مصطلحات إسلامية

جديد ما معنى معجزة

المعجزة

كلمة المعجزة في اللغة بضمّ الميم مأخوذة من العجْز، وهو انعدام القدرة تجاه أمرٍ ما، وأمّا في الاصطلاح الشرعيّ فالمعجزة هي أمر خارق للعادة يؤيد به الله -تعالى- أنبياءه بإجراءه على أيديهم، ويكون مخالفاً لطبيعة الكون وسنن الحياة التي اعتاد عليها النّاس، والهدف من ذلك إظهار صدقهم وصدق نبوّتهم، ويكون ذلك الأمر مقروناً بالتحدّي للنّاس بأن يأتوا بمثله أو بما يقاربه،[١][٢] وتأتي المعجزة كبرهان ودليل على صدق النبيّ أو الرّسول الذي أرسله الله تعالى، فلو ادّعى إنسان أنّه رسول من عند الله ثمّ لم يُقِم بيّنة أو برهاناً على صدق دعواه لَما صدّقه أحد.[٣]

وبما أن التحدّي من خصائص المعجزات فقد جعل الله -تعالى- معجزة كلّ نبي من أنبيائه -عليهم السّلام- من نوع ما يُتقن قومه من الأمور، فمعجزة رسول الله محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- كانت في القرآن الكريم؛ حيث كان قومه من الأقوياء في اللغة والبلاغة والفصاحة في فنونها وآدابها، وهكذا في كلّ معجزة يهبها الله -تعالى- لنبيّ من أنبيائه، ومع ذلك فقد يؤيد الله -تعالى- أنبياءه بمعجزاتٍ أخرى غير التي من جنس ما برع بها أقوامهم إلّا أنّ المعجزة الرئيسيّة تكون ممّا يُتقنه قومه، وجعل الله -عزّ وجلّ- خَرْق المعجزة للعادة البشريّة والسنن الكونيّة أمراً جليّاً واضحاً حتى تُقام الحجّة على النّاس، وذلك رحمة منه بهم لكي لا يبقى الأمر مُشتبهاً ومُشكلاً عليهم، ولتتم إقامة الحجّة على النّاس اصطفى الله -تعالى- للمعجزات رجالاً عظماء يحملونها.[٣]

شروط المعجزة

اشترط العلماء لتحقّق معنى المعجزة شروطاً معينةً بيانها على النحو الآتي:[٤]

  • أن يكون الأمر ممّا لا يملك ولا يستطيع القيام به إلّا الله تعالى؛ والمراد من اشتراط هذا الشرط أن يخرج الأمر عن مقدور البشر؛ لأنّه لو ادّعى شخص النبوّة ثمّ قال معجزتي أنّني أستطيع الأكل أو أستطيع المشي أو أملك بيتاً أو غير ذلك ممّا هو في مقدور البشر لم يكن ما يقوله دليلاً أو حجّة أو إعجازاً بالنسبة للنّاس، فجميعهم يفعلون ما يقول أنّه معجزة، ولِما ثبت بكلامه صدق دعواه.
  • أن يكون الأمر خارقاً للمعتاد متجاوزاً للسّنن الطبيعية المألوفة؛ فمن ادّعى النبوّة ثمّ أخبر بأنّ معجزته الدّالة على صدق نبوّته هي طلوع الشّمس أو غروبها أو تبدّل الفصول؛ فإنّ كلامه ذلك لا يعدّ مصدّقاً لدعواه مع أنّ تلك الأمور لا يملك فعلها إلّا الله تعالى؛ إلّا أنّها سنّة كونيّة يعرفها النّاس ويألفونها وكانت موجودة قبل ادّعاء النبوّة، ولكنّ المعجزة أن تُخرق تلك السّنن وتتبدّل على يد مدّعي النبوّة إن كان صادقاً في دعواه.
  • أن يستشهد مدّعي النبوة بالفعل على الله تعالى؛ بأن يقول: معجزتي أن يحيي الله -تعالى- هذا الميت عندما أمسح على صدره، فيحصل ذلك بأمر الله -تعالى- إن كان صادقاً.
  • أن يحصل الأمر الذي ادّعى مدّعي النبوّة بأنّه معجزته على الشّكل الذي ادّعاه؛ فمثلاً لو ادّعى أحدهم النبوّة وقال بأنّ معجزته هي نطق حيوان معين فنطق ذلك الحيوان بالقول: (هو كاذب وهو ليس نبيّ)؛ فيكون الأمر الذي ادّعاه ليس معجزةً له؛ لأنّه وقع على غير الصورة التي ادّعاها ذلك المدّعي، ومن ذلك ما ورد عن مسيلمة الكذّاب أنّه عندما ادّعى النبوة بصق في بئرٍ وهو يريد أن يكثر الماء فيها فغارت الماء التي فيها بمشيئة الله تعالى، فكان ذلك آيةً من آيات الله تدّل على كذبه وليس على صدق دعواه؛ لأنّها وقعت على خلاف ما أراد.
  • أن لا يأتي أحد بمثل الأمر المدّعى بأنّه معجزة؛ فإن أتى أحد بمثله فقد خرج عن كونه ليس في مقدور البشر وأصبح أمراً ممكناً لأي أحد، ومثل ذلك لا يُوصف بأنّه معجزة.

الحِكمة من المعجزة

أيّد الله -تعالى- جميع أنبيائه -عليهم السّلام- بالمعجزات؛ لحِكم عديدةٍ وبيان بعضها فيما يأتي:[٣]

  • تُظهر المعجزات قدرة الله -عزّ وجلّ- بما يفعله من خوارق للعادات وللسنن الكونيّة، ممّا يؤكد دعوى الأنبياء وصدقهم فيها، فيؤمن النّاس بالرّسل ودعواتهم.
  • تُبيّن المعجزات رحمة الله -تعالى- بعباده، فهو يطمئنهم ويبصّرهم بالطريق المستقيم.
  • توضّح المعجزات حِكمة الله عزّ وجلّ، فهو يرسل الرّسل ولا يتركهم دون تأييدٍ منه، بل يرسل معهم ويجري على أيديهم معجزات تؤكّد دعواهم حتى يتحقّق مراد الله -تعالى- من إيمان النّاس.
  • تُعين المعجزات الرّسل عليهم السّلام، وتيسّر عليهم مهمة دعوة النّاس إلى الإيمان، فعندما يرون المعجزة يباشرون إلى التصديق والامتثال لأوامر رسلهم.
  • تُقيم المعجزات الحُجّة على النّاس، فلولاها لكانت حُجّة النّاس بعدم الإيمان أنّهم لم يستطيعوا التثبّت من صدق النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
  • تُظهر المعجزات أنّ الكون بكلّ ما فيه خاضع لله تعالى، فإذا أراد الله -تعالى- شيئاً كان على الصورة التي يريدها الله.

معجزات النبيّ محمّد

أيّد الله -تعالى- رسوله محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- بالكثير من المعجزات التي تؤيّد رسالته، ومن معجزاته:[٥]

  • القرآن الكريم؛ وهي معجزة الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- الخالدة التي تحدّى فيها الإنس والجنّ فلم يستطيعوا أن يأتوا بمثله.
  • حادثة انشقاق القمر؛ وقد حدثت في زمان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وشهد قومه عليها وذكرها الله -تعالى- في القرآن الكريم.
  • حادثة الإسراء والمعراج؛ حيث أُسري بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثمّ عُرج به إلى السماوات العُلى ثمّ رجع إلى مكّة المكرّمة.
  • تكثير الطعام والشراب؛ حيث شَرِب مرّة عشرات الرجال من إناء لبن ناولهم إيّاه الرّسول صلّى الله عليه وسلّم.
  • حنين جذع الشجرة للرّسول صلّى الله عليه وسلّم؛ وذلك حين افتقده مرّة فسمع النّاس بكاءه ونحيبه في المسجد.
  • إخبار الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- بالكثير من الغيبيات التي كانت تقع كما يُخبر عنها.
  • ظهور نبع ماء بين أصابع الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- أكثر من مرّة.

المراجع

  1. جوهرة الوثلان (2012-6-24)، ” الفرق بين المعجزة والكرامة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-11.
  2. د/ علي مشاعل(2002-6-16)، “الفرق بين المعجزة والكرامة والسحر”، articles.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-11. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت “آيات الأنبياء وأثرها في المجتمع”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-11. بتصرّف.
  4. “فائدة في تعريف المعجزة وشرائطها”، www.almtoon.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-11. بتصرّف.
  5. د. خالد بن محمد الشهري (2015-11-29)، “من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-11. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى