlantis, Ancient Europe & the Mediterranean, Page 236. Edited.
  4. SPENCER C. TUCHER, A Global Chronology of Conflict: From the Ancient World to the Modern Middle .., Page 134. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى